بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي نستعرض فيها غزوات النبي ونرى فيها طريقته في القتال وهديه في معاملة الاعداء ونتابع فيها - 00:00:00
رحلة صعود الاسلام من الضعف الى القوة بقيت معنا في هذه الحلقات آآ اخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وهي غزوة تبوك نحن تحدثنا في الحلقة الماضية عند يعني تكلمنا عن غزوة حنين وعن حصار الطائف وهي كانت في اخر العام تمانية للهجرة - 00:00:33
وفي العام التاسع للهجرة غزى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة وهي غزوة تبوك التي نستعرضها اليوم بالعام العاشر لم تكن هناك غزوات كان فيها حجة الوداع وبعدها بثلاثة اشهر يعني بعد ثلاثة اشهر من هذه الحجة - 00:00:55
توفي النبي صلى الله عليه وسلم في العام الحادي عشر في شهر ربيع الاول فهذه الغزوة اليوم هي اخر الغزوات وهي ايضا غزوة مميزة بل هي كانت نقلة للدولة الاسلامية لانها كانت افتتاح الجهاد العالمي. الجهاد مع الروم - 00:01:13
القوة العظمى العالمية لانه بعدما اسلمت الجزيرة العربية ودخلت في مظلة الدولة الاسلامية كانت هذه هي المرحلة التالية نحن زكرنا في الحلقات السابقة انه الحرب اشتعلت بالفعل بين المسلمين وبين الروم لما اغاثوا حلفائهم الغساسنة - 00:01:33
لما قتلوا سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الحارث ابن عمير الازدي وهذا هذا الحادث اللي هو مقتل السفير هو الذي تسبب في غزوة مؤتة وذكرنا انه قبائل عرب الشمال يعني يعني شمال الجزيرة العربية كانت لا تزال العداوة قائمة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم. وكان للنبي فيهم - 00:01:53
غزوات ذكرنا منها غزوة دومة الجندل وكذلك غزوة مؤتة وكانت لهم سرايا اشرنا الى سرية ذات السلاس الذي كان قائدها عمرو بن العاص ولكن هناك سرايا اخرى لم نذكرها مثل ذات اطلاح وغيرها - 00:02:13
ايضا مما لم نذكره في مسألة علاقة النبي بالروم انه هرقل او هركليز اللي هو قيصر الروم احد اهم ابطال يعني التاريخ الروماني التاريخ البيزنطي هرقل هذا تلقى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لما بعد صلح الحديبية صار النبي يرسل الرسائل وذكرنا انه رد ردا حسنا - 00:02:26
يعني مما لم نفصله في ذلك انه ان هرقل عرفة ان هذا هو النبي وله حديث في البخاري مع مع ابي سفيان انه سأل ابا سفيان عن النبي حتى توثق انه هو النبي وعرف انه هو النبي المنتظر والنبي الموعود - 00:02:48
لكنه لم يجرؤ على الاسلام فضل الدنيا فضل الملك يعني رأى في قومه وفي حاشيته نفورا من ان يسلموا فطاوعهم وظل على كفرهم طيب الان المشهد في الجزيرة العربية انه بعدما توحدت الجزيرة العربية تقريبا تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:07
ودخل الناس في دين الله افواجا بعد فتح مكة وبعد فتح الطائف المرحلة القادمة كانت هي مرحلة هؤلاء العرب في الشمال اللي هم يعني بالذات الغساسنة حلفاء الروم تبوك تبعد عن المدينة تمنميت كيلو متر الى الشمال - 00:03:27
ووصل الى النبي صلى الله عليه وسلم خبر ان هرقل ملك الروم. طبعا هو كان في ذلك الوقت في الشام لانه كان قد استعادها من الفرس انتم تعرفون ما كان بين الفرس والروم من الحروب - 00:03:49
والفرس كانت غلبت وبعد كده الروم غلبت في قوله تعالى غلبت الروم في ان الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فهو ظل هذه الفترة في الشام بلغ النبي خبر انه يجمع حشودا ضد المسلمين - 00:04:03
وطبعا هذا كان يعني بمثابة الرد على ما حصل من يعني هتك لهيبة الروم في غزوة مؤتة وبالتالي استعد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك هذه الغزوة تعرف ايضا باسم اخر وتعرف بانها غزوة العسرة - 00:04:18
لانه كانت في وقت حر شديد وكانت في وقت جذب وكان هذا عند اقبال موسم الثمار طبعا عارفين انتم اقبال موسم الحصاد يحب الناس المقام في ارضهم وبيوتهم ليجمعوا ثمرهم وآآ - 00:04:38
لان طبعا الدنيا حر فكذلك يطيب المقام في الظل هذه الامور يعني سيدنا جابر ابن عبدالله يقول عن المسلمين اجتمع عليهم على المسلمين يعني عسرة الظهر. الظهر يعني الرواحل الدواب التي تحملهم كل هذه المسافة وعسرة الزاد - 00:04:52
وعسرة الماء يعني كذلك الطعام والشراب لهذا فهذه هي الغزوة الوحيدة التي صرح النبي بوجهته فيها لانها تحتاج استعدادا خاصا يعني طريقة النبي هي التورية عن الغزوة. ويذكر مكان اخر يوري بمكان اخر للتعمية عن هدفه الاصلي كما ذكرناه في اكثر - 00:05:14
من مرة لكن هذه كان لابد للمسلم الخارج فيها ان يعلم شدتها ويعلم بعد مسافتها ويعلم كذلك قوة العدو فيها ايضا زاد من العسر في هذه الغزوة كثرة ما كثرة ما احدثه المنافقون - 00:05:40
في هذه الغزوة في مختلف مراحلها يعني هنا سنرى ان المنافقون كان لهم حضور واضح سواء قبل الغزوة او في اثناء الغزوة او حتى بعد الغزوة وفيهم نزلت سورة التوبة - 00:06:00
سورة التوبة هذه فضحتهم وكشفت ما في نفوسهم ولذلك آآ سميت سورة التوبة بالفاضحة من اسماء سورة التوبة الفاضحة لان المنافقون في البداية حاولوا التملص من الخروج يعني صاروا يختلقون الاسباب - 00:06:15
