التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ
واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث - 00:00:27ضَ
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد - 00:00:51ضَ
معاشر الموحدين عباد الله. فان اصدق الحديث كلام الله عز وجل. وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - 00:01:21ضَ
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجيرني واياكم منها انه ولي ذلك والقادر عليه. قد افلح من زكاها هذا اللقاء الثامن عشر من سلسلتنا التي اسأل الله ان يكرمنا بها في دنيانا واخرتنا وان - 00:01:41ضَ
اصلح بها ظاهرنا وباطننا. وان يزكي بها نفوسنا انه جواد كريم. قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها قد افلح من زكى نفسه ورفعها واعزها بطاعة الله وقد خاب من دس نفسه واذلها - 00:02:01ضَ
واهانها بعصيان الله. واي وصف اي وصف يوجب المهابة والخوف. والتعظيم اعظم من هذا الله يقول الله يقول قد افلح من زكى نفسه فوعده الله عز وجل بالفلاح قد خاب من دس نفسه والدس هو اخفاؤها في التراب. دلالة على الذل والهوان. وقد خاب من دس نفسه - 00:02:21ضَ
دسها في هوان الذنوب والمعاصي. رحم الله من السلف من كان يدعو فيقول اللهم انقلنا من ذل المعاصي الى عز اللهم انقلنا من ذل المعصية الى عز الطاعة. فعز الطاعة قد افلح من زكاها. وذل المعصية قد - 00:02:51ضَ
طاب من دساها. وكنا ايها الاحبة قد ذكرنا ان القلوب ثلاثة. ميت مريض سليم ميت مريض سليم. وقلنا ان قلوب غالب المسلمين تتقلب بين المرض والصحة والسلامة تارة يغلب عليه الصحة والسلامة فيكون فتارة تغلب عليه الصحة فيكون القلب الى السلامة اقرب يوم - 00:03:11ضَ
لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. وتارة يغلب عليه المرض حتى يكون الى الموت اقرب نسأل الله السلامة والعافية. قال الله عن اليهود حاكيا. وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون. غلف - 00:03:41ضَ
اي اغلقت مغلفة مغلقة لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا ولا تسمع حقا فترضاه وانما الباطل يجوب القول والقلب ويذهب ويأتي وقالوا قلوبنا غلف تلك قلوب ماتت وقلب المسلم قد يموت كما ذكر الامام ابن القيم رحمه الله - 00:04:01ضَ
او يقارب الموتى ومثل على ذلك بحزن من لم يظفر بالمعصية بعد طلبه اياها فهذا قلبه ميت او على الموت ويحتاج الى ان يعرض قلبه على طبيب حاذق فيحيي له قلبه من جديد بطاعة الله ومحبته والخوف منه - 00:04:21ضَ
ورجاء ما عنده. ان قضية القلوب ليست امرا عابرا. وانما تحتاج الى انسان ان يكون يقظا. كيف يتعامل مع قلبه كيف يراعيه ويراقبه؟ القلوب ثلاثة ميت نسأل الله السلامة. ومريض اللهم استودعناك قلوبنا - 00:04:41ضَ
لكل مرض وسليم صحيح. وبما ان قلوب غالب عباد الله من الموحدين المسلمين. تتقلب بين المرض السلامة والصحة قلنا لا بد ان نذكر علامات صحة القلب. ووصلنا عند علامة هي من اهم العلامات - 00:05:01ضَ
وهي ميزان يقيس به العبد حال قلبه. ويعرف حال باطنه ويعرف حال سره. وذاك الميزان الا وهو كيف حال قلبي وقلبك مع الخوف من الله؟ كيف حال قلبي وقلبي بك مع الخوف من الله. والله ثم والله ثم والله واقسم - 00:05:21ضَ
