ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:25
وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:00:51
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما معاشر المؤمنين ان مواقف الانسان وافعاله واقواله هي انعكاسات عن تصوراته للحياة فالافعال والتصرفات ما هي الا ترجمة لما يعتقده الانسان في الحياة - 00:01:14
ولما جعله بوصلة له تحركه يمينا وشمالا الذي يعتقد ان المال مثلا اهم شيء في الحياة انعكس ذلك على حياته وعلى تصرفاته وعلى مواقفه لذلك ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم - 00:01:53
صحح لنا عددا من المفاهيم ووضح لنا في ثنايا كلامه الكريم سبحانه وتعالى عددا من الحقائق التي اذا اعتقدها الانسان ورسخت في قلبه فان حياته ستنتظم وتستقيم على ما اراد الله سبحانه وتعالى - 00:02:27
وعلى ما شرع وامر اما اذا حصل في هذه المفاهيم شيء من الخلل او سوء التصور انعكس ذلك على افعاله ومواقفه في الحياة ومن الايات الكريمات التي وضعت لنا تصورا كاملا وواضحا للحياة وللممات - 00:02:54
ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا - 00:03:23
الا متاع الغرور لله ما اعظم هذه الاية وما اتم معانيها وما اكملها فانها قد وظحت من الحقائق ما يكفي الانسان اذا اعتقدها وسار على ضوئها ان يكون من المتقين - 00:03:49
وان يتجافى عن دار الغرور وان يقبل بقلبه الى دار الخلود الحقيقة الاولى كل نفس ذائقة الموت هذه الحقيقة اذا تصورها الانسان وجعلها نصب عينيه هانت عليه هذه الدنيا لانه علم انها مؤقتة - 00:04:17
وعلم ان كل ما يفعله فيها مما لا شأن له في الاخرة الى زوال واضمحلال كل نفس لا يستثنى من هذا الحكم ومن هذه الحقيقة احد من المخلوقات لا نبي مرسل - 00:04:46
ولا ملك مقرب فلا فرق في الموت بين الصغير والكبير والصالح والفاسد فكل نفس ذائقة الموت اينما ذهب الانسان ومهما فعل لو فدى نفسه باموال الدنيا وبكل ما يملك وما لا يملك - 00:05:12
لا يحجزه عن هذا الامر حاجز ولا يمنعه عنه مانع قال ربنا سبحانه وتعالى اينما تكونوا يدرككم الموت وان كنتم في بروج مشيدة اينما ذهبت ومهما ذهبت ومهما تحصنت لن يحجزك عن الموت - 00:05:41
حاجز ولا يمنعك عنه مانع معرفة هذه الحقيقة معشر الكرام يكسب الانسان الاقبال على الدار الاخرة وتكسبه ايضا استقلال عدم اعتبار مصائب الدنيا لانه يعلم انه سيذهب عنها طال الزمان او قصر - 00:06:10
كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة هذه هي الحقيقة الثانية انما اداة حصر توفون اجوركم يوم القيامة لا تظنن ان هذه الحياة دار جزاء هي دار ابتلاء واختبار - 00:06:40
فما يعرض لك فيها من خير او شر ليس من محبة الله ولا من بغظ الله بالظرورة انما هي اختبارات متتاليات وابتلاءات متتابعات لتظهر حقيقتك اتصبر امام ابتلاء الضراء ام لا - 00:07:10
اتشكر امام ابتلاء السراء ام لا فاذا رأيت رب العالمين سبحانه يعطيك من الدنيا ويغدق عليك بها فلا تقولن في نفسك ان هذا من محبة الله فان الله تعالى يعطي الدنيا من يحب - 00:07:37
ومن لا يحب حتى اكفروا الكافرين وافجر الفاجرين تفتح له من الدنيا ويعطى منها ما قدر له فيها واذا حرمك او منعك من شيء من متاع الدنيا فلا تظنن ولا تقولن لنفسك وفي نفسك - 00:08:04
ان هذا من بغظ الله لك او كرهه لك فان الله يمنع احيانا ليختبر ويبتلي هذه الحقيقة اذا فهمناها واستوعبناها هانت علينا الحياة وما فيها فهي ليست دارا للجزاء فاذا صليت او تصدقت او اطعت الله تعالى - 00:08:29
فلا تنتظرن ثوابا دنيويا قد يحصل وقد لا يحصل وانما الثواب والجزاء على الحقيقة يوم القيامة وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور - 00:08:59
هذه الحقيقة الثالثة في هذه الاية هي حقيقة معنى الفوز الحقيقي معنى النجاح الحقيقي حصل اليوم نوع من التشويه لمفهوم النجاح او مفهوم الفوز فصار يشار لمن حصل شيئا من الدنيا - 00:09:33
