قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (043) - آل عمران (009) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل الحديث في توجيه اعراب الاية - 00:00:03ضَ

وكأين من نبي قتل معه ربيون قال المؤلف رحمه الله وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب اننا نستشهد للبيان بالقراءة السبعية بقراءة شاذة يشهد للبيان الذي بينا به ان نائب الفاعل ربيون - 00:00:24ضَ

وان بعض القراء غير السبعة قرأ قتل معه ربيون بالتشديد لان التكفير المدلول عليه بالتشديد يقتضي ان القتل واقع على الربيين ولهذه القراءة رجح الزمخشري والبيضاوي وابن جني ان نائب الفاعل ربيون - 00:00:45ضَ

ومال الى ذلك الالوسي في تفسيره مبينا ان دعوى كون التشديد لا ينافي وقوع القتل عن النبي لانك اين اخبار بعدد كثير اي كثير من افراد النبي قتل خلاف الظاهر - 00:01:06ضَ

وهو كما قال فان قيل قد عرفنا ان نائب الفاعل المذكور محتمل لامرين وقد ادعيتم ان القرآن دل على انه ربيون لا ضمير النبي في تصريحه بان الرسل غالبون والمقتول غير غالب - 00:01:22ضَ

ونحن نقول دل القرآن في ايات اخر على ان نائب الفاعل ضمير النبي بتصريحي في ايات كثيرة بقتل بعض الرسل كقوله فريقا كذبتم وفريقا تقتلون وقوله قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموه؟ الاية - 00:01:40ضَ

فما وجه ترجيح ما استدللتم به على ان النائب ربيون على ما استدللنا به على ان النائب ضمير النبي الجواب من ثلاثة اوجه الاول ان ما استدللنا به اخص مما استدللتم به. والاخص مقدم على الاعم - 00:02:03ضَ

ولا يتعارض عام وخاص كما تقرر في الاصول وايضاحه ان دليلنا في خصوص نبي امر بالمغالبة في شيء فنحن نجزم بانه غالب فيه تصديقا لربنا في قوله كتب الله لاغلبن انا ورسلي - 00:02:23ضَ

سواء اكانت تلك المغالبة بالحجة والبيان بالسيف والسنان ودليلكم فيما هو اعم من هذا لان الايات التي دلت على قتل بعض الرسل لم تدل على انه بخصوص جهاد بل ظاهرها انه في غير جهاد - 00:02:41ضَ

كما يوضحه الوجه الثاني وهو ان جميع الايات الدالة على ان بعض الرسل قتلهم اعداء الله كلها في قتل بني اسرائيل انبيائهم في غير جهاد ومقاتلة الا موضع النزاع وحده - 00:03:00ضَ

الوجه الثالث انما رجحناه من ان نائب الفاعل لبيون تتفق عليه ايات القرآن اتفاقا واضحا لا لبس فيه على مقتضى اللسان العربي في افصح لغاته ولم تتصادم منه ايتان حيث حملنا الرسول المقتول - 00:03:18ضَ

على الذي لم يؤمر بالجهاد وقتله اذا لا اشكال فيه ولا يؤدي الى معارضة اية واحدة من كتاب الله لان الله حكم للرسل بالغلبة والغلبة لا تكون الا مع مغالبة - 00:03:38ضَ

وهذا لم يؤمر بالمغالبة في شيء ولو امر بها في شيء لغلب فيه ولو قلنا بان نائب الفاعل ضمير النبي لصار المعنى ان كثيرا من الانبياء المقاتلين قتلوا في ميدان الحرب - 00:03:54ضَ

كما تدل عليه صيغة وكأين المميزة بقوله من نبي وقتل الاعداء هذا العدد الكثير من الانبياء المقاتلين في ميدان الحرب مناقض مناقضة صريحة لقوله كتب الله لاغلبن انا ورسلي وقد عرفت معنى الغلبة في القرآن - 00:04:10ضَ

وعرفت انه تعالى بين ان المقتول غير غالب كما تقدم وهذا الكتاب العزيز ما انزل ليضرب بعضه بعضا ولكن انزل ليصدق بعضه بعضا اتضح ان القرآن دل دلالة واضحة على ان نائب الفاعل ربيون - 00:04:35ضَ

وانه لم يقتل رسول في جهاد كما جزم به الحسن البصري وسعيد بن جبير والزجاج والفراء وغير واحد وقصدنا في هذا الكتاب البيان بالقرآن لا باقوال العلماء ولذا لم ننقل اقوال من رجح ما ذكرنا - 00:04:56ضَ

وما رجح به بعض العلماء كون نائب الفاعل ضمير النبي من ان سبب النزول يدل على ذلك لان سبب نزولها ان الصائح صاح قتل محمد صلى الله عليه وسلم وان قوله افإن مات او قتل يدل على ذلك - 00:05:18ضَ

وان قوله فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله يدل على ان الربين لم يقتلوا لانهم لو قتلوا لما قال عنهم فما وهنوا لما اصابهم الاية فهو كلام كله ساقط - 00:05:37ضَ

وترجيحات لا معول عليها الترجيح بسبب النزول فيه ان سبب النزول لو كان يقتضي تعيين ذكر قتل النبي فكانت قراءة الجمهور قاتل بصيغة الماضي من المفاعلة جارية على خلاف المتعين. وهو ظاهر السقوط كما ترى - 00:05:52ضَ

والترجيح بقوله افان مات او قتل ظاهر السقوط لانهما معلقان باداة الشرط والمعلق بها لا يدل على وقوع نسبة اصلا لا ايجابا ولا سلبا حتى يرجع بها غيرها واذا نظرنا الى الواقع في نفس الامر وجدنا نبيهم صلى الله عليه وسلم - 00:06:15ضَ

في ذلك الوقت لم يقتل ولم يمت والترجيح بقوله فما وهنوا سقوطه كالشمس في رابعة النهار واعظم دليل قطعي على سقوطه قراءة حمزة والكسائي ولا تقتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقتلوكم فيه. فان قتلوكم فاقتلوهم - 00:06:40ضَ

كل الافعال من القتل لا من القتال وهذه القراءة السبعية المتواترة فيها فان قتلوكم بلا الف بعد القاف فعل ماض من القتل. فاقتلوهم افتقولون هذا لا يصح؟ لان المقتول لا يمكن ان يؤمر بقتل قاتله - 00:07:03ضَ

بل المعنى قتلوا بعضكم وهو معنى مشهور في اللغة العربية. يقولون قتلونا وقتلناهم يعنون وقع القتل على البعض كما لا يخفى وقد اشرنا الى هذا البيان في كتابنا دفع ايهام الاضطراب - 00:07:24ضَ

عن ايات الكتاب والعلم عند الله تعالى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا. وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا - 00:07:42ضَ

ذكر في هذه الاية الكريمة ان المنافقين اذا مات بعظ اخوانهم يقولون لو اطاعونا فلم يخرجوا الى الغزو ما قتلوا ولم يبين هنا بل يقولون لهم ذلك قبل السفر الى الغزو ليثبتوهم او لا - 00:08:03ضَ

ونظير هذه الاية قوله تعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا ولكنه بين في ايات اخر انهم يقولون لهم ذلك قبل الغزو ليثبطوهم كقوله وقالوا لا تنفروا في الحر - 00:08:21ضَ

الاية وقوله قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلموا الينا وقوله وان منكم لمن لا يبطئن الى غير ذلك من الايات. نكتفي بهذا القدر والى لقاء اخر ان شاء الله - 00:08:42ضَ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:01ضَ