بالله غير حانث لا ينجو عبد الا من خاف من الله لن ينجو احد الا من تمكن الخوف من قلبه. الله غيب فلا نراه ولا نسمعه. ولا نذوق ولا نجد شيئا من حواسنا تبلغنا الله. فلما كان الله غيبا اطلعنا على نفسه فلما - 00:05:51ضَ
اخبرنا عن ذاته جل في علاه اخبرنا بما يقتضي محبتها. واخبرنا بما يقتضي الخوف منها. واخبرنا بما يقتضي رجاء رحمتها فالموفق الذي كان ميزان قلبه يسير على ما سار عليه الانبياء والصالحون. نبي - 00:06:19ضَ
صلى الله عليه وسلم يقول لاصحابه فيما يروي عنه ابو سعيد الخدري يقول كيف انعم؟ كيف انعم؟ كيف فانعم في هذه الدنيا واخذ منها ما اريد. كيف انعم بزوجة وولد ومال؟ كيف انعم بطعام وشراب؟ كيف انعم - 00:06:39ضَ
قولوا الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم قال لن تفتح الجنة لاحد ادم قبلي انا سيد ولد ادم ولا فخر. وانا اول من تنشق عنه الارض ولا فقر. وانا اول شافع ومشفع - 00:06:59ضَ
صلوات ربي وسلامه عليه هو الذي اكرمه الله ما لم يكرم احدا من العالمين فاكرمه الله بما لم يكرم به الملائكة بل زاد على كرامة الملائكة. واكرمه الله على سائر الانبياء. ان اخذ الله الميثاق على كل نبي - 00:07:19ضَ
ان اخذ الله الميثاق على كل نبي. محمد صلوات ربي وسلامه عليه. اخذ الله الميثاق من كل نبي كما في سورة ال عمران من كل نبي من لدن ادم الى المسيح عليه السلام اخذ الله عليه - 00:07:39ضَ
وما الميثاق الذي اخذته على انبيائك يا الله؟ ما من نبي اذا بعث محمد وهذا النبي على وجه الارض في قومه فلا يسعه الا ان يترك ما كان عليه وان يتبع محمدا. صلوات ربي وسلامه عليه. خيرة خلق الله. خليل - 00:07:59ضَ
ربنا الذي اتخذه الله خليلا مع الخليل ابراهيم. محمد صلوات ربي وسلامه عليه يقول كيف انعم؟ كيف انعم كيا من تطلب الدنيا وتسعى ورائها يا من تريد الدنيا بكبيرها وصغيرها يا من تظن ان مقياس - 00:08:29ضَ
بقدر نعيم الدنيا ولذتها. وبقدر رصيدك ومالها انظر. يقول صلى الله عليه وسلم كيف انعم كيف انعم؟ قال وهذا صاحب القرن وهو اسرافيل عليه السلام الملك الموكل بالنفخ والقرن هو السور الذي ينفخ به لقيام الساعة. قال كيف انعم وهذا صاحب القرن - 00:08:49ضَ
قد التقم القرن وحنى جبهته واصغت سمعه كيف انعم كيف انعم وهذا صاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته واصغى السمع ينتظر متى فيؤمر فينفخ بالقرن بالسور؟ فاذا نفخ في الصور فاذا هو نفخ في الصور ماذا كان؟ الله - 00:09:19ضَ
وعز وجل جعل للقيامة نفخا ونفخا. نفخ للصعق ونفخ للبعث. وهذا اشارة على الحساب. غدا حساب ولا عمل. واليوم عمل ولا حساب. كيف انعم؟ كيف انعم؟ يقول صلى الله عليه وسلم. وقد التقم صاحب - 00:09:49ضَ
هذا صاحب الصور قد التقم الصور حنى جبهته واصغت سمعه ينتظر متى يؤمر فينفخ في الصور قال الصحابة يا رسول الله والله وما نقول وما نقول قال قولوا حسبنا الله حسبنا الله ونعم الوكيل وعلى الله توكلنا اللهم انت - 00:10:09ضَ
اللهم انت حسبنا يا رب لا طاقة لنا بعذابك ولا بغضبك. ولا قبل لنا بنارك يا رب لا تعاملنا بما اللهم استودعناك انفسنا من نارك. واستودعناك امهاتنا وابائنا وازواجنا وذرياتنا. ومن احبنا - 00:10:29ضَ