وهو خال من امر الاخرة صار يشار له بالنجاح وبالفوز وبالمكانة ولكن رب العالمين سبحانه وتعالى قد وصف الفائزين في كتابه وصفا واضحا فقال فمن زحزح عن النار وادخل الجنة - 00:10:00
فقد فاز هذا هو الفوز الحقيقي هذا هو النجاح الحقيقي وما عدا ذلك مما يظنه الناس فوزا او نجاحا فقد وصفه الله في ختام هذه الاية بقوله سبحانه وتعالى وما الحياة الدنيا - 00:10:26
الا متاع الغرور وما الحياة الدنيا وهذا اسلوب حصر ايضا فان ربنا سبحانه نفى عن الحياة الدنيا كل وصف. واثبت وصفا واحدا وهو قوله سبحانه وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور - 00:10:52
متاع يغر من الناس من يغر ويخدع من الناس من يخدع فمن انخدع لهذا المتاع اختلت بوصلته في الحياة فتوجهت بوصلته للدنيا ولم تتوجه الى الاخرة اما المعنى الحقيقي للفوز والنجاح. وللهدى والفلاح فهو من توجهت بوصلته لله - 00:11:17
وللدار الاخرة نسأل الله سبحانه وتعالى الكريم من فضله وان يوفقنا واياكم للفوز في الدنيا والاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه. انه - 00:11:46
وهو الغفور الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد معاشر الكرام ان من اكبر سمات هذا العصر - 00:12:06
الذي نعيش فيه ومن اكثر ما يظهر في هذا المجتمع المعاصر في جميع الدول وفي جميع الاصقاع تعظيم النظرة المادية فاصبح الانسان يقيس الحياة ويقيس الاشخاص ويقيس الناس بالمادة واصبح الناجح - 00:12:27
يطلق على من كثرت عنده المادة ولو كان صفرا من تقوى الله ولو كان خاليا من دين الله سبحانه وتعالى بينما يوصف من لا مادة له في هذه الحياة بعكس هذه الاوصاف ولو كان من اتقى المتقين واقرب المقربين - 00:12:54
رب العالمين سبحانه وتعالى هذه النظرة وهذا التصور للحياة الثراء على بوصلة الانسان وعلى بوصلة الشباب وصار الهم الواحد منهم ونموذج النجاح عندهم كيف يسعى؟ كيف يحصل على هذه المكانة - 00:13:19
ولو كان خاليا بعضهم لا يصلي ولا تعنيه الصلاة شيئا ولكنه لانه يجهد نفسه في تحصيل المال يشار اليه بالنجاح ويسمى الناجح او الفائز هذا المفهوم وهذا التصور هو الذي يحدث الخلل عند الانسان - 00:13:43
نعم لا حرج في ان يكون الانسان ناجحا في الدنيا ولا يمنع الدين من ان يكتسب الانسان شيئا من الدنيا لكن الممنوع ان لا يكون للانسان هم الا الدنيا هذا هو الممنوع - 00:14:08
وهذا هو المحظور. وهذا الذي اذا وصل اليه الانسان في تصوره ساءت اعماله فنعمل المال الصالح للرجل الصالح ويقول ربنا سبحانه ولا تنسى نصيبك من الدنيا ولكن مفهوم النجاح اذا اختل عند اولادنا واحيانا نحن الذين نرسخ هذا فيهم - 00:14:28
نحن الذين نرسخ هذا المعنى من خلال تربيتنا لهم انظر الى حالك مع اولادك فيما يتعلق بالامور المادية في دراستهم وشهادتهم ما مدى حرصك عليهم وانظر الى حرصك عليهم في صلاتهم - 00:14:54
اذا نام الطفل او الشاب او الطالب عن امر دنيوي عن اختبار او عن مدرسة او عن اي شيء من الامور كيف حرصك وكيف اجتهادك بل قد تصل به الى القسوة - 00:15:16
وتقول له اقسو عليك لمصلحتك اما في جانب الدين وفي جانب الصلاة فاللين التام وعدم الامر احيانا وعدم الحرص ينام عن الصلوات ولا يصلي في اليوم واليومين والثلاثة ولا نعلم عنه فظلا عن ان نأمره بها - 00:15:35
انظر كيف وجهت تربيتك هذا الشاب بهذه النظرة المادية. انت الذي غرست فيه ذلك لا يرى منك ذاك الحرص والحرقة اذا قصر في الدين بينما يرى منك الحرص والحرقة اذا قصر في الدنيا - 00:15:58
لا تقصر معه في الدنيا لا احد يأمرك بذلك ولكن لماذا هذه النظرة حتى عند اهل الصلاح والمصلين لا تجدوا ابناءهم يصلون والامر عادي عنده لكنه ليس عاديا عنده. اذا قرر ان يترك الدراسة او ان يترك الوظيفة - 00:16:17
يقيم الدنيا ولا يقعدها اين هذه الحرقة في الصلاة اينها في دينه؟ اينها اذا قصر في دينه او اذا رأيت منه نقصا او تقصيرا في دينه لماذا لا يرى منك ابنك هذه الحرقة؟ - 00:16:38
