قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (092) - المائدة (032) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى فتحرير رقبة لم يقيد هنا رقبة كفارة اليمين بالايمان - 00:00:03ضَ

وقيد به كفارة القتل خطأ وهذه من مسائل المطلق والمقيد في حالة اتفاق الحكم مع اختلاف السبب وكثير من العلماء يقولون يحمل المطلق على المقيد فتقيد رقبة اليمين والظهار بالقيد الذي في رقبة القتل خطأ - 00:00:30ضَ

حملا للمطلق على المقيد وخالف في ذلك ابو حنيفة ومن وافقه وقد اوضحنا هذه المسألة في كتابنا دفع ايهام الاضطراب في سورة النساء عند قوله تعالى فتحرير رقبة مؤمنة ولذلك - 00:00:53ضَ

لم نبطل الكلام بها هنا والمراد بالتحرير الاخراج من الرق وربما استعملته العرب في الاخراج من الاسر والمشقات وتعب الدنيا ونحو ذلك ومنه قول والدة مريم اني نذرت لك ما في بطني محررا - 00:01:15ضَ

اي من تعب اعمال الدنيا ومنه قول الفرزدق حمام بن غالب التميمي ابني غدانة انني حررتكم ووهبتكم لعطية ابن جوعان يعني حررتكم من الهجاء فلا اهجوكم قوله تعالى يا ايها الذين امنوا - 00:01:37ضَ

انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس الاية يفهم من هذه الاية الكريمة ان الخمر نجسة العين لان الله تعالى قال انها رجس والرجس في كلام العرب كل مستقبل تعافه النفس - 00:02:00ضَ

وقيل ان اصله من الريكس وهو العذرة والنتن قال بعض العلماء ويدل لهذا مفهوم المخالفة في قوله تعالى في شراب اهل الجنة وسقاهم ربهم شرابا طهورا لان وصفه لشراب اهل الجنة بانه طهور - 00:02:20ضَ

يفهم منه ان خمر الدنيا ليست كذلك ومما يؤيد هذا ان كل الاوصاف التي مدح بها تعالى خمر الاخرة منفية عن خمر الدنيا كقوله لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون - 00:02:41ضَ

وكقوله لا يصدعون عنها ولا ينزفون من الدنيا ففيها غول يغتال العقول واهلها يصدعون ان يصيبهم الصداع الذي هو وجع الرأس بسببها وقوله لا ينزفون على قراءة فتح الزاي مبنيا للمفعول - 00:02:59ضَ

معناه انهم لا يسكرون والنزيف السكران. ومنه قول حميد بن ثور نزيف ترى ردع العبير بجيبها كما برج الظال النزيف المكلما يعني انها في ثقل حركتها السكران وان خمرة العبير الذي هو الطيب في جيبها - 00:03:21ضَ

يا خمرة الدم على الطريد الذي برجه الجوارح بدمه فاصابه نزيف الدم من جرح الجوارح له ومنه ايضا قول امرئ القيس اذا هي تمشي كمشي نزيف يصرعه بالكثيب البهر وقوله ايضا - 00:03:44ضَ

نزيف اذا قامت لوجه تمايلت تراشي الفؤاد الرخص الا تخترا وقول ابن ابي ربيعة او جميل اخذا بقرونها شرب النزيف ببرد ماء الحشرجي وعلى قراءتي ينزفون بكسر الزاي مبنيا للفاعل فيه وجهان من التفسير للعلماء - 00:04:04ضَ

احدهما انه من انزف القوم اذا حان منهم النزف وهو السكر ونظيره قولهم احصد الزرع اذا حان حصاده واقطف العنب اذا حان قطافه وهذا القول معناه راجع الى الاول والثاني انه من انزف القوم - 00:04:30ضَ

اذا فنيت خمورهم ومنه قول الحطيئة لعمري لئن انزفتمو او صحوتم لبئس الندامة انتم ال ابجرا وجماهير العلماء على ان الخمر نجسة العين لما ذكرنا. وخالف في ذلك ربيعة والليث والمزني صاحب الشافعي - 00:04:53ضَ

وبعض المتأخرين من البغداديين والقرويين كما نقله عنهم القرطبي في تفسيره واستدلوا لطهارة عينها لان المذكورات معها في الاية من مال ميسر ومال قمار وانصاب وازلام ليست نجسة العين وان كانت محرمة الاستعمال - 00:05:15ضَ

واجيب من جهة الجمهور بان قوله رجس يقتضي نجاسة العين في الكل كما اخرجه اجماع او نص خرج بذلك. وما لم يخرجه نص ولا اجماع لزم الحكم بنجاسته لان خروج بعض ما تناوله العام بمخصص من المخصصات - 00:05:34ضَ

