قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (027) - البقرة (025) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وبعولتهن احق بردهن في ذلك ان ارادوا اصلاحا - 00:00:03ضَ
ظاهر هذه الاية الكريمة ان ازواج كل المطلقات احق بردهن لا فرق في ذلك بين رجعية وغيرها ولكنه اشار في موضع اخر الى ان البائن لا رجعة له عليها وذلك في قوله تعالى - 00:00:26ضَ
يا ايها الذين امنوا اذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل ان تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها وذلك لان الطلاق قبل الدخول بائن كما انه اشار هنا الى انها اذا بانت بانقضاء العدة - 00:00:46ضَ
لا رجعة له عليها وذلك في قوله تعالى وبعولتهن احق بردهن في ذلك لان الاشارة بقوله ذلك راجعة الى زمن العدة المعبر عنه في الاية بثلاثة قرون واشترط هنا في كون بعولة الرجعيات احق بردهن - 00:01:07ضَ
ارادتهم الاصلاح بتلك الرجعة في قوله ان ارادوا اصلاحا ولم يتعرض لمفهوم هذا الشرط هنا ولكنه صرح في مواضع اخر ان زوج الرجعية اذا ارتجعها لا بنية الاصلاح بل بقصد الاضرار بها لتخالعه او نحو ذلك - 00:01:31ضَ
ان رجعتها حرام عليه كما هو مدلول النهي في قوله تعالى ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه. ولا تتخذوا ايات الله هزوا والرجعة بقصد الاضرار حرام اجماعا. كما دل عليه مفهوم الشرط - 00:01:54ضَ
المصرح به في قوله ولا تمسكوهن ضرارا والصحة رجعته حينئذ باعتبار ظاهر الامر فلو صرح للحاكم بانه ارتجعها بقصد الضرر لابطل رجعته كما ذكرنا والعلم عند الله تعالى قوله تعالى وللرجال عليهن درجة - 00:02:17ضَ
لم يبين هنا ما هذه الدرجة التي للرجال على النساء ولكنه اشار لها في موضع اخر وهو قوله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم - 00:02:45ضَ
فأشار الى ان الرجل افضل من المرأة وذلك لان الذكورة شرف وكمال والانوثة نقص خلقي طبيعي والخلق كأنه مجمع على ذلك لان الانثى يجعل لها جميع الناس انواع الزينة والحلي - 00:03:06ضَ
وذلك انما هو لجبر النقص الخلقي الطبعي الذي هو الانوثة بخلاف الذكر وجمال ذكورته يكفيه عن الحلي ونحوه وقد اشار تعالى الى نقص المرأة وضعفها الخلقيين الطبيعيين بقوله اومن ينشأ في الحلية - 00:03:26ضَ
وهو في الخصام غير مبين لان نشأتها في الحلية دليل على نقصها المراد جبره والتغطية عليه بالحلي كما قال الشاعر وما الحلي الا زينة من نقيصة يتمم يتمم من حسن اذا الحسن قصر - 00:03:48ضَ
واما اذا كان الجمال موفرا كحسنك لم يحتج الى ان يزورا وكما قال الشاعر بنفسي واهلي من اذا عرضوا له ببعض الاذى لم يدري كيف يجيب فلم يعتذر عذر البريء - 00:04:11ضَ
ولم تزل به سكتة حتى يقال مريب ولا عبرة بنوادر النساء. لان النادر لا حكم له واشار بقوله وبما انفقوا من اموالهم الى ان الكامل في وصفه وقوته وخلقته يناسب حاله - 00:04:28ضَ
ان يكون قائما على الضعيف الناقص خلقة ولهذه الحكمة المشار اليها جعل ميراثه مضاعفا على ميراثها لان من يقوم على غيره مترقب للنقص ومن يقوم عليه غيره مترقب للزيادة وايثار مترقب النقص على مترقب الزيادة - 00:04:50ضَ
ظاهر الحكمة كما انه اشار الى حكمة كون الطلاق بيد الرجل دون اذن المرأة لقوله تعالى نساؤكم حرظ لكم لان من عرف ان حقله غير مناسب للزراعة لا ينبغي ان يرغم على الازدراع في حقل لا يناسب الزراعة - 00:05:18ضَ
ويوضح هذا المعنى ان الة الازدراء بيد الرجل فلو اكره على البقاء مع من لا حاجة له فيها حتى ترضى بذلك فانها ان ارادت ان تجامعه لا يقوم ذكره. ولا ينتشر اليها - 00:05:47ضَ
فلم تقدر على تحصيل النسل منه الذي هو اعظم الغرض من النكاح بخلاف الرجل فانه يولدها وهي كارهة كما هو ضروري وقوله تعالى الطلاق مرتان ظاهر هذه الاية الكريمة ان الطلاق كله - 00:06:06ضَ
منحصر في المرتين ولكنه تعالى بين ان المنحصر في المرتين هو الطلاق الذي تملك بعده الرجعة لا مطلقا وذلك بذكره الطلقة الثالثة التي لا تحل بعدها المراجعة الا بعد زوج - 00:06:31ضَ
وهي المذكورة في قوله فان طلقها فلا تحل له من بعد الاية وعلى هذا القول فقوله او تسريح باحسان يعني به عدم الرجعة وقال بعض العلماء الطلقة الثالثة هي المذكورة في قوله تعالى - 00:06:54ضَ
او تسريح باحسان وروي هذا مرفوعا اليه صلى الله عليه وسلم قوله تعالى فامساك بمعروف او تسريح باحسان لم يبين في هذه الاية ولا في غيرها من ايات الطلاق حكمة كون الطلاق بيد الرجل - 00:07:20ضَ
دون اذن المرأة ولكنه بين في موضع اخر ان حكمة ذلك ان المرأة حقل تزرع فيه النطفة كما يزرع البذر في الارض ومن رأى ان حقله غير صالح للزراعة الحكمة تقتضي الا يرغم على الازدراع فيه - 00:07:44ضَ
وان يترك وشأنه ليختار حقلا صالحا لزراعته وذلك في قوله تعالى نسائكم حرث لكم كما تقدم ايضاحه قوله تعالى ولا تأخذوا مما اتيتموهن شيئا الا ان يخاف الا يقيما حدود الله - 00:08:07ضَ
فان خفتم الا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدى حدود الله فاولئك هم الظالمون صرح في هذه الاية الكريمة بان الزوج لا يحل له الرجوع في شيء مما اعطى زوجته - 00:08:27ضَ
الا على سبيل الخلع اذا خافا الا يقيما حدود الله فيما بينهما فلا جناح عليهما اذا في الخلع اي لا جناح عليها هي في الدفع ولا عليه هو في الاخذ - 00:08:46ضَ
وصرح في موضع اخر بالنهي عن الرجوع في شيء مما اعطى الازواج زوجاتهم ولو كان المعطى قنطارا وبين ان اخذه بهتان واثم مبين وبين ان السبب المانع من اخذ شيء منه - 00:09:00ضَ
هو انه افضى اليها بالجماع وذلك في قوله تعالى وان اردتم استبدال زوج مكان زوج واتيتم احداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا اتأخذونه بهتانا واثما مبينا وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض - 00:09:17ضَ
واخذنا منكم ميثاقا غليظا وبين في موضع اخر ان محل النهي عن ذلك اذا لم يكن عن طيب النفس من المرأة وذلك في قوله فان طبن لكم عن شيء منه نفسا - 00:09:37ضَ
فكلوه هنيئا مريئا واشار الى ذلك بقوله ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:51ضَ