مثل ما يراها منك في جانب الدنيا هذا اذا تأملنا حالنا وتأملنا هذه الاية. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز هذا هو الفوز الحقيقي لماذا لا تريد لابنك بل لنفسك اولا - 00:16:54
هذا الفوز هذا معشر الكرام. ما يجب ان نعتقده وان نتصوره والا تمر علينا ايات الله سبحانه وتعالى. دون ان نقتبس منها نبراسا نعيش فيه في حياتنا فكتاب ربنا سبحانه نزل لنقرأه ونتدبره ونتخذه منهاجا لا مجرد كلام نتلوه ثم - 00:17:15
تعرظ عنه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبصرنا في انفسنا وان يوقظنا من غفلتنا وان يوفقنا لطاعته ومرضاته اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا - 00:17:42
وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا هما الا فرجته. ولا حاجة الا قضيته ويسرتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين. ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين. واشف مرضانا ومرضى - 00:18:02
اليمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم كن لاخواننا المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لاخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين اللهم كن لهم معينا ونصيرا. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم عدو الدين. اللهم عليك باليهود المعتدين - 00:18:22
اللهم عليك باليهود المعتدين. اللهم شتت شملهم. اللهم فرق جمعهم. اللهم ابطل كيدهم اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا. اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعل - 00:18:42
لمن خلفهم عبرة واية. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون - 00:19:02
- 00:19:22
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00
واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة - 00:00:25
وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم - 00:00:51
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما معاشر المؤمنين ان مواقف الانسان وافعاله واقواله هي انعكاسات عن تصوراته للحياة فالافعال والتصرفات ما هي الا ترجمة لما يعتقده الانسان في الحياة - 00:01:14
ولما جعله بوصلة له تحركه يمينا وشمالا الذي يعتقد ان المال مثلا اهم شيء في الحياة انعكس ذلك على حياته وعلى تصرفاته وعلى مواقفه لذلك ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم - 00:01:53
صحح لنا عددا من المفاهيم ووضح لنا في ثنايا كلامه الكريم سبحانه وتعالى عددا من الحقائق التي اذا اعتقدها الانسان ورسخت في قلبه فان حياته ستنتظم وتستقيم على ما اراد الله سبحانه وتعالى - 00:02:27
وعلى ما شرع وامر اما اذا حصل في هذه المفاهيم شيء من الخلل او سوء التصور انعكس ذلك على افعاله ومواقفه في الحياة ومن الايات الكريمات التي وضعت لنا تصورا كاملا وواضحا للحياة وللممات - 00:02:54
ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا - 00:03:23
الا متاع الغرور لله ما اعظم هذه الاية وما اتم معانيها وما اكملها فانها قد وظحت من الحقائق ما يكفي الانسان اذا اعتقدها وسار على ضوئها ان يكون من المتقين - 00:03:49
وان يتجافى عن دار الغرور وان يقبل بقلبه الى دار الخلود الحقيقة الاولى كل نفس ذائقة الموت هذه الحقيقة اذا تصورها الانسان وجعلها نصب عينيه هانت عليه هذه الدنيا لانه علم انها مؤقتة - 00:04:17
وعلم ان كل ما يفعله فيها مما لا شأن له في الاخرة الى زوال واضمحلال كل نفس لا يستثنى من هذا الحكم ومن هذه الحقيقة احد من المخلوقات لا نبي مرسل - 00:04:46
ولا ملك مقرب فلا فرق في الموت بين الصغير والكبير والصالح والفاسد فكل نفس ذائقة الموت اينما ذهب الانسان ومهما فعل لو فدى نفسه باموال الدنيا وبكل ما يملك وما لا يملك - 00:05:12
