أضواء من فتاوى ابن تيمية في العقيدة - الشيخ صالح الفوزان - مشروع كبار العلماء
فتاوى ابن تيمية|37 من 287|سؤال الله بحق المخلوق-الجزء الأول|الفوزان|كبار العلماء
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان الفوزان اضواء من فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية في العقيدة للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله الدرس السابع والثلاثون - 00:00:00ضَ
الحمد لله وحده صدق وعده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد واله وصحبه وبعد فقد تكلم الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في مسألة هل للمخلوق - 00:00:20ضَ
حق على الخالق وذلك في معرض الرد على من يقول اللهم اني اسألك بحق فلان فقال رحمه الله واما السؤال بحق فلان فهو مبني على اصلين. احدهما ما له من الحق عند الله. والثاني هل نسأل الله بذلك؟ اما الاول - 00:00:40ضَ
فمن الناس من يقول للمخلوق على الخالق حق يعلم بالعقل وقاسى المخلوق على الخالق كما يقول ذلك من يقوله من المعتزلة وغيرهم ومن الناس من يقول لا حق للمخلوق على الخالق بحال لكن - 00:01:04ضَ
لكن يعلم ما يفعله بحكم وعده وخبره. كما يقول ذلك من يقوله من اتباع جهم والاشعري. وغيره لما ممن ينتسب الى السنة ومنهم من يقول من كتب الله على نفسه الرحمة واوجب على نفسه حقا لعباده المؤمنين - 00:01:24ضَ
منين؟ كما حرم الظلم على نفسه لم يوجب ذلك مخلوق عليه ولا يقاس بمخلوقاته بل هو يحكم بل هو بحكم رحمته وحكمته وعدله كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظلم كما قال في الحديث الصحيح - 00:01:44ضَ
الهي يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. وقال تعالى كتب ربكم على نفسه الرحمة. قال تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين. وفي الصحيحين عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:04ضَ
كما انه قال يا معاذ اتدري ما حق الله على عباده؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال حقه عليهم ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. يا معاذ اتدري ما حق العباد على الله اذا فعلوا ذلك؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال - 00:02:24ضَ
حقهم عليه الا يعذبهم فعلى هذا القول في انبيائه وعباده الصالحين عليه سبحانه حق اوجبه على نفسه مع اخباره. وعلى ان يستحقون ما اخبر بوقوعه وان لم يكن وان لم يكن ثم سبب يقتضيه. ولما ساق الشيخ هذه - 00:02:44ضَ
قال الثلاثة بين الصواب منها فقال رحمه الله فمن قال ليس للمخلوق على الخالق حق يسأل به كما روي ان الله تعالى قال لداوود واي حق ابائك علي فهو صحيح ان اراد انه ليس للمخلوق عليه حق بالقياس والاعتبار على خلقه. كما يجب للمخلوق - 00:03:06ضَ
على المخلوق وهذا كما يظنه جهال العباد من ان لهم على الله سبحانه حقا بعبادتهم وذلك ان وذلك كأن النفوس الجاهلة تتخيل ان الانسان بعبادته وعمله يصير له على الله حق من جنس ما يصير للمخلوق على - 00:03:31ضَ
مخلوق كالذين يخدمون ملوكهم وملاكهم فيجلبون لهم فيجلبون لهم منفعة ويدفعون عنهم مضرة ويبقى احدهم يتقاضى العوظ والمجازاة على ذلك ويقول له عند جفاء او اعراظ يراه منه الم افعل كذا؟ يمن عليه - 00:03:51ضَ
بما يفعله معه وان لم يقله بلسانه كان ذلك في نفسه وتخيل مسلم وتخيل مثلي هذا في حق الله تعالى من جهل الانسان وظلمه. ولهذا بين سبحانه ان عمل ثاني يعود نفعه عليه وان الله غني عن الخلق كما في قوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء - 00:04:11ضَ
عليها وما ربك بظلام للعبيد. وقال تعالى ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها. وذكر رحمه الله وايات في هذا الموضوع ثم قال وقد بين سبحانه انه المان بالعمل. قال تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا - 00:04:37ضَ
علي اسلامكم بل الله يمن عليكم من هداكم للايمان ان كنتم صادقين. ولكن الله حبب اليكم الايمان زينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم - 00:04:57ضَ
والحكيم ثم ذكر حديث ابي ذر الذي فيه يا عبادي انكم لن تبلغوا ظري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفع دعوني الحديث بتمامه ثم قال وبين المخلوق والخالق من الفروق ما لا يخفى على من له ادنى بصيرة. منها ان الرب تعالى غني بنفسه عما سواه - 00:05:17ضَ
ويمتنع ان يكون مفتقرا الى غيره بوجه من الوجوه. والملوك وسادة العبيد محتاجون الى غيرهم حاجة ضرورية ومنها ان الرب تعالى وان كان يحب الاعمال الصالحة ويرضى ويفرح بتوبة التائبين فهو الذي يخلق ذلك - 00:05:41ضَ
يسره فلم يحصل ما يحبه ويرضاه الا بقدرته ومشيئته. والمخلوق قد يحصل له ما يحبه بفعل غيره ومنها ان الرب سبحانه امر العباد بما يصلحهم ونهاهم عما يفسدهم بخلاف المخلوق الذي يأمر غيره بما يحتاج - 00:06:01ضَ
اليه وينهاه عما ينهاه بخلا عليه. ومنها انه سبحانه هو المنعم وهو الهادي لعباده. والمخلوق ليس على شيء من ذلك ومنها ان نعمه على عباده اعظم من ان تحصى. فلو قدر ان العبادة جزاء النعمة - 00:06:21ضَ
لم تقم العبادة بشكر قليل منها فكيف والعبادة من نعمته ايضا ومنها ان العباد لا يزالون مقصرين محتاجين الى عفوه ومغفرته. فلن يدخل احد الجنة بعمله. قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد احد منكم الجنة بعمله لا ينافي لا لا يناقض قوله تعالى - 00:06:41ضَ
جزاء بما كانوا يعملون. فان المنفي اه فان المنفي باء المقابلة والمعاوظة والمثبت باء السبب فالعمل لا يقابل الجزاء وان كان سبب الجزاء. فمن قال للمخلوق حق على الله فهو صحيح. ان اراد به الحق الذي اخبر الله - 00:07:08ضَ
وبوقوعه فان الله صادق لا يخلف الميعاد. وهو الذي اوجبه على نفسه بحكمته وفضله ورحمته هذا المستحق لهذا الحق اذا سأل الله تعالى به يسأل الله تعالى ان جاز وعده واما غير المستحق لهذا الحق اذا - 00:07:30ضَ
فسال بحق ذلك الشخص فهو سؤال بامر اجنبي انتهى المقصود من كلام الشيخ وقد تبين منه ان السؤال بحق فلان لا يجوز لامرين. اولا انه ليس لاحد عليه حق واجب كما يجب للمخلوق على المخلوق. وانما هو حق تفضل به - 00:07:50ضَ
واوجبه على نفسه سبحانه. ثانيا ان من سأل الله بحق فلان فقد سأله بامر اجنبي لا سبب له فيه كما هي العلاقة بين السائل وكون لفلان حق على الله. هذا ان قدر ان له حقا. هذا والى الحلقة القادمة - 00:08:10ضَ
باذن الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين - 00:08:30ضَ