لكي لا يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيعني واحد مثلا يقول انه يعني يعتذر عن النبي يقول انه يفتن ببنات الروم ففيه نزل قول الله تعالى ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الا في الفتنة سقطوا. فتنة الهروب من الجهاد والتخلف عن الجهاد - 00:06:33
الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين مسلا بعضهم يعتذر لشدة الحر وفيهم قال تبارك وتعالى فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله - 00:06:51
لكن ايه الذريعة؟ ايه الحجة قالوا لا تنفروا في الحر ان الوقت غير مناسب الوقت غير مناسب كلمة الوقت غير مناسب دي غالبا ما تكون من حجج المبطلين فقال الله تبارك وتعالى قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا. جزاء بما كانوا يكسبون - 00:07:11
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأذن لهؤلاء الذين يختلقون الاعذار حتى نزل قول الله تعالى واذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك اولو القول منهم. يعني الناس اللي عندهم قدرة - 00:07:34
وقالوا ذرنا انكم مع القاعدين رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون طيب النبي طلب يعني النفقة من اصحابه تجهيز الجيش تمويل الجيش تمويل الحملة العسكرية - 00:07:48
فالناس كانت تأتي باموالها فهؤلاء المنافقون غمزوا فيمن كان يأتي النبي ويعطيه من ما له ففضحهم الله في قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم - 00:08:05
الرجل الذي يؤدي شيئا قليلا هؤلاء يسخرون منه فقال تعالى سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. هؤلاء الذين يغمزون طيب حتى لما النبي خرج الى الغزوة كان ترك على المدينة عليا اميرا على المدينة من بعده فغمز به المنافقون ايضا - 00:08:23
فقالوا انه خلفه بغضا له حتى تأثر بذلك سيدنا علي مع كثرة الكلام فخرج خلف النبي صلى الله عليه وسلم واخبره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من مناقب علي قال له اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى - 00:08:43
الا انه لا نبي بعدي يعني النبي شبه نفسه وشبه عليا بانه سيدنا موسى لما ذهب الى لقاء ربه ترك بني اسرائيل وترك عليهم اخاه هور قارون خليفة له على بني اسرائيل - 00:09:03
طيب هذا قبل الغزوة. بينما النبي في الغزوة المنافقون في المدينة بنوا مسجدا. ارادوا هم ان يجعلوا لانفسهم مركزا يجتمعون فيه بعيدا المسجد النبوي المسجد الجامع فبنوا مسجدا لهم فنزل في ذلك قول الله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا - 00:09:18
لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون قال الله لنبيه لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه - 00:09:41
وستأتي معنا مواقف اخرى للمنافقين في سياق الغزوة. لكن يجب ان نقول ايضا انه مثلما يعني ظهر للمنافقين هذا الشأن فهذه الغزوة ايضا شهدت مشاهد عظيمة جدا من المؤمنين مشاهد من التضحية - 00:09:56
ومن الايثار يعني الصحابة حين نودي بالانفاق سارعوا بل تسابقوا تسابقوا في الانفاق وكل منهم يحاول ان يجهز في هذه الغزوة ما استطاع سيدنا عمر مثلا وكان طبعه ان يتسابق في فعل الخير مع ابي بكر رضي الله عنه. فسيدنا عمر كان عنده مال في ذلك الوقت. قال والله لاسبقن ابا بكر اليوم - 00:10:13
فزهب الى بيته فاخذ نصف ما له وجاء به الى النبي صلى الله عليه وسلم وتخيل ان تتنازل في لحظة واحدة عن نصف مالك نصف ما تملك. تخيل وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت لاهلك يا عمر؟ قال تركت الشطر - 00:10:37
يعني هذا نصف مالي فجاء ابو بكر بعده وجاء بماله كله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت لاهلك يا ابا بكر؟ فقال تركت لهم الله ورسوله فعندئذ قال عمر - 00:10:55
والله ما سبقتك الى خير قط سيدنا عثمان بن عفان جاء بالف دينار في ثوبه الالف دينار يا جماعة الخير يساوي تقريبا الان اربعة كيلو جرام وربع من الذهب يعني اربعة كيلو وربع - 00:11:12
من الذهب فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم ويكررها لانه هذا كان مبلغا كبيرا يقوم بتجهيز - 00:11:34
يعني نسب الى عثمان تجهيز جيش العسرة. يعني كانما جهزه وحده لانه هذا المال كان قدرا كبيرا في تجهيز هذا الجيش سيدنا عبدالرحمن بن عوف ايضا وكان من تجار الصحابة جاء بمئتي اوقية - 00:11:49
سيدنا العباس بن عبد المطلب جاء ايضا بمال كثير. المسلمون جاءوا بما استطاعوا حتى ان بعضهم لم يكن يجد الا ان ينفق الصاع الصاع الكيل المعروفة او القبضة. القبضة من التمر او القبضة يعني شيء بسيط - 00:12:05
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلهم منهم وهؤلاء الذين جاءوا بالاشياء الصغيرة هم الذين غمز بهم المنافقون وفيهم نزل الله نزل قول الله تعالى يلمزون المطوعين في الصدقات بعض الناس لم يكن يملك الا ان يجاهد بنفسه - 00:12:23
فاقبلوا على الجهاد لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده من الدواب ما يحمله. يعني لم بالمصطلح المعاصر لم يكن عند النبي ناقلات جند يمكنه ان يحملهم عليه. يعني كان عدد المجاهدين بانفسهم اكثر من قدرة - 00:12:41
