قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (808) - ربع يس (220) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قال اثابه الله قوله تعالى انا انزلناه في ليلة القدر الضمير في قوله انزلناه للقرآن قطعا وحكى الالوسي عليه الاجماع وقال ما يفيد ان هناك قولا ضعيفا لا يعتبر من انه لجبريل - 00:00:25ضَ

وما قاله عن الضعف لهذا القول يشهد له السياق وهو قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها والمشهور ان الروح هنا هو جبريل عليه السلام سيكون الضمير في قوله انزلناه لغيره - 00:00:49ضَ

وجيء بضمير الغيبة تعظيما لشأن القرآن واشعارا بعلو قدره وقد يقال ذكر سورة القلم قبلها مشعر به في قوله اقرأ باسم ربك ثم جاء قوله انا انزلناه اي القرآن المقروء - 00:01:09ضَ

الضمير متصل في قوله انا وانزلناه مستعمل للجمع وللتعظيم ومثلها نحن وقد اجتمع في قوله تعالى انا نحن نزلنا الذكر والمراد بهما هنا التعظيم قطعا استحالة التعدد او ارادة معنى الجمع - 00:01:29ضَ

وقد صرح في موضع اخر باللفظ الصريح في قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها والمراد به القرآن قطعا فدل على ان المراد بتلك الضمائر هو الله جل وعلا وحده - 00:01:53ضَ

وقد يشعر بذلك المعنى وبالاختصاص تقديم الضمير المتصل ان وهذا المقام مقام تعظيم واختصاص لله سبحانه وتعالى ومثله قوله انا اعطيناك الكوثر وقوله انا ارسلنا نوحا الى قومه. وقوله انا نحن نحيي ونميت - 00:02:14ضَ

ولا شك ان انزال القرآن منة عظيمة وقد دل على تعظيم المنة وتعظيم الله سبحانه في قوله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وقال كتاب انزلناه بضمير التعظيم. ثم قال في وصف الكتاب مبارك - 00:02:39ضَ

وتقدم للشيخ رحمه الله تعالى التنصيص على انه للتعظيم عند الكلام على اية صاد هذه كتاب انزلناه اليك مبارك والواقع ان الضمائر جاءت بالنسبة الى الله تعالى بصيغ الجمع للتعظيم وبصيغ الافراد - 00:03:02ضَ

ومن صيغ الجمع ما تقدم ومن صيغ الافراد قوله تعالى اني جاعل في الارض خليفة وقوله اني خالق بشرا من طين وقوله اني اعلم ما لا تعلمون ويلاحظ في صيغ الافراد - 00:03:26ضَ

انها في مواضع التعظيم والاجلال الاول في مقام خلق البشر من طين ولا يقدر عليه الا الله والثاني في مقام انه يعلم ما لا تعلمه الملائكة وهذا لا يكون الا لله سبحانه وتعالى - 00:03:44ضَ

سواء جيء بضمير بصيغة الجمع او الافراد ففيها كلها تعظيم الله سبحانه وتعالى سواء بنصها واصل وضعها او بالقرينة في السياق ثم اختلف في المنزل ليلة القدر هل هو الكل او البعض - 00:04:05ضَ

فقيل وهو رأي الجمهور انه اوائل تلك السورة فقط. اي بداية الوحي بالقرآن وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثم تتالى نزول الوحي بعد ذلك وكان بين اوله واخره - 00:04:26ضَ

عشرون سنة وقيل المنزل في تلك الليلة هو جميع القرآن جملة واحدة الى سماء الدنيا ثم صار ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما حسب الوقائع وهذا الاخير هو رأي الجمهور كما قدمنا - 00:04:45ضَ

وقد اختاره الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه عند الكلام على قول الله جل وعلا شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وحكاه الالوسي وحكى عليه الاجماع كما قدمنا وعن ابن حجر في فتح الباري - 00:05:06ضَ

ولشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قول يجمع فيه بين القولين الاخيرين وهو انه لا منافاة بينهما والجمع ممكن وان يكون نزل جملة الى سماء الدنيا في ليلة القدر وبدأ نزول اوله - 00:05:25ضَ

