قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (748) - ربع يس (160) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

اكمالا لعمل شيخه محمد الامين الشنقيطي ونحن في هذه الحلقة نمضي مع المؤلف في تفسير سورة الحق قال اثابه الله قوله تعالى الحاقة ما الحاقة الحاقة من اسماء القيامة جاء بعدها كذب الثمود وعاد بالقارعة - 00:00:27ضَ

وهي من اسماء القيامة ايضا كما قال تعالى وما ادراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث. الاية سميت بالحاقة لانه يحق فيها وعد الله بالبعث والجزاء وسميت بالقارعة لانها تقرع القلوب بهولها - 00:00:54ضَ

وترى الناس سكارى وما هم بسكارى كما سميت الواقعة اذ ليس لوقعتها كاذبة قوله تعالى كذب الثمود وعاد بالقارعة فاما ثمود فاهلكوا بالطاغية الطاغية فاعلة من الطغيان وهو مجاوزة الحد مطلقا - 00:01:19ضَ

كقوله انا لما طغى الماء وقوله ان الانسان ليطغى وقد اختلف في معنى الطغيان هنا فقال قوم الطاغية عاقر الناقة. كما في قوله تعالى كذب الثمود بطغواها اذ انبعث اشقاها. فتكون - 00:01:45ضَ

الباء سببية اي بسبب طاغيتها وقيل الطاغية الصيحة الشديدة التي اهلكتهم بدليل قوله تعالى انا ارسلنا عليهم صيحة واحدة وكانوا كهشيم محتضر فتكون الباء الية لقولك كتبت بالقلم وقطعت بالسكين - 00:02:05ضَ

والذي يشهد له القرآن هو المعنى الثاني لقوله تعالى وفي ثمود اذ قيل لهم تمتعوا حتى حين. فعتوا عن امر ربهم فاخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ولو قيل لا مانع من ارادة المعنيين - 00:02:31ضَ

لانهما متلازمان تلازما المسبب للسبب لان الاول سبب الثاني لما كان بعيدا ويشير اليه قول الله تعالى فعتوا عن امر ربهم فاخذتهم الصاعقة فالعتو هو الطغيان في الفعل والصاعقة هي الصيحة الشديدة - 00:02:50ضَ

وقد ربط بينهما بالفاء قوله تعالى واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما قال المؤلف اثابه الله تقدم للشيخ رحمه الله بيان ذلك عند قول الله تعالى فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام النحسات - 00:03:14ضَ

في سورة فصلت وفي هذا التفصيل لكيفية اهلاك عاد وثمود وهو بيان لما اجمل في سورة الفجر في قوله تعالى فصب عليهم ربك سوط عذاب قوله تعالى وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة. المؤتفكات - 00:03:44ضَ

المنقلبات وهي قرى قوم لوط وتقدم للشيخ رحمه الله تفصيل ذلك عند قول الله تعالى في هود ولما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها الاية وفي النجم عند قوله تعالى والمؤتفكة اهوى - 00:04:09ضَ

قال اثابه الله تنبيه نص الله تعالى هنا على ان فرعون ومن قبله والمؤتفكات جاؤوا بالخاطئة. وهي فعصوا رسول ربهم وكذلك عاد وثمود. كذبوا بالقارعة فالجميع اشتركوا في الخاطئة وهي عصيان الرسل - 00:04:32ضَ

العصا فرعون الرسول ولكنه قد اخذهم اخلة رابية ونوع في اخذهم ذلك فاغرق فرعون وقوم نوح واخذ ثمود بالصيحة وعادا بريح وقوم لوط بقلب قراهم كما اخذ جيش ابرهة بطير ابابيل - 00:04:56ضَ

فهل في ذلك مناسبة بين كل امة وعقوبتها ام انه للتنويع في العقوبة لبيان قدرة الله تعالى وتنكيله بالعصاة لرسله صلى الله عليه وسلم الواقع ان اي نوع من العقوبة فيه اية على القدرة - 00:05:21ضَ

وفيه تنكيل بمن وقع بهم ولكن تخصيص كل امة بما وقع عليها يثير سؤالا ولعل مما يشير اليه القرآن ولو اشارة خفية هو الاتي اما فرعون وقد كان يقول اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي - 00:05:41ضَ

فلما كان يتطاول بها جعل الله هلاكه فيها اي في جنسها واما قوم نوح فلما يأس منهم بعد الف سنة الا خمسين عاما واصبحوا لا يلدون الا فاجرا كفارا فلزم تطهير الارض منهم - 00:06:07ضَ

ولا يصلح لذلك الا الطوفان واما ثمود فاخذوا بالصيحة الطاغية لانهم نادوا صاحبهم فتعاطى فعقر فلما كان نداؤهم صاحبهم سببا في عقر الناقة كان هلاكهم بالصيحة الطاغية واما عاد فلطغيانهم بقوتهم. كما قال تعالى فيهم الم ترى كيف فعل ربك بعاد - 00:06:29ضَ

في رمضان التي لم يخلق مثلها في البلاد وسواء عماد بيوتهم او قصورهم. فهو كناية عن طول اجسامهم ووفرة اموالهم وتوافر القوة عندهم فاخذوا بالريح وهي ارق والطف ما يكون - 00:07:00ضَ

مما لم يكونوا يتوقعون منه اية مضرة ولا شدة وكذلك جيش ابرهة لما جاء مدلا بعدده وعدته وجاء معه بالفيل اقوى الحيوانات سلط الله عليه اضعف المخلوقات والطيور. فارسل عليهم طيرا ابابيل - 00:07:23ضَ

ترميهم بحجارة من سجيل واما قوم لوط فلكونهم قلبوا الاوضاع باتيان الذكور دون الاناث فكان الجزاء من جنس العمل وقلب الله عليهم قراهم قال المؤلف اثابه الله والعلم عند الله تعالى - 00:07:46ضَ

ولا شك ان في ذلك كله تخويفا لقريش قوله تعالى وحملت الارض والجبال فدكتا دكة واحدة تقدم بيانه للشيخ رحمه الله في سورة الكهف عند قول الله تعالى ويوم نسير الجبال الاية - 00:08:07ضَ

وقوله تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية تقدم بيانه ايضا للشيخ رحمه الله عند قول الله تعالى ووجدوا ما عملوا حاضرا ايها المستمعون الكرام حسبنا في هذا اللقاء ما تقدم - 00:08:31ضَ

وقد بقيت لنا حلقة واحدة مما وضعه المؤلف في تفسير سورة الحاقة نأتي عليها في لقائنا القادم باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:08:53ضَ