قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (052) - النساء (007) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قوله تعالى يومئذ يود الذين وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض الاية على القراءات الثلاث معناه انهم يتمنون ان يستووا بالارض فيكونوا - 00:00:03ضَ
مثلها على اظهر الاقوال. ويوضح هذا المعنى قوله تعالى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. ويقول الكافر يا ليتني كنت قوله تعالى ولا يكتمون الله حديثا بين في موضع اخر ان عدم الكتم المذكورة هنا انما هو باعتبار اخبار - 00:00:32ضَ
وارجلهم بكل ما عملوا عند الختم على افواههم. اذا انكروا شركهم ومعاصيهم. وهو قوله تعالى اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. فلا يتنافى قوله ولا يكتمون الله حديثا مع قوله عنهم - 00:00:52ضَ
والله ربنا ما كنا مشركين وقوله عنهم ايضا ما كنا نعمل من سوء وقوله عنهم بل لم نكن ندعو من قبل شيئا للبيان الذي والعلم عند الله تعالى. قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون - 00:01:12ضَ
بين تعالى في هذه الاية زوال السكر بانه هو ان يذوب للسكران عقله حتى يعلم معنى الكلام الذي يصدر منه بقوله حتى تعلموا ما تقولون. قوله تعالى الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون - 00:01:32ضَ
ان تظل السبيل الاية ذكر في هذه الاية الكريمة ان الذين اوتوا نصيبا من الكتاب مع اشترائهم الضلالة يريدون مال المسلمين ايضا. وذكر في موضع اخر انهم كثير. وانهم يتمنون ردة المسلمين. وان السبب الحامل لهم - 00:01:52ضَ
ذلك انما هو الحسد وانه ما صدر منهم ذلك الا بعد معرفتهم الحق. وهو قوله تعالى ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا. حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق. وذكر في موضع اخر - 00:02:12ضَ
ان هذا الاظلال الذي يتمنونه للمسلمين لا يقع من المسلمين. وانما يقع منهم اهل المتمنين الضلال للمسلمين. وهو قوله طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم. وما يضلون الا انفسهم وما يشعرون. قوله تعالى او نلعنهم كما لعنا - 00:02:32ضَ
السبت لم يبين هنا كيفية لعنه لاصحاب السبت. ولكنه بين في غير هذا الموضع ان لعنه لهم هو مسخهم قردة ومن مسخه الله قردا غضبا عليه فهو ملعون بلا شك. وذلك قوله تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا له - 00:02:52ضَ
كونوا قردة خاسئين. وقوله فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين. والاستدلال وعلى مغايرة اللعن للمسخ بعطفه عليه. في قوله قل اانبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله. من لعنه الله وغضب عليه - 00:03:12ضَ
وجعل منهم القردة والخنازير لا يفيد اكثر من مغايرته للمسخ في تلك الاية. كما قاله الالوسي في تفسيره وهو ظاهر واللعن في اللغة الطرد والابعاد. والرجل الذي طرده قومه وابعدوه لجناياته تقول له - 00:03:32ضَ
العرب رجل لعين ومنه قول الشاعر دعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين. وفي اصطلاح الشرع اللعنة الطرد والابعاد عن رحمة الله. ومعلوم ان المسخ من اكبر انواع الطرد والابعاد. قوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك - 00:03:52ضَ
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ذكر في هذه الاية الكريمة انه تعالى لا يغفر وانه يغفر غير ذلك لمن يشاء. وان من اشرك به فقد افترى اثما عظيما. وذكر في مواضع اخر ان محل كونه - 00:04:12ضَ
يغفر اشراك به اذا لم يتب المشرك من ذلك فان تاب غفر له كقوله الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا الاية فان الاستثناء راجع لقوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر وما عطف عليه لان معنى الكل جمع في قوله ومن - 00:04:32ضَ
افعل ذلك يلقى اثاما. الاية وقوله قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. وذكر في موضع اخر ان من بالله فقد ضل ضلالا بعيدا عن الحق. وهو قوله في هذه السورة الكريمة ايضا ان الله لا يغفر ان يشرك به - 00:04:52ضَ
يغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا. وصرح بان الله حرم عليه الجنة قوله انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وقوله ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا - 00:05:12ضَ
علينا من الماء او مما رزقكم الله. قالوا ان الله حرمهما على الكافرين. وذكر في موضع اخر ان المشرك فلا يرجى له خلاص. وهو قوله ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان - 00:05:32ضَ
سحيق وصرح بموضع اخر بان الاشراك ظلم عظيم. بقوله عن لقمان مقررا له ان الشرك لظلم عظيم وذكر في موضع اخر ان الامن التام والاهتداء انما هما لمن لم يلبس ايمانه بشرك وهو قوله الذين امنوا - 00:05:52ضَ
ولم يلبسوا ايمانهم بظلم. اولئك لهم الامن وهم مهتدون. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ان معنى بظلم قوله تعالى الم تر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء. الاية انكر تعالى عليهم - 00:06:12ضَ
بهذه الاية تزكيتهم انفسهم. بقوله الم ترى الى الذين وبقوله انظر كيف يفترون على الله الكذب. وكفى به اثما مبينا وصرح بالنهي العام عن تزكية النفس. واحرى نفس الكافر التي هي اخس شيء وانجسه. بقوله هو اعلم - 00:06:32ضَ
بكم اذ انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم. فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى. ولم يبين هنا تزكيتهم انفسهم. ولكنه بين ذلك في مواضع اخر. كقوله عنهم نحن ابناء الله واحباؤه. وقوله - 00:06:52ضَ
قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا او نصارى. الى غير ذلك من الايات. قوله تعالى وندخلهم ظلا ظليلا وصف في هذه الاية الكريمة ظل الجنة بانه ظليل. ووصفه في اية اخرى بانه دائم وهي قوله اكلها دائم - 00:07:12ضَ
اظلها ووصفه في اية اخرى بانه ممدود. وهي قوله وظل ممدود. وبين في موضع اخر انه ظلال متعد وهو قوله ان المتقين في ظلال وعيون الاية. وذكر في موضع اخر انهم في تلك الظلال متكئون - 00:07:32ضَ
مع ازواجهم على الارائك وهو قوله هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون والارائك جمع اريكة وهي السرير في الحجلة. والحجلة بيت يزين للعروس بجميع انواع الزينة. وبين ان ظل اهل النار ليس كذلك. بقوله - 00:07:52ضَ
انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون. انطلقوا الى ظل ذي ثلاث شعب. لا ظليل ولا يغني من اللهب. وقوله واصحاب شمالي ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم. قوله تعالى - 00:08:12ضَ
ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله الاية. امر الله في هذه الاية الكريمة بان كل شيء تنازع فيه الناس من اصول الدين وفروعه ان يرد التنازع في ذلك الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. لانه تعالى - 00:08:32ضَ
فقال من يطع الرسول فقد اطاع الله. واوضح هذا المأمور به هنا بقوله وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله. الاية ويفهم من هذه الاية الكريمة انه لا يجوز التحاكم الى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقد اوضح - 00:08:52ضَ
على هذا المفهوم موبقا للمتحاكمين الى غير كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. مبينا ان الشيطان اظله ضلالا بعيدا عن الحق بقوله الم ترى الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك - 00:09:12ضَ
يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت. وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا. واشار الى انه لا يؤمن احد حتى يكفر بالطاغوت. بقوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى - 00:09:32ضَ
ومفهوم الشرط ان من لم يكفر بالطاغوت لم يستمسك بالعروة الوثقى. وهو كذلك ومن لم يستمسك بالعروة فهو بمعزل عن الايمان. لان الايمان بالله هو العروة الوثقى. والايمان بالطاغوت يستحيل اجتماعه - 00:09:52ضَ
مع الايمان بالله او ركن منه. كما هو صريح في قوله فمن يكفر بالطاغوت الاية. ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:12ضَ