التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وامامنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:35ضَ
فان صيام رمضان احد اركان الاسلام ومبانيه العظام دل على وجوبه الكتاب والسنة والاجماع قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون - 00:00:53ضَ
وقال عز وجل في الاية بعدها فمن شهد منكم الشهر فليصمه وثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله - 00:01:15ضَ
وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وصوم رمضان واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان والحج وقد اجمع المسلمون على فرضية صيام رمضان اجماعا قطعيا معلوما بالظرورة من الدين فمن انكر وجوب الصيام وقال انه ليس بواجب من انكر وجوبه فانه كافر - 00:01:31ضَ
لانه مكذب لله ورسوله واجماع المسلمين واما من تركه تهاونا وكسلا فانه على خطر عظيم ولقد كان فرض الصيام في السنة الثانية من الهجرة فصام النبي صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات - 00:02:00ضَ
وكان فرض الصيام على مرحلتين المرحلة الاولى التخيير بين الصيام والاطعام يعني ان من شاء صام ومن شاء لم يصم بدأ عن صيامه فيخير بين الصيام وبين الفدية قال الله تبارك وتعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين - 00:02:24ضَ
المرحلة الثانية فرض الصيام وتعينه بدون تخيير كما في حديث سلمة بن الاكوع رضي الله عنه قال لما نزل قوله تبارك وتعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين كان من اراد ان يصوم فعل - 00:02:50ضَ
ومن اراد ان يفطر ويهتدي فعل حتى نزلت الاية التي بعدها فمن شهد منكم الشهر فليصمه فنسختها وبهذه الاية صار صار الصوم فرض عين وليس محل خيال بينه وبين الفدية - 00:03:11ضَ
وصوم رمضان كغيره من العبادات. انما يجب بشروط فمن شروط وجوب الصوم الاسلام فالكافر لا يجب عليه الصيام بل ولا يصح منه وانما يؤمر بالاسلام اولا ثم يخاطب وانما يؤمر بالاسلام اولا ثم يخاطب بالصيام ثانيا - 00:03:31ضَ
وانما لم يصح الصيام من الكافر لانه ليس اهلا للعبادة قال الله تبارك وتعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله الكافر لا تقبل منه اي عبادة يفعلها - 00:03:59ضَ
لاجل وجود مانع يمنع من قبول العبادة وهو الكفر بل ان جميع ما يعمله الكافر من الاعمال في الدنيا وان كانت مما يتعدى نفعه لا ينتفع به في الاخرة. فلو - 00:04:21ضَ
تصدق او احسن الى غيره او ما اشبه ذلك فان هذا العمل لا ينفعه في الاخرة. قال الله تبارك وتعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وليس معنى ان الصيام ليس معنى كون الصيام لا يجب على الكافر انه لا يحاسب عليه يوم القيامة - 00:04:37ضَ
بل انه يحاسب عليه ويعاقب عليه يوم القيامة قال الله تبارك وتعالى يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين - 00:04:59ضَ
فهم ذكروا عدة اسباب لدخولهم النار ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين. فكونهم يكذبون بيوم الدين هذا كافر في في عقوبتهم ولكن لولا ان هذه الامور التي ذكروها من عدم الصلاة ومن عدم اطعام المسكين لولا ان لها اثرا في - 00:05:21ضَ
زيادة العقوبة عليهم ما كان لذكرها فائدة بل ان الكافر يحاسب يوم القيامة على ما يتنعم به من النعم في هذه الدنيا قال الله تبارك وتعالى ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم - 00:05:49ضَ
وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين فمفهوم الاية الكريمة في قوله ليس على الذين امنوا ان غير الذين امنوا عليهم جناح والمهم ان الكافر لا يصح صيامه. لوجود مانع - 00:06:12ضَ
فان اسلم الكافر في اثناء الشهر لم يلزمه ان يقضي الايام التي سبقت اسلامه. وانما يخاطب باليوم الذي اسلم فيه فيجب عليه ان يمسك ويجب عليه ايضا ان يصوم بقية الشهر الذي ادرك منه ما ادرك وهو مسلم - 00:06:32ضَ
