قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا 42 - الشيخ الدكتور حمزة المجالي

حمزة المجالي

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:00ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا - 00:00:23ضَ

كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد معاشر الموحدين عباد الله - 00:00:47ضَ

فان اصدق الحديث كلام الله عز وجل. وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه. وشر الامور محدثات وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة. وكل ضلالة في النار. اسأل الله العظيم رب العرش العظيم - 00:01:17ضَ

بمنه وكرمه وعفوه ولطفه ورحمته ان يجيرني واياكم منها انه ولي ذلك والقادر عليه وبعد احبتي في الله كنا قد بلغنا في سلسلتنا التي اسأل الله ان ينفع بها قد افلح من زكاها - 00:01:37ضَ

كنا قد بلغنا عند مفسد جديد من مفسدات القلوب والواجب على كل مؤمن ان يطهر قلبه من هذه المفسدات وهذا التطهير عرف عند العلماء باسم التخلية قد افلح من زكاها - 00:02:04ضَ

قال علماؤنا التزكية بمعنى التطهير والزيادة والنماء واما التطهير فهو التخلية واما الزيادة والنماء فهو التحلية وقد تكلمنا في اللقاء الاخير وهو الاول بعد الاربعين من هذه السلسلة عن مفسد جديد لابد - 00:02:26ضَ

من تطهير القلوب منه وتخليتها منه. الا وهو الامن من مكر الله ولا ولا يأمن فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون والامن من مكر الله يقابل بتحلية القلب بما يدفع هذا الفساد - 00:02:51ضَ

وقد يظن كثير من الناس انما يواجه الامن من مكر الله بالخوف من الله تعالى. وهذا خطأ او قصور انما الامن من مكر الله يواجه باركان العبودية الثلاث والتي لا يستقيم حال العبد مع ربه الا بها. الا وهي استقامة المحبة. واعتدال - 00:03:14ضَ

والرجاء الامن من مكر الله مفسد من مفسدات القلوب كيف نصلح قلوبنا من هذا الامن؟ انما باستقامة المحبة لله. ثم اعتدال الخوف والرجاء. محبة خوف رجاء. واسأل ايها الحبيب تأمل معي فان الكلام في هذه القوائم الثلاث للعبودية - 00:03:45ضَ

انما يحتاجه العبد حتى يدخل قبره. اللهم اطل اعمارنا واملأها بما تحب وترضى ايها الاحبة وصف علماؤنا حال المؤمن كما قال ابن القيم رحمه الله قال المؤمن كالطائر يطير الى - 00:04:24ضَ

رأس الطائر المحبة وجناحاها الخوف والرجاء فاذا انقطع الرأس هلك الطائر ومات واذا انكسر احد جناحيه وقع الطرح طائر وسقط في مهلكته المؤمن طائر يطير الى مولاه. رأسه محبة الله. وجناحاه - 00:04:47ضَ

الخوف من الله ورجاء ما عنده. من رحمة وسعة عفو. الخوف من الله ورجاء ما عنده فاذا انقطع الرأس سقط الطائر ومات واذا كسر احد جناحيه سقط الطائر في مهلكته. ايها الاحبة في الله لا يمكن ان يستقيم حالك. اذا اثرت شيئا على الله - 00:05:20ضَ

المحبة ولا يمكن ان يستقيم الحال اذا لم يعتدل القلب في الخوف من الله ولا يمكن ان يستقيم الخوف اذا لم يزاحمه الرجاء الصحيح. اما المحبة هي ايثار المحبوب على كل مصحوب ومرغوب - 00:05:50ضَ

المحبة هي ايثار المحبوب على كل مصحوب ومرغوب. والخوف هو خوف او الغم الذي يصيب القلب من توقع مكروه. والرجاء هو الاستشعار والسؤال الى ما وعد الله من سعة رحمته ومغفرته - 00:06:13ضَ

