التفريغ
فلله ذاك الموقف الاعظم الذي كموقف يوم عرض بل جل جلاله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين - 00:00:00ضَ
اما بعد فان الحج الى بيت الله الحرام احد اركان الاسلام ومبانيه العظام قد وردت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بفضله وبيان منزلته وقال عليه الصلاة والسلام من حج فلم يرفث ولم يفسق - 00:00:32ضَ
خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه وقال عليه الصلاة والسلام العمرة الى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة والحج المبرور هو الذي لم يخالطه اثم - 00:00:51ضَ
بان لم يفعل اثما من الاثام ولم يترك واجبا من الواجبات. هذا هو الحج المبرور. فالحج المبرور هو الذي كان الانسان فيه حارا متقيا لربه بفعل الواجبات وترك المحرمات وانما يكون الحج مبرورا - 00:01:09ضَ
اذا اجتمع فيه اوصاف خمسة الوصف الاول ان يكون الانسان في حجه مخلصا لله عز وجل غالبا مرضاة الله عز وجل وفضله وثوابه فلا يحج رياء ولا سمعة ولا ليكتسب لقبا ليقال له الحاج فلان او نحو ذلك ولا نزهة ولا طلبا - 00:01:27ضَ
هل يكون قصده من الحج ان يؤدي ما افترض الله عز وجل عليه وان ينال الثواب والاجر الذي رتب على اداء الحج ثانيا من اوصاف الحج المبرور ان يكون الانسان فيه متبعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:51ضَ
وهذا وان كان شرطا في جميع الاعمال وفي جميع العبادات انها لا تصح الا اذا كان الانسان فيها مخلصا متبعا الا ان الحج بخصوصه قد نص النبي صلى الله عليه وسلم على الاخذ بما فعل. فقال عليه الصلاة والسلام خذوا عني مناسككم - 00:02:11ضَ
وقال عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم فيكون الانسان في حجه متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيفعل ما فعل النبي عليه الصلاة والسلام ويترك ما ترك النبي صلى الله عليه - 00:02:31ضَ
وسلم وبهذا يحقق الشرط الثاني من شرطي قبول العبادة وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم الوصف الثالث من اوصاف الحج المبرور ان يقوم الانسان في حجه باداء ما افترض الله عز وجل عليه من الواجبات - 00:02:46ضَ
سواء كانت هذه الواجبات عامة ام خاصة الواجبات العامة ان يقوم بما امر الله عز وجل به في الحج وغيره من اقام الصلاة بادائها في اوقاتها باركانها وشروطها وواجباتها. ويؤديها مع جماعة المسلمين ويحافظ على الطهارة ويأمر - 00:03:08ضَ
بالمعروف وينهى عن المنكر الى غير ذلك من الواجبات التي تجب في الحج وغيره ويأتي ايضا بالواجبات الخاصة بالحج فيما يتعلق بأركان الحج وبشروطه فيقف بعرفة ويبيت بمزدلفة ويبيت بمنى ويرمي الجمار ويطوف بالبيت ويحرص على ان يفعل - 00:03:31ضَ
ان ان يفعل من اركان الحج وواجباته وسننه كل ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم الوصف الرابع من اوصاف الحج المبرور ان يجتنب المحرمات سواء كانت هذه المحرمات عامة ام خاصة - 00:03:54ضَ
المحرمات العامة ما حرم في الحج وغيره. او ما حرم على المحرم وغيره القول المحرم والسماع المحرم والنظر محرم والغش والخيانة والكذب وما اشبه ذلك من المحرمات والمحرمات الخاصة هي التي تحرم على الانسان بسبب الاحرام - 00:04:14ضَ
وهو ما وهي ما يسمى عند اهل العلم رحمهم الله بمحظورات الاحرام. من حلق شعر الرأس وتقليم الظهر وتغطية الرأس وقتل الصيف والطيب الى غير ذلك من محظورات الاحرام فمن حج وارتكب المحرمات سواء كانت هذه المحرمات عامة ام خاصة فحجه ليس مبرورا - 00:04:36ضَ
