التفريغ
قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد - 00:00:00ضَ
فاوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله عز وجل. ايها الاخوة ان الله تعالى ان الله تعالى ينوع على عباده الاحوال ويقلب عليهم الامور ليستخرج بذلك انواعا من عبودية لم تكن لتخرج - 00:00:22ضَ
لم تكن لتخرج لولا هذا التنوع والتقليم في رفع الله بذلك اقواما ويضع به اخرين ومن تلكم الاحوال التي يبتلي بها عباده. حال المرض بعد الصحة. ذلك ان الصحة في الابدان - 00:00:46ضَ
من اعظم نعم المنان فبالصحة ينشط العبد للقيام بحقوق نفسه وحقوق غيره فضلا عن حقوق خالقه. ومع المرض يضعف ذلك الى حد قد يصل الى الانقطاع. لكن ايها الاخوة وليس غير المؤمن - 00:01:06ضَ
ينظر لهذه الاحوال نظرة اخرى تختلف عن غيره فهو كما قال صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير. وليس ذلك احد الا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس - 00:01:29ضَ
لاحد الا للمؤمن. وفي البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه فالمرض للمؤمن علامة على ارادة الله تعالى به الخير. فسبحان من رحم عباده. سبحان من رحم - 00:01:57ضَ
عباده في حال قوتهم وضعفهم وسبحان من اكرمهم بانواع من الكرامات حال المرض لا تتحقق لهم حال الصحة. ايها المؤمنون ان عيش الانسان في حال المرض له فوائد وعبر عظيمة. منها استخراج - 00:02:18ضَ
عبودية الضراء في هذه الحال. يقول ابن القيم رحمه الله فان الله سبحانه لم يبتليه لم ليهلكه وانما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته. فان لله تعالى على العبد عبودية في الضراء - 00:02:42ضَ
وله عبودية عليه فيما يكره. كما له عبودية فيما يحب. واكثر الخلق واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون والشأن كله في اعطاء العبودية في المكاره. ففي هذا تتفاوت مراتب العباد وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى - 00:03:02ضَ
ومن فوائد المرظ والعبرة فيه انه تكفير للخطايا والذنوب التي لا يكاد ينفك عنها العبد وهي داخلة في عموم قوله سبحانه وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم اعفو عن كثير. وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال ما يصيب المؤمن من وصب ولا هم ولا - 00:03:29ضَ
كحزن ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. وفي صحيح مسلم ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها الا كتب الله له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة - 00:03:59ضَ
الله اكبر. المريض لا تكفر عنه ذنوبه فحسب. بل ترفع درجاته عند الله. ولما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة من الانصار يقال لها ام السائب او ام المسيب قال ما لك يا - 00:04:19ضَ
ام السائب او يا ام المسيب ما لك تزفزفين قالت الحمى لا بارك الله فيها. فقال عليه الصلاة والسلام لا تسب لا تسب الحمى. فانها تذهب خطايا بني ادم كما يذهب الكير خبث الحديد. وفي الترمذي وصححه ولا يزال البلاء - 00:04:39ضَ
وبالمؤمن في اهله وماله وولده. حتى يلقى الله وما عليه خطيئة. فاي كرم هذا يا عباد الله اي كرم الهي هذا؟ حتى الشوكة التي نكره المشي عليها نؤجر. حتى الهم الذي يصيبنا - 00:05:05ضَ
ونكرهه بسبب ديني او دنيوي يكفر الله به عنا. حتى المرض الذي لا تحبه فطرة هو محرقة لسيئاتنا. ولهذا قال بعض السلف لولا مصائب الدنيا لوردنا مفاليس ومن حكم الله تعالى في ابتلاء عبده بالمرض انه يكسر النفس فتكون اقرب الى - 00:05:25ضَ