فيك واحببناه فيك من عذابك رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك فراش عائشة يقوم ليلا وقد اظلمت ولم تشعر عائشة بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قام من فراشها. قامت تتلمس واذ بالنبي ليس على الفراش - 00:10:49ضَ
قالت فجعلت ابحث عنه اي تتلمس في الحجرة. وقد اظلمت الحجرة. فقالت فجاء باطن كفي على باطن قدم رسول الله صلى الله الله عليه وسلم وهو ساجد ساجد في الثلث الاخر من الليل. ماذا يقول؟ يقول يا رب تركت فراشي. فان لي عليك - 00:11:09ضَ
وان لي منك يقول يا رب ويتمنن؟ لا. فقالت فوضعت يدي على باطن كفي على باطن قدمه. واذ به ساجد يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك. وبمعافاتك من عقوبتك. وبك منك لا احصي ثناء عليك - 00:11:29ضَ
انت كما اثنيت على نفسك كيف لا تخف؟ كيف لا نخاف عمر بن الخطاب يقول والله والله لو ان لي طلاع الارض ذهبا او طلاع الارض ذهبا. وطلاع الارض اي ملئها. تخيل لو انك تمشي - 00:11:54ضَ
انا من هنا الى جنوب المملكة او شمالها وكلما مشيت مترا رأيت اكوام الذهب اكوام من الذهب ماذا سيكون حالك ويصيبك. يقول عمر لو ان لي طلاع الارض ذهبا. اي لو ان لي ملء الارض ذهبا. لابتديت - 00:12:14ضَ
به ماذا يا امير المؤمنين؟ وخيرة الخلق اجمعين. بعد صاحبيك رسول الله والصدق ماذا ستفعل بهذا الذهب كله؟ قال لافتديت به من عذاب الله قبل ان اراه لو ان لي طلاع الارض ذهبا لافتديت به - 00:12:34ضَ
لابتديت به من عذاب الله قبل ان اراه. كيف لا نخاف كيف لا نخاف؟ وهؤلاء القوم اعلم بالله منا اعلم بالله منا ياتي عمر عثمان ابن عفان يوما فيقف مع اصحابه على القبر - 00:13:01ضَ
يبكي ويبكي ويبكي حتى يبل لحيته ويسقط وتسقط دموعه من لحيته قيل يا عثمان يا عثمان تذكر الجنة والنار ولا تبكي. وتذكر القبر وتبكي قال ان القبر اول منزل من منازل الاخرة - 00:13:21ضَ
فمن نجا منه فما بعده ايسر منه ومن لم ينجو منه فما بعده اشد منه واني سمعت رسول الله صلى عليه الله يقول ما رأيت منظرا قط الا والقبر افظع منه - 00:13:46ضَ
ما رأيت منظرا قط الا والقبر افظع منه كيف لا نخاف كيف؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لو ان في هذا المسجد ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ تقريبا خمسين متر بخمسين متر - 00:14:08ضَ
هذه تقريبا مساحة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خمسين متر بخمسين متر. ولما زاد عثمان بلغت تقريبا خمسا وسبعين بخمسين خمسين بخمسين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو ان في مثل هذا المسجد مئة الف او يزيدون - 00:14:32ضَ
او مئة مليون او يزيدون لو ان في مثل هذا المسجد مئة الف او يزيدون وفيهم رجل واحد من اهل النار ميت الف او يزيدون مليون مئة مليون مئتين مليون هؤلاء جميعا فيهم رجل واحد من اهل - 00:14:54ضَ
واحد قال فتنفس نفسا واحدة اخذ شهيقا واخرجه زفيرا نفسا واحدا. لو ان في مثل هذا المسجد مائة الف او يزيدون. وفي فيهم رجل واحد من اهل النار فتنفس نفسا واحدا. قال صلى الله عليه - 00:15:23ضَ