في ليلة القدر وقد اثير حول هذه المسألة نقاش كلامي حول كيفية نزول القرآن وادخلوا بها القول بخلق القرآن. وان جبريل نقله من اللوح المحفوظ وان الله لم يتكلم به عند نزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:05:45ضَ

وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله تعالى عن ذلك وكتب جوابه وطبع فكان كافيا وقد نقل فيه كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وبين ان الله تعالى تكلم به عند وحيه - 00:06:08ضَ

ورد على كل شبهة في ذلك والواقع انه لا تعارض كما تقدم بين كونه في اللوح المحفوظ ونزوله الى السماء الدنيا جملة ونزوله على الرسول صلى الله عليه وسلم منجما - 00:06:28ضَ

لان كونه في اللوح المحفوظ فان اللوح فيه كل ما هو كائن وما سيكون الى يوم القيامة ومن جملة ذلك القرآن الذي سينزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - 00:06:47ضَ

ونزوله جملة الى سماء الدنيا هو بمثابة نقل جزء مما في اللوح وهو جملة القرآن فاصبح القرآن موجودا في كل من اللوح المحفوظ كغيره مما هو فيه وموجودا في سماء الدنيا - 00:07:05ضَ

ثم ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم منجما ومعلوم انه الان هو ايضا موجود في اللوح المحفوظ لم يخلو منه اللوح وقد يستدل لانزاله جملة ثم تنزيله منجما بقوله انا نحن نزلنا الذكر - 00:07:22ضَ

وانا له لحافظون لان قوله نزل بالتضعيف تدل على التكرار لقوله تنزل الملائكة اي في كل ليلة قدر وقد جاء انزلناه فتدل على الجملة وقد بينت السنة تفصيل تنزيله مفرقا على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:45ضَ

وذلك في حديث ابي هريرة رضي الله عنه وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا قضى الله الامر في السماء ضربت الملائكة باجنحتها لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك - 00:08:12ضَ

حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير الحديث في صحيح البخاري وفي ابي داوود وغيره اذا تكلم الله بالوحي سمع اهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان - 00:08:36ضَ

وعلى هذا يكون القرآن موجودا في اللوح المحفوظ حينما جرى القلم بما هو كائن وما سيكون ثم جرى نقله الى السماء الدنيا جملة في ليلة القدر ثم نزل منجما في عشرين سنة - 00:08:59ضَ

وكلما اراد الله انزال شيء منه تكلم سبحانه بما اراد ان ينزله فيسمعه جبريل عليه السلام عن الله تعالى ولا منافاة بين تلك الحالات الثلاث والله تعالى اعلم وقد قدمنا الكلام على صور كيفية نزول الوحي - 00:09:18ضَ

وتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم له وقيل معنى انزلناه في ليلة القدر اي انزلنا القرآن في شأن ليلة القدر تعظيما لها فلم تكن ظرفا على هذا الوجه والواقع ان هذا القول - 00:09:40ضَ

وان كان من حيث الاسلوب ممكنا الا ان ما بعده يغني عنه لان اعظام ليلة القدر وبيان منزلتها قد نزل فيه القرآن فعلا وهو ما بعدها مباشرة في قوله جل وعلا وما ادراك ما ليلة القدر - 00:10:00ضَ

ليلة القدر خير من الف شهر الى اخر السورة وعليه فيكون اول السورة في شأن انزال القرآن وبيان ظرف انزاله واخر السورة في ليلة القدر وبيان منزلتها وقد ذكرت ليلة القدر مبهمة - 00:10:18ضَ

ولكن جاء في القرآن ما يعين الشهر التي هي فيه. وهو شهر رمضان لقوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن وتقدم للشيخ رحمه الله في سورة الدخان بيان ذلك. وانها الليلة التي يبرم فيها كل امر حكيم - 00:10:39ضَ

وليست ليلة النصف من شعبان كما يزعم بعض الناس وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان الحكمة من انزاله مفرقا وذلك عند قول الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك - 00:11:00ضَ

ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب ايها المستمعون الكرام بهذه الاحالة من صاحب التتمة اثابه الله نأتي على نهاية لقائنا هذا املا ان يجمعنا بكم لقاء قريب باذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:19ضَ