لا يسقط الاحتجاج به في الباقي. كما هو مقرر في الاصول واليه الاشارة بقول صاحب مراقي السعود وهو حجة لدى الاكثر ان مخصص له معينا يبن وعلى هذا فالمسكر الذي عمت البلوى اليوم بالتطيب به - 00:05:55ضَ

المعروف باللسان الدارج بالكولونيا نجس لا تجوز الصلاة به ويؤيده ان قوله تعالى في المسكر فاجتنبوه يقتضي الاجتناب المطلق الذي لا ينتفع معه بشيء من المسكر وما معه في الاية بوجه من الوجوه. كما قاله القرطبي وغيره - 00:06:15ضَ

قال مقيده عفا الله عنه لا يخفى على منصف ان التضخمخ بالطيب المذكور والتلذذ بريحته واستطابته واستحسانه مع انه مسكر والله يصرح في كتابه بان الخمر رجس فيه ما فيه - 00:06:38ضَ

فليس للمسلم ان يتطيب بما يسمع ربه يقول فيه انه رجس كما هو واضح ويؤيده انه صلى الله عليه وسلم امر باراقة الخمر ولو كانت فيها منفعة اخرى لبينها كما بين جواز الانتفاع بجلود الميتة ولما اراقها - 00:06:59ضَ

واعلم ان ما استدل به سعيد بن الحداد القروي على طهارة عين الخمر بان الصحابة اراقوها في طرق المدينة ولو كانت نجسة لما فعلوا ذلك. ولنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك - 00:07:20ضَ

كما نهاهم عن التخلي في الطرق لا دليل له فيه فانها لا تعم الطرق بل يمكن التحرز منها لان المدينة كانت واسعة ولم تكن الخمر كثيرة جدا بحيث تكون نهرا او سيلا في الطرق يعمها كلها - 00:07:36ضَ

وانما اريقت في مواضع يسيرة يمكن التحرز منها. قاله القرطبي وهو ظاهر قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرم هذه الاية الكريمة يفهم من دليل خطابها اي مفهوم مخالفتها - 00:07:54ضَ

انهم انحلوا من احرامهم جاز لهم قتل الصيد وهذا المفهوم مصرح به في قوله تعالى واذا حللتم فاصطادوا. يعني ان شئتم كما تقدم ايضاحه في اول هذه السورة الكريمة قوله تعالى ومن قتله منكم متعمدا. الاية - 00:08:12ضَ

ذهب جمهور العلماء الى ان معنى هذه الاية الكريمة ومن قتله منكم متعمدا لقتله ذاكرا لاحرامه. وخالف مجاهد رحمه الله الجمهور قائلا ان معنى الاية ومن قتله منكم متعمدا لقتله في حال كونه ناسيا لاحرامه - 00:08:33ضَ

واستدل لذلك بقوله تعالى ومن عادى فينتقم الله منه كما سيأتي ايضاحه ان شاء الله تعالى وقد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب ان من انواع البيان التي تضمنها ان يقول بعض العلماء في الاية قولا - 00:08:53ضَ

ويكون فيها قرينة دالة على عدم صحة ذلك القول واذا عرفت ذلك فاعلم ان في الاية قرينة واضحة دالة على عدم صحة قول مجاهد رحمه الله وهي قوله تعالى ليذوق وبال امره - 00:09:12ضَ

فانه يدل على انه متعمد امرا لا يجوز اما الناسي فهو غير اثم اجماعا ولا يناسب ان يقال فيه ليذوق وبال امره والعلم عند الله تعالى قوله تعالى احل لكم صيد البحر الاية - 00:09:30ضَ

ظاهر عموم هذه الاية الكريمة يشمل اباحة صيد البحر للمحرم بحج او عمرة. وهو كذلك كما بينه تخصيصه تعالى تحريم الصيد على المحرم بصيد البر في قوله وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما - 00:09:47ضَ

فانه يفهم منه ان صيد البحر لا يحرم على المحرم كما هو ظاهر قال المؤلف رحمه الله واعلم انه على قراءة الكوفيين فجزاء مثل الاية بتنوين جزاء ورفع مثل الامر واضح وعلى قراءة الجمهور فجزاء مثل بالاضافة - 00:10:05ضَ

فاظهروا الاقوال ان الاظافة بيانية اي جزاء هو مثل ما قتل من النعم. فيرجع معناه الى الاول والعلم عند الله تعالى ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا والى لقائنا القادم ان شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:27ضَ