المال على تجهيز الحملة. فلذلك ارجعهم لم يقبلهم فعاد اولئك وهم في حزن وهم يتوجعون وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المشهد باية مؤثرة قال تبارك وتعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه - 00:13:01
تولوا واعينهم تفيض من الدمع يعني لم يقل لها وعيونهم تبكي وعيونهم آآ تسيل قال واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون هؤلاء قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه فيما بعد ذلك - 00:13:23
ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة تمنميت كيلو رايح جاي حر قال وهم بالمدينة حبسهم العزر ولذلك يبلغ المؤمن بنيته ما لا يبلغه بعمله - 00:13:44
بعض المسلمين الصادقين لم يجد شيئا ينفقه اطلاقا وخلد من هؤلاء رجل اسمه سيدنا علبة بن زيد. هذا رجل قام يصلي من الليل وسأل الله قائلا اللهم انك قد امرت بالجهاد ورغبت فيه وليس عندي ما اتقوى به - 00:14:02
وليس عند نبيك ما يحملني عليه فاني اتصدق على كل مسلم بكل مظلمة اصابني فيها يعني هذا رجل تصدق بحقوقه على المسلمين فلما اصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشر - 00:14:25
فوالذي فوالذي نفسي بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة طيب بعد هذه الامور خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة كان معه ثلاثون الفا من المسلمين هذا اكبر جيش تشهده الجزيرة العربية في ذلك الزمن - 00:14:45
ثلاثون الفا وخرج لقتال الروم العرب لم يعني لا تزال العرب لا تتجرأ على قتال الروم امبراطورية كبيرة ويعني ضخمة واسعة دججه بالسلاح وآآ بينما كان المسلمون في الطريق وقع يعني اشتد عليهم الجوع والظمأ لانه المجموعة كانت تتبادل التمرة الواحدة - 00:15:05
سبحان الله! يعني تقول روايات كان آآ التمرة كانت التمرة يمصها احدهم فيجد طعمها ثم يشرب عليها جرعة من الماء ثم يناولها لاخيه فلذلك اضطروا مع شدة العطش انه آآ يعني البعير الذي يركبونه ينحرونه لكي يأخذوا ما خزنه في سنامه من الماء - 00:15:31
وكان بعضهم يضع ما بقي من البلل والبرودة يضعها على رقبته او على كبده لشدة الحر والعطش سيدنا عمر كان يقول ظننا ان رقابنا ستتقطع من العطش وهنا يعني وقعت الحيرة ايضا لانه يعني الناس اذا نحرت الابل - 00:15:59
فستقل ستقل الدواب يقل الظهر وهذه يركبها الجيش فلذلك اقترح سيدنا عمر على النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي كل قوم بما عندهم من بقية الطعام فضل الطاعة وليدعو الله يعني وليدعو النبي الله عليها بالبركة - 00:16:23
بقى فعلا امر النبي بذلك فكان الواحد يأتي بكف الذرة وكف التمر كسرى من الخبز فوضعها النبي على بساط ثم دعا الله تبارك وتعالى وقال للناس خذوا في اوعيتكم فبارك الله فيها وماذا ما زال الناس - 00:16:43
يأخذون آآ من هذا الطعام في اوعيتهم حتى امتلأت واكلوا وشبعوا وبقيت بقي يعني بقيت بقية او فضلت فضلة لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله - 00:17:00
واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد الا دخل الجنة في موقف شديد ايضا من العطش. النبي صلى الله ابو بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:14
ان الله عودك في الدعاء خيرا فادعوا الله لنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يمطرهم فلم ينزل يده حتى جاءت سحابة فامطرتهم فشربوا وارتووا وملأوا كذلك اوعيتهم وكان هذا ايضا من معجزاتنا - 00:17:31
نبينا صلى الله عليه وسلم في الطريق المنافقون ايضا ظهروا مرة اخرى فهذا احد المنافقين قال بعد نزول المطر يعني صحابة مرت يعني يريد ان يقول مصادفة يعني. صحابة مرات - 00:17:49
وآآ كذلك في موقف اخر ايضا ظهر فيه المنافقون يعني كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت. الناقة خرجت شردت فذهب اصحاب النبي في طلبها فقال احد المنافقين يزعم محمد انه نبي - 00:18:08
وانه يخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري اين ناقته فبلغ هذا الكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا به صلى الله عليه وسلم يقول ان احدكم يقول كذا وكذا - 00:18:27
اني والله ما اعلم الا ما علمني الله وقد دلني الله عليها على الناقة وهي في الوادي وسماه فيه بكذا سماه قد حبستها شجرة بزمامها. يعني الناقة دخلت وادي ودخلت منه شعبا - 00:18:44
ثم جاءت شجرة فتعلق خطام الناقة بالشجرة فقيدت يعني تنطلق حتى تأتوني بها وفعلا وجدوها عند الذي عند المكان الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ايضا انظر الى النبي وهذه من دلائل نبوته انه لا ينسب الشيء الى نفسه - 00:19:05
لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك لم يجد جمعا للروم بعض المؤرخين يقول ان الروم تفرقوا وخارت عزائمهم وبعضهم يقول انه كان نبأ تجمع الروم يعني من الشائعات - 00:19:27
وحقيقة يزيد في ترجح هذا القول الثاني انه يعني لا تظهر آآ الكتب يعني يعني كتب تاريخ الروم لا يظهر فيها اشارة الى اعتزامهم على حرب العرب في ذلك الوقت - 00:19:46
و لذلك يعني ذكر بعض العلماء انه سبب خروج النبي الى لقاء الروم لم يكن التجمع وانما كان التمدد الطبيعي للدولة الاسلامية في مناطق شمال الجزيرة العربية التي لم تدخل في الاسلام بعد خصوصا وانه شمال الجزائر العربية كان الوضع متوتر مع قبائل الشمال - 00:20:01
