قراءة تفسير آضواء البيان للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي (832 حلقة) - مشروع كبار العلماء

قراءة تفسير أضواء البيان (815) - ربع يس (227) - للشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - كبار العلماء

محمد الأمين الشنقيطي

يسر مشروع كبار العلماء بالكويت ان يقدموا لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم ايها المستمعون الكرام الله وبركاته نقرأ من تتمة اضواء البيان التي وضعها الشيخ عطية محمد سالم - 00:00:03ضَ

قال اثابه الله قوله تعالى الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر الهاكم اي شغلكم والهاه تلهية اي علله ومنه قول امرئ القيس فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع فالهيتها عن ذي تمائم محولي - 00:00:26ضَ

اي شغلتها والتكاثر هو المكاثرة ولم يذكر هنا في اي شيء كانت المكاثرة التي الهتهم قال ابن القيم رحمه الله ترك ذكره اما لان المذموم هو نفس التكاثر بالشيء لا المتكاثر به - 00:00:54ضَ

واما لارادة الاطلاق انتهى ويعني رحمه الله بالاول ذم الهلع والنهم وبالثاني ليعم كل ما هو صالح للتكاثر به من مال او ولد او جاه او بناء او غراس او غير ذلك - 00:01:22ضَ

قال ولم اجد لاحد من المفسرين ذكر نظير لهذه الاية ولكنهم اتفقوا على ذكر سبب نزولها في الجملة من ان حيين تفاخرا بالاباء وامجاد الاجداد تعددوا الاحياء ثم ذهبوا الى المقابر - 00:01:49ضَ

وعدد كل منهما ما لهم من الموتى يفخرون بهم ويكاثرون بتعدادهم وقيل في قريش بين بني عبد مناف وبني سهم وقيل في الانصار وقيل في اليهود وغيرهم مما يشعر بان التكاثر كان في مفاخر الاباء - 00:02:14ضَ

وقال القرطبي رحمه الله الاية تعم جميع ما ذكر وغيره ايضا وساق الحديث الصحيح لو ان لابن ادم واديا من ذهب الاحبة ان يكون له واديان ولن يملأ فاه الا التراب - 00:02:42ضَ

ويتوب الله على من تاب قال ثابت عن انس عن ابي كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت الهاكم التكاثر وكأن القرطبي يشير بذلك الى ان التكاثر بالمال ايضا وقد جاءت نصوص من كتاب الله - 00:03:03ضَ

تدل على ان التكاثر الذي الهاهم والذي ذمهم الله بسببه او حذرهم منه انما هو في الجميع كما في قوله جل وعلا اعلموا انما الحياة الدنيا لاعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم - 00:03:31ضَ

وتكاثر في الاموال والاولاد كمثل غيث اعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا. ثم يكون حطاما الى قوله وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور وبه التصريح بان التفاخر والتكاثر بينهم - 00:03:55ضَ

بالاموال والاولاد ثم جاءت نصوص اخرى في هذا المعنى بقوله وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو ولا الدار الاخرة خير للذين يتقون وقوله جل وعلا وما هذه الحياة الدنيا الا لهو ولعب - 00:04:19ضَ

وان الدار الاخرة هي الحيوان لو كانوا يعلمون ولكون هذه الحياة الدنيا بتلك المثابة جاء التحذير منها والنهي عن ان تلهيهم في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله - 00:04:45ضَ

ومن يفعل ذلك فاولئك هم الخاسرون وبين تعالى ان ما عند الله للمؤمنين خير من هذا كله في قوله واذا رأوا تجارة او لهوا انفضوا اليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة - 00:05:13ضَ

والله خير الرازقين ومما يرجح ان التكاثر في الاموال والاولاد في السورة نفسها ما جاء في اخرها من قوله جل وعلا ثم لتسألن يومئذ عن النعيم بمناسبتها لاول هذه السورة - 00:05:40ضَ

وهو ظاهر بشمول النعيم للمال شمولا اوليا وقوله حتى زرتم المقابر اخذ منه من قال ان تفاخرهم حملهم على الذهاب الى المقابر ليتكاثروا بامواتهم كما جاءت في اخبار اسباب النزول - 00:06:08ضَ

المتقدمة والصحيح في قوله زرتم المقابر يعني متم بان الميت ياتي الى القبر كالزائر لان وجوده فيه مؤقت وقد روي ان اعرابيا سمع هذه الاية فقال بعثوا ورب الكعبة فقيل له في ذلك - 00:06:35ضَ

وقال لان الزائر لابد ان يرتحل قال المؤلف اثابه الله من لطائف القول في التفسير ما ذكره ابو حيان عن التكاثر في قوله تعالى حتى زرتم المقابر وهو ما نصه - 00:07:05ضَ

وقيل هذا تأنيب على الاكثار من زيارة القبور تكفيرا بمن سلف واشادة بذكره وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور ثم قال زوروها وهو امر للاباحة - 00:07:28ضَ

للاتعاظ بها لا لمعنى المباهاة والتفاخر ثم قال قال ابن عطية كما يصنع الناس في ملازمتها وتسميمها بالحجارة والرخام وتلوينها وبنيان النواويس عليها اي الفوانيس وهي السرج قال المؤلف اثابه الله - 00:07:51ضَ

ومما يلزم طلبة العلم في كل مكان وزمان اي يرشدوا الجهلة وان يبينوا للناس عامة خطأ وجهل من يفعل ذلك عند القبور وان الرحيل لتلك القبور ليس من سنة الرسول صلوات الله وسلامه عليه - 00:08:20ضَ

ولا كان من عمل الخلفاء الراشدين ولا عامة الصحابة ولا التابعين ولا من عمل ائمة المذاهب رحمهم الله تعالى وانما كان عمل الجميع زيارة ما جاورهم من المقابر للسلام عليهم - 00:08:45ضَ

والدعاء لهم والاتعاظ بحالهم والاستعداد لما صاروا اليه نسأل الله الهداية والتوفيق لاتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاقتفاء باثار سلف هذه الامة ايها المستمعون الكرام بهذا ينتهي مقدار لقائنا هذا. املا ان يتجدد اللقاء بيننا وانتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:09:08ضَ