قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (093) - المائدة (033) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم - 00:00:03ضَ
لا يضركم من ضل اذا اهتديتم قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الاية الكريمة عدم وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولكن نفس الاية فيها الاشارة الى ان ذلك فيما اذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور - 00:00:25ضَ
وذلك في قوله اذا اهتديتم لان من ترك الامر بالمعروف لم يهتدي وممن قال بهذا حذيفة وسعيد بن المسيب كما نقله عنهما الالوسي في تفسيره وابن جرير ونقله القرطبي عن سعيد بن مسيب - 00:00:48ضَ
وابي عبيد القاسم ابن سلام ونقل نحوه ابن جرير عن جماعة من الصحابة منهم ابن عمر وابن مسعود فمن العلماء من قال اذا اهتديتم اي امرتم فلم يسمع منكم ومنهم من قال - 00:01:07ضَ
يدخل الامر بالمعروف في المراد بالاهتداء في الاية وهو ظاهر جدا ولا ينبغي العدول عنه لمنصف ومما يدل على ان تارك الامر بالمعروف غير مهتد ان الله تعالى اقسم انه في خسر - 00:01:26ضَ
في قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر ان الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر الحق وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعد اداء الواجب لا يضر الامر ضلال من ضل - 00:01:45ضَ
وقد دلت الايات كقوله تعالى واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة والاحاديث على ان الناس ان لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر عمهم الله بعذاب من عنده - 00:02:09ضَ
ومن ذلك ما خرجه الشيخان في صحيحيهما عن ام المؤمنين ام الحكم زينب بنت جحش رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا مرعوبا يقول لا اله الا الله - 00:02:27ضَ
ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه في اصبعيه الابهام والتي تليها فقلت يا رسول الله انهلك وفينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث - 00:02:46ضَ
عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم اعلاها وبعضهم اسفلها - 00:03:05ضَ
وكان الذين في اسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو انا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذي من فوقنا فان تركوهم وما ارادوا هلكوا جميعا وان اخذوا على ايديهم نجوا ونجوا جميعا - 00:03:25ضَ
اخرجه البخاري والترمذي وعن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال يا ايها الناس انكم تقرأون هذه الاية. يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم - 00:03:45ضَ
واني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان رأى الناس الظالم فلم يأخذوا على يده اوشك ان يعمهم الله بعقاب منه رواه ابو داوود والترمذي والنسائي باسانيد صحيحة - 00:04:04ضَ
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما دخل النقص على بني اسرائيل انه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع - 00:04:22ضَ
فانه لا يحل ذلك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله ولا يمنعه ذلك ان يكون اكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم - 00:04:39ضَ
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون - 00:05:03ضَ
ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما انزل اليه ما اتخذوهم اولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق اطرا. ولتقصرنه على الحق قصرا - 00:05:22ضَ
او ليضربن الله قلوب بعضكم ببعض ثم ليلعننكم كما لعنهم. رواه ابو داوود والترمذي وقال حسن. وهذا لفظ ابي داوود. ولفظ الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقعت بنو اسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا - 00:05:48ضَ
فجالسوهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى يأطروهم على الحق اطرا - 00:06:10ضَ
ومعنى تأطروهم اي تعطفوهم. ومعنى تقصرونه تحبسونه والاحاديث في الباب كثيرة جدا وفيها الدلالة الواضحة على ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل في قوله اذا اهتديتم ويؤيده كثرة الايات الدالة على وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:06:34ضَ
كقوله تعالى فلتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون وقوله كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وقوله لعن الذين كفروا من بني اسرائيل - 00:06:58ضَ
على لسان داوود وعيسى ابن مريم. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كان لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وقوله وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - 00:07:23ضَ
وقوله فاصدع بما تؤمر وقوله انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون وقوله واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة التحقيق في معناها - 00:07:42ضَ
ان المراد بتلك الفتنة التي تعم الظالم وغيره هي ان الناس اذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بالعذاب صالحهم وطالحهم وبه فسرها جماعة من اهل العلم والاحاديث الصحيحة شاهدة لذلك كما قدمنا طرفا منها - 00:08:04ضَ
ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر ولنا في اللقاء القادم ان شاء الله وقفة مع مسائل تتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فالى ذلك الحين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:29ضَ