قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (081) - المائدة (021) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل الحديث في تخيير الامام في عقوبة المحاربين - 00:00:03ضَ

قال المؤلف رحمه الله وكون الامام مخيرا بينها مطلقا من غير تفصيل هو مذهب مالك وبه قال سعيد بن المسيب ومجاهد وعطاء والحسن البصري وابراهيم النخاعي الضحاك كما نقله عنهم ابن جرير وغيره - 00:00:26ضَ

وهو رواية ابن ابي طلحة عن ابن عباس ونقله القرطبي عن ابي ثور وسعيد بن المسيب وعمر بن عبدالعزيز ومجاهد والضحاك والنخاعي ومالك وقال وهو مروي عن ابن عباس ورجح المالكية هذا القول - 00:00:46ضَ

بان اللفظ فيه مستقل غير محتاج الى تقدير محذوف لان اللفظ اذا دار بين الاستقلال والافتقار الى تقدير محذوف الاستقلال مقدر لانه هو الاصل الا بدليل منفصل على لزوم تقدير المحذوف - 00:01:05ضَ

والى هذا اشار في مراقي ال سعود بقوله كذا كما قابل ذا اعتلال من التأصل والاستقلال الى قوله كذا كترتيب لايجاب العمل بما له الرجحان مما يحتمل الرواية المشهورة عن ابن عباس - 00:01:23ضَ

ان هذه الاية منزلة على احوال وفيها قيود مقدرة وايضاحه ان المعنى ان يقتلوا اذا قتلوا ولم يأخذوا المال او يسلب اذا قتلوا واخذوا المال او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف - 00:01:42ضَ

اذا اخذوا المال ولم يقتلوا احدا وبهذا قال الشافعي واحمد وابو مجلز وسعيد ابن جبير وابراهيم النخاعي والحسن وقتادة والسدي وعطاء الخرساني وغير واحد من السلف والائمة قاله ابن كثير - 00:02:02ضَ

ونقله القرطبي وابن جرير عن ابن عباس وابي مجلز وعطاء الخرساني وغيرهم ونقل القرطبي عن ابي حنيفة اذا قتل قتل واذا اخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف - 00:02:21ضَ

واذا اخذ المال وقتل فالسلطان مخير فيه. ان شاء قطع يده ورجله وان شاء لم يقطع وقتله وصلبه ولا يخفى ان الظاهر المتبادر من الاية هو القول الاول لان الزيادة على ظاهر القرآن بقيود - 00:02:39ضَ

نحتاج الى نص من كتاب او سنة وتفسير الصحابي لهذا بذلك ليس له حكم الرفع بامكاني ان يكون عن اجتهاد منه ولا نعلم احدا روى في تفسير هذه الاية بالقيود مذكورة خبرا مرفوعا الا ما رواه ابن جديد في تفسيره عن انس - 00:02:57ضَ

حدثنا علي بن سهل قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد ابن ابي حبيب ان عبد الملك ابن مروان كتب الى انس بن مالك يسأله عن هذه الاية - 00:03:19ضَ

فكتب اليه انس يخبره ان هذه الاية نزلت في اولئك النفر العرانيين الى ان قال قال انس فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عن القضاء فيمن حارب فقال من سرق واخاف السبيل فاقطع يده بسرقته ورجله باخافته - 00:03:33ضَ

ومن قتل فاقتله. ومن قتل واخاف السبيل واستحل الفرج الحرام فاسلبه وهذا الحديث لو كان ثابتا لكان قاطعا للنزاع ولكن فيه ابن لهيعة ومعلوم انه خلط بعد احتراق كتبه ولا يحتج به - 00:03:54ضَ

وهذا الحديث ليس راويه عنه ابن المبارك ولا ابن وهب لان روايتهما عنه اعدل من رواية غيرهما وابن جرير نفسه يرى عدم صحة هذا الحديث الذي ساقه لانه قال في شوقه للحديث المذكور - 00:04:11ضَ

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتصحيح ما قلنا في ذلك بما في اسناده نظر وذلك ما حدثنا به علي بن سهل حدثنا الوليد بن مسلم الى اخر الاسناد الذي قدمنا انفا - 00:04:29ضَ

وذكرنا معه محل الغرض من المتن ولكن هذا الحديث وان كان ظعيفا فانه يقوي هذا القول الذي عليه اكثر اهل العلم ونسبه ابن كثير للجمهور واعلم ان الصلب المذكور في قوله او يصلب - 00:04:46ضَ

اختلف فيه العلماء فقيل يصلب حيا ويمنع من الشراب والطعام حتى يموت وقيل يسلب حيا ثم يقتل برمح ونحوه مصلوبا وقيل يقتل اولا ثم يسلب بعد القتل وقيل ينزل بعد ثلاثة ايام - 00:05:06ضَ

وقيل يترك حتى يسيل صديده الظاهر انه يسلب بعد القتل زمنا يحصل فيه اشتهار ذلك لان صلبه ردع لغيره وكذلك قوله او ينفوا من الارض اختلف العلماء في المراد بالنفي فيه ايضا - 00:05:26ضَ

فقال بعضهم معناه ان يطلبوا حتى يقدر عليهم فيقام عليهم الحد او يهربوا من دار الاسلام وهذا القول رواه ابن جرير عن ابن عباس وانس ابن مالك وسعيد بن جبير والضحاك - 00:05:47ضَ

الربيع بن انس والزهري والليث ابن سعد ومالك ابن انس وقال اخرون هو ان ينفأ من بلدهم الى بلد اخر او يخرجهم السلطان او نائبه من عمالته بالكلية وقال عطاء الخرساني - 00:06:07ضَ

وسعيد بن جبير وابو الشعثاء الحسن والزهري والضحاك ومقاتل ابن حيان انهم ينفون ولا يخرجون من ارض الاسلام وذهب جماعة الى ان المراد بالنفي في الاية السجن لانه نفي من سعة الدنيا الى ضيق السجن - 00:06:28ضَ

وصار المسجون كانه منفي من الارض. الا من موضع استقراره واحتجوا بقول بعض المسجونين في ذلك خرجنا من الدنيا ونحن من اهلها السنا من الاموات فيها ولا الاحياء اذا جاءنا السجان يوما لحاجة - 00:06:51ضَ

عجبنا وقلنا جاء هذا من الدنيا وهذا قول ابي حنيفة واصحابه ولا يخفى عدم ظهوره مختار ابن جرير ان المراد بالنفي في هذه الاية ان يخرج من بلده الى بلد اخر فيسجن فيه - 00:07:11ضَ

وروي نحوه عن مالك ايضا وله اتجاه لان التغريب عن الاوطان نوع من العقوبة. كما يفعل بالزاني البكر وهذا اقرب الاقوال لظاهر الاية لانه من المعلوم انه لا يراد نفيهم من جميع الارض الى السماء - 00:07:28ضَ

علم ان المراد بالارض اوطانهم التي تشق عليهم مفارقتها والله تعالى اعلم ايها المستمع الكريم الى هذا نكتفي بما تقدم والى لقاء اخر ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:07:47ضَ