قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (769) - ربع يس (181) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في هذه الحلقة نستكمل ما وضعه المؤلف اثابه الله في تفسير سورة النبأ - 00:00:03ضَ

ونحن لا نزال نقرأ من تتمة اضواء البيان للشيخ عطية محمد سالم قوله تعالى وكل شيء احصيناه كتابا. قيل المراد بالشيء هنا اعمال العباد اي انه بعد قوله جزاء وفاقا - 00:00:26ضَ

اي وفق اعمالهم بدون زيادة ولا نقص قال وقد احصينا اعمالهم وكتبناها وهذا كقوله تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه. ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها - 00:00:43ضَ

وقوله ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وقوله فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقوله احصاه الله ونسوه واللفظ عام في كل شيء - 00:01:05ضَ

ويشهد له قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر وبقدر فيه معنى الاحصاء وفي السنة حديث القلم المشهور وكقوله وكل شيء احصيناه في امام مبين وتقدم في سورة الجن قوله تعالى واحاط بما لديهم - 00:01:24ضَ

واحصى كل شيء عددا وهذه الاية من اعظم الدلالات على قدرة الله تعالى وسعة علمه وانه لا يفوته شيء قط وانه يعلم بالجزئيات حلمه بالكليات كما تقدم في سورة المجادلة ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم - 00:01:49ضَ

ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم وكذلك التفصيل في قوله وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو - 00:02:15ضَ

ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين قوله تعالى ان للمتقين مفازا. يبينه بعده قول الله جل وعلا حدائق واعنابا. الى قوله جزاء من ربك - 00:02:35ضَ

كعطاء حسابا وقوله جل وعلا عطاء حسابا قال في حق الكفار جزاء وفاقا وفي حق المؤمنين قال عطاء حسابا ففي الاول بيان ان مجازاتهم وفق اعمالهم. ولا يظلم ربك احدا - 00:02:59ضَ

وفي الثاني بيان بان هذا النعيم عطاء من الله وتفضل عليهم به من الاصل وهو المفاز المفسر في قوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ودخول الجنة ابتداء عطاء من الله - 00:03:23ضَ

كما في حديث لن يدخل احدكم الجنة بعمله وقوله حسابا فيه اشعار بان تفاوت اهل الجنة في الجنة بالحساب ونتائج الاعمال وقيل حسابا بمعنى كفاية حتى يقول كل واحد منهم حسبي حسبي. اي كافيني - 00:03:46ضَ

قوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال صاحب التتمة اثابه الله تقدم للشيخ رحمه الله تعالى بيانه عند الكلام على قول الله جل وعلا من سورة الكهف وعرضوا على ربك صفا - 00:04:11ضَ

وقد ذكر ابن كثير لمعنى الروح هنا سبعة اقوام هي ارواح بني ادم او بنو ادم انفسهم او خلق من خلق الله على صور بني ادم ليسوا بملائكة ولا بشر - 00:04:29ضَ

ويأكلون ويشربون او جبريل او القرآن او ملك عظيم بقدر جميع المخلوقات ونقلها الزمخشري وحكاها القرطبي وزاد ثامنا. وهم حفظة على الملائكة وتوقف ابن جرير رحمه الله في ترجيح واحد منها - 00:04:48ضَ

والذي يشهد له القرآن بمثل هذا النص انه جبريل عليه السلام كما في قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر ففيه عطف الملائكة على الروح من باب عطف العام على الخاص - 00:05:15ضَ

وفي سورة القدر عطف الخاص على العام. والله تعالى اعلم قوله تعالى لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن قال الزمخشري لشدة هول الموقف وهؤلاء وهم اكرم الخلق على الله - 00:05:37ضَ

واقربهم الى الله لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن غيرهم من الخلق من باب اولى وقال ابن كثير هو مثل قوله تعالى يوم يأتي لا اتكلم نفس الا باذنه - 00:05:56ضَ

ومثله قوله جل وعلا من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه والواقع ان هذا كله مما يدل على ان ذلك اليوم لا سلطة ولا سلطان فيه لاحد قط حتى ولا بكلمة - 00:06:13ضَ

الا ما اذن فيها كما قال تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار قوله تعالى ذلك اليوم الحق هو يوم القيامة لاسم الاشارة وقد اشير اليه بالاسم الخاص بالبعيد. ذلك بدلا من هذا - 00:06:33ضَ

مع قرب التكلم عنه ولكن اما لبعده زمانا عن زمن التحدث عنه واما لبعد منزلته وعظم شأنه لقوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب وفي هذا عود على بدء في اول السورة وهو اذا كانوا يتساءلون مستغربين او منكرين ليوم القيامة - 00:06:56ضَ

فانهم سيعلمون حقا وها هو اليوم الحق لا لبس فيه ولا شك ليروه عين اليقين قوله تعالى فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا المآب المرجع ما تقدم مثله في قوله جل وعلا - 00:07:23ضَ

فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا فاذا كان هذا اليوم كائنا حقا والناس فيه اما الى جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا واما الى مفازن هو حدائق واعناب وبعد هذا البيان - 00:07:45ضَ

فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا يؤوب به عند ربه مآبا يرضاه لنفسه ومن شاء هنا نص في التخيير ولكن المقام ليس مقام تخيير وانما هو بمثابة قول الله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - 00:08:08ضَ

ان اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها فهو الى التهديد اقرب كما ان فيه اعتبار مشيئة العبد فيما يسلك والله تعالى اعلم ويدل على التهديد ما جاء بعده قوله تعالى انا انذرناكم عذابا قريبا - 00:08:31ضَ

وقوله يوم ينظر المرء ما قدمت يداه وهذا كله تحذير شديد وحث اكيد على السعي الحثيث لفعل الخير وطلب النجاة في ذلك اليوم الحق نسأل الله السلامة والعافية قوله تعالى يوم ينظر المرء ما قدمت يداه قد بين جل وعلا نتيجة هذا النظر - 00:08:57ضَ

اما المسرة به واما الفزع منه كما في قوله يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا. ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد - 00:09:24ضَ

ايها المستمعون الكرام بهذا ينتهي ما كتبه المؤلف في تفسير سورة النبأ وستكون لقاءاتنا القادمة ان شاء الله في تفسير سورة النازعات حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:44ضَ