أمير الصعاليك - عروة بن الورد

عروة بن الورد أمير الصعاليك (2) -لا يحب الكسل والبطالة والخسة

محمد صالح

السلام عليكم ورحمة الله. واهلا بكم في حلقة جديدة على قناة مدرسة الشعر العربي. مع محمد صالح هذه هي الحلقة الثانية من قراءتنا لرائية عروة ابن الورد قالها عندما لامته زوجته على كثرة تعريض نفسه للاخطار في - 00:00:03ضَ

حروبه وغاراته في بداية القصيدة عاتبها. ثم بين لها ان حسن السيرة هو الذي يبقى بعد موت الانسان ولهذا يبذل جهده ليشتري الشرف وهو يحاول لعله يموت او يحصل لنفسه ولها على الغنى. جادلته زوجته. هل يريد ان يظل بهذه الحال - 00:00:22ضَ

نفسه في التراب مع رفاقه فرد عليها انه سيفعل هذا طالما رأى اولاد عمومته يحتاجونه ويطلبون مساعدته. وكذلك نساء الحي الا ساءت حالتهن من الفقر. في حلقة اليوم سيصف حالة الصعلوك الفقير المذلة في مجموعة الابيات الاولى ثم يقارن بينها - 00:00:45ضَ

وبين الصعلوك القوي الشريف ويفخر في نهاية الابيات بقوته. وانه سيغزو الجميع وسينتصر في النهاية. وسيأتي له الضيوف من كل مكان يستريحون عنده فيكرمهم ويعطيهم. القصيدة في غاية الجمال وفيها فروسية ومكارم اخلاق. وامل ان تستمتعوا بها - 00:01:08ضَ

بعد هذه المناقشة اذا هيا بنا نبدأ قال عروة لحى الله صعلوكا اذا جن ليله مصافي المشاشي الفا كل مجزري. لحا الله هي صيغة بمعنى قبحه الله جن ليله يعني اسود ليله. المصدر جنة يفيد معنى الاخفاء والستر. وكل شيء جن عنك فقد - 00:01:31ضَ

ستر عنك. فالجن سمي جنا لانه مختف. والجنون هو اختفاء العقل والجنين هو الطفل المختفي في بطن امه والجنة هي الحديقة المختفية وراء الاشجار. مصافي يعني يصافيه اي يلازمه دائما كانه اصطفاه واحبه - 00:01:59ضَ

المشاش هو العظم اللين الذي يمضغ لتستخرج عصارته وامتش اي حلب او اعتصر الفا يعني معتادا على المكان. مجزر اسمه مكان من جزرة اي مكان الذبح يقول قبح الله صعلوكا فقيرا. اذا اظلم الليل عليه لم يقم للغزو كما يفعل الشجعان. بل هو محب - 00:02:20ضَ

بواقي العظام يعتصرها ويمتصها ليسد رمقه. يبحث عن سقط الطعام. معتاد على اماكن الذبح يتردد وعليها ليلتقط اللحم الرديء والمشاش. كانه يصافيه ويلازمه حبا له صورة حقيرة لرجل فقير وخامل الهمة - 00:02:47ضَ

يتكلم عروة عنه بهذه الطريقة لزوجته ولنا ليذكر مثالا للصعلوك الذي لا يريد ان يكون مثله يخاطب زوجته ويقول لها هل تريدين ان اكون كذلك يعد الغنى من نفسه كل ليلة اصاب قراها من صديق ميسر - 00:03:09ضَ

القرى ما يقدم الى الضيف ميسر اي ميسور الحال وييسر حياة الفقراء ان يساعدهم يقول ان هذا الرجل قليل الهمة ولا طموح عنده. فاذا تحصل على طعام يومه باحسان صديق غني حسب نفسه غني - 00:03:30ضَ

وقعد عن طلب الرزق. وهذا بسبب قلة همته وخوار عزيمته. فهذا رجل فقير ومع ذلك يقنع بطعام كل يوم بيومه. حتى لو عن طريق الصدفة والمساعدات. وبالطبع لا يرضى عروة لنفسه هذا - 00:03:49ضَ

قليل التماس الزاد الا لنفسه. اذا هو امسى كالعريش المجور التماس الزاد تعني طلب الرزق. العريش هي الخيمة التي تصنع من بعض الجذوع وجريد النخل. تسمى الى الان في العامية - 00:04:09ضَ

باسم عريشة. جور البناء اي هدمه العريش المجور معناها العريش الخرب المتهدم. يقول ان هذا الذي ضربه مثلا هو شخص كسول قليل البحث يعني الرزق الا عندما يبحث لنفسه ولمصلحته الشخصية فقط عن بعض الرزق القليل - 00:04:26ضَ

