ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك - 00:00:01ضَ

لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها - 00:00:21ضَ

وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم - 00:00:41ضَ

ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ثم اما بعد. فان من اعظم شواهد وحدانية الله تعالى وكمال حكمته وعلمه - 00:01:01ضَ

قدرته وانه الله الذي لا اله الا هو قدرته عز وجل على الاختيار والتخصيص. فلا شريك انه يخلق كخلقه ويختار كاختياره ويدبرك تدبيره فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص مشهود اثره في هذا العالم من اعظم ايات ربوبيته. واكبر شواهد وحدانيته. وكمال - 00:01:31ضَ

هذه وصدق رسله. فتأمل ايها الموحد في اختيار الله تعالى واصطفائه بعض الملائكة واعمل نظرك في اصطفائه سبحانه خلص البشر. ليكونوا رسلا مبشرين ومنذرين. كما قال عز وجل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. وتفكر في تفضيله واختياره بعض الاماكن على بعض - 00:02:01ضَ

تأمل كيف اختار مكة من بين البقاع لتكون محلا لبيته الحرام وكذا الحال في مسجد سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه. ثم المسجد الاقصى وتأمل في اختياره سبحانه ما شاء من الازمنة - 00:02:31ضَ

فاختص رمظان ثم اختص ليلة القدر من بين لياليه بتلك الفضائل الجليلة. وجعل ايام عشر ذي الحجة افضل ايام الدنيا وفضل يومكم هذا يوم الجمعة على سائر الايام فجعله عيد الاسبوع - 00:02:51ضَ

انه الله عز وجل عظمت حكمته وهو الله سبحانه الذي امتدح نفسه فقال وربك يخلق ما يشاء ويختار. ايها المؤمنون ان من جملة ما اختاره الله تعالى وفضله. وعظم فهو مفخمه الاشهر الحرم التي تعيشون اليوم اول جمعة من جمعها وخامس يوم من - 00:03:11ضَ

صيامها تلك الاشهر التي ذكرها الله عز وجل في كتابه في سورة التوبة فقال ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم - 00:03:41ضَ

فلا تظلموا فيهن انفسكم. والمعنى ان عدد الشهور عند الله الذي قضاه وقدره. ومضى في اللوح المحفوظ اثنى عشر شهرا. وهي هذه الاشهر الهجرية المعروفة. التي تبتدئ بالمحرم وتنتهي بذي الحجة هذه الاشهر منها اربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة - 00:04:01ضَ

محرم ورجب الذي بين شعبان وبين جمادى. ذلك الدين القيم فان تحريم هذه الاشهر هو الدين المستقيم. دين ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. ولقد كانت العرب تعظم هذه الاشهر حتى غير بعضهم وبدل. فاخر موعدها وقدم. فيؤخرون فيؤخرون تحريم محرم - 00:04:31ضَ

الى صفا وهكذا كل ذلك تحايلا على حرمات الله تعالى. وقد سمى الله سبحانه وتعالى فعلها هنا الذين تحايلوا على حرمات الله سمى الله فعلهم نسيئا. فقال الله عز وجل ان من نسيء - 00:05:01ضَ

زيادة في الكفر. زيادة في الكفر. ثم نهى الله عز وجل نهيا عاما. فقال فلا تظلموا فيهن انفسكم لا تظلموا انفسكم في هذه الاشهر بالمعاصي ولا تظلموها بالقتال تعظيما لامر الله الذي - 00:05:21ضَ

وتغليظا للذنب فيها. وفي الصحيحين من حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم النحر ان الزمان قد استدارك هيئته يوم خلق الله السماوات والارض - 00:05:41ضَ

سنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان. ايها المؤمنون ان هذه النصوص الكريمة لها دلالتها التي ينبغي ان تكون حاضرة في قلب المؤمن المعظم لامر الله ورسوله. والتي ينبغي ان نستفيد منها - 00:06:01ضَ

منها عمليا ونحن نعيش اوائل ايام هذه الاشهر الحرم ومن تلكم الدلالات ان هذا الاصطفاء لهذه الاشهر اثر من اثار كمال علم الله. وتمام حكمته. وهذا اذا استشعره المؤمن زاد عبودية لله - 00:06:31ضَ

زاد ايمانا بربه سبحانه وتعظيما له. ومن دلالة تحريمها ان يعظم الانسان ما عظمه الله. فان هذه الاشهر عظيمة القدر والمكانة عنده سبحانه. ولهذا حرم فيها القتال ونهى نهيا خاصا عن معصية الله - 00:06:51ضَ

وفيها والمؤمن المؤمن الموحد المؤمن الموحد يعظم ما عظمه الله وذلك امارة على خيريته وتقواه. كما قال عز وجل ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه. ومن عظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. واذا كان اهل الجاهلية ثنيون يعظمون هذه الاشهر - 00:07:11ضَ

عن القتال فيها حتى يمر الرجل بقاتل ابيه فلا يحرك له ساكنا فان المؤمن الموحد لله ورسوله اولى بتعظيمها. لا تقليدا بل تعبدا واتباعا. ومن دلالات تحريم هذه الاشهر ابتلاء العباد واختبارهم ايمتثلون امر الله ام لا؟ ومن اعظم دلالات هذه الاشهر عند المؤمن الذي يراقب - 00:07:41ضَ

