باحث

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال المؤلف رحمه الله مسائل تتعلق بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر - 00:00:03ضَ

المسألة الاولى اعلم ان كلا من الامر والمأمور يجب عليه اتباع الحق المأمور به وقد دلت السنة الصحيحة على ان من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله انه حمار من حمر جهنم يجر امعاءه فيها - 00:00:27ضَ

وقد دل القرآن العظيم على ان المأمور المعرض عن التذكرة حمار ايضا اما السنة المذكورة فقوله صلى الله عليه وسلم يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقطابه فيدور بها في النار - 00:00:50ضَ

كما يدور الحمار برحاه يطيف به اهل النار فيقولون اي فلان ما اصابك الم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ويقول كنت امركم بالمعروف ولا اتيه وانهاكم عن المنكر واتيه - 00:01:11ضَ

اخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما ومعنا تندلق اقتابه تتدلى امعاؤه اعاذنا الله والمسلمين من كل سوء وعن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ليلة اسري بي رجالا - 00:01:31ضَ

تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما قرضت رجعت فقلت لجبريل من هؤلاء قال هؤلاء خطباء من امتك كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون انفسهم وهم يتلون الكتاب افلا يعقلون اخرجه الامام احمد وابن ابي شيبة وعبد ابن حميد - 00:01:54ضَ

والبزار وابن المنذر وابن ابي حاتم وابو نعيم الحلية وابن حيان وابن مردويه والبيهقي كما نقله عنهم الشوكاني وغيره وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه جاءه رجل فقال له يا ابن عباس اني اريد ان امر بالمعروف وانهى عن المنكر - 00:02:19ضَ

فقال ابن عباس او بلغت ذلك فقال ارجو قال فان لم تخش ان تفتضح بثلاثة احرف في كتاب الله فافعل. قال وما هي قال قوله تعالى اتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم؟ الاية - 00:02:44ضَ

وقوله تعالى كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون وقوله تعالى عن العبد الصالح شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وما اريد ان اخالفكم الى ما انهاكم عنه - 00:03:03ضَ

الاية اخرجه البيهقي في شعب الايمان وابن مردويه وابن عساكر نقله عنهم ايضا الشوكاني وغيره واعلم ان التحقيق ان هذا الوعيد الشديد الذي ذكر من اندلاق الامعاء في النار وقرض الشفاه بمقاريض النار - 00:03:19ضَ

ليس على الامر بالمعروف وانما هو على ارتكابه المنكر عالما بذلك. ينصح الناس عنه الحق ان الامر بالمعروف غير ساقط عن صالح ولا طالح والوعيد على المعصية لا على الامر بالمعروف - 00:03:39ضَ

لانه في حد ذاته ليس فيه الا الخير ولقد اجاد من قال لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم وقال الاخر وغير تقي يأمر الناس بالتقى طبيب يداوي الناس وهو مريض - 00:03:57ضَ

وقال الاخر فانك اذ ما تأتي ما انت امر به تلهما اياه تأمر اتيا واما الاية الدالة على ان المعرض عن التذكير كالحمار ايضا فهي قوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين كانهم حمر مستنفرة - 00:04:17ضَ

فرت من قسورة والعبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب ويجب على المذكر بالكسر والمذكر بالفتح ان يعمل بمقتضى التذكرة وان يتحفظ من عدم المبالاة بها. لئلا يكونا حمارين من حمر جهنم - 00:04:37ضَ

المسألة الثانية يشترط في الامر بالمعروف ان يكون له علم يعلم به ان ما يأمر به معروف وان ما ينهى عنه منكر لانه ان كان جاهلا بذلك فقد يأمر بما ليس بمعروف - 00:04:58ضَ

وينهى عما ليس بمنكر ولا سيما في هذا الزمن الذي عظم فيه الجهل وصار فيه الحق منكرا والمنكر معروفا والله تعالى يقول قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني الاية - 00:05:15ضَ

فدل على ان الداعي الى الله لا بد ان يكون على بصيرة وهي الدليل الواضح الذي لا لبس في الحق معه وينبغي ان تكون دعوته الى الله بالحكمة وحسن الاسلوب واللطافة مع ايضاح الحق - 00:05:34ضَ

