قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (758) - ربع يس (170) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

ونحن في هذا اللقاء نستوفي ما كتبه في تفسير سورة نوح قال اثابه الله قوله تعالى واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا ينص الله تعالى هنا على ان قوم نوح اتبعوا من هذا وصفه - 00:00:26ضَ

مع ان المال يزيد الانسان نفعا وقد بين تعالى ان المال فعلا قد يورث خسارة وهلاكا كما في قوله تعالى ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى اي بالطغيان ويكون اهلاكا - 00:00:48ضَ

قوله تعالى وقال نوح ربي لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا في هذه نص على ان نبي الله نوحا عليه السلام - 00:01:08ضَ

طلب من الله اهلاك من على الارض جميعا مع ان عادة الرسل عليهم صلوات الله وسلامه الصبر على اممهم وفيه اخبار نبي الله نوح عن من سيولد من بعد وانهم - 00:01:26ضَ

لن يلدوا الا فاجرا كفارا فكيف دعا على قومه هذا الدعاء وكيف حكم على المواليد فيما بعد القرآن الكريم بين هذين الامرين اما الاول فانه لم يدعو عليهم هذا الدعاء الا بعد ان تحدوه ويأس منهم - 00:01:45ضَ

اما تحديهم وفي قولهم يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا. فاتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين وقوله كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه اني مغلوب فانتصر - 00:02:09ضَ

واما يأسه منهم فلقول الله تعالى واوحي الى نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن واما اخباره عن من سيولد بانهم لن يلدوا الا فاجرا كفارا فهو من مفهوم الاية المذكورة انفا - 00:02:31ضَ

لانه اذا لم يؤمن من قومه الا من قد امن فسواء في الحاضر او المستقبل وكذلك بدليل الاستقراء وهو دليل معتبر شرعا وعقلا وذلك انه مكث فيهم الف سنة الا خمسين عاما - 00:02:51ضَ

وما امن معه الا قليل كانوا هم ومن معهم من غيرهم حمل سفينة فقط وكان دليلا على قومه انهم فتنوا بالمال ولم يؤمنوا له وهو دليل نبي الله موسى عليه السلام ايضا على قومه - 00:03:10ضَ

كما قال تعالى عنه ربنا انك اتيت فرعون وملأه زينة واموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم - 00:03:32ضَ

فاخبر نبي الله موسى عن قومه انهم لن يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم وذلك من استقراء حالهم في مصر لما اراهم الاية الكبرى وكذب وعصى ثم ادبر يسعى وحشر فنادى فقال انا ربكم الاعلى - 00:03:51ضَ

وبعد ان ابتلاهم الله بما قص علينا في قوله فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم. ايات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما اليمين وقوله تعالى بعدها ولما وقع عليهم الرجس قالوا يا موسى ادعو لنا ربك بما عهد عندك - 00:04:13ضَ

لئن كشفت عنا الرجس لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل فلما كشفنا عنهم الرجس الى اجل هم بالغوه اذا هم ينكثون فمن كانت هذه حالته وموسى يعاين ذلك منهم. لا شك انه يحكم عليهم انهم لن يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم - 00:04:37ضَ

وكذلك كان دليل الاستقراء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه استدل به على عكس الاقوام الاخرين. حينما رجع من الطائف وفعلت معه ثقيف ما فعلت وجاءه جبريل ومعه ملك الجبال عليهما السلام - 00:05:02ضَ

واستأذنه في ان يطبق عليهم الاخشبين. فقال لا اللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون اني لارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يقول لا اله الا الله وذلك انه صلى الله عليه وسلم علم باستقراء حالهم انهم لا يعلمون - 00:05:22ضَ

فهم يمتنعون عن الايمان لقلة تعلمهم. وانهم في حاجة الى التعليم واذا علموا تعلموا وان طبيعتهم قابلة للتعليم لا انهم كغيرهم في اصرارهم لانه شاهد من كبارهم اذا عرض عليهم القرآن وخوطبوا بخطاب العقل ووعوا ما يخاطبون به - 00:05:43ضَ