فهو يجمع الكسل والانانية وتراه مساء جالسا بلا شغل كالعريش المهدمة. وهذا تشبيه ذكي من عروة. فالعريشة المهدمة لا يأتي منها منفعة لاحد ولا يستفيد بظلها احد. تماما مثل هذا الكسول. جثة كبيرة ولكن بلا فائدة لنفسه - 00:04:49ضَ

ولا للناس. طبعا هذا مختلف تماما عن نفسية عروة. الرجل الذي يحب الخير للجميع. والذي لا يتحمل ان يرى اولاد عموما ونساء الحي يعانون ينام عشاء ثم يصبح ناعسا يحث الحصى عن جنبه المتعفر - 00:05:11ضَ

ينام وقت العشاء باكرا يقصد انه ليس صاحب ادلاج ولا غزو في الليل الادلاج هو السير ليلا وعندما يصبح في اليوم التالي يقوم ناعسا متكاسلا لعدم وجود ما يشغله. فهو متبطل كسول - 00:05:33ضَ

وكل ما يفعله ان يبعد التراب والحصى عن جانب جسده المتعثر. فعروى يرسم بذكاء صورة لهذا الفقير الكسول وحالته المزرية لا يغزو ولا يعمل وينام على التراب ويتعفر. ورغم ذلك لا يفعل شيئا ليغير حالته. وتأتي القصيدة ايضا بكلمة - 00:05:51ضَ

طاويا بدل ناعسا. اي انه جائع وفارغ البطن ولا يحب عروة هذا الفقر الذي يسبب الهوان. ويظهر هذا في شخصيته وبقية شعره وهو الذي قال في قصيدة اخرى دعيني للغنى اسعى فاني رأيت الناس شرهم الفقير - 00:06:11ضَ

قال فيها ان الفقر الشديد بهذه الطريقة هو ان وذل. ويسبب عدم احترام الناس له حتى الطفل الصغير لا يحترمه ولا يغفر ذنبه ولا يسامحه الناس بعكس الغني ومن المعروف عن طائفة الشعراء الصعاليق انهم يمتدحون القوة. وكما ذكرت في حلقة المقدمة التي تكلمنا فيها عن سمات شعرهم - 00:06:33ضَ

ذكرت انهم يأنفون من الاعمال العادية. وذكرت ابط شرا انه يأنف من رعي الاغنام. ولكنه يرى نفسه مقاتل لن يحصل على رزقه بالقوة فهذا اشرف الاعمال في نظرهم. ولهذا ينتقد عروة الصعلوك الكسول بهذه القوة - 00:06:57ضَ

ثم يكمل يعين نساء الحي ما يستعينه. ويمسي طليحا كالبعير المحسر. يستعينه اي تطلب منه المعونة صليح يعني متعب ومرهق. وطلح البعير يعني فسد من كثرة السير المحسر تعني الهزيل الضعيف - 00:07:18ضَ

كل ما يفعله هو ان يخدم النساء في الحي ويعينها اذا طلبت معونته في امر من الامور يخدم مقابل طعامه والقليل من الرزق يعرض به انه مقيم بين النساء في المنازل ولا يخرج لامور الحرب او طلب الرزق كما يفعل الرجال. وكل ما يفعله ان - 00:07:41ضَ

يخدم هذه او هذه يرهق نفسه حتى يعود مساء وقد انهك واصبح كالبعير الهزيل ارهق نفسه في الاعمال الحقيرة. مرة اخرى هو يصف الصعلوك الخامل بهذه الطريقة لانه سيقارن نفسه به بعد قليل - 00:08:02ضَ

ثم يأتي لنا بالسورة المعاكسة. سورة الصعلوك القوي المشرف الذي يريد ان يكونه ولكن صعلوكا صحيفة وجهه كضوء شهاب القابس المتنور او قبسوا هو النار. والقابس هو الذي يأخذ شعلة منها. يشير الى نور وجهه لانه رجل مشرف - 00:08:21ضَ

يقول ولكن صعلوكا اخر وجهه منير لا قبحه الله كصاحبنا الكسول واراد به الصعلوك القوي الذي يعيش من غزواته وما يكسبه. ثم يتفضل على الفقراء وسيشرع في وصفه الان مطلا على اعدائه يزجرونه بساحتهم زجر المنيح المشهد - 00:08:46ضَ