الوصف الخامس من اوصاف الحج المبرور ان يكون حجه بمال حلال فان حج بمال محرم سواء كان هذا المال المحرم اكتسبه من غش او خداع او من ربا او سرقة او غصب او نحو ذلك فان حجه ليس مبرورا. لان الله عز وجل لا يتقرب - 00:05:00ضَ
بمعصيته فلا يمكن للانسان ان يتقرب الى الله عز وجل في معصيته والله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. بل قال الله عز وجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه - 00:05:24ضَ
ولا ريب ان الحج بمال محرم ليس طيبا وليس من العمل الصالح بل ان بعض اهل العلم رحمهم الله قال ان من حج بمال محرم فان حجه لا يصح فهو اثم ولا يصح حجه. ولا تبرأ به ذمته ولا يسقط به الطلب - 00:05:39ضَ
وعلى هذا قول القائل اذا حججت بمال اصله سحت كما حججت ولكن حجت العير لا يقبل الله الاكل صالحة ما كل من حج بيت الله مبرور وينبغي للمرء اذا عزم على الحج - 00:06:02ضَ
ان يختار رفقة صالحة تعينه على الواجبات وتنهاه عن المحرمات وتذكره اذا غفل وترغبه في الخير فيختار رفقة صالحة تكون معينة له على اداء نسكه وينبغي له ايضا عند عزمه على السفر - 00:06:22ضَ
عن يتفقه في دين الله عز وجل. وان يتبصر في الاحكام المتعلقة بالحج حتى يعبد الله عز وجل على علم وبصيرة فانه لا يستوي من يعبد الله عز وجل على جهل ممن يعبده على بينة - 00:06:45ضَ
وعلى هدى وبصيرة وينبغي له ان يكون حال سفره متحليا بمكارم الاخلاق من السماحة والبشاشة واغاثة الملهوف واعانة الرفقاء فانما سمي السفر بانه يسفر عن اخلاق الرجال وينبغي له ايضا ان يستحضر انه في عبادة من حين ان يخرج من بيته الى ان يرجع اليه - 00:07:04ضَ
ويستحضر حين خروجه من بيته انه قد خرج في عبادة وفي طاعة الله عز وجل ليكون ذلك دافعا له الى يفعل ما امر الله عز وجل به وان يدع ما حرم الله تبارك وتعالى عنه. ولاجل ان يستحضر عظمة هذه العبادة - 00:07:32ضَ
وينبغي له ايضا ان يستحضر عظمة الزمان وعظمة المكان فان الحاج اذا خرج فالغالب انه يخرج في ازمنة فاضلة وهي عشر ذي الحجة وهو متجه ايضا الى امكنة فاضلة. وهي المسجد وهي الحرم والمشاعر المقدسة - 00:07:51ضَ
واجتمع في حقه فضيلة الزمان وفضيلة المكان وفضيلة العبادة فيستحضر فضيلة الزمان وانه في افضل ايام العام ويستحضر فضيلة المكان وانه في اطهر بقعة واقدس بقعة على وجه الارض. خصها الله عز وجل من الخصائص - 00:08:13ضَ
ما لم يخص غيرها من من الاماكن ويستحضر ايضا عظمة هذه العبادة وان وانه يؤدي ركنا من اركان الاسلام. فاذا استحضر هذه الامور الثلاثة فان ذلك من اكبر العويلة على اداء نسكه - 00:08:34ضَ
على وفق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي له ايضا ان يتزود حال سفره من النفقة ما يكفيه في ذهابه وايابه لان لا يحتاج الى السؤال ولان لا يذل نفسه بسؤال غيره. فيأخذ من النفقة ما يحتاج اليه وزيادة. لانه ربما احتاج احد - 00:08:52ضَ
من رفقته الى شيء من الدراهم او شيء من المال فيكون عونا له على ذلك اسأل الله عز وجل ان يوفقنا لما يحب ويرضى وان يرزقنا الاخلاص لله والمتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وصلى الله - 00:09:15ضَ
وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين فلله ذاك الموقف الاعظم الذي كموقف يوم جل جلاله يباهي يقول في محبة واني بهم بر اجود وارحم فاشهد واعطيتهم ما املوه - 00:09:33ضَ
وانعم فبشراكم يا اهل ذا الموقف الذي به يغفر - 00:10:27ضَ