قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (112) - الأعراف (006) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمع الكريم سلام الله عليك ورحمته وبركاته قوله تعالى يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل - 00:00:03ضَ
قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل بين تعالى في هذه الاية الكريمة ان الكفار اذا عاينوا الحقيقة يوم القيامة يقرون بان الرسل جاءت بالحق. ويتمنون احد امرين - 00:00:25ضَ
ان يشفع لهم شفعاء فينقذوهم او يردوا الى الدنيا ليصدقوا الرسل ويعملوا بما يرضي الله. ولم نبين هنا هل يشفع لهم احد؟ وهل يردون؟ وماذا يفعلون لو ردوا؟ وهل اعترافهم ذلك بصدق الرسل ينفعهم - 00:00:49ضَ
ولكنه تعالى بين ذلك كله في مواضع اخرى. فبين انهم لا يشفع لهم احد في قوله فما لنا من شافعين. الاية وقوله فما تنفعهم شفاعة الشافعين. وقوله ولا يشفعون الا لمن - 00:01:09ضَ
من ارتضى مع قوله ولا يرضى لعباده الكفر. وقوله فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين وبين انهم لا يردون في مواضع متعددة. كقوله ولو ترى اذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم - 00:01:29ضَ
عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا. فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون. ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين فقوله ولكن حق القول مني لاملأن جهنم. الاية - 00:01:49ضَ
دليل على ان النار وجبت لهم. فلا يردون ولا يعذرون وقوله وهم يصطلحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير - 00:02:11ضَ
وصرح بانه قطع عذرهم في الدنيا بالامهال مدة يتذكرون فيها. وان لا للرسل. وهو دليل على عدم رد الى الدنيا مرة اخرى واشار الى ذلك بقوله اولم تكونوا اقسمتم من قبل - 00:02:31ضَ
ما لكم من زوال جوابا لقولهم اخرنا الى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل. وقوله ذلكم بانه اذا دعي الله وحده كفرتم. وان يشرك به تؤمنوا بعد قوله تعالى عنهم - 00:02:50ضَ
اعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل وقوله وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل. ينظرون من طرف خفي الاية. بعد قوله وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل الى مرد من سبيل - 00:03:11ضَ
وقوله هنا قد خسروا انفسهم الاية بعد قوله فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا او نرد الاية فكل ذلك يدل على عدم الرد الى الدنيا وعلى وجوب العذاب وانه لا محيص لهم عنه - 00:03:35ضَ
وبين في موضع اخر انهم لو ردوا لعادوا الى الكفر والطغيان وهو قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. الاية. وفي هذه الاية الكريمة دليل واضح على انه تعالى يعلم المعدوم الممكن الذي سبق في علمه انه لا يوجد كيف يكون - 00:03:55ضَ
لو وجد فهو تعالى يعلم انهم لا يردون الى الدنيا مرة اخرى وهذا الرد الذي لا يكون لو وقع كيف يكون؟ كما صرح به في قوله ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم - 00:04:21ضَ
ويعلم ان المتخلفين من المنافقين عن غزوة تبوك لا يحضرونها لانه هو الذي ثبتهم عنها لحكمة كما بينه بقوله ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم الاية وهو يعلم هذا الخروج الذي لا يكون لو وقع كيف يكون - 00:04:40ضَ
كما صرح به في قوله لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولاوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة الاية. ونظير ذلك قوله تعالى ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر تلجوا في طغيانهم يعمهون. الى غير ذلك من الايات. وبين في مواضع اخر ان اعترافهم هذا - 00:05:05ضَ
بقولهم قد جاءت رسل ربنا بالحق لا ينفعهم كقوله تعالى فاعترفوا بذنبهم وسحقا لاصحاب السعير. وقوله بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين. ونحو ذلك من الايات قوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام - 00:05:33ضَ
لم يفصل هنا ذلك. ولكنه فصله في سورة فصلت بقوله قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها. وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة - 00:05:59ضَ
في ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائت يا طوعا او كرها. قالتا اتينا طائعين. فقظاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها - 00:06:19ضَ
قوله تعالى ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار الاية هذه الاية الكريمة وامثالها من ايات الصفات كقوله يد الله فوق ايديهم ونحو ذلك اشكلت على كثير من الناس اشكالا ظل بسببه خلق لا يحصى كثرة - 00:06:37ضَ
وصار قوم الى التعطيل وقوم الى التشبيه سبحانه وتعالى علوا كبيرا عن ذلك كله والله جل وعلا اوضح هذا غاية الايضاح ولم يترك فيه اي لبس ولا اشكال حاصل تحرير ذلك - 00:06:57ضَ
انه جل وعلا بين ان الحق في ايات الصفات متركب من امرين احدهما تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة الحوادث في صفاتهم. سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا والثاني الايمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه - 00:07:15ضَ
او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لانه لا يصف الله اعلم بالله من الله اانتم اعلم ام الله؟ ولا يصف الله بعد الله اعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي قال فيه وما - 00:07:38ضَ
ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فمن نفى عن الله وصفا اثبته لنفسه في كتابه العزيز او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم زاعما ان ذلك وصفة يلزم ما لا يليق بالله جل وعلا. فقد جعل نفسه اعلم من الله ورسوله بما يليق بالله جل وعلا - 00:07:55ضَ
سبحانك هذا بهتان عظيم. ومن اعتقد ان وصف الله يشابه صفات الخلق فهو مشبه ملحد ضال ومن اثبت لله ما اثبته لنفسه او اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. مع تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق - 00:08:20ضَ
فهو مؤمن جامع بين الايمان بصفات الكمال والجلال والتنزيه عن مشابهة الخلق. سالم من ورطة التشبيه والتعطيل والاية التي اوضح الله بها هذا هي قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير - 00:08:40ضَ
فنفى عن نفسه جل وعلا مماثلة الحوادث بقوله ليس كمثله شيء. واثبت لنفسه صفات الكمال والجلال وهو السميع البصير. فصرح بهذه الاية الكريمة بنفي المماثلة مع الاتصاف بصفات الكمال والجلال. والظاهر ان السر في تعبيره بقوله وهو السميع البصير. دون - 00:08:59ضَ
ان يقول مثلا وهو العلي العظيم او نحو ذلك من الصفات الجامعة ان السمع والبصر يتصف بهما جميع الحيوانات تبين ان الله متصف بهما ولكن وصفه بهما على اساس نفي المماثلة بين وصفه تعالى وبين صفات خلقه - 00:09:23ضَ
ولذا جاء بقوله وهو السميع البصير بعد قوله ليس كمثله شيء. فبهذه الاية الكريمة ايضاح للحق في ايات الصفات لا لبس معه ولا شبهة البتة قال المؤلف رحمه الله وسنوضح ان شاء الله هذه المسألة ايضاحا تاما بحسب طاقتنا وبالله جل وعلا التوفيق. ويكون - 00:09:44ضَ
وقفتنا مع هذا الايضاح في الحلقة القادمة ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:09ضَ