قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (044) - آل عمران (010) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولئن قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة - 00:00:03ضَ
خير مما يجمعون ذكر في هذه الاية الكريمة ان المقتول في الجهاد والميت كلاهما ينال مغفرة من الله ورحمة خيرا له مما يجمعه من حطام الدنيا واوضح وجه ذلك في ايات اخرى - 00:00:27ضَ
بين فيها ان الله اشترى منه حياة قصيرة فانية منغصة المصائب والالام بحياة ابدية لذيذة لا تنقطع ولا يتأذى صاحبها بشيء واشترى منه مالا قليلا فانيا بملك لا ينفد ولا ينقضي ابدا - 00:00:46ضَ
وهي قوله ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله - 00:01:07ضَ
فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم وقال تعالى واذا رأيت ذم رأيت نعيما وملكا كبيرا وبين في اية اخرى ان فضل الله ورحمته خير مما يجمعه اهل الدنيا من حطامها - 00:01:25ضَ
وزاد فيها الامر بالفرح بفضل الله ورحمته دون حطام الدنيا وهي قوله تعالى قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون وتقديم المعمول يؤذن بالحصر. اعني قوله فبذلك فليفرحوا - 00:01:45ضَ
اي دون غيره فلا يفرحوا بحطام الدنيا الذي يجمعونه وقال تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون - 00:02:06ضَ
قوله تعالى فاعف عنهم واستغفر لهم. الاية قد قدمنا في سورة الفاتحة في الكلام على قوله تعالى صراط الذين انعمت عليهم ان الجموع المذكرة ونحوها مما يختص بجماعة العقلاء من الذكور - 00:02:28ضَ
اذا وردت في كتاب الله تعالى او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم اختلف العلماء فيها هل يدخل فيها النساء او لا يدخلن الا بدليل على دخولهن وبذلك تعلم ان قوله تعالى واستغفر لهم - 00:02:46ضَ
يحتمل دخول النساء فيه وعدم دخولهن بناء على الاختلاف المذكور ولكنه بين تعالى في موضع اخر انهن داخلات في جملة من امر صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لهم وهو قوله تعالى - 00:03:05ضَ
فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات قوله تعالى افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله الاية ذكر في هذه الاية ان من اتبع رضوان الله ليس كمن باء بسخط منه - 00:03:25ضَ
لان همزة الانكار بمعنى النفي ولم يذكر هنا صفة من اتبع رضوان الله ولكن اشار الى بعضها في موضع اخر وهو قوله الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - 00:03:47ضَ
فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم واشار الى بعض صفات من باء بسخط من الله - 00:04:03ضَ
بقوله ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون وبقوله هنا ومن يغلل يأتي بما غل الاية قوله تعالى اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم ان هذا - 00:04:22ضَ
قل هو من عند انفسكم ذكر في هذه الاية الكريمة ان ما اصاب المسلمين يوم احد انما جاءهم من قبل انفسهم ولم يبين تفصيل ذلك هنا. ولكنه فصله في موضع اخر - 00:04:47ضَ
وهو قوله ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه حتى اذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما اراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. ثم صرفكم عنهم ليبتليكم - 00:05:03ضَ
وهذا هو الظاهر في معنى الاية لان خير ما يبين به القرآن القرآن واما على القول الاخر فلا بيان بالاية وهو ان معنى قل هو من عند انفسكم انهم خيروا يوم بدر بين قتل اسارى بدر وبين اسرهم واخذ الفداء. على ان يستشهد منهم في العام القابل - 00:05:23ضَ
قدر الاسارى فاختاروا الفداء على ان يستشهد منهم في العام القابل سبعون قدر اسارى بدر كما رواه الامام احمد وابن ابي حاتم عن عمر ابن الخطاب وعقده احمد البدوي الشنقيطي في نظمه للمغازي بقوله - 00:05:47ضَ
والمسلمون خيروا بين الفدا وقدرهم في قابل يستشهدا وبين قتلهم فمالوا للفدا لانه على القتال عضدا وانه ادى الى الشهادة وهي قصارى الفوز والسعادة ونظمه هذا للمغازي جل اعتماده فيه على عيون الاثر لابن سيد الناس اليعمري - 00:06:07ضَ
قال في مقدمته ارجوزة على عيون الاثر جل اعتماد نظمها في السير وذكر شارحه ان الالف في قوله يستشهدا مبدلة من نون التوكيد الخفيفة وانها في البيت لقوله ربما اوفيت في علم - 00:06:33ضَ
ترفع عن ثوبي شمالات وعلى هذا القول فالمعنى قل هو من عند انفسكم حيث اخترتم الفداء استشهاد قدر الاسارى منكم قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا - 00:06:56ضَ
الاية نهى الله تبارك وتعالى في هذه الاية عن ظن الموت بالشهداء وصرح بانهم احياء عند ربهم يرزقون وانهم فرحون بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون - 00:07:17ضَ
ولم يبين هنا هل حياتهم هذه في البرزخ يدرك اهل الدنيا حقيقتها او لا ولكنه بين في سورة البقرة انهم لا يدركونها بقوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء - 00:07:43ضَ
ولكن لا تشعرون لان نفي الشعور يدل على نفي الادراك من باب اولى. كما هو ظاهر ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء اخر ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:03ضَ