بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان الى يوم الدين اما بعد وقد تكلمنا في الحلقتين السابقتين - 00:00:36ضَ

عن مفطرات الصيام وما يفسد الصوم من اكل وشرب وما كان بمعناهما الى اخر ما ذكر مما تقدم من المفطرات وذكرنا ان هذه المفطرات لا تفطروا الصائم الا بشروط ثلاثة - 00:00:53ضَ

الشرط الاول ان يكون الانسان عالما فان كان جاهلا فلا شيء عليه فمتى اكل جاهلا فان صيامه صحيح فلو قدر ان شخصا حديث عهد باسلام امر بالصيام وصام ولا يعلم ان الاكل في نهار رمضان مفطر انه مفطر او ان الشرب مفطر او ان الحجامة مفطرة - 00:01:14ضَ

او ان بقية المهطرات انها تفطر الصائم ففعل هذا المفطر او هذا المفسد وهو جاهل فلا شيء عليه قال الله تبارك وتعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا قال الله عز وجل قد فعلت - 00:01:44ضَ

وقال تبارك وتعالى وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. ولكن ما تعمدت قلوبكم فمتى كان الانسان جاهلا بان هذا الشيء مفطر فان صيامه صحيح ولا يفسد الشرط الثاني من شروط الفطر بالمفطر ان يكون الانسان ذاكرا - 00:02:04ضَ

فلو اكل او شرب ناسيا او فعل مفطرا من المفطرات السابقة ناسيا فان صومه صحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم من نسي وهو صائم فاكل او شرب فليتم صومه فانما اطعمه الله - 00:02:28ضَ

هذا الحديث يدل على ان الصائم متى اكل او شرب وهو ناس فان صيامه صحيح ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فليتم صومه ولو كان صومه يفسد باكله وشربه ناسيا لم يكن النبي - 00:02:48ضَ

عليه الصلاة والسلام يأمر باتمام الصيام بل قال عليه الصلاة والسلام فليتم صومه وهذا دليل على ان صيامه تام. لم يحصل له نقص ثم علل النبي عليه الصلاة والسلام ان ذلك اعني الاكل والشرب حال النسيان ليس من فعل الصائم بقوله فانما اطعمه الله - 00:03:09ضَ

وسقاه يعني ان هذا رزق من الله عز وجل ساقه الى هذا الصائم ويضاف الى ذلك ما تقدم من الاية الكريمة وهي قوله تبارك وتعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا - 00:03:31ضَ

وهذا اعني اعني ان ان اعني كون النسيان لا يكون مفطرا ليس خاصا بالاكل والشرب بل هو عام في جميع المفطرات ولو اكل او شرب او حجم او جامع او فعل مفطرا من المفطرات غير الاكل والشرب - 00:03:47ضَ

ناسيا فان صيامه صحيح ولذلك ورد في رواية للحاكم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من افطر الرواية التي ذكرناها فيما تقدم من نسي وهو صائم فاكل او شرب وفي رواية من نسي وهو صائم فافطر وهذا يشمل الافطار بالاكل والافطار بالشرب والافطار بالحجاب - 00:04:09ضَ

او بالتقيؤ او الافطار بالجماع او غير ذلك من المفطرات الشرط الثالث من شروط الفطر بالمفطرات السابقة ان يكون الانسان مختارا يعني مريدا هذا المفطر بارادة من عنده لم يكرهه احد على ذلك - 00:04:35ضَ

فاما لو كان مكرها على فعل المفطر فان صيامه لا يفسد ولو ان شخصا اكره شخصا اخر على الاكل او الشرب او اكرهه ايضا على فعل مفطر من المفطرات كالحجامة او كالجماع او ما اشبه ذلك فان صيامه صحيح ولا يفسد - 00:05:00ضَ

ودليل ذلك ان الله عز وجل رفع المؤاخذة عمن اكره على الكفر فاذا اكره الانسان على ما دون الكفر فهو من باب اولى. قال الله تبارك وتعالى من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه - 00:05:25ضَ

مطمئن بالايمان ولكن منشرح بكم فيه صدرا فعليهم غضب ولهم فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم فاذا رفع الله عز وجل المؤاخذة عمن اكره على الكفر فمن اكره على ما دون الكفر فهو من باب اولى - 00:05:42ضَ

