قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (007) - البقرة (005) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم لم يبين هنا - 00:00:03ضَ

هل قال لهم ذلك قبل خلق ادم او بعد خلقه وقد صرح في سورة الحجر والصاد بانه قال لهم ذلك قبل خلق ادم وقال في الحجر واذ قال ربك للملائكة اني خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنود - 00:00:27ضَ

فاذا سويته ونفخت فيه من روحي وقعوا له ساجدين وقال في سورة صاد اذ قال ربك للملائكة اني خالق بشر من طين. فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين - 00:00:47ضَ

قوله تعالى الا ابليس ابى واستكبر لم يبين هنا موجب استكباره في زعمه ولكنه بينه في مواضع اخر كقوله قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين وقوله - 00:01:07ضَ

قال لم اكن لاسجد لبشر خلقته من صلصال من حمأ مسنون قال المؤلف رحمه الله تنبيه مثل قياس ابليس نفسه على عنصره الذي هو النار وقياسه ادم على عنصره الذي هو الطين - 00:01:24ضَ

واستنتاجه من ذلك انه خير من ادم ولا ينبغي ان يؤمر بالسجود لمن هو خير منه مع وجود النص الصريح الذي هو قوله الذي هو قوله تعالى اسجدوا لادم يسمى باصطلاح الاصوليين فاسد الاعتبار - 00:01:44ضَ

واليه اشار بقول صاحب مراق السعود والخلف للنص او اجماع دعا فساد الاعتبار كل من وعى فكل من رد نصوص الوحي بالاقيصة فسلفوا في ذلك ابليس وقياس ابليس هذا لعنه الله باطل من ثلاثة اوجه - 00:02:04ضَ

الاول انه فاسد الاعتبار لمخالفة النص الصريح كما تقدم قريبا الثاني انا لا نسلم ان النار خير من الطين. بل الطين خير من النار لان طبيعتها الخفة والطيش والافساد والتفريق - 00:02:26ضَ

وطبيعته الرزانة والاصلاح فتودعه الحبة فيعطيكها سنبلة. والنواة فيعطيكها نخلة واذا اردت ان تعرف قدر الطين فانظر الى الرياض الناظرة وما فيها من الثمار اللذيذة والازهار الجميلة والروائح الطيبة اعلم ان الطين خير من النار - 00:02:44ضَ

الثالث انا لو سلمنا تسليما جدليا ان النار خير من الطين فانه لا يلزم من ذلك ان ابليس خير من ادم لان شرف الاصل لا يقضي شرف الفرع بل قد يكون الاصل رفيعا والفرع وضيعا - 00:03:07ضَ

كما قال الشاعر اذا افتخرت بآباء لهم شرف قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا قوله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات لم يبين هنا ما هذه الكلمات ولكنه بينها في سورة الاعراف - 00:03:26ضَ

بقوله قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قوله تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم لم يبين هنا ما هذه النعمة التي انعمها عليهم - 00:03:48ضَ

ولكنه بينها في ايات اخر كقوله وضللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى وقوله واذ نجيناكم من ال فرعون يسومونكم سوء العذاب. الاية وقوله ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض - 00:04:08ضَ

ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى واوفوا بعهدي اوفي بعهدكم لم يبين هنا ما عهده وما عهدهم ولكنه بين ذلك في مواضع اخر - 00:04:35ضَ

كقوله وقال الله اني معكم لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعزرتموهم واقرضتم الله ارضا حسنة لاكفرن عنكم سيئاتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار فعهدهم هو المذكور في قوله لان اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي - 00:04:54ضَ

وعزرتموهم واقرضتم الله قرضا حسنا وعهده هو المذكور في قوله لاكفرن عنكم سيئاتكم الاية واشار الى عهدهم ايضا بقوله واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه - 00:05:23ضَ

الى غير ذلك من الايات قوله تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل الحق الذي لبسوه بالباطل هو ايمانهم ببعض ما في التوراة والباطل الذي لبسوا به الحق هو كفرهم ببعض ما في التوراة - 00:05:48ضَ

وجحدهم له كصفات رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرها مما كتموه وجحدوه وهذا يبينه قوله تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض الاية والعبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب كما تقدم - 00:06:07ضَ

قوله تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة الاستعانة بالصبر على امور الدنيا والاخرة لا اشكال فيها واما نتيجة الاستعانة بالصلاة وقد اشار لها تعالى في ايات من كتابه فذكر ان من نتائج الاستعانة بها - 00:06:29ضَ

النهي عما لا يليق وذلك في قوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وانها تجلب الرزق وذلك في قوله وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى - 00:06:50ضَ

ولذا كان صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر بادر الى الصلاة وايضاح ذلك ان العبد اذا قام بين يدي ربه يناجيه ويتلو كتابه هان عليه كل ما في الدنيا - 00:07:12ضَ

رغبة فيما عند الله ورهبة منه فيتباعد عن كل ما لا يرضي الله فيرزقه الله ويهديه وقوله تعالى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم الاية المراد بالظن هنا اليقين كما يدل عليه قوله تعالى - 00:07:29ضَ

وبالاخرة هم يوقنون وقوله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون قوله تعالى ولا يقبل منها شفاعة الاية ظاهر هذه الاية عدم قبول الشفاعة مطلقا يوم القيامة - 00:07:52ضَ

ولكنه بين في مواضع اخر ان الشفاعة المنفية هي الشفاعة للكفار والشفاعة لغيرهم بدون اذن رب السماوات والارض اما الشفاعة للمؤمنين باذنه فهي ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع فنص على عدم الشفاعة للكفار - 00:08:14ضَ

بقوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى وقد قال ولا يرظى لعباده الكفر وقال تعالى عنهم مقررا له فما لنا من شافعين وقال فما تنفعهم شفاعة الشافعين الى غير ذلك من الايات - 00:08:37ضَ

وقال في الشفاعة بدون اذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ وقال وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى - 00:08:58ضَ

وقال يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قولا الى غير ذلك من الايات وادعاء شفعاء عند الله للكفار. او بغير اذنه من انواع الكفر به جل وعلا - 00:09:15ضَ

كما صرح بذلك في قوله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون قال المؤلف رحمه الله تنبيه هذا الذي قررنا - 00:09:33ضَ

من ان الشفاعة للكفار مستحيلة شرعا مطلقا يستثنى منه شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب في نقله من محل من النار الى محل اخر منها كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح - 00:09:55ضَ

فهذه الصورة التي ذكرنا من تخصيص الكتاب بالسنة قوله تعالى يصومونكم سوء العذاب بينه بقوله بعده يذبحون ابناءكم الاية ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم. وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته - 00:10:14ضَ