قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (084) - المائدة (024) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا اليه الوسيلة الاية - 00:00:03ضَ

اعلم ان جمهور العلماء على ان المراد بالوسيلة هنا والقربة الى الله تعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم باخلاص في ذلك لله تعالى - 00:00:26ضَ

لان هذا وحده هو الطريق الموصلة الى رضا الله تعالى ونيل ما عنده من خير الدنيا والاخرة واصل الوسيلة الطريق التي تقرب الى الشيء وتوصل اليه وهي العمل الصالح باجماع العلماء - 00:00:44ضَ

لانه لا وسيلة الى الله تعالى الا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا الايات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدا لقوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا - 00:01:02ضَ

وقوله قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول. الى غير ذلك من الايات روي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان المراد بالوسيلة الحاجة ولما سأله نافع الازرق هل تعرف العرب ذلك - 00:01:23ضَ

انجد له بيت عنترة ان الرجال لهم اليك وسيلة ان يأخذوك تكحلي وتخضبي قال يعني لهم اليك حاجة وعلى هذا القول الذي روي عن ابن عباس المعنى وابتغوا اليه الوسيلة - 00:01:40ضَ

اي واطلبوا حاجتكم من الله لانه وحده هو الذي يقدر على اعطائها ومما يبين معنى هذا الوجه قوله تعالى ان الذين تدعون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه - 00:01:58ضَ

الاية وقوله واسألوا الله من فضله الاية وفي الحديث واذا سألت فاسأل الله قال مقيده عفا الله عنه التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب اليه عامة العلماء من انها التقرب الى الله تعالى - 00:02:18ضَ

بالاخلاص له في العبادة على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وتفسير ابن عباس داخل في هذا لان دعاء الله والابتهال اليه في طلب الحوائج من اعظم انواع عبادته - 00:02:39ضَ

التي هي الوسيلة الى نيل رضاه ورحمته وبهذا التحقيق تعلم ان ما يزعمه كثير من ملاحدة اتباع الجهال المدعين للتصوف من ان المراد بالوسيلة في الاية الشيخ الذي يكون له واسطة بينه وبين ربه - 00:02:56ضَ

انه تخبط في الجهل والعمى وضلال مبين وتلاعب بكتاب الله تعالى واتخاذ الوسائط من دون الله من اصول كفر الكفار كما صرح به تعالى في قوله عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقوله ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله - 00:03:18ضَ

قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون ويجب على كل مكلف ان يعلم ان الطريق الموصلة الى رضا الله وجنته ورحمته هي اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:03:41ضَ

ومن حاد عن ذلك وقد ضل سواء السبيل ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به الاية والظاهر ان الوسيلة في بيت عنترة معناها التقرب ايضا الى المحبوب - 00:04:03ضَ

لانه وسيلة لنيل المقصود منه ولذا انشد بيت عنترة المذكور ابن جرير والقرطبي وغيرهما لهذا المعنى الذي ذكرنا وجمع الوسيلة الوسائل ومنه قول الشاعر اذا غفل الواشون عدنا لوصلنا عاد التصافي بيننا - 00:04:22ضَ

والوسائل هذا الذي فسرنا به الوسيلة هنا ومعناها ايضا في قوله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. الاية وليس المراد بالوسيلة ايضا المنزلة التي في الجنة - 00:04:47ضَ

التي امرنا صلى الله عليه وسلم ان نسأل له الله ان يعطيه اياها نرجو الله ان يعطيه اياها لانها لا تنبغي الا لعبد وهو يرجو ان يكون هو قوله تعالى يقولون ان اوتيتم هذا فخذوه - 00:05:10ضَ

وان لم تؤتوه فاحذروا في هذه الاية الكريمة اجمال لان المشار اليه بقوله هذا مفسر الظمير في قوله فخذوه وقوله لم تؤتوه لم يصرح به في الاية ولكن الله اشار له هنا وذكره في موضع اخر - 00:05:30ضَ

اعلم اولا ان هذه الاية نزلت في اليهودي واليهودية الذين زنيا بعد الاحصان وكان اليهود قد بدلوا حكم الرجم في التوراة تتعمدوا تحريف كتاب الله واصطلحوا فيما بينهم على ان الزاني المحصن الذي يعلمون ان حده في كتاب الله التوراة الرجم - 00:05:51ضَ

انهم يجلدونه ويفضحونه بتسويد الوجه والاركاب على حمار ولما زان المذكوران قالوا فيما بينهم تعالوا نتحاكم الى محمد صلى الله عليه وسلم في شأن حدهما فان حكم بالجلد والتحميم فخذوا عنه ذلك واجعلوه حجة بينكم وبين الله تعالى - 00:06:17ضَ

ويكون نبي من انبياء الله قد حكم فيهما بذلك وان حكم بالرجم فلا تتبعوه فاذا عرفت ذلك اعلم ان المراد بقوله هذا وقوله فخذوه وقوله وان لم تؤتوه هو الحكم المحرف الذي هو الجلد والتحميم كما بينا - 00:06:41ضَ

واشار الى ذلك هنا بقوله يحرفون الكلمة من بعد مواضعه يقولون ان اوتيتم هذا يعني المحرف والمبدل الذي هو الجلد والتحميم. فخذوه وان لم تؤتوه بان حكم بالحق الذي هو الرجم فاحذروا - 00:07:03ضَ

ان تقبلوه وذكر تعالى هذا ايضا في قوله الم ترى الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يدعون الى كتاب الله يعني التوراة ليحكم بينهم يعني في شأن الزانيين المذكورين ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون - 00:07:22ضَ

هاي عم في التوراة من حكم رجم الزاني المحصن وقوله هنا ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون هو معنى قوله عنهم وان لم تؤتوه فاحذروا والعلم عند الله تعالى قوله تعالى بما استحفظوا من كتاب الله - 00:07:41ضَ

وكانوا عليه شهداء الاية اخبر تعالى في هذه الاية الكريمة ان الاحبار والرهبان استحفظوا كتاب الله يعني استودعوه وطلب منهم حفظه ولم يبين هنا هل امتثلوا الامر في ذلك وحفظوه - 00:08:01ضَ

او لم يمتثلوا الامر في ذلك وضيعوه ولكنه بين في مواضع اخر انهم لم يمتثلوا الامر ولم يحفظوا ما استحفظوه بل حرفوه وبدلوه عمدا لقوله يحرفون الكلمة عن مواضعه الاية وقوله - 00:08:22ضَ

يحرفون الكلمة من بعد مواضعه. الاية وقوله تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وقوله فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم. ثم يقولون هذا من عند الله. الاية وقوله جل وعلا وان منهم لفريقا - 00:08:42ضَ

يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب الاية الى غير ذلك من الايات ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا. والى لقاء قادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:05ضَ