والحاصل ان الصائم يشترط كون المفطرات السابقة مفسدة لصومه ان يفعلها مختارا. فان اكره على ذلك فلا شيء عليه وصيامه صحيح والاكراه على المفطر له صورتان الصورة الاولى ان يكره على ان يفعل ذلك بنفسه - 00:06:01ضَ

بان يقول له شخص مثلا اشرب الماء والا فعلت بك كذا وكذا. او كل هذا الطعام والا فعلت بك كذا وكذا. فهذا عذر وهو نوع من الاكراه الصورة الثانية ان يفعل ذلك به كرها - 00:06:26ضَ

بان يصب الماء في حلقه من غير اختيار منه او يوضع الطعام في حلقه من غير اختيار منه او يكره على التقيؤ من غير اختيار منه فهذا ايضا لا يؤثر على صومه ولا يفسد صومه - 00:06:42ضَ

هذه ثلاثة شروط من شروط الفطر بالمفطرات السابقة وهذه الشروط السابقة من العلم الذكر والارادة ليست خاصة بالصيام. بل هي في جميع العبادات. فكل عبادة لا تفسد بفعل محظور فيها الا اذا فعل الانسان ذلك المحظور عالما - 00:06:58ضَ

ذاكرا مختارا ولنضرب لذلك امثلة فمثلا لو ان رجلا يصلي وفي اثناء صلاته تكلم جاهلا ان الكلام مفسد للصلاة فان صلاته صحيحة ودليل ذلك ان معاوية ابن حكم رظي الله عنه - 00:07:24ضَ

لما كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم وعطس رجل من القوم وقال له معاوية يرحمك الله فرماه الناس بابصارهم وصاروا يضربون على افخاذهم بايديهم فقال رضي الله عنه واثكل امياه - 00:07:45ضَ

ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته ارشده وقال ان هذه الصلاة لا يصلح شيء لا يصلح فيها شيء من كلام الادميين انما هي انما هي التسبيح والتكبير او كما قال صلى الله عليه وسلم - 00:08:06ضَ

فدل ذلك على ان الانسان لو تكلم في صلاته ناسيا فان صلاته صحيحة وكذلك الاكراه لو انه فعل مفسدا من مفسدات من مفسدات الصلاة مكرها عليه فلا شيء عليه فلو ان شخصا كان يصلي ثم سقط على رأسه شيء فتوجع وتأوه - 00:08:24ضَ

واتكلم ونطق من غير اختيار منه فان صلاته لا تفسد. لانه لم يفعل هذا المفسد عن اختيار منه وكذلك ايضا بالنسبة للنسيان. لو انه كان يصلي ثم خاطبه شخص اثناء صلاته فتكلم ناسيا - 00:08:49ضَ

ولم يستحضر انه حال كلامه كان في صلاة فان صلاته لا تفسد. فالمهم ان هذه الشروط ثلاثة وهي كونه عالما ذاكرا مختارا هي لا تختص بالصيام ولكنها عامة في جميع - 00:09:09ضَ

العبادات فكل من فعل محظورا من محظورات العبادة وكان حال فعله للمحظور جاهلا او ناسيا او مكرها فان عبادته لا تفسد ولا يترتب وعليها ايضا شيء فيما لو كان هذا المحظور مما تترتب عليه الفدية كما في الحج - 00:09:31ضَ

فلو غطى المحرم رأسه ناسيا فلا شيء عليه ولو انه تطيب ناسيا فلا شيء عليه. ولو فعل محظورا من المحظورات الاخرى المعروفة من آآ حلق شعره او تقليم ظفره او ما اشبه ذلك جاهلا او ناسيا او مكرها فان آآ حجه صحيح ولا يلزمه - 00:09:55ضَ

فدية لما فعل من هذا المحظور لعموم قوله تبارك وتعالى ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. قال الله عز وجل قد فعلت وقال تبارك وتعالى وليس عليكم جناح فيما اخطأتم به. ولكن ما تعمدت قلوبكم - 00:10:20ضَ

وقال عز وجل من كفر بالله من بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن منشرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من والله ولهم عذاب عظيم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم رفع عن امتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه - 00:10:37ضَ

اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح. وان يوفقنا لاغتنام الاوقات بالاعمال الصالحات. وصلى اللهم وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:10:57ضَ