لكن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج في هذا التوقيت الصعب وبهذه الاحوال والظروف يعني يدل على انه كان هناك ضرورة للاسراع والتعجيل. يعني لو كان الامر تمدد طبيعي - 00:20:21
ويحتمل التأخر لربما تأخر بعض الوقت يعني حتى يتهيأ المال حتى ينقضي موسم الحصاد فلذلك يعني المهم ان النبي لم يلقى قتالا هل لم يلقى قتالا؟ لانه الروم تفرقوا؟ هل لم يلقى قتالا؟ لانه لم يكن هذا التجمع مقصودا به العرب - 00:20:37
هل كان تمد الطبيعي وهذا مما اضاعفه ولا اراه والله اعلم لكن غزوة تبوك كانت فعالة في كشف معادن المجتمع المسلم كشف معدن المؤمنين وكشف معدن المنافقين وكذلك في كشف معادن العرب الذين اسلموا بعد فتح مكة وبعد الطائف حين استنهضهم النبي صلى الله عليه وسلم للقتال - 00:20:57
يعني هي كغزوة لم تكن فعالة في الميزان العسكري للدولة الاسلامية كانت فعالة اكثر في تمحيص المجتمع المسلم طبعا لا شك ايضا ان خروج هذا الجيش العظيم القى الهيبة في نفوس من سمعوا به من العرب. وكذلك من الروم لا شك - 00:21:23
فهذا شيء يعني الجزيرة العربية تخرج لاول مرة ثلاثين الفا والنبي صلى الله عليه وسلم بقي في تبوك عشرين يوما ومن تبوك ارسل بعض السرايا وهناك جاءه آآ رجل اسمه يوحنا ابن رؤبة هذا حاكم اية لا اية للتي هي ايلات الان ايلات هي طبعا - 00:21:42
قرية المفترض انها مصرية ولكن الان هي محتلة من الاسرائيليين تسمى ايلات فجاءه حاكمها جاء للنبي صلى الله عليه وسلم. هي على رأس خليج العقبة فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وجاءت معه وفود من هذه الانحاء - 00:22:06
اللي هي تعتبر يعني اقصى شمال غرب الجزيرة العربية وصالحوه على الجزية يعني هم لم يسلموا صلاحه على الجزية والنبي كتب لهم كتابا فيه الامان لهم وآآ يعني آآ الامان لهم ولسفنهم وقوافلهم - 00:22:20
في البر والبحر ومن السرايا ايضا التي ارسلها النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة سيدنا خالد ابن الوليد هذا ارسله الى اه واحد اسمه اكيدر ابن عبدالملك. هذا الرجل هو حاكم دومة الجندل - 00:22:36
داومة الجندل وقد ذكرناها فهذه السرية اسرت وكيدر ابن عبدالملك هذا وجاء به خالد الى النبي صلى الله عليه وسلم وصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية اذا يعني لم يلقى النبي قتالا ماشي لكن هذه الغزوة وسعت النفوذ السياسي للدولة الاسلامية حتى هذه الانحاء ناحية دومة الجندل وناحية - 00:22:54
ايلات في طريق العودة الى المدينة سيظهر المنافقون مرة اخرى حاول بعض المنافقين اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اتفق منهم اثنا عشر رجلا تلثموا واقتربوا من النبي صلى الله عليه وسلم في موضع في في طريق العودة هذا الموضع كان ضيقا وعلى مرتفع - 00:23:17
وحاولوا ان يدفعوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لتسقط فتنبه اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وبعث اليهم آآ حذيفة سيدنا حذيفة ليضربوا وجوه رواحلهم يبعدهم عنه فيعني فروا واستطاع سيدنا حذيفة ان يصرفهم لانهم كانوا ملثمين لم يعرفهم احد - 00:23:45
لكن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر حذيفة ابن اليمان باسمائهم ولذلك صار صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك كان الخلفاء ابو بكر وعمر كانوا ينظرون الى الجنازة. صلى عليها حذيفة ام لا - 00:24:07
لو صلى عليها حذيفة يصلون عليهم ويطمئنون لان هذا ميت مسلم اذا لم يصلي عليها لم يصلوا عليها الشاهد الذي نريد هنا التنبيه اليه ان المنافق يظهر الاسلام ويبطن الكفر بلغ من خبثه ومكرهه - 00:24:21
او بلغ من هيمنة المجتمع الايماني عليه انه يخرج في الجهاد ويجاهد ويخرج في غزوة شديدة غزوة الشدة والعسر. يعني حتى مواطن الجهاد لا تخلو احيانا من المنافقين بل اشد مواطن الجهاد - 00:24:36
لا تخلو احيانا من المنافقين وهذا حقيقة من يعني من العجيب ان يعني يسهل على المنافق ان يركب المشقات والتضحيات لكي يفسد عمل المؤمنين ويخذلهم ويثبطهم او ويحاول ان يغتال قائده - 00:24:52
وهذا يكون اسهل عليه من ان يتأمل ويجعل نفسه لله يعني حتى في الزمن الذي انتصر فيه الاسلام وساد فيه الاسلام وارتفع به ارتفع به شأن حتى المنافق نفسه ارتفع شأنه. يعني رجل مجرد رجل في قبيلة عربية لم يكن احد يسمع بها. صار الان جنديا في قوة صاعدة تكاد تكون - 00:25:08
قوة عظمى عالمية يعني المنافق يحصل عليه ان يدبر الاغتيال من نقله هذه النقلة رفعه من الرتبة الحقيرة الى هذه المرتبة الرفيعة وضحى في ان يعني ضحى بكل هذا لكي يخرج وفي عسرة شديدة وفي جهاد مهلك - 00:25:29
لكي يغتال هذا القائد ولا يسهل عليه ان يؤمن ويذعن فيكون له خير الدنيا والاخرة وسبحان الله ونسأل الله تبارك وتعالى ان ينجينا واياكم من خصال المنافقين بقي في هذه السلسلة - 00:25:46
حلقتان نناقش فيهما امران مهمان نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:26:04
