قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء
قراءة تفسير أضواء البيان (809) - ربع يس (221) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء
التفريغ
يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ايها المستمعون الكرام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ
قوله تعالى ليلة القدر خير من الف شهر القدر هو الرفعة والقدر يأتي بمعنى المقدار قال الشيخ رحمه الله تعالى في مذكرة الاملاء ووجه تسميتها ليلة القدر فيه وجهان احدهما ان معنى القدر الشرف والرفعة - 00:00:26ضَ
كما تقول العرب فلان ذو قدر اي رفعة وشرف الوجه الثاني انها سميت ليلة القدر لان الله تعالى يقدر فيها وقائع السنة ويدل لهذا التفسير الاخير قوله تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين - 00:00:52ضَ
فيها يفرق كل امر حكيم. امرا من عندنا هذا المعنى قد ذكره رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الدخان من الاضواء والواقع ان في السورة ما يدل للوجه الاول - 00:01:15ضَ
وهو القدر والرفعة وذلك في قوله وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر التساؤل بهذا الاسلوب العظيم هو للتعظيم كقوله تعالى القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة - 00:01:32ضَ
وقوله خير من الف شهر فيه النص صراحة على علو قدرها ورفعتها اذ انها تعدل في الزمن فوق ثلاث وثمانين سنة اي فوق متوسط اعمار هذه الامة وايضا فان كونها اختصت بانزال القرآن فيها - 00:01:54ضَ
وبتنزل الملائكة والروح فيها وبكونها سلاما حتى مطلع الفجر ففي ذلك الكفاية بما لم تختص وتشاركها فيه ليلة من ليالي السنة وعليه فلا مانع من ان تكون سميت ليلة القدر - 00:02:16ضَ
لكونها محلا لتقدير الامور في كل سنة وانها بهذا وبغيره على قدرها وعظم شأنها والله تعالى اعلم قال صاحب التتمة اثابه الله تنبيه لم ياتي تحديد لتلك الليلة من اي رمضان تكون - 00:02:35ضَ
وقد اكثر العلماء في ذلك القول وايراد النفوس فالاقوال منها على اعم ما يكون من انها في عموم السنة وهذا لم يأتي بجديد وهو عن ابن مسعود رضي الله عنه وانما اراد الاجتهاد - 00:03:01ضَ
ومنها انها في عموم رمضان وهذا حسب عموم نص القرآن الكريم ومنها انها في العشر الاواخر منه. وهذا اخص من الذي قبله ومنها انها في الوتر من العشر الاواخر وهذا اخص من الذي قبله ايضا - 00:03:20ضَ
ومنها انها في احاد الوتر من العشر الاواخر فقيل في احدى وعشرين وقيل في ثلاث وعشرين وقيل في خمس وعشرين وقيل في سبع وعشرين وقيل في تسع وعشرين وقيل هي اخر ليلة من رمظان على التعيين - 00:03:42ضَ
وبكل من ذلك نصوص ولكن اشهرها واكثرها واصحها ما جاء بانها هي ليلة سبع وعشرين واحدى وعشرين ولا حاجة الى سرد النصوص الواردة في كل ذلك اذ لم يبق كتاب من كتب التفسير الا ذكرها - 00:04:06ضَ
ولا سيما عند ابن كثير والقرطبي رحمهما الله تعالى قال صاحب التتمة اثابه الله واذا كانت كل النصوص التي وردت في الوتر من العشر الاواخر صحيحة فانه لا يبعد ان تكون ليلة القدر دائرة بينها - 00:04:29ضَ
وليست بلازمة في ليلة منها. ولا تخرج عنها وقد تكون في سنة هي ليلة احدى وعشرين بينما تكون في سنة اخرى ليلة خمس وعشرين او سبع وعشرين وهكذا والله تعالى اعلم - 00:04:50ضَ
وقد حكى هذا الوجه ابن كثير عن مالك والشافعي واحمد وغيرهم وقال وهو الاشبه والله تعالى اعلم وقد قيل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انسيها. لتجتهد الامة في الشهر كله - 00:05:10ضَ
او في العشر كلها ومما يؤكد انها في العشر الاواخر اعتكافه صلى الله عليه وسلم تلك الايام التماسا لليلة القدر وقد جاء في فضلها ما استفاضت به كتب الحديث والتفسير - 00:05:31ضَ
