السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية والعصمة الباقية - 00:00:00ضَ
وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور. واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور. واشهد ان سيدنا يا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد - 00:00:26ضَ
فان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا. واصحها دليلا علم التفسير - 00:00:44ضَ
فهو شمس ضحاها وبدر دجاهة ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة واصل وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:08ضَ
ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده على موعد مع اللقاء الخامس والخمسين بعد المائتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء العاشر من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند الاية الثالثة والعشرين من ايات سورة ال عمران مع قول ربنا الرحيم الرحمن - 00:01:35ضَ
المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم تولى فريق منهم وهم معرضون اي المتر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين تعجب - 00:02:01ضَ
منهم لعدم ايمانهم بك وبرسالتك ونبوتك مع بيان الحق ووضوحه وهم يعرفون رسول الله كما يعرفون ابناءه هؤلاء لا تعجب لهم لعدم ايمانهم بك وهم يعرضون عن كتابهم المنزل على نبيهم ورسولهم موسى عليه الصلاة والسلام - 00:02:21ضَ
يعرضون عنه اذا لم يوافق اهواءهم مع زعمهم انهم يؤمنون به ولكنهم يمتنعون عن التحاكم اليه غرورا وكبرا وعنادا واستعلاء وقد ورد في سبب نزول هذه الاية الكريمة عدة اقوال - 00:02:50ضَ
قال شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله قال واولى الاقوال بالصواب عندي في تأويل هذه الاية ان الله تعالى اخبر عن طائفة من اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:16ضَ
انهم دعوا الى التوراة للتحاكم اليها في بعض ما تنازعوا فيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعرضوا ورفضوا وابوا ويجوز ان يكون هذا التنازع في امر نبوته عليه الصلاة والسلام - 00:03:37ضَ
هذا جائز وهذا قول ويجوز ان يكون التنازع في شأن ابراهيم لانهم ادعوا ان ابراهيم كان يهوديا فنزلت الاية مكان ابراهيم يهودي ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين - 00:03:59ضَ
ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه هذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين وجائز ان يكون هذا التنازع في حد من حدود الله فان كل ذلك مما نازعوا فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:04:18ضَ
ولكن لاحظ عدل القرآن وانصافه هو كلام الملك الحق سبحانه فالقرآن لم يعمم الحكم على كل اليهود او على كل اهل الكتاب بل قال ربنا جل جلاله ثم يتولى فريق منهم - 00:04:37ضَ
وهم معرضون فمنهم امة يهدون بالحق وبه يعدلون ومنهم الذين امنوا بالنبي، عليه الصلاة والسلام، كعبد الله بن سلام، رضي الله عنه ومن اهل الكتاب من ان تأمنوا بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما - 00:05:05ضَ
ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين - 00:05:28ضَ
يا لجمال القرآن ما هذه الروعة وما هذه العظمة انه العدل والانصاف فمنهم امتي يهدون بالحق وبه يعدلون. ولذا قال رب العالمين ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون وما جرأ هؤلاء - 00:05:51ضَ
المتجرئين المخالفين للحق وما حملهم على الاعراض عنه الا انهم كذبوا على الله كذبوا على الله وادعوا انهم حتى لو دخلوا النار في الاخرة لن تمسهم النار الا اياما معدودات - 00:06:14ضَ
قال تعالى ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات. وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون رقم اربعة وعشرين خدعوا انفسهم وتمسكوا بما هم عليه من الباطل وزعموا ان النار لن تمسهم بذنوبهم - 00:06:40ضَ
ان مستهم النار الا اياما معدودات افتراء على الله وكذب عليه فتوعدهم ربنا تبارك وتعالى بهذا الوعيد الشديد والتهديد الرهيب وقال سبحانه فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون - 00:07:07ضَ
الاية الخامسة والعشرون كيف يكون حال هؤلاء الكذابين الذين كذبوا على رب العالمين وكذبوا رسله وقتلوا الانبياء والعلماء الامرين بالقسط والمعروف والناهين عن المنكر كيف يكون حال هؤلاء الذين عرضوا عن الحق الواضح البين بدلائله - 00:07:35ضَ
وكفروا بالله سبحانه وتعالى كيف يكون حالهم اذا جمعهم ربنا سبحانه في يوم لا ريب فيه ولا شك في وقوعه ومجيئه في هذا اليوم توفى كل نفس ما كسبت اي ما عملت من خير او من شر - 00:08:04ضَ
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين - 00:08:27ضَ
وهم لا يظلمون لا يظلمون شيئا لا ينقص من ثوابهم شيء. حاشا وكلا بل ولا يزاد في عذابهم وانما يعذبون على قدر عملهم وربك لا يظلم احدا من خلقه وما ربك بظلام للعبيد - 00:08:46ضَ
فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه توفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون - 00:09:09ضَ
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية والعصمة الباقية - 00:00:00ضَ
وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور. واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور. واشهد ان سيدنا يا محمدا عبد الله ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وبعد - 00:00:26ضَ
فان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها فانا لا اقلل من قدرها الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا. واصحها دليلا علم التفسير - 00:00:44ضَ
فهو شمس ضحاها وبدر دجاهة ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة واصل وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:01:08ضَ
ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده على موعد مع اللقاء الخامس والخمسين بعد المائتين من لقاءات التفسير وهو اللقاء العاشر من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي عند الاية الثالثة والعشرين من ايات سورة ال عمران مع قول ربنا الرحيم الرحمن - 00:01:35ضَ
المتر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله ليحكم بينهم ثم تولى فريق منهم وهم معرضون اي المتر يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين تعجب - 00:02:01ضَ
منهم لعدم ايمانهم بك وبرسالتك ونبوتك مع بيان الحق ووضوحه وهم يعرفون رسول الله كما يعرفون ابناءه هؤلاء لا تعجب لهم لعدم ايمانهم بك وهم يعرضون عن كتابهم المنزل على نبيهم ورسولهم موسى عليه الصلاة والسلام - 00:02:21ضَ
يعرضون عنه اذا لم يوافق اهواءهم مع زعمهم انهم يؤمنون به ولكنهم يمتنعون عن التحاكم اليه غرورا وكبرا وعنادا واستعلاء وقد ورد في سبب نزول هذه الاية الكريمة عدة اقوال - 00:02:50ضَ
قال شيخ المفسرين الامام الطبري رحمه الله قال واولى الاقوال بالصواب عندي في تأويل هذه الاية ان الله تعالى اخبر عن طائفة من اليهود المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:16ضَ
انهم دعوا الى التوراة للتحاكم اليها في بعض ما تنازعوا فيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعرضوا ورفضوا وابوا ويجوز ان يكون هذا التنازع في امر نبوته عليه الصلاة والسلام - 00:03:37ضَ
هذا جائز وهذا قول ويجوز ان يكون التنازع في شأن ابراهيم لانهم ادعوا ان ابراهيم كان يهوديا فنزلت الاية مكان ابراهيم يهودي ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين - 00:03:59ضَ
ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه هذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين وجائز ان يكون هذا التنازع في حد من حدود الله فان كل ذلك مما نازعوا فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:04:18ضَ
ولكن لاحظ عدل القرآن وانصافه هو كلام الملك الحق سبحانه فالقرآن لم يعمم الحكم على كل اليهود او على كل اهل الكتاب بل قال ربنا جل جلاله ثم يتولى فريق منهم - 00:04:37ضَ
وهم معرضون فمنهم امة يهدون بالحق وبه يعدلون ومنهم الذين امنوا بالنبي، عليه الصلاة والسلام، كعبد الله بن سلام، رضي الله عنه ومن اهل الكتاب من ان تأمنوا بقنطار يؤده اليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده اليك الا ما دمت عليه قائما - 00:05:05ضَ
ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات واولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه. والله عليم بالمتقين - 00:05:28ضَ
يا لجمال القرآن ما هذه الروعة وما هذه العظمة انه العدل والانصاف فمنهم امتي يهدون بالحق وبه يعدلون. ولذا قال رب العالمين ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون وما جرأ هؤلاء - 00:05:51ضَ
المتجرئين المخالفين للحق وما حملهم على الاعراض عنه الا انهم كذبوا على الله كذبوا على الله وادعوا انهم حتى لو دخلوا النار في الاخرة لن تمسهم النار الا اياما معدودات - 00:06:14ضَ
قال تعالى ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات. وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون رقم اربعة وعشرين خدعوا انفسهم وتمسكوا بما هم عليه من الباطل وزعموا ان النار لن تمسهم بذنوبهم - 00:06:40ضَ
ان مستهم النار الا اياما معدودات افتراء على الله وكذب عليه فتوعدهم ربنا تبارك وتعالى بهذا الوعيد الشديد والتهديد الرهيب وقال سبحانه فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون - 00:07:07ضَ
الاية الخامسة والعشرون كيف يكون حال هؤلاء الكذابين الذين كذبوا على رب العالمين وكذبوا رسله وقتلوا الانبياء والعلماء الامرين بالقسط والمعروف والناهين عن المنكر كيف يكون حال هؤلاء الذين عرضوا عن الحق الواضح البين بدلائله - 00:07:35ضَ
وكفروا بالله سبحانه وتعالى كيف يكون حالهم اذا جمعهم ربنا سبحانه في يوم لا ريب فيه ولا شك في وقوعه ومجيئه في هذا اليوم توفى كل نفس ما كسبت اي ما عملت من خير او من شر - 00:08:04ضَ
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين - 00:08:27ضَ
وهم لا يظلمون لا يظلمون شيئا لا ينقص من ثوابهم شيء. حاشا وكلا بل ولا يزاد في عذابهم وانما يعذبون على قدر عملهم وربك لا يظلم احدا من خلقه وما ربك بظلام للعبيد - 00:08:46ضَ
فكيف اذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه توفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون - 00:09:09ضَ