قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (097) - الأنعام (002) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بايديهم. لقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين - 00:00:03ضَ
ذكر في هذه الاية الكريمة ان الكفار لو نزل الله عليهم كتابا مكتوبا في قرطاس اي صحيفة اجابة لما اقترحوه كما قال تعالى عنهم ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه. الاية - 00:00:32ضَ
تعاينوا ذلك الكتاب المنزل ولمسته ايديهم لعاندوا وادعوا ان ذلك من اجل انه سحرهم هذا العناد واللجاج العظيم والمكابرة الذي هو شأن الكفار بينه تعالى في ايات كثيرة بقوله ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون - 00:00:53ضَ
لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون وقوله وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول السحاب مركوب وقوله ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة كلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا - 00:01:20ضَ
ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله وقوله ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية الاية وقوله وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون - 00:01:43ضَ
وقوله وان يروا كل اية لا يؤمنوا بها الى غير ذلك من الايات وذكر تعالى نحو هذا العناد واللجاج عن فرعون وقومه في قوله وقالوا مهما تأتنا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين - 00:02:04ضَ
قوله تعالى وقالوا لولا انزل عليه ملك لم يبين هنا ماذا يريدون بانزال الملك المقترح ولكنه بين في موضع اخر انهم يريدون بانزال الملك ان يكون نذيرا اخر مع النبي - 00:02:25ضَ
صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا الاية قوله تعالى ولو انزلنا ملكا لقضي الامر ثم لا ينظرون - 00:02:44ضَ
يعني انه لو نزل عليهم الملائكة وهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصي رجاءهم من الله العذاب من غير امهال ولا انظار لانه حكم بان الملائكة لا تنزل عليهم الا بذلك - 00:03:04ضَ
كما بينه تعالى بقوله ما ننزل الملائكة الا بالحق وما كانوا اذا منظرين وقوله يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين. الاية قوله تعالى ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون - 00:03:21ضَ
اي لو بعثنا الى البشر رسولا ملكا لكان على هيئة الرجال لتمكنهم مخاطبته والانتفاع بالاخذ عنه لانهم لا يستطيعون النظر الى الملائكة من شدة النور ولو كان كذلك التبس عليهم الامر كما هم يلبسون على انفسهم - 00:03:44ضَ
في قبول رسالة الرسول البشري وهذه الاية الكريمة تدل على ان الرسول ينبغي ان يكون من نوع المرسل اليهم كما اشار تعالى الى ذلك ايضا بقوله قل لو كان في الارض ملائكة يمشون مطمئنين - 00:04:04ضَ
فنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا قوله تعالى ولقد استهزأ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ذكر تعالى في هذه الاية الكريمة ان الكفار استهزأوا برسل قبل نبينا صلى الله عليه وسلم - 00:04:23ضَ
وانهم حاق بهم العذاب بسبب ذلك ولم يفصل هنا كيفية استهزائهم ولا كيفية العذاب الذي اهلكوا به ولكنه فصل كثيرا من ذلك في مواضع اخرى متعددة في ذكر نوح وقومه وهود وقومه - 00:04:45ضَ
وصالح وقومه ولوط وقومه وشعيب وقومه الى غير ذلك ومن استهزائهم بنوح قولهم له بعد ان كنت نبيا صرت نجارا وقد قال الله تعالى عن نوح ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون - 00:05:05ضَ
وذكر ما حاق بهم بقوله فاخذهم الطوفان وهم ظالمون. وامثالها من الايات ومن استهزائهم بهود ما ذكره الله عنهم من قولهم ان نقول الا اعتراك بعض الهتنا بسوء وقوله عنهم ايضا قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي الهتنا عن قولك الاية - 00:05:25ضَ