ربه وهو من اعظم ما تعظم به الاشهر. الكف فيها عن المعاصي كلها. فان ارتكاب المعاصي والاصرار عليها لا ريب انه ظلم للنفس. وقد قال الله عز وجل عن هذه الاشهر بخصوصها فلا تظلموا فيهن - 00:08:11ضَ

انفسكم يقول قتادة رحمه الله ان الظلم في الاشهر الحرم اعظم خطيئة ووزرا فيما سواها وان كان الظلم على كل حال عظيما. لكن الله تعالى يعظم من امره ما يشاء. تعالى ربنا - 00:08:31ضَ

انتهى كلامه رحمه الله وحينما تذكر الذنوب والمعاصي فانها تشمل الذنوب الخاصة بين العبد وبين ربه وتشمل ايضا الذنوب العامة التي ترتكبها الامة او يفعل ويفعلها مجتمع فان مرت دون نكير او احتساب على اهلها فان ذلك جرم اخر وذنب على ذنب يؤذي - 00:08:51ضَ

بالعقوبة ولا حول ولا قوة الا بالله. يقول الله عز وجل واذا اردنا ان نهلك قريته. امرنا فيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. ثم قال الله تعالى بعد هذه - 00:09:21ضَ

مباشرة مذكرا عباده بالسنن التي تمضي عليهم كما تمضي على غيرهم. لا يستثنى منها احد كم اهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا. وهنا معنى ظاهر فان فان الذنوب حينما ذكرت في هذه الاية - 00:09:41ضَ

فهي مفسرة للفسق الذي مر في الاية التي قبلها. فاتقوا الله يا عباد الله. اتقوا الله يا عباد الله في انفسكم فانما المجتمع هو انا وانت والثاني والثالث والرابع فلنتقي الله تعالى ولنكف عن معصية الله - 00:10:11ضَ

الله عز وجل في خاصة انفسنا ولنكن ايضا غيورين على مجتمعنا وامتنا بان ننكر ما استطعنا مما من الذنوب والمعاصي فاننا في سفينة واحدة لو غرقت بسبب سفهاء فان الغرق يشملنا جميعا - 00:10:31ضَ

نعوذ بالله تعالى من موجبات سخطه. ومن اسباب غضبه وعقابه. اللهم انفعنا بالقرآن العظيم. وبسنة خير المرسلين والحمد لله رب العالمين الحمد لله ما اتصلت عين بنظر او اذن بخبر. وصلى الله وسلم وبارك على سيد البشر. الشافعي - 00:10:51ضَ

المشفع في المحشر نبينا وامامنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه خير صحب وما شر. اما بعد فمما تعظم به الاشهر الحرم الازدياد من العمل الصالح فيها. فان للزمان الفاضل ميزة على غيره - 00:11:18ضَ

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه وافضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم. لذا كان جماعة من السلف يحرصون على كثرة صيام على كثرة الصيام - 00:11:38ضَ

في الاشهر الحرم كما ذكر ذلك عنهم ابن رجب رحمه الله تعالى. فلنتق الله يا عباد الله ولنعظم امر ربنا بالكف عن ظلم انفسنا بالمعاصي ولنكثر ما استطعنا فيها من الطاعات فان اجر الطاعة في الزمان الفاضل - 00:11:58ضَ

ثروة اكبر ولنتذكر جيدا ان المعصية في الزمان الفاضل ايضا اثمها عند الله اعظم لا اقول ضعفوا كمية ولكنها تضاعف كيفية. ولنتذكر جيدا ان تعظيمنا لهذه الحرمات. ومنها اشهر والله الحرم خير لنا وعلامة على تقوى قلوبنا. ايها الاخوة ايها الشباب هذه ايام فاضلة. وهي - 00:12:18ضَ

وفرصة لتربية النفس. للكف عن بعض شهواتها وعن بعض المعاصي التي زينتها النفس. او سولت او سول لنا بها الشيطان فان كثيرا من الناس وللاسف الشديد تمر عليه هذه الايام وكانها ايام وهذا لعمر الله - 00:12:48ضَ

من الحرمان اللهم ارزقنا تعظيم امرك ونهيك. اللهم املأ قلوبنا من خشيتك. اللهم املأ قلوبنا من خشيتك. اللهم اللهم املأ قلوبنا من خشيتك يا رب العالمين. اللهم لا عباد الله صلوا وسلموا على الرحمة المهداة. محمد ابن عبد الله ابن - 00:13:08ضَ

المطلب صاحب الحوض والشفاعة. اللهم فاحينا على ملته. اللهم وتوفنا على ملته. اللهم اجعلنا من انصار واجعلنا من حملة شريعته. اللهم يا حي يا قيوم اللهم وادخلنا في شفاعته. واوردنا - 00:13:28ضَ

واحشرنا في زمرته مع الذين انعمت عليهم من النبيين - 00:13:48ضَ

خطب الجمعة

فضل الأشهر الحُرُم (خطبة) د / عمر بن عبدالله المقبل

عمر المقبل