منها في حال الصحة غالبا. وبه تستخرج عبودية التذلل لله. والافتقار اليه سبحانه. فالصحيح غالبا ما يتحرك ويمشي في مناكب الارض فيغفل وينسى. اما المريض فهو غالبا اقرب واكثر انكسارا وهذا يظهر على صفحات وجوه المرضى. فكم من متكبر كسره المرض؟ وكم من طاغ - 00:05:55ضَ
شامخ بانفه ارغمه الله في التراب فكسره بالمرظ. وفي الوقت ذاته كم من مريظ ايها الاحبة كان المرض فرصة له لمحاسبة نفسه. وكم من مريض كانت ايام مرضه اسعد ايام - 00:06:25ضَ
حياته حين شرح الله صدره للتوبة والاوبة. بعد ان وجد فرصة للتفكير في مستقبله الاخروي الباقي بدلا من الركن دون وعي في هذه الدار الفانية. وهذا المعنى يظهر جيدا لمن - 00:06:45ضَ
تأمل وتدبر قوله تعالى وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون. ومن حكم الله عز وجل في ابتلاء عبده بهذه الامراض ان يستخرج ان يستخرج عبودية الصبر. هذا الصبر الذي هو من اعظم مقامات العبودية. وبه اثنى على خيرة خلقه. فقال سبحانه عن طائفة من انبيائه - 00:07:05ضَ
كل من الصابرين. والصبر سبب لمعية الله تعالى لعبده. والله مع الصابرين والصابرون لهم اجر لم يذكر مثيل له في القرآن. فقال سبحانه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. واذا كان الذي يكرمك هو الله ويقول لك كرمي لا حد له ولا حساب له - 00:07:35ضَ
فما ظنك بما سيكرمك به؟ ويتأكد هذا المعنى اعني معنى الصبر وعبودية الصبر تتأكد وحينما يشتد المرض ويعظم البلاء. ومن عبر ومن العبر والدروس والفوائد في مثل هذه الامراض ان العبد تكون له عند الله منزلة لا يبلغها بعمله. لا يبلغها بعمله. فلا يفتح عليه في - 00:08:04ضَ
انواع من التعبد. وليس هو من اهل الاموال الطائلة ليتصدق. لكن يبتلى بمثل هذه. ليبتلى بمثل هذه ابتلاءات ومنها المرض في رفعه الله رفعة يتمنى معها يوم القيامة ان لو عاش حياته كلها - 00:08:34ضَ
لها ابتلاءات لولا اننا مأمورون بسؤال الله العافية. روى الامام احمد وابن حبان في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم انه قال ان الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمله فما يزال - 00:08:54ضَ
بما يكره حتى يبلغه اياها. ومن ومن فوائد الابتلاء بالمرض ان يعرف العبد قيمة العافية والصحة. التي يتقلب فيها سنوات وربما عقود من الزمن. وربما عقودا من الزمن ومن مأثور الحكم الصحة تاج على رؤوس الاصحاء. لا يراها الا المرضى. فيعتبر بذلك عند - 00:09:14ضَ
فيغتنم صحته قبل مرضه. ونشاطه قبل ضعفه. وشبابه قبل هرمه. ومن البدنية المتعلقة بمثل هذا الابتلاء انه سبب في استخراج بعظ الامراظ التي سببت وهنه وسبب في طرد في بدنه من سموم وخلايا ميتة. فيتجدد بذلك نشاطه. وتعود عافيته. وقد يكون ذلك انفع - 00:09:44ضَ
من كثير من الادوية. هذه يا عباد الله غيض من فيض. من فوائد الابتلاء بالمرض. وما لم يذكر اكثر وانما هي اشارة تذكر الغافل. وتنبه الناس ولله در الشاعر يوم قال قد ينعم الله - 00:10:14ضَ
بالبلوى وان عظمت ويبتلي الله بعض القوم بالنعم. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا قواتنا ما ابقيتنا واجعلها عونا لنا على طاعتك يا رب العالمين. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم - 00:10:34ضَ
ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب. فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. فان الحديث عن انتشار فيروس كورونا يكاد يستولي على مجالس الناس هذه الايام. وهذا شيء طبيعي لكن هل من المقبول ايها المسلمون المعتبرون ان تتوقف احاديثنا عند نقل اخبار اعداد المصابين - 00:10:54ضَ
