بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا المجلس الخامس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الجليل ابي عمرو عثمان بن سعيد الداني الاندلسي - 00:00:03
رحمه الله تعالى قال الامام الداني باب ذكر احوال النون الساكنة والتنوين اعلموا ان للنون الساكنة والتنوين عند جميع حروف المعجم اربعة احوال فالحال الاول ان يكونا مظهرين وذلك عند حروف الحلق الستة الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء - 00:00:24
نحو قوله تعالى من امن ومن شيء الا اجروا وجرف ومن عمل ويومئذ عليها ومن ونار حامية و قوما غيركم و يومئذ خاشعة وما اشبهه فاما الالف فلا يكون ما قبلها الا متحركا. فلذلك خرجت عن نظائرها - 00:00:46
وانما بينت النون والتنوين عند هذه الحروف لبعد المسافة التي بينهما وبينهن. الا ان بيانهما عندهن على ضربين بتأمل وغير تحمل والتي يتعمل بيانهما عندهن ثلاثة. الهمزة والغين والخاء لانه متى لم يتعم ذلك عندهن ولم يتكلف؟ انقلبت حركة الهمزة عليهما وسقطت من اللفظ - 00:01:43
وخفي عند الغين والخاء لان ذلك قد يستعمل فيهن كما رواه ورش عن نافع في الهمزة لجسوها ورواه المسيبي عنه في الغين والخاء لقربهما من حرفي اقصى اللسان والتي لا يتعمل بيانهما عندهن اذ لابد منه ضرورة ثلاثة ايضا - 00:02:10
الهاء والعين والحاء. كما حدثني الحسين بن علي قال حدثنا احمد بن نصر. قال سمعت ابن مجاهد يقول النون الساكنة تنوين تبينان عند الحاء والهاء والعين ضرورة من غير تعم - 00:02:33
والحالة الثانية ان يكونا مدغمين وذلك في خمسة احرف يجمعها قولك لم يروي اللام والراء والياء والواو والميم نحو قوله تعالى ومن لم يتب ومن ربهم و من انصار ربنا - 00:02:49
ومن يقل وبرق يجعلون. موال. ويومئذ واهية ومما لله ونار وما اشبهه قال ابو عمرو والقراء يزيدون حرفا سادسا وهو النون. نحو من نور ويومئذ ولا معنى لذكرها معهن لانها اذا التقت بمثلها لم يكن غير ادغامها كسائر المثلين - 00:03:17
وانما اضغمت النون والتنوين في هذه الحروف بالقرب الذي بينهما وبينهن والتشاكل والمشابهة فادغ ما في الراء واللام بقرب مخرجهما من مخرجهما. على طرف اللسان. وقد قيل انهن من مخرج واحد - 00:04:05
وادغم في الميم للمشاركة التي بينهما وبينها في الغنة حتى كأنك تسمع النون كالميم والميم كالنون لنداوة صوتهما وادغم في الواو بالمؤاخاة التي بين الواو والميم في المخرج اذ كانا يخرجان من بين الشفتين وايضا فان المد الذي في الواو بمثابة الغنة التي في الميم - 00:04:21
وادغم في الياء لمؤاخاتها الواو في المد واللين ولقربها ايضا من الراء لانه ليس يخرج من طرف اللسان اقرب الى الراء من الياء ذلك يجعل الالثغاء ياء. قال ابو عمرو فاما الراء واللام فيدغم النون والتنوين فيهما بغير غنة. هذا المأخوذ به - 00:04:44
في الاداء فينقلبان من جنسهما قلبا صحيحا ويدغمان اضغاما تاما. ويصير مخرجهما من مخرجهما وذلك باب الادغام واما الياء والواو فيدغمان فيهما وتبقى غنتهما. وهذا مذهب الجماعة من القراء غير حمزة. فانه اختلف عنه في ذلك. واذا بقيت - 00:05:04