لا يحجزه عن هذا الامر حاجز ولا يمنعه عنه مانع قال ربنا سبحانه وتعالى اينما تكونوا يدرككم الموت وان كنتم في بروج مشيدة اينما ذهبت ومهما ذهبت ومهما تحصنت لن يحجزك عن الموت - 00:05:41
حاجز ولا يمنعك عنه مانع معرفة هذه الحقيقة معشر الكرام يكسب الانسان الاقبال على الدار الاخرة وتكسبه ايضا استقلال عدم اعتبار مصائب الدنيا لانه يعلم انه سيذهب عنها طال الزمان او قصر - 00:06:10
كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة هذه هي الحقيقة الثانية انما اداة حصر توفون اجوركم يوم القيامة لا تظنن ان هذه الحياة دار جزاء هي دار ابتلاء واختبار - 00:06:40
فما يعرض لك فيها من خير او شر ليس من محبة الله ولا من بغظ الله بالظرورة انما هي اختبارات متتاليات وابتلاءات متتابعات لتظهر حقيقتك اتصبر امام ابتلاء الضراء ام لا - 00:07:10
اتشكر امام ابتلاء السراء ام لا فاذا رأيت رب العالمين سبحانه يعطيك من الدنيا ويغدق عليك بها فلا تقولن في نفسك ان هذا من محبة الله فان الله تعالى يعطي الدنيا من يحب - 00:07:37
ومن لا يحب حتى اكفروا الكافرين وافجر الفاجرين تفتح له من الدنيا ويعطى منها ما قدر له فيها واذا حرمك او منعك من شيء من متاع الدنيا فلا تظنن ولا تقولن لنفسك وفي نفسك - 00:08:04
ان هذا من بغظ الله لك او كرهه لك فان الله يمنع احيانا ليختبر ويبتلي هذه الحقيقة اذا فهمناها واستوعبناها هانت علينا الحياة وما فيها فهي ليست دارا للجزاء فاذا صليت او تصدقت او اطعت الله تعالى - 00:08:29
فلا تنتظرن ثوابا دنيويا قد يحصل وقد لا يحصل وانما الثواب والجزاء على الحقيقة يوم القيامة وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور - 00:08:59
هذه الحقيقة الثالثة في هذه الاية هي حقيقة معنى الفوز الحقيقي معنى النجاح الحقيقي حصل اليوم نوع من التشويه لمفهوم النجاح او مفهوم الفوز فصار يشار لمن حصل شيئا من الدنيا - 00:09:33
وهو خال من امر الاخرة صار يشار له بالنجاح وبالفوز وبالمكانة ولكن رب العالمين سبحانه وتعالى قد وصف الفائزين في كتابه وصفا واضحا فقال فمن زحزح عن النار وادخل الجنة - 00:10:00
فقد فاز هذا هو الفوز الحقيقي هذا هو النجاح الحقيقي وما عدا ذلك مما يظنه الناس فوزا او نجاحا فقد وصفه الله في ختام هذه الاية بقوله سبحانه وتعالى وما الحياة الدنيا - 00:10:26
الا متاع الغرور وما الحياة الدنيا وهذا اسلوب حصر ايضا فان ربنا سبحانه نفى عن الحياة الدنيا كل وصف. واثبت وصفا واحدا وهو قوله سبحانه وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور - 00:10:52
متاع يغر من الناس من يغر ويخدع من الناس من يخدع فمن انخدع لهذا المتاع اختلت بوصلته في الحياة فتوجهت بوصلته للدنيا ولم تتوجه الى الاخرة اما المعنى الحقيقي للفوز والنجاح. وللهدى والفلاح فهو من توجهت بوصلته لله - 00:11:17
وللدار الاخرة نسأل الله سبحانه وتعالى الكريم من فضله وان يوفقنا واياكم للفوز في الدنيا والاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه. انه - 00:11:46
وهو الغفور الرحيم. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد معاشر الكرام ان من اكبر سمات هذا العصر - 00:12:06
الذي نعيش فيه ومن اكثر ما يظهر في هذا المجتمع المعاصر في جميع الدول وفي جميع الاصقاع تعظيم النظرة المادية فاصبح الانسان يقيس الحياة ويقيس الاشخاص ويقيس الناس بالمادة واصبح الناجح - 00:12:27
يطلق على من كثرت عنده المادة ولو كان صفرا من تقوى الله ولو كان خاليا من دين الله سبحانه وتعالى بينما يوصف من لا مادة له في هذه الحياة بعكس هذه الاوصاف ولو كان من اتقى المتقين واقرب المقربين - 00:12:54
رب العالمين سبحانه وتعالى هذه النظرة وهذا التصور للحياة الثراء على بوصلة الانسان وعلى بوصلة الشباب وصار الهم الواحد منهم ونموذج النجاح عندهم كيف يسعى؟ كيف يحصل على هذه المكانة - 00:13:19
