قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (086) - المائدة (026) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس الاية - 00:00:03ضَ
قد قدمنا احتجاج ابي حنيفة رحمه الله تعالى في عموم هذه الاية على قتل المسلم بالذمي نفس الاية فيها اشارة الى ان الكافر لا يدخل في عموم الاية كما ذهب اليه جمهور العلماء - 00:00:26ضَ
وذلك في قوله تعالى فمن تصدق به فهو كفارة له. الاية ومن المعلوم ان الكافر ليس من المتصدقين الذين تكون صدقتهم كفارة لهم لان الكفر سيئة لا تنفع معها حسنة - 00:00:43ضَ
نبه على هذا اسماعيل القاضي في احكام القرآن كما نقله ابن حجر في فتح الباري وما ذكره اسماعيل القاضي من ان الاية تدل ايضا على عدم دخول العبد بناء على انه لا يصح له التصدق بجرحه - 00:01:01ضَ
لان الحق لسيده غير مسلم لان من العلماء من يقول ان الامور المتعلقة ببدن العبد كالقصاص له العفو فيها دون سيده وعليه فلا مانع من تصدقه بجرحه وعلى قول من قال ان معنى فهو كفارة له - 00:01:19ضَ
ان التصدق بالجناية كفارة للجاني لا للمجني عليه فلا مانع ايضا من الاستدلال المذكور بالاية لان الله لا يذكر عن الكافر انه متصدق لان الكافر لا صدقة له لكفره وما هو باطل - 00:01:40ضَ
لا فائدة فيه لا يذكره الله تعالى في معرض التقرير والاثبات مع ان هذا القول ضعيف في معنى الاية وجمهور العلماء من الصحابة فمن بعدهم على ان معناها فهو كفارة للمتصدق. وهو اظهر - 00:01:58ضَ
لان الضمير فيه عائد الى مذكور وذلك في المؤمن قطعا دون الكافر الاستدلال بالاية ظاهر جدا قال المؤلف رحمه الله تنبيه احتج بعض العلماء بهذه الاية الكريمة على انه لا يقتل اثنان بواحد - 00:02:16ضَ
بانهما لو قتلا به خرج عن قوله ان النفس بالنفس لكونهما نفسين بنفس واحدة وممن قال بهذا متمسكا بهذا الدليل ابن الزبير والزهري وابن سيرين وحبيب ابن ابي ثابت وعبد الملك - 00:02:35ضَ
وداوود وابن المنذر وحكاه ابن ابي موسى عن ابن عباس وروي عن معاذ بن جبل وابن الزبير وابن سيرين والزهري انه يقتل منهم واحد ويؤخذ من الباقين حصصهم من الدية - 00:02:54ضَ
لان كل واحد منهم مكافئ له ولا تستوفى ابدال بمبدل واحد ما لا تجبديات لمقتول واحد كما نقله عن من ذكرنا ابن قدامة في المغري وقالوا مقتضى قوله تعالى الحر بالحر - 00:03:09ضَ
وقوله وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس انه لا يؤخذ بالنفس اكثر من نفس واحدة قالوا لان التفاوت في الاوصاف يمنع القصاص بدليل عدم قتل الحر بالعبد والتفاوت في العدد اولى - 00:03:27ضَ
وقال ابن منذر لا حجة مع من اوجب قتل جماعة بواحد وعدم قتل الجماعة بالواحد رواية عن الامام احمد الرواية المشهورة عن الامام احمد ومذهب الائمة الثلاثة انه يقتل الجماعة بالواحد - 00:03:48ضَ
وقد ثبت عن عمر بن الخطاب انه قتل سبعة بواحد وقال لو تمالأ عليه اهل صنعاء لقتلتهم به جميعا وروي نحو ذلك عن علي رضي الله عنه انه توقف عن قتال الحرورية حتى يحدثوا - 00:04:06ضَ
ولما ذبحوا عبدالله بن خباب كما تذبح الشاه واخبر علي بذلك قال الله اكبر نادوهم ان اخرجوا الينا قاتل عبد الله بن خباب وقالوا كلنا قتلة ثلاث مرات وقال علي لاصحابه دونكم القوم - 00:04:25ضَ
ما لبث ان قتلهم علي واصحابه نقله القرطبي عن الدارقطني في سننه ويؤيد قتلى الجماعة بالواحد ما رواه الترمذي عن ابي سعيد وابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:44ضَ