مطل يعني مرتفع ومشرف من فوق يزجر يعني يصيح به المنيح كان العرب يلعبون بالقداح وهي اسهم معلمة بعلامات يضعونها في جعبة ثم يسحب كل واحد منهم ويرى ماذا يخرج له - 00:09:11ضَ

المنيح هو قدح او سهم من سهام اللعبة يضعونه في اللعب ليكثر عدد الاسهم. فاذا اختاره لاعب لا يفوز ولا يخسر بل يرجعه ويقولون رد رد يبعدونه ويعيدون اللعب مرة اخرى - 00:09:30ضَ

المشهر هو المعلم الواضح يقول ان هذا الصعلوك المحارب يشرف على اعدائه في اماكنهم من الاعلى. فيحاولون ابعاده عن ساحتهم وشبههم في باللاعبين الذين يبعدون القدح المنيح ويقولون له رد رد. ومع ذلك يعود للهجوم على اعدائه مرة - 00:09:47ضَ

بعد مرة اي انه يهاجم اعداءه في عقر دارهم وهم يحاولون ابعاده بلا جدوى فان بعدوا لا يأمنون اقترابه تشوف اهل الغائب المتنظر اذا ابتعدوا عنه قليلا اي هربوا من المكان وتركوه لا يأمنون عودته مهاجما مرة اخرى. فهو دائم الغزو واعداءه - 00:10:10ضَ

يعرفون هذا ويتوقعون عودته في اي وقت كما ينتظر اهل الغائب المسافر عودته اكيدة ولكنها فقط مسألة وقت فذلك ان يلقى المنية يلقها حميدا وان يستغني يوما فاجدريه. المنية هي الموت - 00:10:36ضَ

هذا الصعلوك ان يلقى حتفه او ان قدر عليه الموت في غزواته يلاقي الموتى وهو محمود الذكر لشجاعته واقدامه ورفضه للهوان وقد عذر نفسه وان يغنم من غزواته ويغتني فسيكون عن جدارة - 00:11:00ضَ

فهو يستحق هذا لانه اكتسبه بالسيف كما يرى عروة ايهلك معتم وزيد ولم اقم على ندم يوما ولي نفس مخطريه. معتم وزيد بطون من قبل قبيلة عبس اي اولاد عمومته - 00:11:18ضَ

الندب ان يدعو الانسان اخرين الى امر او حرب. فينتدبون اي يجيبون وندب القوم الى امر اي دعاهم وحثهم والندم ايضا هو الخطر مخطر من يخاطر بنفسه يقول هل يمكن ان يهلك اولاد عمي من بني معتم وبني زيد وانا موجود لم اجبهم عندما انتدبوني انا صاحب - 00:11:37ضَ

الجريئة المخاطرة ولا اخاطر بها من اجلهم هذا لا يكون طبعا السؤال غرضه الاستنكار اي ان هذا لن يحدث سيفزع بعد اليأس من لا يخافنا. كواسع في اخرى السوام المنفر - 00:12:03ضَ

كواسع جمع كاسع. وهي اسم فاعل وكسع فلانا اي ضربه من الخلف فدفعه او طرده السوام هي البهائم السائمة وهي الابل التي ترسل للرعي ولا يوضع لها علف المنفر المذعور الذي يقوده اصحابه امامهم - 00:12:24ضَ

يقول ان اعدائنا الذين لا يخافون منا الان سيفزعون بعدما امنوا اننا لا نغزو. ستفزعهم خيولنا الكواسع التي ستقودهم امامها وتضربهم على مؤخراتهم وتطاردهم. كما تفزع الابل المنفرة فهو يتفائل بالنصر الكبير القادم رغم سوء الحال - 00:12:46ضَ

بيت جميل وبليغ صراحة ككل هذه القصيدة نطاعن عنها اول القوم بالقنا وبيض خفاف ذات لون مشهر القناة هي الرماح والبيض هي السيوف مشهر من شهر اي جعل له لونا واضحا - 00:13:09ضَ

يقول في الغارات سنطاعن اول من يظهر لنا من القوم عن هذه السوام. سنطاعنهم بالرماح وبالسيوف الخفيفة عنا بالوانها المعروفة فيوما على نجد وغارات اهلها ويوما بارض ذات شث وعرعر - 00:13:32ضَ

والعرعر اشجار جبلية تنمو في الحجاز ومناطق تهامة يؤكد انه سيغزو كل الاماكن. وسيحارب الجميع يوما سيغزو مرتفعات نجد ويصد غارات اهلها ويوما تغزو جبال الحجاز ربما يكون لهذا علاقة بحرب داحس والغبراء. ففي اخر الحرب اضطرت قبيلة عبس للانتقال من حي الى حي من احياء العرب - 00:13:54ضَ