ولو كان خاليا بعضهم لا يصلي ولا تعنيه الصلاة شيئا ولكنه لانه يجهد نفسه في تحصيل المال يشار اليه بالنجاح ويسمى الناجح او الفائز هذا المفهوم وهذا التصور هو الذي يحدث الخلل عند الانسان - 00:13:43
نعم لا حرج في ان يكون الانسان ناجحا في الدنيا ولا يمنع الدين من ان يكتسب الانسان شيئا من الدنيا لكن الممنوع ان لا يكون للانسان هم الا الدنيا هذا هو الممنوع - 00:14:08
وهذا هو المحظور. وهذا الذي اذا وصل اليه الانسان في تصوره ساءت اعماله فنعمل المال الصالح للرجل الصالح ويقول ربنا سبحانه ولا تنسى نصيبك من الدنيا ولكن مفهوم النجاح اذا اختل عند اولادنا واحيانا نحن الذين نرسخ هذا فيهم - 00:14:28
نحن الذين نرسخ هذا المعنى من خلال تربيتنا لهم انظر الى حالك مع اولادك فيما يتعلق بالامور المادية في دراستهم وشهادتهم ما مدى حرصك عليهم وانظر الى حرصك عليهم في صلاتهم - 00:14:54
اذا نام الطفل او الشاب او الطالب عن امر دنيوي عن اختبار او عن مدرسة او عن اي شيء من الامور كيف حرصك وكيف اجتهادك بل قد تصل به الى القسوة - 00:15:16
وتقول له اقسو عليك لمصلحتك اما في جانب الدين وفي جانب الصلاة فاللين التام وعدم الامر احيانا وعدم الحرص ينام عن الصلوات ولا يصلي في اليوم واليومين والثلاثة ولا نعلم عنه فظلا عن ان نأمره بها - 00:15:35
انظر كيف وجهت تربيتك هذا الشاب بهذه النظرة المادية. انت الذي غرست فيه ذلك لا يرى منك ذاك الحرص والحرقة اذا قصر في الدين بينما يرى منك الحرص والحرقة اذا قصر في الدنيا - 00:15:58
لا تقصر معه في الدنيا لا احد يأمرك بذلك ولكن لماذا هذه النظرة حتى عند اهل الصلاح والمصلين لا تجدوا ابناءهم يصلون والامر عادي عنده لكنه ليس عاديا عنده. اذا قرر ان يترك الدراسة او ان يترك الوظيفة - 00:16:17
يقيم الدنيا ولا يقعدها اين هذه الحرقة في الصلاة اينها في دينه؟ اينها اذا قصر في دينه او اذا رأيت منه نقصا او تقصيرا في دينه لماذا لا يرى منك ابنك هذه الحرقة؟ - 00:16:38
مثل ما يراها منك في جانب الدنيا هذا اذا تأملنا حالنا وتأملنا هذه الاية. فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز هذا هو الفوز الحقيقي لماذا لا تريد لابنك بل لنفسك اولا - 00:16:54
هذا الفوز هذا معشر الكرام. ما يجب ان نعتقده وان نتصوره والا تمر علينا ايات الله سبحانه وتعالى. دون ان نقتبس منها نبراسا نعيش فيه في حياتنا فكتاب ربنا سبحانه نزل لنقرأه ونتدبره ونتخذه منهاجا لا مجرد كلام نتلوه ثم - 00:17:15
تعرظ عنه نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبصرنا في انفسنا وان يوقظنا من غفلتنا وان يوفقنا لطاعته ومرضاته اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. اللهم اغفر لنا ذنوبنا. واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا - 00:17:42
وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا الا غفرته. ولا هما الا فرجته. ولا حاجة الا قضيته ويسرتها يا رب العالمين. اللهم فرج هم المهمومين. ونفس كرب المكروبين. واقض الدين عن المدينين. واشف مرضانا ومرضى - 00:18:02
اليمين وارحم موتانا وموتى المسلمين. اللهم كن لاخواننا المستضعفين في كل مكان. اللهم كن لاخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين اللهم كن لهم معينا ونصيرا. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم عدو الدين. اللهم عليك باليهود المعتدين - 00:18:22
اللهم عليك باليهود المعتدين. اللهم شتت شملهم. اللهم فرق جمعهم. اللهم ابطل كيدهم اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا. اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعل - 00:18:42
لمن خلفهم عبرة واية. عباد الله ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون. فاذكروا الله يذكركم. واشكروه على نعمه يزدكم. ولذكر الله اكبر. والله يعلم ما تصنعون - 00:19:02
- 00:19:22