او الموتى الذين قضوا بسببه؟ هل يليق ان تتوقف اخبارنا عند التحليل وربما الرصد لاخبار هذا المرض وهل هو مؤامرة او غير مؤامرة؟ هل هو احد مستفيد منه او غير مستفيد - 00:11:24ضَ
ايليق ان تتوقف احاديثنا عند هذا الحد؟ ان المؤمن يا عباد الله له في كل شيء فكرة وعبرة ومن ذلك اخبار امثال هذه الفيروسات والاوبئة. التي يبتلي الله تعالى بها عباده بين حين واخر - 00:11:44ضَ
وتكون في امكنة دون امكنة. ومن العبر التي ينبغي الا تغيب عن المؤمن الفطن. ان يعتبر المؤمن فان في انتشار هذه الاوبئة عبرة وعظة. ودلالة على قدرة الرب جل جلاله. وظعف - 00:12:04ضَ
المخلوقين الذين مهما اوتوا من قوة او تقدموا في علومهم مطبهم فهم لا يخرجون عن دائرة الضعف والعجز وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فيروس صغير لم يكتشف بعد علاجه - 00:12:24ضَ
يقلق دولا ويفزع ما شاء الله ان يفزع من الافراد. فيروس لا يرى الا بالمجاهر الدقيقة ولعلكم تتذكرون ما الذي اصاب الناس قبل اعوام؟ حينما انتشرت حمى الوادي المتصدع. وبعدها - 00:12:44ضَ
انفلونزا الخنازير. ثم انفلونزا الدجاج. في جملة من الابتلاءات والاوبئة والفيروسات. تعمل الاحتياطات القوية العظيمة من اجل فيروس صغير لا يرى الا بالمجاهر. ثم قد لا المطلوب كله. والسؤال الذي يورث تعظيما لله عز وجل. من الذي سلط هذه المخلوقات الضعيفة - 00:13:04ضَ
على هذه المخلوقات التي هي اكبر منها بمئات المرات. من الذي اظهر قدرته وعجز عباده. من الذي اظهر لعباده سعة علمه؟ وعظيم جهلهم. انه الله عز الذي يعرف عباده الذي يعرف عباده بقوته وظعفهم. والسؤال الاكبر - 00:13:34ضَ
المهم في حقنا هل اظهرنا افتقارنا الى الله؟ وضرورتنا اليه. وهل اظهرنا عبوديتنا في مثل هذه المقامات ثانيا ايها الاحبة المؤمن مع انتشار مثل هذا الفيروس. ومع ما يقع منه من قلق طبيعي وخوف على نفسه وعلى اخوانه المسلمين - 00:14:04ضَ
لكنه ينظر الى مثل هذا بمنظار اخر. وهو منظار لطف الله عز وجل. لطف الله عز وجل تخفيفه على عباده. فهذا الفيروس وان قيل ما قيل عنه. وذكر ما ذكر عنه. الا انه يبقى بعد - 00:14:28ضَ
في مناطق محدودة واعداد المصابين به وان لم تكن قليلة. لكنها اذا قيست بعدد الناس فهي لا تكاد تذكر ومن جهة اخرى ينظر العبد الى لطف الله تعالى حيث لم يسلطه على البلاد كلها. لم يسلطه على - 00:14:48ضَ
ادي كلها فسبحان الله وتبارك الله اللطيف الرحيم. لطف لطف بعباده فرحمهم. فلم ينتقل مثل وهذا الى كل البلاد. ثالثا ايها الاحبة واخيرا هل تحدث مثل هذه الاخبار هل تحدث مثل هذه الاخبار لنا توبة وانابة؟ وافتقارا وضراعة؟ اين نحن من قول الله عز وجل - 00:15:08ضَ
وما ارسلنا في قرية من نبي الا اخذنا اهلها بالبأساء والضراء. لماذا؟ ما الحكمة يا رب لها لعلهم يتضرعون. ثم قال الله عز وجل بعدها ثم بدلنا مكان السيئة الحسن - 00:15:37ضَ
حتى عفوا يعني كثروا وقالوا كحديث الامس. قد مس اباءنا الضراء والسراء فاخذناهم بغتة وهم لا يشعرون. نعوذ بالله تعالى من سنة الغفلة. ونعوذ بالله تعالى من جمود العيون القلوب ونسأل الله سبحانه وتعالى لمن مات من اخواننا المسلمين بهذا الوباء ان يكون ذلك شهادة لهم وكفارا - 00:15:57ضَ
كما نسأله عز وجل لمن ابتلي به من اخواننا ان ينزل الله تعالى عليهم عافية من عنده وشفاء من عنده اللهم يا ربنا ويا مولانا ويا خالقنا اللهم ارحم موتانا اللهم ارحم موتانا وعافي مبتلانا - 00:16:28ضَ
في مرضانا واقض ديوننا واجعل اخرتنا خيرا من دنيانا - 00:16:48ضَ