قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (715) - ربع يس (127) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم اكمالا لعمل شيخه وعلى منهجه - 00:00:03ضَ
ونحن في هذه الحلقة نكمل حديث المؤلف حول قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء الاية وما ذكر المؤلف عن النهي عن موالاة الكفار واتخاذهم اولياء - 00:00:30ضَ
قال اثابه الله ومما قدمنا من ان سبب النهي عن موالاة الاعداء هو الكفر يعلم انه اذا وجدت عداوة لا لسبب الكفر فلا ينهى عن تلك الموالاة لتخلف العلة الاساسية - 00:00:52ضَ
كما جاء في قوله تعالى ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم ثم قال بعده وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا ان الله غفور رحيم فلما تخلف السبب الاساسي في النهي عن موالاة العدو الذي هو الكفر. جاء الحث على العفو والصفح والغفران - 00:01:13ضَ
لان هذه العداوة لسبب اخر غير الكفر وهو ما بينه قوله انما اموالكم واولادكم فتنة فكان مقتضاها فقط الحذر من ان يفتنوه وكان مقتضى الزوجية حسن العشرة كما هو معلوم - 00:01:38ضَ
وسيأتي زيادة ايضاح لهذه المسألة عند هذه الاية ان شاء الله تعالى وقد نص صراحة على عدم النهي المذكور بخصوص من لم يعادوهم في الدين في قوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم - 00:01:57ضَ
ان تبروهم وتقسطوا اليهم. الاية قال صاحب التتمة اذابه الله وللموالاة احكام عامة وخاصة وقد بحثها الشيخ رحمة الله تعالى عليه في عدة مواضع من اضواء البيان منها في الجزء الثاني عند قوله تعالى - 00:02:18ضَ
ومن يتولهم منكم فانه منهم وقد اطال البحث فيها ومنها بالجزء الثالث عرضا ضمن قوله تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وبين روابط العالم الاسلامي بتوسع ومنها بالجزء الرابع عند قوله تعالى افتتخذونه وذريته اولياء الاية - 00:02:37ضَ
ومنها في مخطوط السابغ عند قوله تعالى وكأين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم واحال فيها على اية ممتحنة هذه ومنها ايضا عند قول الله تعالى ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر - 00:03:02ضَ
واحال عندها على مواضع متقدمة من سورة شورى وبني اسرائيل ومنها في المجادلة عند قوله تعالى الم تر الى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم وفيما كتبه رحمة الله تعالى عليه بيان لكل جوانب احكام هذه الاية - 00:03:24ضَ
قال صاحب التتمة غير اني لم اجده رحمه الله تعرض لما في هذه السورة من خصوص التخصيص للاية لقوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم اسمع منه رحمة الله عليه فيها شيئا - 00:03:47ضَ
مع انها نص في تخصيص العموم من هذه الاية وسيأتي لها بيان لذلك عندها ان شاء الله ثم قال اثابه الله تنبيه. رد اهل السنة بهذه الاية وامثالها على المعتزلة - 00:04:05ضَ
قولهم ان المعصية تنافي الايمان لان الله ناداهم بوصف الايمان مع قوله ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل فلم يخرجهم بضلالهم عن عموم ايمانهم ويشهد لهذا ان الضلال هنا عن سواء السبيل - 00:04:23ضَ
لا مطلق السبيل قوله تعالى ان يثقفوكم يكون لكم اعداء ويبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء. وودوا لو تكفرون يثقفوكم اي يدركوكم واصل الثقف في ادراك الشيء وفعله والرمح المثقف هو المقوم - 00:04:44ضَ
قال الراغب ثم يتجوز به فيستعمل في الادراك وان لم تكن معه ثقافة قال تعالى واقتلوهم حيث تقفتموهم وقال فاما تثقفنهم في الحرب الاية وهذه نصوص القرآن بان الثقافة بمعنى الادراك - 00:05:06ضَ
وقوله تعالى ان يثقفوكم يكون لكم اعداء الاية نص على ان العداوة وبسط اليد واللسان بالسوء يكون بعد ان يثقفوهم مع ان العداء سابق باخراجهم اياهم من ديارهم سيكون هذا من باب التهييج - 00:05:28ضَ
وشدة التحذير وان الذي يكون بعد الشرط هو بست الايدي بالسوء لانهم الان لا يقدرون عليهم بسبب الهجرة ومن ادلة القرآن على وجود العداوة بالفعل لدى عموم من دون المؤمنين - 00:05:47ضَ
قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر وقوله من دونكم يشمل المشركين والمنافقين واهل الكتاب - 00:06:05ضَ
وقوله ودوا ما عنتم اي في الحاضر وقوله قد بدت البغضاء من افواههم وما تخفي صدورهم اكبر لم يتوقف على الشرط المذكور في قوله ان يثقفوكم فهم اعداء وقد بدت منهم البغضاء قولا وفعلا - 00:06:25ضَ
وعلى هذا تكون الاية اعلان المقاطعة بين المؤمنين ومن دونهم وقوله وودوا لو تكفرون قد بين تعالى سبب ذلك بانه الحسد كما في قوله ود الذين كفروا من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا - 00:06:45ضَ
حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق وقال تعالى فما لكم في المنافقين فئتين؟ والله اركسهم بما كسبوا. الى قوله ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء - 00:07:08ضَ
قوله تعالى لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة يفصل بينكم الارحام تستعمل في القرآن لعموم القرابة كقوله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض وقوله جل وعلا يفصل بينكم اي تتقطع الانساب بينهم - 00:07:27ضَ
ما بينه تعالى بقوله فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون وقد بين جل وعلا نتيجة هذا الفصل بينهم يوم القيامة في قوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه - 00:07:51ضَ
وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه وقوله في موضع اخر وصاحبته واخيه وفصيلته التي تؤويه فعمت جميع الاقارب وبينت سبب الفصل بينهم وما يترتب عليه وهذه الاية خطاب للمؤمنين في ذوي ارحامهم من المشركين - 00:08:11ضَ
جماعة في قصة سبب النزول في امر حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه في ارساله الخطاب لاهل مكة قبيل الفتح بامر التجهز لهم ومفهوم الوصف في اول السياق عدوي وعدوكم - 00:08:37ضَ
وقد كفروا بما جاءكم من الحق يدل بمفهوم المخالفة ان اولي الارحام من المؤمنين قد لا يفصل بينهم يوم القيامة ويدل لهذا المفهوم قوله تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان - 00:08:55ضَ
الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء وقوله تعالى في دعاء الملائكة من حملة العرش للمؤمنين ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم - 00:09:15ضَ
وهذه الاية بيان واضح في ان روابط الدين اقوى والزم من روابط النسب وهذا المعنى بالذات تقدم للشيخ رحمة الله تعالى عليه الكلام عليه عند قول الله تعالى ان هذا القرآن - 00:09:35ضَ
يهدي للتي هي اقوم والاية التالية بيان واضح لحقيقة هذا المعنى وشموله في جميع الامم وهي قوله تعالى قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه الاية غير ان - 00:09:54ضَ
ندعو ذكرها الى لقائنا القادم ان شاء الله لتصرم هذا الوقت دونه وحتى نلقاكم ايها المستمعون الكرام نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:14ضَ