لقوله تعالى ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. الاية وان كانت دعوته الى الله بقسوة وعنف وخرق فانها تضر اكثر مما تنفع فلا ينبغي ان يسند الامر بالمعروف اسنادا مطلقا - 00:05:52ضَ

الا لمن جمع بين العلم والحكمة والصبر على اذى الناس لان الامر بالمعروف وظيفة الرسل واتباعهم وهو مستلزم للاذى من الناس لانهم مجبولون بالطبع على معاداة من يتعرض لهم في اهوائهم الفاسدة - 00:06:11ضَ

واغراضهم الباطلة ولذا قال العبد الصالح لقمان الحكيم لولده بما قص الله عنه وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على ما اصابك. الاية ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لورقة ابي نوفل - 00:06:31ضَ

او مخرجيهم يعني قريش اخبره ورقة ان هذا الدين الذي جاء به لم يأت به احد الا عود وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال ما ترك الحق لعمر صديقا - 00:06:52ضَ

واعلم انه لا يحكم على الامر بانه منكر الا اذا قام على ذلك دليل من كتاب الله تعالى او سنة نبيه صلى الله عليه وسلم او اجماع المسلمين واما ان كان من مسائل الاجتهاد - 00:07:11ضَ

فيما لا نص فيه فلا يحكم على احد المجتهدين المختلفين بانه مرتكب منكرا المصيب منهم مأجور باصابته والمخطئ منهم معذور كما هو معروف في محله واعلم ان الدعوة الى الله بطريقين - 00:07:28ضَ

طريق ايلين وطريق قسوة اما طريق اللين فهي الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وايضاح الادلة في احسن اسلوب والطفه فان نجحت هذه الطريق فبها ونعمت وهو المطلوب وان لم تنجح تعين الطريق القسوة بالسيف - 00:07:47ضَ

حتى يعبد الله وحده وتقام حدوده وتمتثل اوامره وتجتنب نواهيه والى هذا الاشارة بقوله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بأس شديد. الاية - 00:08:10ضَ

هذه الاشارة الى اعمال السيف بعد اقامة الحجة وان لم تنفع الكتب تعينت الكتائب والله تعالى قد يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن المسألة الثالثة يشترط في جواز الامر بالمعروف الا يؤدي الى مفسدة اعظم من ذلك المنكر - 00:08:33ضَ

لاجماع المسلمين على ارتكاب اخف الضررين قال في مراقي السعود وارتكب الاخف من ضرين وخيرا لدى استوى هذين ويشترط في وجوبه مظنة النفع به فان جزم بعدم الفائدة فيه لم يجب عليه - 00:08:54ضَ

كما يدل ظاهر قوله تعالى فذكر ان نفعت الذكرى وقوله صلى الله عليه وسلم بل ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى اذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك - 00:09:13ضَ

ودع عنك امر العوام فان من ورائكم اياما الصابر فيهن كالقابض على الجمر للعامل فيهن اجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. وفي لفظ قيل يا رسول الله اجر خمسين رجلا منا او منهم - 00:09:35ضَ

قال بل اجر خمسين منكم اخرجه الترمذي والحاكم وصححه. وابو داوود وابن ماجة وابن جرير والبغوي في معجمه وابن ابي حاتم والطبراني وابو شيخ وابن مردويه والبيهقي في الشعب من حديث ابي ثعلبة الخشاني رضي الله عنه. وقال الراوي هذا الحديث عنه ابو - 00:09:53ضَ

امية الشعباني وقد سأله عن قوله تعالى عليكم انفسكم فقال والله لقد سألت عنها خبيرا. سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بل ائتمروا الى اخر الحديث وهذه الصفات المذكورة في الحديث من الشح المطاع والهوى المتبع الى اخره. مظنة لعدم نفع الامر بالمعروف - 00:10:15ضَ

فدل الحديث على انه انعدمت فائدته سقط وجوبه ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا وسنستكمل بقية حديثنا في لقاء قادم ان شاء الله والى ذلك الحين نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:39ضَ