تأمل معي نبه عبادي اني انا غفور رحيم. هنا يشتغل كثير من مرجئة هذا الزمان ويقف كثير ممن ينادي في وقتنا الى النظر فقط الى سعة الرحمة والعفو كما كان يفعل من يسمى بالدعاة الجدد. لما ظهر في العقد الماضي جماعة من الدعاة وظنوا ان الدعوة - 00:06:38ضَ

الى الله لا تستقم الا اذا اسمعنا المدعو ما يحب. فلذا تكلموا بالرحمن والعفو والمغفرة والجنة والرجاء ولن يتطرقوا ابدا الى نصوص الخوف والهيبة. هؤلاء الدعاة اذلوا في الامة واضلوا - 00:07:08ضَ

ما لم يستطع ان يفعله اان يفعله الد اعداء الامة. لما قطع عن القلب حبال الخوف تجرأت الناس على حرمات الله وانتهكت هذه الحرمات ووقعت في براثن الذنوب والمعاصي وما عاد للشريعة - 00:07:28ضَ

وما عاد لطلبها رغبة ولا لوجودها مناد. لم؟ ان الله غفور رحيم. وكأن الله لم يخلق نارا ولا يهيئ عذابه. الله الذي قال نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم. ماذا قال؟ وان عذابي هو العذاب - 00:07:48ضَ

الاليم هو نفسه قال امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة خوف ويرجو رحمة ربه. الله عز وجل ما اورد نصوصا فيها فيها رجاء للعباد. الا فيما يقابلها من نصوص الخوف والهيبة. اياك ايها الحبيب ان يغلب احد الاطراف الثلاث على الاخر. اما - 00:08:08ضَ

المحبة فهي سيدة العلاقة. يقول شيخ الاسلام ابن تيمية المحبة اصل كل عمل ديني الراجي صاحب الرجاء ماذا يرجو؟ ايرجو ما يكره؟ ام يرجو ما يحب؟ والخائف مما يريد الامان - 00:08:38ضَ

يريد الامان مما يكره؟ ام يريد الامان مما يحب؟ فالراجي يرجو ما يحب. والخائف يريد الامان مما يكره الى ما يحب فالمحبة هي اصل العبودية لله. وعليها يستقيم الحال ايها الاحبة في الله. وتكلمنا - 00:09:00ضَ

كثيرا ومرارا في الرجاء والخوف. وليس كلامي اليوم لتحفيز القلوب الى الخوف والرجاء. تكلمنا وذكرنا خوف وخوف الملائكة وخوف الصالحين وخوف الصحابة والسلف. وكيف يكون الخوف؟ وتكلمنا في الرجاء رحمة الله وان الله ما خلق عباده لانه يريد عذابهم. لكن اريد اليوم ان اضع نقاط رئيسة حتى - 00:09:20ضَ

كيف يقع الخوف والرجاء مع المحبة الخوف والرجاء كيف يقعان؟ ما الذي يغلب عليه؟ ماذا يكون حالي؟ ايغلب الرجاء؟ ام يغلب الخوف وكيف يكون الخوف الى اي حد؟ والى اي مقياس ودرجة؟ بعض الناس يخاف ثم يخاف. ثم - 00:09:50ضَ

حتى اذا جالسته قال والله لن يغفر الله لي لن يغفر الله لي وبعض الناس يرجو ثم يرجو ثم يرجو حتى اذا سمعته واذ به يقول والله لادخلن الجنة قبل الانبياء - 00:10:15ضَ

بل بعض الفسقة ممن عرفناهم قال باذن الله وهو تارك صلاة. ولعله يفعل بعض الموبقات انا سادخل الجنة قبل المشايخ وبعض المشايخ يدخل الجنة بشفاعتي. الله يجعلك من ذلك ماشي احنا ما عندنا زعل الجنة ليست انما هي بوشأن فيه احد. الله يدخل عموم المسلمين الجنة - 00:10:37ضَ