التفريغ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. مرحبا بكم ايها الاحباب في حلقة جديدة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي نستعرض فيها غزوات النبي ونرى فيها طريقته في القتال وهديه في معاملة الاعداء ونتابع فيها - 00:00:00
رحلة صعود الاسلام من الضعف الى القوة بقيت معنا في هذه الحلقات آآ اخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وهي غزوة تبوك نحن تحدثنا في الحلقة الماضية عند يعني تكلمنا عن غزوة حنين وعن حصار الطائف وهي كانت في اخر العام تمانية للهجرة - 00:00:33
وفي العام التاسع للهجرة غزى النبي صلى الله عليه وسلم غزوة واحدة وهي غزوة تبوك التي نستعرضها اليوم بالعام العاشر لم تكن هناك غزوات كان فيها حجة الوداع وبعدها بثلاثة اشهر يعني بعد ثلاثة اشهر من هذه الحجة - 00:00:55
توفي النبي صلى الله عليه وسلم في العام الحادي عشر في شهر ربيع الاول فهذه الغزوة اليوم هي اخر الغزوات وهي ايضا غزوة مميزة بل هي كانت نقلة للدولة الاسلامية لانها كانت افتتاح الجهاد العالمي. الجهاد مع الروم - 00:01:13
القوة العظمى العالمية لانه بعدما اسلمت الجزيرة العربية ودخلت في مظلة الدولة الاسلامية كانت هذه هي المرحلة التالية نحن زكرنا في الحلقات السابقة انه الحرب اشتعلت بالفعل بين المسلمين وبين الروم لما اغاثوا حلفائهم الغساسنة - 00:01:33
لما قتلوا سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الحارث ابن عمير الازدي وهذا هذا الحادث اللي هو مقتل السفير هو الذي تسبب في غزوة مؤتة وذكرنا انه قبائل عرب الشمال يعني يعني شمال الجزيرة العربية كانت لا تزال العداوة قائمة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم. وكان للنبي فيهم - 00:01:53
غزوات ذكرنا منها غزوة دومة الجندل وكذلك غزوة مؤتة وكانت لهم سرايا اشرنا الى سرية ذات السلاس الذي كان قائدها عمرو بن العاص ولكن هناك سرايا اخرى لم نذكرها مثل ذات اطلاح وغيرها - 00:02:13
ايضا مما لم نذكره في مسألة علاقة النبي بالروم انه هرقل او هركليز اللي هو قيصر الروم احد اهم ابطال يعني التاريخ الروماني التاريخ البيزنطي هرقل هذا تلقى رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لما بعد صلح الحديبية صار النبي يرسل الرسائل وذكرنا انه رد ردا حسنا - 00:02:26
يعني مما لم نفصله في ذلك انه ان هرقل عرفة ان هذا هو النبي وله حديث في البخاري مع مع ابي سفيان انه سأل ابا سفيان عن النبي حتى توثق انه هو النبي وعرف انه هو النبي المنتظر والنبي الموعود - 00:02:48
لكنه لم يجرؤ على الاسلام فضل الدنيا فضل الملك يعني رأى في قومه وفي حاشيته نفورا من ان يسلموا فطاوعهم وظل على كفرهم طيب الان المشهد في الجزيرة العربية انه بعدما توحدت الجزيرة العربية تقريبا تحت لواء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:07
ودخل الناس في دين الله افواجا بعد فتح مكة وبعد فتح الطائف المرحلة القادمة كانت هي مرحلة هؤلاء العرب في الشمال اللي هم يعني بالذات الغساسنة حلفاء الروم تبوك تبعد عن المدينة تمنميت كيلو متر الى الشمال - 00:03:27
ووصل الى النبي صلى الله عليه وسلم خبر ان هرقل ملك الروم. طبعا هو كان في ذلك الوقت في الشام لانه كان قد استعادها من الفرس انتم تعرفون ما كان بين الفرس والروم من الحروب - 00:03:49
والفرس كانت غلبت وبعد كده الروم غلبت في قوله تعالى غلبت الروم في ان الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون فهو ظل هذه الفترة في الشام بلغ النبي خبر انه يجمع حشودا ضد المسلمين - 00:04:03
وطبعا هذا كان يعني بمثابة الرد على ما حصل من يعني هتك لهيبة الروم في غزوة مؤتة وبالتالي استعد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك هذه الغزوة تعرف ايضا باسم اخر وتعرف بانها غزوة العسرة - 00:04:18
لانه كانت في وقت حر شديد وكانت في وقت جذب وكان هذا عند اقبال موسم الثمار طبعا عارفين انتم اقبال موسم الحصاد يحب الناس المقام في ارضهم وبيوتهم ليجمعوا ثمرهم وآآ - 00:04:38
لان طبعا الدنيا حر فكذلك يطيب المقام في الظل هذه الامور يعني سيدنا جابر ابن عبدالله يقول عن المسلمين اجتمع عليهم على المسلمين يعني عسرة الظهر. الظهر يعني الرواحل الدواب التي تحملهم كل هذه المسافة وعسرة الزاد - 00:04:52
وعسرة الماء يعني كذلك الطعام والشراب لهذا فهذه هي الغزوة الوحيدة التي صرح النبي بوجهته فيها لانها تحتاج استعدادا خاصا يعني طريقة النبي هي التورية عن الغزوة. ويذكر مكان اخر يوري بمكان اخر للتعمية عن هدفه الاصلي كما ذكرناه في اكثر - 00:05:14
من مرة لكن هذه كان لابد للمسلم الخارج فيها ان يعلم شدتها ويعلم بعد مسافتها ويعلم كذلك قوة العدو فيها ايضا زاد من العسر في هذه الغزوة كثرة ما كثرة ما احدثه المنافقون - 00:05:40
في هذه الغزوة في مختلف مراحلها يعني هنا سنرى ان المنافقون كان لهم حضور واضح سواء قبل الغزوة او في اثناء الغزوة او حتى بعد الغزوة وفيهم نزلت سورة التوبة - 00:06:00
سورة التوبة هذه فضحتهم وكشفت ما في نفوسهم ولذلك آآ سميت سورة التوبة بالفاضحة من اسماء سورة التوبة الفاضحة لان المنافقون في البداية حاولوا التملص من الخروج يعني صاروا يختلقون الاسباب - 00:06:15
