قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (109) - الأعراف (003) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمع الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قوله تعالى والوزن يومئذ الحق بين تعالى في هذه الاية الكريمة - 00:00:03ضَ

ان وزنه للاعمال يوم القيامة حق اي لا جور فيه ولا ظلم فلا يزاد في سيئات مسيء ولا ينقص من حسنات محسن واوضح هذا المعنى في مواضع اخر كقوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة - 00:00:26ضَ

فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين وقوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها الاية الى غير ذلك من الايات - 00:00:45ضَ

قوله تعالى فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا باياتنا يظلمون بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان من ثقلت موازينهم افلحوا - 00:01:04ضَ

ومن خفت موازينهم خسروا بسبب ظلمهم ولم يفصل الفلاح والخسران هنا وقد جاء في بعض المواضع ما يدل على ان المراد بالفلاح هنا كونه في عيشة راضية في الجنة وان المراد بالخسران هنا - 00:01:23ضَ

كونه في الهاوية من النار وذلك في قوله فاما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية واما من خفت موازينه فامه هاوية وما ادراك ما هي نار حامية وبين ايضا خسران من خفت موازينه - 00:01:43ضَ

بقوله ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون الى غير ذلك من الايات قوله تعالى وجعلنا لكم فيها معايش الاية لم يبين هنا كيفية هذه المعايش - 00:02:04ضَ

التي جعل لنا في الارض ولكنه بين ذلك في مواضع اخر كقوله فلينظر الانسان الى طعامه انا صببنا الماء صبا ثم شققنا الارض شقا انبتنا فيها حبا وعنبا وقظبا وزيتونا ونخلا - 00:02:26ضَ

وحدائق غلبة وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم وقوله او لم يروا انا نسوق الماء الى الارض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه انعامهم وانفسهم افلا يبصرون وقوله وانزل من السماء ماء - 00:02:45ضَ

فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى كلوا وارعوا انعامكم. ان في ذلك لايات لاولي النهى وذكر كثيرا من ذلك في سورة النحل بقوله والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون - 00:03:06ضَ

الى غير ذلك من الايات قوله تعالى قال ما منعك الا تسجد اذ امرتك قال بعض العلماء معناه ما منعك ان تسجد ولا صلة ويشهد لهذا قوله تعالى في سورة صاد - 00:03:25ضَ

قال يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي الاية وقد اوضحنا زيادة لفظة لاء وشواهد ذلك من القرآن ومن كلام العرب في سورة البلد في كتابنا دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب. والعلم عند الله تعالى - 00:03:43ضَ

قوله تعالى قال انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين ذكر في هذه الاية الكريمة ان ابليس لعنه الله خلق من نار وعلى القول بان ابليس هو الجان الذي هو ابو الجن - 00:04:05ضَ

وقد زاد في مواضع اخرى اوصافا للنار التي خلقه منها من ذلك انها نار السموم كما في قوله والجان خلقناه من قبل من نار السموم ومن ذلك انها خصوص المارج - 00:04:23ضَ

كما في قوله وخلق الجان من مارج من نار والمارج اخص من مطلق النار. لانه اللهب الذي لا دخان فيه وسميت نار السموم لانها تنفذ في مسام البدن. لشدة حرها - 00:04:43ضَ

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها مرفوعة خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم ورواه عنها ايضا الامام احمد قوله تعالى قال فاهبط منها - 00:05:03ضَ

ما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين بين تعالى في هذه الاية الكريمة انه عامل ابليس اللعين بنقيض قصده حيث كان قصده التعاظم والتكبر فاخرجه الله صاغرا حقيرا ذليلا - 00:05:26ضَ

متصفا بنقيض ما كان يحاوله من العلو والعظمة وذلك في قوله انك من الصاغرين والصغار اشد الذل والهوان وقوله اخرج منها مذموما مدحورا ونحو ذلك من الايات ويفهم من الاية - 00:05:48ضَ

ان المتكبر لا ينال ما اراد من العظمة والرفعة وانما يحصل له نقيض ذلك صرح تعالى بهذا المعنى في قوله ان في صدورهم الا كبر ما هم ببالغيه وبين في مواضع اخر - 00:06:11ضَ

كثيرا من العواقب السيئة التي تنشأ عن الكبر اعاذنا الله والمسلمين منه فمن ذلك انه سبب لصرف صاحبه عن فهم ايات الله والاهتداء بها كما في قوله تعالى ساصرف عن اياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق - 00:06:32ضَ

الاية ومن ذلك انه من اسباب الثواء في النار كما في قوله تعالى اليس في جهنم مثوى للمتكبرين وقوله ذلك بانهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون - 00:06:57ضَ

ومن ذلك ان صاحبه لا يحبه الله تعالى كما في قوله لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين ومن ذلك ان موسى استعاذ من المتصف به - 00:07:17ضَ

ولا يستعاذ الا مما هو شر كما في قوله وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب الى غير ذلك من نتائجه السيئة وعواقبه الوخيمة - 00:07:35ضَ

ويفهم من مفهوم المخالفة في الاية ان المتواضع لله جل وعلا يرفعه الله وقد اشار تعالى الى مكانة المتواضعين له عنده في مواضع اخرى كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا - 00:07:55ضَ

واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما وقوله تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا. والعاقبة للمتقين وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال انه اوحي الي ان تواضعوا - 00:08:19ضَ

حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد وقد قال الشاعر تواضع تكن كالبدر تبصر وجهه على صفحات الماء وهو رفيع ولا تك كالدخان يعلو بنفسه الى صفحات الجو وهو وضيع - 00:08:42ضَ

وقال ابو الطيب المتنبي ولو لم يعلو الا ذو محل تعال الجيش وانحط القتام ايها المستمع الكريم نكتفي بهذا القدر والى لقائنا القادم ان شاء الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:04ضَ