وذكر ما حاق بهم من العذاب في قوله فارسلنا عليهم الريح العقيم الاية وامثالها من الايات ومن استهزائهم بصالح قولهم فيما ذكر الله عنه يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من المرسلين - 00:05:49ضَ
وقولهم يا صالح قد كنت فينا مرجوا قبل هذا الاية وذكر ما حاق بهم بقوله واخذ الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين. ونحوها من الايات ومن استهزائهم بلوط قولهم بما حكى الله عنهم - 00:06:08ضَ
كما كان جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا ال لوط من قريتكم. الاية وقولهم له ايضا لان لم تنتهي يا لوط لتكونن من المخرجين وذكر ما حاق بهم بقوله فجعلنا عاليها سافلها - 00:06:30ضَ
وامطرنا عليها حجارة من سجيل ونحوها من الايات ومن استهزائهم بشعيب قولهم بما حكى الله عنهم قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما انت علينا بعزيز - 00:06:52ضَ
اخواني الكرام احاط بهم بقوله فاخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم ونحوها من الايات قوله تعالى وهو يطعم ولا يطعم يعني انه تعالى هو الذي يرزق الخلائق - 00:07:17ضَ
وهو الغني لذاته وليس بمحتاج الى رزق وقد بين تعالى هذا بقوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون ان الله هو الرزاق ذو القوة المتين - 00:07:37ضَ
وقراءة الجمهور على ان الفعلين من الاطعام والاول مبني للفاعل. والثاني مبني للمفعول كما بيناه واوضحته الاية الاخرى وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد والاعمش الفعل الاول كقراءة الجمهور والثانية بفتح الياء والعين - 00:07:57ضَ
الثلاثي بكسر العين في الماضي اي انه يرزق عباده ويطعمهم وهو جل وعلا لا يأكل لانه لا يحتاج الى ما يحتاج اليه المخلوق من الغذاء لانه جل وعلا الغني لذاته الغنى المطلق - 00:08:20ضَ
سبحانه وتعالى علوا كبيرا يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد والقراءة التي ذكرنا عن سعيد ومجاهد والاعمش موافقة لاحد الاقوال في تفسير قوله تعالى الله الصمد - 00:08:42ضَ
قال بعض العلماء الصمد السيد الذي يلجأ اليه عند الشدائد والحوائج وقال بعضهم هو السيد الذي تكامل سؤدده وشرفه وعظمته وعلمه وحكمته وقال بعضهم الصمد هو الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد - 00:09:02ضَ
وعليه فما بعده تفسير له وقال بعضهم هو الباقي بعد فناء خلقه قال بعضهم الصمد هو الذي لا جوف له ولا يأكل الطعام وهو محل الشاهد وممن قال بهذا القول ابن مسعود وابن عباس - 00:09:27ضَ
سعيد بن مسيب ومجاهد عبد الله بن بريدة وعكرمة وسعيد بن جبير وعطاء بن ابي رباح وعطية العودي والضحاك والسدي كما نقله عنهم ابن كثير وابن جرير وغيرهما قال مقيده عفا الله عنه - 00:09:46ضَ
من المعروف في كلام العرب اطلاق الصمد على السيد العظيم. وعلى الشيء المصمت الذي لا جوف له الاول قول الزبرقان سيروا جميعا بنصف الليل واعتمدوا وما رهبنة الا سيد صمد. وقول الاخر - 00:10:05ضَ
صوته بحسام ثم قلت له خذها حذيف وانت السيد الصمد والقول الاخر الا بكر النائي بخيري بني اسد لعمرو ابن مسعود وبالسيد الصمد ومن الثاني قول الشاعر شهاب حروب لا تزال جياده - 00:10:22ضَ
عوابس يعلكن الشكيمة المصمدة واذا علمت ذلك والله تعالى هو السيد الذي هو وحده الملجأ عند الشدائد والحاجات وهو الذي تنزه وتقدس وتعالى عن صفات المخلوقين كأكل الطعام ونحوه. سبحانه وتعالى - 00:10:43ضَ
عن ذلك علوا كبيرا ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقاء قادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:05ضَ