وسلم لاحترق المسجد ومن فيه لاحترق المسجد ومن فيه. هذا نفس اهل النار فكيف بنفس النار ولها زفير وشديد. وكيف بنارنا بنار جهنم وعذابها؟ يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محسن - 00:15:50ضَ
ربما وما عملت من سوء يتنكس رأسها تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله الله نفسه كيف لا نخاف اللهم املأ قلوبنا خوفا منك يرضيك. يحجزنا عن المحارم. ويمنعنا عن المكروهات. ويدفعنا للواجبات ويحثنا - 00:16:15ضَ
على ان المندوبات يا رب خوفا نبلغ به رضاك ايها الاحبة في الله وكنا قد بلغنا عند بيان انواع الخوف وان الخوف على صور يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقدس الله روحه ونور الله ضريحه وجزاه الله كل خير عن امة - 00:16:38ضَ
الاسلام يقول الخوف هو ما يحجز عن محارم الله الخوف هو ما يحجز عن محارم الله. اسمعني وتأمل يأتينا بعض الناس يقول يا شيخ انا اشكو خوفا اشكو خوف فيها هلع - 00:17:07ضَ
مما تخاف يقول لا يهجم علي الا ذكر الموت انا اخشى من الموت فهذا الخوف من الموت عطل حياته جلس في بيته فامتنع عن صلوات الجماعة. جلس في بيته فامتنع عن طلب الكشف - 00:17:33ضَ
جلس في بيته ينتظر الموت خائفا منه. اقول له هذا ليس الخوف الذي يرضي الله. والذي يريده الله انا اخاف ممن تخاف قال فعلت امرا واخشى ان اعرف به. كان يأتينا بعض الناس يقول سرقت سرقة سرقت سرقة من وظيفتي او عمليا او محلي الذي اعمل فيه - 00:17:54ضَ
واني اخاف اقول خوفك هذا لا ينفعك في القيامة قد ينفعك في الدنيا لكنه في الاخرة لا ينفع ما هو الخوف الذي ينفع؟ وما هي صوره؟ اسمع معي وتأمل بايجاز ودقق السمع وتأمل - 00:18:17ضَ
الخوف ثلاث صور واقسام وانواع خوف مشروع وخوف ممنوع وخوف مباح اما الخوف المشروع فهو خوف العبادة فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين فاما الخوف المشروع فهو خوف العبادة. وهو الخوف من الله تعالى. وهذا الخوف المشروع على مرتبتين - 00:18:36ضَ
منه قدر واجب ومنه قدر مستحب تأملوا معي الخوف على انواع ثلاث مشروع ممنوع مباح اما الخوف المشروع فهو وخوف العبادة وهو الخوف من الله تعالى ومن غضبه وعذابه وعقابه - 00:19:08ضَ
وهو على مرتبتين قدر واجب وقدر مستحب. اما القدر الواجب فهو الذي يحجزني عن الكبائر والمحارم وهو الذي يحملني على الواجبات هذا القدر الواجب وما بعد هذا القدر الواجب فهو ماذا؟ فهو الامن من مكر الله - 00:19:34ضَ
والامن من مكر الله من كبائر الذنوب. كما قال ابن مسعود كما سيأتي. القدر الواجب من الخوف ماذا؟ يحجزني عن الكبائر والمحارم ويحملني على الواجبات ما بعده فهو امن من مكر الله. والامن من مكر الله من كبائر الذنوب - 00:20:02ضَ
والقدر الثاني هو القدر المستحب وهو الذي يمنعني من الاسراف في المباحات واتيان المكروهات. ويحملني على فعل المستحبات والمندوبات. وهذا كمال الخوف وهذا كمال الخوف. قدر واجب وقدر مستحب. والقدر المستحب هو كمال الخوف - 00:20:32ضَ
ما بعد القدر المستحب ما بعده قد يأتي اليأس من رحمة الله والقنوط من رحمة الله واليأس والقنوط من كبائر الذنوب. كما سيأتي تفصيل ذلك في الجمعة المقبلة. اسأل الله - 00:21:03ضَ
العظيم رب العرش العظيم ان يعلمنا ما جهلنا وان ينفعنا بما علمنا. انه جواد كريم. اقول قولي هذا واستغفر الله - 00:21:24ضَ