اما ما سبق اسلامه من ايام فانه لا يجب عليه القضاء قال الله تبارك وتعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وايضا فلم ينقل ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر من اسلم من الصحابة لم ينقل انه كان يأمره بقضاء ما سبق اسلامه - 00:06:52ضَ
انه من الايام ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك لكان ينقل ولو نقل لحفظ فلما لم ينقل ان الرسول عليه الصلاة والسلام امر احدا من اصحابه بذلك دل ذلك على انه لا يجب على الكافر - 00:07:17ضَ
اذا اسلم ان يقضي ما سبق اسلامه من ايام واذا اسلم الكافر في اثناء اليوم وجب عليه ان يمسك بقية يومه وذلك لاحتراما للزمن وهو رمظان. ولانه لما اسلم خوطب بهذا الصيام فوجب عليه ان - 00:07:35ضَ
ولا يلزمه ان يقضي هذا اليوم الذي اسلم فيه. لانه لم يكن من اهل الوجوب حين وقت وجوب الامساك فهو حينما طلع الفجر والفجر هو وقت وجوب الامساك لم يكن اهلا للصيام ولم يكن مخاطبا بالصيام واذا كان كذلك - 00:07:57ضَ
فانه لا يؤمر بالقضاء الشرط الثاني من شروط وجوب الصوم البلوغ الصبي الذي دون البلوغ لا يجب عليه الصوم ولا يصح منه ايضا اذا كان غير مميز الصبي الذي لا يميز - 00:08:17ضَ
اي انه لا يفهم الخطاب ولا يرد الجواب هذا لا يصح لا يصح صيامه لان الصيام عبادة والعبادة لا بد فيها من نية والنية لا تتصور من الصبي الذي لا يميز - 00:08:40ضَ
واما الصبي المميز الذي يفهم الخطاب ويرد الجواب والغالب انه يكون عند تمام سبع سنين فان الصيام في فان صيامه صحيح بل ينبغي لوليه ان يأمره بذلك ليألف الصيام ولترتاظ نفسه عليه حتى يسهل عليه اذا كبر - 00:08:57ضَ
حتى يسهل عليه اذا بلغ ووجب عليه الصيام ولقد كان الصحابة رضي الله عنهم كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون اولادهم ويذهبون بهم الى المسجد فاذا بكوا من الجوع او العطش اعطوهم اللعبة من العهن - 00:09:21ضَ
يعني من الصوف ونحوه لاجل ان يتلهوا بها حتى تغرب الشمس وان من المؤسف حقا ان بعض الاولياء تجد ان اولاده الصغار الذين يطيقون الصيام تجد انهم يرغبون في الصيام - 00:09:45ضَ
ولكن الولي يمنعه من الصيام مدعيا انه لذلك يرحمه وان تركه للصيام ارفق به وارأف به وهذا من الخطأ لانه يقال ما دام ان الصبي متمكن من الصيام ومطيق للصيام فليصم. واذا وجدت عليه او واذا وجد مشقة على نفسه فانه في هذه الحال يفطر ولا - 00:10:02ضَ
خرج عليه والصحابة رضي الله عنهم احرصوا منا على الخير. واحرصوا منا على تربية اولادهم. ومع ذلك كانوا يتعاهدون ابناءهم. وكانوا اولادهم بالصيام ولا يجب الصيام الا بالبلوغ كما تقدم - 00:10:30ضَ
فالصبي الذي نونا البلوغ لا يجب عليه الصيام. ويحصل البلوغ يحصل البلوغ بواحد من امور ثلاثة الامر الاول تمام خمس عشرة سنة فاذا تم للصبي خمس عشرة سنة فان فان ذلك دليل على بلوغه - 00:10:49ضَ
الثاني مما يحصل به بلوغ الصبي انزال المني فاذا انزل المني باحتلام او غيره فان هذا دليل على بلوغه. قال الله عز وجل واذا بلغ الاطفال منكم الحلم واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين - 00:11:10ضَ
من قبلهم الامر الثالث من الامور التي يحصل بها البلوغ نبات الشعر الخشن حول الالة. فاذا انبت الصبي فان ان دليل على بلوغه هذه العلامات خاصة بالذكر واما الانثى فتزيد امرا رابعا وهو الحيض - 00:11:33ضَ
فاذا حاضت الانثى فان حيضها دليل على بلوغها. فيكون فتكون بذلك مكلفة واذا واذا بلغ الصبي في اثناء شهر رمضان فانه لا يلزمه ان يقضي ما سبق من ايام. لانه قبل ذلك لم يكن مخاطبا - 00:11:57ضَ
واذا بلغ في اثناء اليوم فانه يجب عليه ان يمسك بقية هذا اليوم لانه صار من اهل الوجوب. ولا يجب عليه القضاء لانه لم يكن من اهل الوجوب حين وقت وجوب الامساك - 00:12:19ضَ
ولو قدر ان الصبي بلغ وهو صائم فان صيامه هذا يجزئه ولا يلزم بقضائه فيما هذا ما يتعلق بشيء من شروط الصيام ونستكمل بقية الشروط في الحلقة القادمة ان شاء الله. اسأل الله - 00:12:38ضَ
عز وجل ان يوفقني واياكم للفقه في الدين وان يجعلنا هداة مهتدين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:13:00ضَ