لكي لا يخرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيعني واحد مثلا يقول انه يعني يعتذر عن النبي يقول انه يفتن ببنات الروم ففيه نزل قول الله تعالى ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني. الا في الفتنة سقطوا. فتنة الهروب من الجهاد والتخلف عن الجهاد - 00:06:33
الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين مسلا بعضهم يعتذر لشدة الحر وفيهم قال تبارك وتعالى فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله - 00:06:51
لكن ايه الذريعة؟ ايه الحجة قالوا لا تنفروا في الحر ان الوقت غير مناسب الوقت غير مناسب كلمة الوقت غير مناسب دي غالبا ما تكون من حجج المبطلين فقال الله تبارك وتعالى قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا. جزاء بما كانوا يكسبون - 00:07:11
والنبي صلى الله عليه وسلم كان يأذن لهؤلاء الذين يختلقون الاعذار حتى نزل قول الله تعالى واذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك اولو القول منهم. يعني الناس اللي عندهم قدرة - 00:07:34
وقالوا ذرنا انكم مع القاعدين رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون طيب النبي طلب يعني النفقة من اصحابه تجهيز الجيش تمويل الجيش تمويل الحملة العسكرية - 00:07:48
فالناس كانت تأتي باموالها فهؤلاء المنافقون غمزوا فيمن كان يأتي النبي ويعطيه من ما له ففضحهم الله في قوله تعالى الذين يلمزون المطوعين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم - 00:08:05
الرجل الذي يؤدي شيئا قليلا هؤلاء يسخرون منه فقال تعالى سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. هؤلاء الذين يغمزون طيب حتى لما النبي خرج الى الغزوة كان ترك على المدينة عليا اميرا على المدينة من بعده فغمز به المنافقون ايضا - 00:08:23
فقالوا انه خلفه بغضا له حتى تأثر بذلك سيدنا علي مع كثرة الكلام فخرج خلف النبي صلى الله عليه وسلم واخبره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من مناقب علي قال له اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى - 00:08:43
الا انه لا نبي بعدي يعني النبي شبه نفسه وشبه عليا بانه سيدنا موسى لما ذهب الى لقاء ربه ترك بني اسرائيل وترك عليهم اخاه هور قارون خليفة له على بني اسرائيل - 00:09:03
طيب هذا قبل الغزوة. بينما النبي في الغزوة المنافقون في المدينة بنوا مسجدا. ارادوا هم ان يجعلوا لانفسهم مركزا يجتمعون فيه بعيدا المسجد النبوي المسجد الجامع فبنوا مسجدا لهم فنزل في ذلك قول الله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا - 00:09:18
لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون قال الله لنبيه لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه - 00:09:41
وستأتي معنا مواقف اخرى للمنافقين في سياق الغزوة. لكن يجب ان نقول ايضا انه مثلما يعني ظهر للمنافقين هذا الشأن فهذه الغزوة ايضا شهدت مشاهد عظيمة جدا من المؤمنين مشاهد من التضحية - 00:09:56
ومن الايثار يعني الصحابة حين نودي بالانفاق سارعوا بل تسابقوا تسابقوا في الانفاق وكل منهم يحاول ان يجهز في هذه الغزوة ما استطاع سيدنا عمر مثلا وكان طبعه ان يتسابق في فعل الخير مع ابي بكر رضي الله عنه. فسيدنا عمر كان عنده مال في ذلك الوقت. قال والله لاسبقن ابا بكر اليوم - 00:10:13
فزهب الى بيته فاخذ نصف ما له وجاء به الى النبي صلى الله عليه وسلم وتخيل ان تتنازل في لحظة واحدة عن نصف مالك نصف ما تملك. تخيل وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت لاهلك يا عمر؟ قال تركت الشطر - 00:10:37
يعني هذا نصف مالي فجاء ابو بكر بعده وجاء بماله كله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما تركت لاهلك يا ابا بكر؟ فقال تركت لهم الله ورسوله فعندئذ قال عمر - 00:10:55
والله ما سبقتك الى خير قط سيدنا عثمان بن عفان جاء بالف دينار في ثوبه الالف دينار يا جماعة الخير يساوي تقريبا الان اربعة كيلو جرام وربع من الذهب يعني اربعة كيلو وربع - 00:11:12
من الذهب فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم ويكررها لانه هذا كان مبلغا كبيرا يقوم بتجهيز - 00:11:34
يعني نسب الى عثمان تجهيز جيش العسرة. يعني كانما جهزه وحده لانه هذا المال كان قدرا كبيرا في تجهيز هذا الجيش سيدنا عبدالرحمن بن عوف ايضا وكان من تجار الصحابة جاء بمئتي اوقية - 00:11:49
سيدنا العباس بن عبد المطلب جاء ايضا بمال كثير. المسلمون جاءوا بما استطاعوا حتى ان بعضهم لم يكن يجد الا ان ينفق الصاع الصاع الكيل المعروفة او القبضة. القبضة من التمر او القبضة يعني شيء بسيط - 00:12:05
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلهم منهم وهؤلاء الذين جاءوا بالاشياء الصغيرة هم الذين غمز بهم المنافقون وفيهم نزل الله نزل قول الله تعالى يلمزون المطوعين في الصدقات بعض الناس لم يكن يملك الا ان يجاهد بنفسه - 00:12:23
فاقبلوا على الجهاد لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده من الدواب ما يحمله. يعني لم بالمصطلح المعاصر لم يكن عند النبي ناقلات جند يمكنه ان يحملهم عليه. يعني كان عدد المجاهدين بانفسهم اكثر من قدرة - 00:12:41