ولكن هذا فهم خطأ في العبودية جالس الناس اليوم اذا جالست كثيرا من الناس اكثر ما يتردد على الالسنة ان الله غفور رحيم. ان الله قد غفر لمن قتل تسعا وتسعين نفسا. يا شيخ والله لن يغفر لنا. ان الله عز وجل عفو حليم. صحيح. لكن - 00:11:03ضَ

استعمال والاستدلال والوقت ليس صحيحا ايها الاحبة. وكم من مريد للخير لن يصيبه اسمع معي ماذا اقول لك اولا اختلف علماؤنا ايهما يغلب الخوف ام الرجاء قال بعض اهل العلم كل على حسب حاجته. فمن حدثته نفسه بذنب وتحركت شهوته - 00:11:27ضَ

الى الذنب فلا يصلح ان يقول لها ان فعلت فالله سيغفر لك انما الواجب ان يقول لها ما الذي ادراك ما ماذا يصنع الله بك؟ ما الذي ادراك ماذا يوقع الله من عقوق - 00:11:57ضَ

لك فهذا الخوف يحجز العبد عن الوقوع في الذنب قبل وقوعه. قالوا واذا وقع الذنب فلا يصلح ان يجعل الخوف متسلطا عليها. انما يهجم على النفس بنصوص الرجاء وقبول فان الله عز وجل يقبل التوبة عن عباده. قالوا كل على حسب حاجته. ومن علمائنا من قال الخوف - 00:12:14ضَ

ويغلب في الصحة والرجاء يخلب عند الادبار عن الدنيا والاقبال على الاخرة. قال صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو حسن الظن بالله. والحاصل كما قال ابن القيم. اسمع. قال - 00:12:44ضَ

ان المؤمن في نجاة ما غلب الخوف على قلبه. ان المؤمن في ما غلب الخوف على قلبه. فاذا غلب الرجاء فسد القلب يقول بعض علمائنا ان الخوف يحرق رغبة الشهوات في القلب - 00:13:04ضَ

الخوف يحرق الشهوة التي في القلب. ولذا العبد الموفق الذي دائما يحدث نفسه بالخوف من الله جل في علاه واما الرجاء فانما يقع في المحل الذي يحتاجه كالدعاء ورجاء الاجابة كالوقوع في الذنب ورجاء - 00:13:32ضَ

للتوبة بعدها وما شابه. واما الغالب على الصادق فوالله انه يخشى الله جل في علاه ايها الاحبة في الله نبينا صلى الله عليه وسلم يدخل على شاب وكان الشاب في موته كما يروي انس - 00:13:52ضَ

فقال صلى الله عليه وسلم للشاب كيف تجدك؟ قال يا رسول الله اني ارجو رحمة ربي اخشى ذنوبي اني ارجو رحمة ربي واخشى ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في قلب امرئ في مثل هذا الموطن الا وامنه الله مما يخاف واعطاه - 00:14:13ضَ

والله ما يرجو يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله فيما يروي عن ربه قال الله جل في علاه وعزتي وجلالي لا اجمع على عبدي خوفين ولا اجمع امنين في الدنيا والاخرة. لا اجمع على عبدي - 00:14:43ضَ

خوفين ولا امنين في الدنيا والاخرة. اسمع فمن خافني في الدنيا امنته يوم القيامة ومن امنني في الدنيا اخذته يوم القيامة. اللهم اجعلنا ممن يرضوك واجعل حال قلوبنا على خير حال يرضيك - 00:15:06ضَ

العبد الموفق الذي غلبت عليه نصوص الخوف وظل يعيش في ظله خصوصا في هذا الزمان الصعب هذا الوقت المليء بالشهوات والشبهات نسمع ذنوب ومعاصي ما يخترعها الشيطان ونسمع الوانا من العصيان ما تقع في بال ابليس - 00:15:30ضَ

