قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (004) - البقرة (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين - 00:00:03ضَ
لم يذكر هنا بيانا عن هؤلاء المنافقين وصرح بذكر بعضهم بقوله وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق قوله تعالى الله يستهزئ بهم لم يبين هنا شيئا من استهزائه بهم - 00:00:28ضَ
وذكر بعضه في سورة الحديد في قوله قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا قوله تعالى صم بكم عمي الاية ظاهر هذه الاية ان المنافقين متصفون بالصمم والبكم والعمى ولكنه تعالى بين في موضع اخر - 00:00:49ضَ
ان معنى صممهم وبكمهم وعماهم هو عدم انتفاعهم باسماعهم وقلوبهم وابصارهم وذلك في قوله جل وعلا وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء - 00:01:10ضَ
اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون وقوله تعالى او كصيد من السماء الاية الصيب المطر وقد ضرب الله في هذه الاية مثلا لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم - 00:01:29ضَ
بالمطر لان بالعلم والهدى حياة الارواح كما ان بالمطر حياة الاجسام واشار الى وجه ضرب هذا المثل بقوله جل وعلا والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا - 00:01:50ضَ
وقد اوضح صلى الله عليه وسلم هذا المثل المشار اليه في الايتين في حديث ابي موسى المتفق عليه حيث قال صلى الله عليه وسلم ان مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم - 00:02:11ضَ
كمثل غيث اصاب ارضا فكانت منها طائفة طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها اجاذب امسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا واصاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ - 00:02:27ضَ
فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه الله بما بعثني به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به وقوله تعالى فيه ظلمات - 00:02:54ضَ
ضرب الله تعالى في هذه الاية المثل لما يعتلي الكفار والمنافقين من الشبه والشكوك في القرآن بظلمات المطر المضروب مثلا للقرآن ويبين بعض المواضع التي هي كالظلمة عليهم لانها تزيدهم عمى في ايات اخرى - 00:03:12ضَ
كقوله وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله لان نسخ القبلة يظن بسببه ظعاف اليقين ان النبي صلى الله عليه وسلم ليس على يقين من امره - 00:03:34ضَ
حيث يستقبل يوما جهة ويوما اخر جهة اخرى كما قال تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وصرح تعالى بان نسخ القبلة كبير على غير من هداه الله وقوى يقينه - 00:03:58ضَ
بقوله وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وكقوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن لان ما رآه ليلة الاسراء والمعراج من الغرائب والعجائب - 00:04:17ضَ
كان سببا لاعتقاد الكفار انه صلى الله عليه وسلم كاذب لزعمهم ان هذا الذي اخبر به لا يمكن وقوعه فهو سبب لزيادة الضالين ضلالا وكذلك الشجرة الملعونة في القرآن التي هي شجرة الزقوم - 00:04:37ضَ
فهي سبب ايضا لزيادة ظلال الظالين منهم لان النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ انها شجرة تخرج في اصل الجحيم قالوا ظهر كذبه لان الشجر لا ينبت في الارض اليابسة. فكيف ينبت في اصل النار - 00:04:56ضَ
وكقوله تعالى وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا لانه صلى الله عليه وسلم لما قرأ قوله تعالى عليها تسعة عشر قال بعض رجال قريش هذا عدد قليل فنحن قادرون على قتلهم واحتلال الجنة بالقوة - 00:05:16ضَ
بقلة القائمين على النار التي يزعم محمد صلى الله عليه وسلم انا سندخلها والله تعالى انما يفعل ذلك اختبارا وابتلاء وله الحكمة البالغة في ذلك كله سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا - 00:05:37ضَ
قوله تعالى ورعد ضرب الله المثل بالرعد لما في القرآن من الزواجر. التي تقرأ الاذان وتزعج القلوب وذكر بعضا منها في ايات اخر كقوله فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة. الاية - 00:05:58ضَ
وكقوله من قبل ان نطمس وجوها فنردها على ادبارها. الاية وكقوله اني نذير لكم بين يدي عذاب شديد وقد ثبت في صحيح البخاري في تفسير سورة الطور من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه - 00:06:16ضَ
انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور فلما بلغ هذه الاية ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ الى قوله المسيطرون كاد قلبي ان يطير - 00:06:36ضَ
الى غير ذلك من قوارع القرآن وزواجره التي خوفت المنافقين حتى قال الله تعالى فيهم يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو والاية التي نحن بصددها وان كانت في المنافقين فالعبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب - 00:06:52ضَ
قوله تعالى وبرق ضرب الله تعالى المثل بالبرق لما في القرآن من نور الادلة القاطعة والبراهين الساطعة وقد صرح بان القرآن نور يكشف الله به ظلمات الجهل والشك والشرك كما تكشف بالنور الحسي - 00:07:13ضَ
ظلمات الدجى كقوله وانزلنا اليكم نورا مبينا وقوله ولكن جعلناه نورا اهدي به من نشاء من عبادنا. وقوله واتبعوا النور الذي انزل معه قوله تعالى والله محيط بالكافرين قال بعض العلماء - 00:07:33ضَ
محيط بالكافرين اي مهلكهم ويشهد لهذا القول قوله تعالى لتأتونني به الا ان يحاط بكم اي تهلكوا عن اخركم وقيل تغلب والمعنى متقارب لان الهالك لا يهلك حتى يحاط به من جميع الجوانب - 00:07:55ضَ
ولم يبق له منفذ للسلامة ينفذ منه وكذلك المغلوب ومنه قول الشاعر بهم حتى اذا ما تيقنوا بما قد رأوا مالوا جميعا الى السلم ومنه ايضا بمعنى الهلاك قوله تعالى واحيط بثمره الاية - 00:08:16ضَ
وقوله تعالى وظنوا انهم احيط بهم الاية نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:38ضَ