المال على تجهيز الحملة. فلذلك ارجعهم لم يقبلهم فعاد اولئك وهم في حزن وهم يتوجعون وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المشهد باية مؤثرة قال تبارك وتعالى ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه - 00:13:01
تولوا واعينهم تفيض من الدمع يعني لم يقل لها وعيونهم تبكي وعيونهم آآ تسيل قال واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون هؤلاء قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه فيما بعد ذلك - 00:13:23
ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة تمنميت كيلو رايح جاي حر قال وهم بالمدينة حبسهم العزر ولذلك يبلغ المؤمن بنيته ما لا يبلغه بعمله - 00:13:44
بعض المسلمين الصادقين لم يجد شيئا ينفقه اطلاقا وخلد من هؤلاء رجل اسمه سيدنا علبة بن زيد. هذا رجل قام يصلي من الليل وسأل الله قائلا اللهم انك قد امرت بالجهاد ورغبت فيه وليس عندي ما اتقوى به - 00:14:02
وليس عند نبيك ما يحملني عليه فاني اتصدق على كل مسلم بكل مظلمة اصابني فيها يعني هذا رجل تصدق بحقوقه على المسلمين فلما اصبح قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ابشر - 00:14:25
فوالذي فوالذي نفسي بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة طيب بعد هذه الامور خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة كان معه ثلاثون الفا من المسلمين هذا اكبر جيش تشهده الجزيرة العربية في ذلك الزمن - 00:14:45
ثلاثون الفا وخرج لقتال الروم العرب لم يعني لا تزال العرب لا تتجرأ على قتال الروم امبراطورية كبيرة ويعني ضخمة واسعة دججه بالسلاح وآآ بينما كان المسلمون في الطريق وقع يعني اشتد عليهم الجوع والظمأ لانه المجموعة كانت تتبادل التمرة الواحدة - 00:15:05
سبحان الله! يعني تقول روايات كان آآ التمرة كانت التمرة يمصها احدهم فيجد طعمها ثم يشرب عليها جرعة من الماء ثم يناولها لاخيه فلذلك اضطروا مع شدة العطش انه آآ يعني البعير الذي يركبونه ينحرونه لكي يأخذوا ما خزنه في سنامه من الماء - 00:15:31
وكان بعضهم يضع ما بقي من البلل والبرودة يضعها على رقبته او على كبده لشدة الحر والعطش سيدنا عمر كان يقول ظننا ان رقابنا ستتقطع من العطش وهنا يعني وقعت الحيرة ايضا لانه يعني الناس اذا نحرت الابل - 00:15:59
فستقل ستقل الدواب يقل الظهر وهذه يركبها الجيش فلذلك اقترح سيدنا عمر على النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي كل قوم بما عندهم من بقية الطعام فضل الطاعة وليدعو الله يعني وليدعو النبي الله عليها بالبركة - 00:16:23
بقى فعلا امر النبي بذلك فكان الواحد يأتي بكف الذرة وكف التمر كسرى من الخبز فوضعها النبي على بساط ثم دعا الله تبارك وتعالى وقال للناس خذوا في اوعيتكم فبارك الله فيها وماذا ما زال الناس - 00:16:43
يأخذون آآ من هذا الطعام في اوعيتهم حتى امتلأت واكلوا وشبعوا وبقيت بقي يعني بقيت بقية او فضلت فضلة لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اشهد ان لا اله الا الله - 00:17:00
واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد الا دخل الجنة في موقف شديد ايضا من العطش. النبي صلى الله ابو بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:17:14
ان الله عودك في الدعاء خيرا فادعوا الله لنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه ان يمطرهم فلم ينزل يده حتى جاءت سحابة فامطرتهم فشربوا وارتووا وملأوا كذلك اوعيتهم وكان هذا ايضا من معجزاتنا - 00:17:31
نبينا صلى الله عليه وسلم في الطريق المنافقون ايضا ظهروا مرة اخرى فهذا احد المنافقين قال بعد نزول المطر يعني صحابة مرت يعني يريد ان يقول مصادفة يعني. صحابة مرات - 00:17:49
وآآ كذلك في موقف اخر ايضا ظهر فيه المنافقون يعني كانت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم ضلت. الناقة خرجت شردت فذهب اصحاب النبي في طلبها فقال احد المنافقين يزعم محمد انه نبي - 00:18:08
وانه يخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري اين ناقته فبلغ هذا الكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا به صلى الله عليه وسلم يقول ان احدكم يقول كذا وكذا - 00:18:27
اني والله ما اعلم الا ما علمني الله وقد دلني الله عليها على الناقة وهي في الوادي وسماه فيه بكذا سماه قد حبستها شجرة بزمامها. يعني الناقة دخلت وادي ودخلت منه شعبا - 00:18:44
ثم جاءت شجرة فتعلق خطام الناقة بالشجرة فقيدت يعني تنطلق حتى تأتوني بها وفعلا وجدوها عند الذي عند المكان الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ايضا انظر الى النبي وهذه من دلائل نبوته انه لا ينسب الشيء الى نفسه - 00:19:05
لما وصل النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك لم يجد جمعا للروم بعض المؤرخين يقول ان الروم تفرقوا وخارت عزائمهم وبعضهم يقول انه كان نبأ تجمع الروم يعني من الشائعات - 00:19:27
وحقيقة يزيد في ترجح هذا القول الثاني انه يعني لا تظهر آآ الكتب يعني يعني كتب تاريخ الروم لا يظهر فيها اشارة الى اعتزامهم على حرب العرب في ذلك الوقت - 00:19:46