قال لو ان اهل السماء واهل الارض اشتركوا في دم مؤمن اكبهم الله في النار قال فيه الترمذي حديث غريب نقله عنه القرطبي وروى البيهقي في السنن الكبرى نحوه عن ابن عباس المرفوع - 00:05:01ضَ
وزاد الا ان يشاء وروى البيهقي ايضا عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقي الله عز وجل يوم القيامة - 00:05:18ضَ
مكتوبا بين عينيه ايس من رحمة الله وروي عن المغيرة بن شعبة وابن عباس وبه قال سعيد بن مسيب والحسن وابو سلمة وعطاء وقتادة والثوري والاوزاعي واسحاق وابو ثور كما نقله عنهم ابن قدامة في المغني - 00:05:35ضَ
ان الجماعة تقتل بالواحد رواه البيهقي عن عمر وعلي رضي الله عنهما ايضا ولم يعلم لهما مخالف من الصحابة وصار اجماعا سكوتيا واعترضه بعضهم بان ابن الزبير ثبت عنه عدم قتل الجماعة بالواحد. كما قاله ابن منذر - 00:05:59ضَ
واذا الخلاف واقع بين الصحابة المقرر في الاصول ان الصحابة اذا اختلفوا لم يجز العمل باحد القولين الا بترجيح قال مقيده عفا الله عنه ويترجح مذهب الجمهور الذي هو قتل الجماعة بالواحد - 00:06:24ضَ
لان الله تعالى قال ولكم في القصاص حياة يعني ان من علم انه يقتل اذا قتل يكون ذلك رادعا له وزاجرا عن القتل ولو كان الاثنان لا يقتص منهما للواحد - 00:06:45ضَ
لكان كل من احب ان يقتل مسلما اخذ واحدا من اعوانه فقتله معه ولم يكن هناك رادع عن القتل وبذلك تضيع حكمة القصاص من اصلها مع ان المتمالئين على القتل - 00:07:03ضَ
يصدق على كل واحد منهما انه قاتل فيقتل ويدل له ان الجماعة لو قذفوا واحدا لوجب حد القذف على جميعهم والعلم عند الله تعالى قوله تعالى وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه - 00:07:21ضَ
لم يبين هنا شيئا مما انزل في الانجيل الذي امر اهل الانجيل بالحكم به وبين في مواضع اخر ان من ذلك البشارة بمبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ووجوب اتباعه والايمان به - 00:07:41ضَ
كقوله واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد وقوله تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي. الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. الاية - 00:08:00ضَ
الى غير ذلك من الايات قال المؤلف رحمه الله لطيفة لها مناسبة بهذه الاية الكريمة. ذكر بعض العلماء ان نصرانيا قال لعالم من علماء المسلمين ناظرني في الاسلامي والمسيحية ايهما افضل - 00:08:24ضَ
فقال العالم للنصراني الام الى المناظرة في ذلك وقال النصراني المتفق عليه احق بالاتباع عامل مختلف وفيه قال العالم المتفق عليه احق بالاتباع من المختلف فيه وقال النصراني اذا يلزمكم اتباع عيسى معنا - 00:08:43ضَ
وترك اتباع محمد صلى الله عليه وسلم لاننا نحن وانتم نتفق على نبوة عيسى ونخالفكم في نبوة محمد عليهم الصلاة والسلام فقال المسلم انتم الذين تمتنعون من اتباع المتفق عليه - 00:09:04ضَ
لان المتفق عليه الذي هو عيسى قال لكم ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. فلو كنتم متبعين عيسى حقا اتبعتم محمدا صلى الله عليه وسلم وظهر انكم انتم الذين لم تتبعوا المتفق عليه ولا غيره - 00:09:23ضَ
انقطع النصراني ولا شك ان النصارى لو كانوا متبعين عيسى اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا والى لقاء قادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:42ضَ