يجترحها بعض الناس ويفعلها بعض المسلمين. نسأل الله السلامة والعافية. في هذا الوقت الذي اشتدت فيه عواصف الشهوات وسلطت على المسلمين في حياتهم في كل جزء من حياتهم. لا ينفعك ايها الحبيب الا ان تبقى خائفا تترقب - 00:15:54ضَ

حتى تأمن يوم القيامة اللهم انا نعوذ بك منك. لا نحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. ولكن اعلم ان غلب الخوف فلا يجوز ان تبلغ بالخوف الى اليأس من من رحمة الله - 00:16:14ضَ

فان الكبائر اربعة. منها اليأس والقنوط من رحمة الله جل في علاه. عليك بالخوف كما قال ابن تيمية قال الخوف المحمود هو الذي يحجز عن محارم الله. وليس الخوف المحمود - 00:16:33ضَ

هو الذي يوقع في سوء الظن بالله. فمن قال ان الله لن يغفر له مهما كان ذنبه ان كان الذنب دون الشرك فوالله قد قل ادبه مع الله اياك خف ونزل الخوف ولكن اياك ان تظن ان الله لن يغفر لك ولن يعفو عنك - 00:16:53ضَ

قال بعض السلف قال لما علمت ان الله يلي حسابي يوم القيامة ذهب غمي وحزني والحمد لله. لما علمت ان الله يلي حسابي يوم القيامة قال ذهب غمي وحزني والحمد لله. قيل لم - 00:17:21ضَ

قال فان الله لن يعذب عبده وسيسابقه بالعفو والرحمة. هذا رجاء لكن الرجاء لم يدفعه الى الوقوع في المعاصي والجرأة على محارم الله. من الذي يرجو؟ ومن الذي يجوز له ان يكون - 00:17:47ضَ

قال علماؤنا اجمع العلماء ان الرجاء لا يصح الا بالعمل. من يرجو ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله ماذا؟ اولئك يرجون رحمة الله ان رحمة الله قريب ممن؟ من المحسنين. فمن فعل الذنب ثم بادر بالتوبة. ثم اقبل بالطاعة - 00:18:07ضَ

هذا جاز له ان يرجو من الله رحمته. اما الذي يصر على ذنبه ويخلو بربه خلوة ويصر ان يعلنها وان يتكلم فيها. ثم اذا ذكر له عذاب الله وعقابه. قال ان ربي عفو حليم - 00:18:36ضَ

غفور رحيم. هذا غرور مغرر به اسمع القاعدة واسمع وتأمل معي بالعلاقة. اولا لا نجاة الا بالمحبة والخوف والرجاء ثانيا الموفق من غلب الخوف عليه. ولكن لم يبلغ به الخوف الى اليأس والقنوط من رحمة الله. ثالثا - 00:18:56ضَ

لابد من الرجاء في محله الصحيح ومن محالة الصحيحة بعد الذنوب رجاء قبول التوبة وغفران الذنوب الا يجوز ان يبالغ العبد في الرجاء حتى لا يوقعه في الامن من مكر الله. رابعا الرجاء لا يستقم ولا يصح الا بالعمل - 00:19:22ضَ

رجاء من دون عمل امل وغرور. واولئك الذين يغر بهم الشيطان. انما الرجاء لا يستقم الا مع العمل هنا يستقيم حال قلبنا ويصلح بيئة صالحة لنصوص الوحي من الكتاب والسنة - 00:19:42ضَ

عملي باوامر الله وتصديق ما جاء فيهما من خبر. اما من دون ذلك فانظر الى الحال. وكل منا ادرى بحاله اللهم اغفر لنا ما اسررنا وما اعلنا. وما قدمنا وما اخرنا وما انت اعلم به منا. لا اله الا - 00:20:02ضَ

انت انت المقدم وانت المؤخر. اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. الامن من مكر الله لا يستقم الا بحسن تدبير المحبة والخوف والرجاء في القلب. اللهم اجعلنا على خير حال يرضيك. اقول قولي هذا واستغفر - 00:20:22ضَ

- 00:20:42ضَ