و لذلك يعني ذكر بعض العلماء انه سبب خروج النبي الى لقاء الروم لم يكن التجمع وانما كان التمدد الطبيعي للدولة الاسلامية في مناطق شمال الجزيرة العربية التي لم تدخل في الاسلام بعد خصوصا وانه شمال الجزائر العربية كان الوضع متوتر مع قبائل الشمال - 00:20:01
لكن حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج في هذا التوقيت الصعب وبهذه الاحوال والظروف يعني يدل على انه كان هناك ضرورة للاسراع والتعجيل. يعني لو كان الامر تمدد طبيعي - 00:20:21
ويحتمل التأخر لربما تأخر بعض الوقت يعني حتى يتهيأ المال حتى ينقضي موسم الحصاد فلذلك يعني المهم ان النبي لم يلقى قتالا هل لم يلقى قتالا؟ لانه الروم تفرقوا؟ هل لم يلقى قتالا؟ لانه لم يكن هذا التجمع مقصودا به العرب - 00:20:37
هل كان تمد الطبيعي وهذا مما اضاعفه ولا اراه والله اعلم لكن غزوة تبوك كانت فعالة في كشف معادن المجتمع المسلم كشف معدن المؤمنين وكشف معدن المنافقين وكذلك في كشف معادن العرب الذين اسلموا بعد فتح مكة وبعد الطائف حين استنهضهم النبي صلى الله عليه وسلم للقتال - 00:20:57
يعني هي كغزوة لم تكن فعالة في الميزان العسكري للدولة الاسلامية كانت فعالة اكثر في تمحيص المجتمع المسلم طبعا لا شك ايضا ان خروج هذا الجيش العظيم القى الهيبة في نفوس من سمعوا به من العرب. وكذلك من الروم لا شك - 00:21:23
فهذا شيء يعني الجزيرة العربية تخرج لاول مرة ثلاثين الفا والنبي صلى الله عليه وسلم بقي في تبوك عشرين يوما ومن تبوك ارسل بعض السرايا وهناك جاءه آآ رجل اسمه يوحنا ابن رؤبة هذا حاكم اية لا اية للتي هي ايلات الان ايلات هي طبعا - 00:21:42
قرية المفترض انها مصرية ولكن الان هي محتلة من الاسرائيليين تسمى ايلات فجاءه حاكمها جاء للنبي صلى الله عليه وسلم. هي على رأس خليج العقبة فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وجاءت معه وفود من هذه الانحاء - 00:22:06
اللي هي تعتبر يعني اقصى شمال غرب الجزيرة العربية وصالحوه على الجزية يعني هم لم يسلموا صلاحه على الجزية والنبي كتب لهم كتابا فيه الامان لهم وآآ يعني آآ الامان لهم ولسفنهم وقوافلهم - 00:22:20
في البر والبحر ومن السرايا ايضا التي ارسلها النبي صلى الله عليه وسلم سرية بقيادة سيدنا خالد ابن الوليد هذا ارسله الى اه واحد اسمه اكيدر ابن عبدالملك. هذا الرجل هو حاكم دومة الجندل - 00:22:36
داومة الجندل وقد ذكرناها فهذه السرية اسرت وكيدر ابن عبدالملك هذا وجاء به خالد الى النبي صلى الله عليه وسلم وصالحه النبي صلى الله عليه وسلم على الجزية اذا يعني لم يلقى النبي قتالا ماشي لكن هذه الغزوة وسعت النفوذ السياسي للدولة الاسلامية حتى هذه الانحاء ناحية دومة الجندل وناحية - 00:22:54
ايلات في طريق العودة الى المدينة سيظهر المنافقون مرة اخرى حاول بعض المنافقين اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم آآ اتفق منهم اثنا عشر رجلا تلثموا واقتربوا من النبي صلى الله عليه وسلم في موضع في في طريق العودة هذا الموضع كان ضيقا وعلى مرتفع - 00:23:17
وحاولوا ان يدفعوا ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لتسقط فتنبه اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وبعث اليهم آآ حذيفة سيدنا حذيفة ليضربوا وجوه رواحلهم يبعدهم عنه فيعني فروا واستطاع سيدنا حذيفة ان يصرفهم لانهم كانوا ملثمين لم يعرفهم احد - 00:23:45
لكن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر حذيفة ابن اليمان باسمائهم ولذلك صار صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك كان الخلفاء ابو بكر وعمر كانوا ينظرون الى الجنازة. صلى عليها حذيفة ام لا - 00:24:07
لو صلى عليها حذيفة يصلون عليهم ويطمئنون لان هذا ميت مسلم اذا لم يصلي عليها لم يصلوا عليها الشاهد الذي نريد هنا التنبيه اليه ان المنافق يظهر الاسلام ويبطن الكفر بلغ من خبثه ومكرهه - 00:24:21
او بلغ من هيمنة المجتمع الايماني عليه انه يخرج في الجهاد ويجاهد ويخرج في غزوة شديدة غزوة الشدة والعسر. يعني حتى مواطن الجهاد لا تخلو احيانا من المنافقين بل اشد مواطن الجهاد - 00:24:36
لا تخلو احيانا من المنافقين وهذا حقيقة من يعني من العجيب ان يعني يسهل على المنافق ان يركب المشقات والتضحيات لكي يفسد عمل المؤمنين ويخذلهم ويثبطهم او ويحاول ان يغتال قائده - 00:24:52
وهذا يكون اسهل عليه من ان يتأمل ويجعل نفسه لله يعني حتى في الزمن الذي انتصر فيه الاسلام وساد فيه الاسلام وارتفع به ارتفع به شأن حتى المنافق نفسه ارتفع شأنه. يعني رجل مجرد رجل في قبيلة عربية لم يكن احد يسمع بها. صار الان جنديا في قوة صاعدة تكاد تكون - 00:25:08
قوة عظمى عالمية يعني المنافق يحصل عليه ان يدبر الاغتيال من نقله هذه النقلة رفعه من الرتبة الحقيرة الى هذه المرتبة الرفيعة وضحى في ان يعني ضحى بكل هذا لكي يخرج وفي عسرة شديدة وفي جهاد مهلك - 00:25:29
لكي يغتال هذا القائد ولا يسهل عليه ان يؤمن ويذعن فيكون له خير الدنيا والاخرة وسبحان الله ونسأل الله تبارك وتعالى ان ينجينا واياكم من خصال المنافقين بقي في هذه السلسلة - 00:25:46
حلقتان نناقش فيهما امران مهمان نسأل الله تبارك وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:26:04