قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (006) - البقرة (004) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار - 00:00:03ضَ

لم يبين هنا انواع هذه الانهار ولكنه بين ذلك في قوله فيها انهار من ماء غير اس وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين. وانهار من عسل مصفى - 00:00:30ضَ

قوله تعالى ولهم فيها ازواج مطهرة لم يبين هنا صفات تلك الازواج ولكنه بين صفاتهن الجميلة في ايات اخر بقوله وعندهم قاصرات الطرف عين وقوله كانهن الياقوت والمرجان وقوله وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون - 00:00:50ضَ

وقوله وكواعب اترابا الى غير ذلك من الايات المبينة لجميل صفاتهن والازواج جمع زوج بلا هاء في اللغة الفصحى والزوجة بالهاء لغة لا لحن كما زعمه البعض وفي حديث انس - 00:01:19ضَ

عن النبي صلى الله عليه وسلم انها زوجتي اخرجه مسلم ومن شواهده قول الفرزدق وان الذي يسعى ليفسد زوجتي كساع الى اسد الشرع يستبيلها وقول الاخر فبكى بناتي شجوهن وزوجتي والظاعنون الي ثم تصدعوا - 00:01:39ضَ

قوله تعالى ويقطعون ما امر الله به ان يوصل لم يبين هنا هذا الذي امر به ان يوصل وقد اشار الى ان منه الارحام بقوله فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم - 00:02:03ضَ

واشار في موضع اخر الى ان منه الايمان بجميع الرسل فلا يجوز قطع بعضهم عن بعض في ذلك بان يؤمن ببعضهم دون بعضهم الاخر وذلك في قوله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض. ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا - 00:02:23ضَ

قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء ظاهره ان ما في الارض جميعا خلق بالفعل قبل السماء ولكنه بين في موضع اخر ان المراد بخلقه قبل السماء تقديره - 00:02:46ضَ

والعرب تسمي التقدير خلقا كقول زهير ولا انت تفري ما خلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفري وذلك في قوله وقدر فيها اقواتها ثم قال ثم استوى الى السماء الاية - 00:03:07ضَ

قوله تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة الاية قوله خليفة فيه وجهان من التفسير للعلماء احدهما ان المراد بالخليفة ابونا ادم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - 00:03:26ضَ

لانه خليفة الله في ارضه في تنفيذ اوامره وقيل لانه صار خلفا من الجن الذين كانوا يسكنون الارض قبله وعليه فالخليفة فعيلة بمعنى فاعل وقيل لانه اذا مات يخلفه من بعده - 00:03:46ضَ

وعليه فهو من فعيلة بمعنى مفعول وكون الخليفة هو ادم هو الظاهر المتبادر من سياق الاية الثاني ان قوله خليفة مفرد اريد به الجمع اي خلائف وهو اختيار ابن كثير - 00:04:07ضَ

والمفرد ان كان اسم جنس يكثر في كلام العرب اطلاقه مرادا به الجمع لقوله تعالى ان المتقين في جنات ونهر يعني وانهار بدليل قوله فيها انهار من ماء غير اس - 00:04:24ضَ

الاية وقوله واجعلنا للمتقين اماما وقوله فان طبن لكم عن شيء منه نفسا ونظيره من كلام العرب قول عقيل ابن علفة المري وكان بنو فزارة شرعا من وكنت لهم متشردا الاخينا - 00:04:42ضَ

وقول العباس ابن مرداس السلمي فقلنا اسلموا ان اخوكم وقد سلمت من الاحن الصدور وانشد له سيبويه قول علقمة ابن عبدة التميمي بها جيف الحسرة فاما عظامها فبيظ واما جلدها فصليب - 00:05:06ضَ

وقول الاخر كلوا في بعض بطنكم تعفوا فان زمانكم زمن خميس واذا كانت هذه الاية الكريمة تحتمل الوجهين المذكورين فاعلم انه قد دلت ايات اخر على الوجه الثاني وهو ان المراد بالخليفة الخلائف من ادم وبنيه لا ادم نفسه وحده - 00:05:27ضَ

كقوله تعالى قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء الاية ومعلوم ان ادم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ليس ممن يفسد فيها ولا ممن يسفك الدماء وكقوله هو الذي جعلكم خلائف الارض - 00:05:54ضَ

الاية وقوله وهو الذي جعلكم خلائف الارض. الاية وقوله ويجعلكم خلفاء الاية ونحو ذلك من الايات ويمكن الجواب عن هذا بان المراد بالخليفة ادم وان الله اعلم الملائكة انه يكون من ذريته من يفعل ذلك الفساد وسفك الدماء - 00:06:15ضَ

فقالوا ما قالوا وان المراد بخلافة ادم الخلافة الشرعية وبخلافة ذريته اعم من ذلك وهو انهم يذهب منهم قرن ويخلفه قرن اخر قوله تعالى ثم عرضهم على الملائكة يعني مسميات الاسماء. لا الاسماء كما يتوهم من ظاهر الاية - 00:06:44ضَ

وقد اشار الى انها المسميات بقوله انبئوني باسماء هؤلاء الاية كما هو ظاهر قوله تعالى وما كنتم تكتمون لم يبين هنا هذا الذي كانوا يكتمون وقد قال بعض العلماء هو ما كان يضمره ابليس من الكبر - 00:07:11ضَ

وعلى هذا القول وقد بينه قوله تعالى الا ابليس ابى واستكبر الاية نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:35ضَ