وحاربوا قبائل كثيرة. وذكرت هذا عندما تكلمت عن حرب داحس والغبراء يمكنك ان تشاهدها من هذه العلامة التي تظهر في الاعلى يناقضن بالشمط الكرام اولي القوى نقاب الحجاز في السريح المسير - 00:14:23ضَ

المناقلة هي اتقاء النقل. وهي الحجارة الصغيرة التي تكون في نقاب الجبال اي ممراتها الوعرة والمناقشة ايضا هي حسن السير الشمط الرجال الذين اختلط سواد شعرهم ببياض نقاب الحجاز اي ممراتها الوعرة بين الجبال - 00:14:43ضَ

استريح هو مثل النعل يوضع في اقدام الخيل والابل ليحميها من الحجارة المسير الذي جعل سيورا وهي قطع من الجلد تربط بها النعال. هذه الخيول الكريمة تحمل الرجال الكبار الذين يختلط شعرهم الاسود بالابيض - 00:15:04ضَ

تحملهم وتمشي بهم في نقاب جبال الحجاز ووضع لهذه الخيول النعال الجلدية التي تحمي ارجلها يريح علي الليل اضياف ماجد كريم. ومالي سارحا مال مقتلي ماجد رجل كريم الاصل مقطر رجل ممسك مقل - 00:15:25ضَ

يختم القصيدة بهذا البيت الجميل ينوه بكرمه وعطائه للفقراء وهو الشيء الذي يفعل من اجله كل ما يفعل. وهو الذي اشتهر عنه يقول يأتي الي الليل بالضيوف من الفقراء والمحتاجين يأتون ليستريحوا وليجدوا مضيفا ماجدا كريما - 00:15:50ضَ

فيهم كما يشاؤون وفي اليوم التالي عندما يسرح ما له اي ابله للرعي تكون قليلة العدد لانه يذبحها للضيوف. فلا يتبقى منها الكثير طول الرعي فإبله وهي سارحة تبدو قليلة العدد كابل المقلين ولكن بسبب كثرة الذبح للمحتاجين - 00:16:12ضَ

وهذه الصورة الجميلة للكرم هي خير ختام يخطو بها هذه القصيدة. بعدما ذكر شجاعته وتحمله للغزوات هكذا تنتهي هذه الحلقة على قناة مدرسة الشعر العربي اتمنى ان تكونوا قد استفدتم من معنى هذه القصيدة الجميلة. وان اكون قد وفقت في توضيحها - 00:16:35ضَ

شكرا لكم على المتابعة. ولا تنسى ان تشترك في القناة وان تفعل زر الجرس واذا اعجبك محتوى القناة يمكنك ان تدعمها عن طريق زيارة صفحتنا على موقع باتريون والان اعيد ابيات حلقة اليوم لتستطيع ان تحفظها - 00:16:56ضَ

قال عروة لحى الله صعلوكا اذا جن ليله مصافي المشاشي الفا كل مجزر يعد الغنى من نفسه كل ليلة اصاب قراها من صديق ميسر قليل التماس الزاد الا لنفسه اذا هو امسى كالعريش المجور - 00:17:15ضَ

ينام عشاء ثم يصبح ناعسا يحث الحصى عن جنبه المتعثر يعين نساء الحي ما يستعينه فيمسي طليحا كالبعير المحسر ولكن صعلوكا صحيفة وجهه كضوء شهاب القابس المتنور مطلا على اعدائه يزجرونه - 00:17:40ضَ

بساحتهم زجر المنيح المشهر فان بعدوا لا يأمنون اقترابه تشوف اهل الغائب المتنظر فذلك ان يلقى المنية يلقاها حميدا وان يستغني يوما فاجدري ايهلك معتم وزيد ولم اقم على ندم يوما ولي نفس مخطريه - 00:18:08ضَ

سيفزع بعد اليأس من لا يخافنا. كواسع في اخرى السوام المنفر نطاعن عنها اول القوم بالقناة وبيض خفاف ذات لون مشهر ويوم على نجد وغارات اهلها ويوما بارض ذات شث وعرعر - 00:18:37ضَ

يناقلن بالشمط الكرام اولي القوى نقاب الحجاز في السريح المسير يريح علي الليل اضياف ماجد كريم ومالي سارحا مال مقتلي شكرا لكم. اراكم قريبا مرة اخرى ان شاء الله. السلام عليكم - 00:19:00ضَ