وسلموا من العصبية والنوازع الاخرى فانهم يستجيبون حالا كما حدث لعمر وغيره رضي الله عنهم الا من اعلمه الله بحاله الوليد بن المغيرة وقد علم صلى الله عليه وسلم حاله ومآله - 00:06:09ضَ

مما ذكر عنه في قول الله تعالى ذرني ومن خلقت وحيدا الى اخر الايات ولذا فقد دعا عليه يوم بدر ومثله ابو لهب لما تبين حاله بقول الله تعالى سيصلى نارا ذات لهب - 00:06:29ضَ

ولكون العرب اهل فطرة ولكون الاسلام دين الفطرة ايضا كانت الاستجابة اليه اقرب انظر مدة مكثه صلى الله عليه وسلم من البعثة الى انتقاله الى الرفيق الاعلى. ثلاثا وعشرين سنة - 00:06:46ضَ

كم عدد من اسلم فيها؟ بينما مكث نوح عليه السلام الف سنة الا خمسين عاما فلم يؤمن معه الا القليل ولذا كان قول نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ولا يلدوا الا فاجرا كفارا كان بدليل الاستقراء من قومه - 00:07:04ضَ

والعلم عند الله تعالى وقوله تعالى وقال نوح رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا لم يبين هنا هل استجيب له ام لا لكنه بين ذلك في مواضع اخر. منها قوله تعالى ونوحا اذ نادى من قبل فاستجبنا له - 00:07:25ضَ

وفي هذه السورة نفسها وقبل هذه الاية مباشرة قوله تعالى مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله انصارا وجمع الله لهم اقصى العقوبتين. الاغراق والاحراق مقابل اعظم الذنبين الضلال والاضلال - 00:07:50ضَ

وكذلك بين تعالى كيفية اهلاك قومه ونجاته هو واهله ومن معه. في قوله فدعا ربه اني مغلوب فانتصر ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا. فالتقى الماء على امر قد قدر - 00:08:15ضَ

وحملناه على ذات الواح ودسر. تجري باعيننا الاية قال ابن كثير رحمه الله لقد اغرق الله كل من على وجه الارض من الكفار حتى ولد نوح من صلبه وهنا تنبيه على قضية ولد نوح في قوله يا بني اركب معنا - 00:08:34ضَ

الى قوله فكان من المغرقين لما اخذت نوح للعاطفة على ولده قال ربي ان ابني من اهلي الى قوله انه ليس من اهلك اثار بعض الناس تساؤلا حول ذلك في قراءة انه عمل غير صالح - 00:08:55ضَ

انه عمل ماضي يعمل اي بكفره وتساءلوا حول صحة نسبه والحق ان الله تعالى قد عصم نساء الانبياء اكراما لهم وانه ابنه حقا لانه لما قال ان ابني من اهلي - 00:09:16ضَ

تضمن هذا القول امرين الاول نسبته اليه في بنوته والثاني نسبته اليه في اهله وكان الجواب عليه من الله بنفي النسبة الثانية للاولى انه ليس من اهلك ولم يقل انه ليس ابنك - 00:09:33ضَ

والاهل اعم من الابن ومعلوم ان نفي الاخص لا يستلزم نفي الاعم. والعكس بالعكس فلما نفى نسبته الى اهله علمنا ان نسبته اليه بالبنوة باقية ولو لم يكن ابنه لصلبه لكان النفي ينصب عليها - 00:09:53ضَ

ويقال انه ليس ابنك. واذا نفى عنه البنوة انتفت عنه نسبته الى اهله وكذلك قوله تعالى بعدها ولا تخاطبني في الذين ظلموا اي لان الظالمين ليسوا من الاهل بالنسبة للدين - 00:10:15ضَ

لان الدين يربط البعيدين. والظلم الذي هو بمعنى الكفر يفرق القريبين والعلم عند الله تعالى ايها المستمعون الكرام بهذا ينتهي ما وضعه المؤلف في تفسير سورة نوح وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله - 00:10:31ضَ

في تفسير سورة الجن حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:50ضَ