قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (773) - ربع يس (185) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

ونحن في هذه الحلقة وما يليها نمضي مع المؤلف في تفسير سورة عبس قال اثابه الله قوله تعالى عبس وتولى ان جاءه الاعمى سبب نزول هذه السورة باتفاق المفسرين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:26ضَ

كان مشغولا بدعوة صناديد قريش فاتاه ابن ام مكتوم وهو رجل اعمى وقال اقرئني يا رسول الله وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك عليه فلم يتفق ذلك وما هو مشتغل به صلى الله عليه وسلم وما يرجوه مما هو اعظم - 00:00:51ضَ

فعبس وتولى عنه منصرفا لما هو مشتغل به قال الشيخ رحمه الله تعالى في دفع ايهام الاضطراب على قول الله جل وعلا ان جاءه الاعمى ما نصه عبر تعالى عن هذا الصحابي الجليل الذي هو عبد الله ابن ام مكتوم - 00:01:15ضَ

بلقب يكرهه الناس مع انه قال سبحانه ولا تنابزوا بالالقاب والجواب هو ما نبه عليه بعض العلماء من ان السر في التعبير عنه بلفظ الاعمى للاشعار بعذره في الاقدام على قطع كلام الرسول - 00:01:41ضَ

صلى الله عليه وسلم لانه لو كان يرى ما هو مشتغل به مع صناديد الكفار لما قطع كلامه انتهى منه بلفظه وقال الفخر الرازي انه وان كان اعمى لا يرى - 00:02:06ضَ

فانه يسمع وبسماعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واقدامه على مقاطعته يكون مرتكبا معصية فكيف يعاتب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلامه هذا يشعر بانه ان كان معذورا لعدم الرؤية - 00:02:26ضَ

فليس معذورا لامكان سماعه ولكنه ذكره بوصفه ليوجب العطف عليه والرفق به والظاهر والله تعالى اعلم ان كلام الرازي ليس بعيدا عما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى لان معناه انه عاتبه لعدم رفقه به ومراعاة حالة عماه - 00:02:52ضَ

فعليه يكون ذكره بهذا الوصف من باب التعريض بغيره من اولئك الصناديد وسادة القوم وكأنه يقول لهم انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهذا كفيف البصر - 00:03:24ضَ

ولكنه وقاد البصيرة ابصر الحق وامن وجاء مع عماه يسعى طلبا للمزيد وانتم تغلقت قلوبكم وعميت بصائركم فلم تدركوا الحقيقة ولم تبصروا نور الايمان كما في الاية انها لا تعمى الابصار - 00:03:44ضَ

ولكن تعمى القلوب التي في الصدور والعلم عند الله تعالى قال المؤلف اثابه الله تنبيه مما اتفق عليه المحدثون جواز ذكر مثل هذه الاوصاف اذا كانت للتعريف لا للتنقيص فقالوا الاعمى والاعور والاعرج - 00:04:09ضَ

وفي الحرف قالوا الخراز والخرقي ونحو ذلك وهذا ما فيه مصلحة لترجمة الرجال في السند ومثله ليس تنابزا بالالقاب في هذا الفن والله تعالى اعلم ومثله اذا كان للتعريف في غرض سليم دون تنقص - 00:04:33ضَ

كما قدمنا قال اثابه الله وهذا السياق بكامله من اول السورة الى قوله تعالى كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره بيان لان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يراعي في الدعوة الى الله غنيا ولا فقيرا - 00:04:55ضَ

وان يصبر على ضعفة المؤمنين لان الرسالة تبليغ وليس عليه ما وراء ذلك من مسئولية وقد حثه ربه جل وعلا على الصبر مع المؤمنين لايمانهم وذلك في قوله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي - 00:05:20ضَ

يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - 00:05:45ضَ

ومثله قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين قال المؤلف اثابه الله وقد تقدم للشيخ رحمه الله تعالى - 00:06:06ضَ

شيء من هذا البيان عند هذه الاية وبين ان هذا التنبيه قد وقع من نبي الله نوح عليه السلام الى قومه حينما ازدروا ضعفة المؤمنين في قول الله تعالى فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك الا بشرا مثلنا - 00:06:31ضَ

وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا بادي الرأي الى قوله وما انا بطارد الذين امنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اراكم قوما تجهلون وقد دلت هذه الاية وامثالها على صدق مقالة هرقل حينما سأل ابا سفيان - 00:06:56ضَ

عن اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. اهم سادة القوم ام ضعفاؤهم قال ابو سفيان رضي الله عنه بل ضعفاؤهم. فقال هرقل هكذا هم اتباع الرسل وقال العلماء في ذلك - 00:07:21ضَ

لانهم اقرب الى الفطرة وابعد عن السلطان والجاه فليس لديهم حرص على منصب يضيع ولا جاه يهدر ويجدون في الدين عزا ورفعة وهكذا كان بلال وصهيب وعمار وهكذا هو ابن ام مكتوم - 00:07:42ضَ

رضي الله تعالى عنهم اجمعين قوله تعالى اما من استغنى فانت له تصدى وما عليك الا يزكى هو بيان لموقفه صلى الله عليه وسلم من جميع الامة وحرصه على اسلام الجميع حتى من اعرض واستغنى - 00:08:05ضَ

شفقة بهم ورحمة كما بين تعالى حاله صلى الله عليه وسلم بقوله عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم وكقوله فلعلك باخع نفسك على اثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا - 00:08:30ضَ

وقوله وما عليك الا يزكى بيان انه صلى الله عليه وسلم ليس عليه ممن لا يتزكى وقد صرح تعالى بذلك في قوله انما انت منذر وقوله تعالى ان عليك الا البلاغ - 00:08:55ضَ

وقوله جل وعلا ليس عليك هداهم ومثل ذلك وقد جمع الامرين من الجانبين في قوله تعالى عن نوح عليه السلام وما انا بطارد المؤمنين ان انا الا نذير مبين ايها المستمعون الكرام - 00:09:17ضَ

حسبنا من هذا اللقاء ما قد سلف ان يتجدد اللقاء بيننا وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:40ضَ