ويكفي فيها نص القرآن الكريم وفي هذه الليلة مباحث عديدة يطول تتبعها منها ما يذكر من اماراتها ومنها محاولة البعض استخراجها من القرآن ومنها علاقتها بحكم بني امية وليس على شيء من ذلك نص يمكن التعويل عليه - 00:05:51ضَ
فلا حاجة الى ايراده اللهم الا ما جاء في بعض امارات نهارها وصبيحتها حيث جاء التنويه عن شيء منه في قوله صلى الله عليه وسلم ريتني اسجد صبيحتها في ماء وطين - 00:06:18ضَ
تذكروا من علامات يومها ان تطلع الشمس بيضاء وقالوا لان انوار الملائكة عند صعودها نتلاقى مع اشعة الشمس فتحدث فيها بياض الضوء وهذا مروي عن ابي في صحيح مسلم ومنها اعتدال هوائها وجوها ونحو ذلك - 00:06:36ضَ
ومما يمكن ان يكون له صلة بالسورة ذاتها ما حكاه ابن كثير رحمه الله ان بعض السلف اراد استخراجها من كتاب الله في السورة نفسها وقال ان كلمة في قوله سلام هي - 00:07:00ضَ
تقع السابعة والعشرين من عدة كلماتها فتكون ليلة سبع وعشرين وقيل ايضا ان حروف كلمة ليلة القدر تسعة احرف وقد تكررت ثلاث مرات سيكون مجموعها سبعة وعشرين حرفا ستكون ليلة سبع وعشرين - 00:07:20ضَ
ولعل اصوب ما يقال هو ما قدمنا من انها تتصل في ليالي الوتر من العشر الاواخر ولا تخرجوا عنها والله تعالى اعلم ومن اهم مباحثها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ماذا اقول ان انا صادفتها يا رسول الله - 00:07:44ضَ
قال قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عني وهذا على اجازة جامع لخيري الدنيا والاخرة العافية في الدنيا سعادة وفي الاخرة نجاة قوله تعالى تنزل الملائكة والروح فيها. قيل الروح هو جبريل عليه السلام - 00:08:07ضَ
وقيل ان الروح نوع من الملائكة مستقل ويكون فيها ظرف للنزول اي في تلك الليلة قوله تعالى من كل امر الامر يكون واحد الامور وواحد الاوامر والذي يظهر انه شامل لهما معا - 00:08:30ضَ
لان الامر من الامور لا يكون الا بامر من الاوامر انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ويشهد لذلك ما جاء في شأنها في سورة الدخان من قوله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا - 00:08:49ضَ
والذي يفرق من الامر هو احد الامور حيث يفصل بين الخير والشر والضر والنفع الى غير ذلك ثم قال تعالى امرا من عندنا كما اشار اليه السياق في قوله تعالى لا اله الا هو يحيي ويميت - 00:09:13ضَ
فكل امر من الامور يقتضي امرا من الاوامر وهذا يمكن ان يكون من الالفاظ المشتركة المستعملة في معنييها. والله تعالى اعلم قوله تعالى سلام هي حتى مطلع الفجر سلام هي اي ان الملائكة تسلم على كل مؤمن لقيته - 00:09:31ضَ
وقيل سلام هي اي كل امر فيها فهو سلام ولا يصاب احد فيها بسوء وعلى كل حال فلا تعارض بين القولين الاول جزء من الثاني لان الثانية يجعلها ظرفا لكل خير وينفي عنها كل شر - 00:09:54ضَ
ومن الخير العظيم سلام الملائكة على المؤمنين قال صاحب التتمة اثابه الله كون انزال القرآن هنا في الليل دون النهار مشعر بفضل اختصاص الليل وقد اشار القرآن والسنة الى نظائره - 00:10:13ضَ
فمن القرآن قول الله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا وقوله ومن الليل فتهجد به نافلة لك وقوله ومن الليل فسبحه وادبار السجود وقوله ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا - 00:10:32ضَ
وقوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ومن السنة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر. الحديث وهذا يدل على ان الليل اخص بالنفحات الالهية - 00:10:52ضَ
وذلك لخلو القلب وانقطاع الشواغل وسكون الليل ورهبته اقوى على استحضار القلب وصفائه ايها المستمعون الكرام كان هذا اخر ما كتبه المؤلف في تفسير سورة القدر وستكون لقاءاتنا بعده ان شاء الله في تفسير سورة البينة - 00:11:13ضَ
حتى نلقاكم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:37ضَ