ابنتهما لم ينقلبا قلبا صحيحا ولا اضغما اضغاما تاما. وانما يتمكن ذلك فيهما اذا ذهبت تلك الغنة بالقلب الصحيح قال لي فارس ابن احمد شيخنا قال لنا عبد الباقي بن الحسن المقرئ - 00:05:24
والغنة اذا ثبتت في الوصل لم يشدد الحرف. ولفظ به بتشديد يسير. واذا حذفت الغنة شدد الحرف. وقال الامام احمد بن يعقوب التائب النون في مذهب نافع وموافقيه عند الياء والواو تصير غنة مخفاة غير مدغمة - 00:05:40
لانهم لو ادغموها لذهبت الغنة فصارت الياء والواو مشددتين لانقلاب النون ياء وواوا لاندغامهما فيهما واما الميم فيدغمان فيها ادغاما تاما. ويقلبان من جنسها قلبا صحيحا. مع الغنة الظاهرة وانما خصت الميم بذلك لان فيها غنة كهما - 00:06:00
فان ذهبت غنة النون والتنوين بالقلب بقيت غنتها. وكذا حالهما مع النون كالميم سواء وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا ابن مجاهد انه قال لا يقدر احد ان يأتي بعم بغير غنة لعلة غنة الميم - 00:06:21
قال ابن كيسان اذا ادغمت النون في الميم فالغنة غنة النون. وقال غيره الغنة للميم. وبذلك اقول والقول للامام الداني وبذلك اقول لان النون قد زال لفظها بالقلب فصار مخرجها من مخرج الميم. فالغنة لا شك للميم لا لها - 00:06:40
قال ابو عمرو هذا الذي ذكرناه من الادغام في حروفي لم يروي انما يكون ذلك اذا كانت النون معهن من كلمتين. فان كانت معهن من كلمة لم يجز الادغام نحو قنوان وصنوان وبنيانه - 00:06:59
والدنيا وكذا شاة زنماء وما اشبهه وذلك مخافة ان يشتبه ذلك اذا ادغم بالمضاعف الذي على مثال فعال نحو صوان وحيان وشاة ماء فعدل عن الادغام لذلك. والحالة الثالثة ان يقلب ميما من غير ادغام. وذلك اذا لقي الباء نحو ام بور - 00:07:19
وانبئهم وجدد بيض وظلمات بعضها وما اشبهه. وانما قلب ميما عندها خاصة من اجل مؤاخاة الميم للنون في الغنة ومشاركتها للباء في المخرج فقلب ميما من اجل ذلك. والحال الرابعة ان يكونا مخفيين - 00:07:47
عند باقي حروف المعجم نحو انفسكم وقوما فاسقين وان كنتم عادا كفروا ولئن قلت وقوما قلنا وما اشبهه والفاء من حيث اتصلت بالتفشي بالثاء بمنزلة الثاء في الاخفاء وانما اخفي عندهن لانهما لم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق. فيجب الاظهار للتراخي. ولم يقربا منهن كقربهم - 00:08:15
ما من حروف لم يروي فيجب الادغام للمزاحمة فاخفي فصارا عندهن لا مظهرين ولا مدغمين. وغنتهما مع ذلك باقية ومخرجهما من الخيشوم خاصة ولا عمل للسان فيهما. والخيشوم خرق الانف المنجذب الى داخل الفم - 00:08:59
واخفاؤهما على قدر قربهما وبعدهما. فما قربا منه كانا عنده اخفى مما بعد عنه والفرق بين المخفى والمدغم ان المخفى مخفف والمدغم مشدد والله اعلم. باب ذكر الحروف التي يلزم استعمالها - 00:09:18
تجويدها وتعمل بيانها وتلخيصها لتنفصل بذلك من مشبهها على مخارجها قال ابو عمرو اعلموا ان كل حرف من حروف القرآن يجب ان يمكن لفظه ويوفى حقه من المنزلة التي هو مخصوص بها - 00:09:37
على ما حددناه وما نحدده ولا يبخس شيئا من ذلك فيتحول عن صورته ويزول عن صيغته. وذلك عند علمائنا في الكراهة والقبح كلحن الاعراب الذي يتغير فيه حركات وينقلب به المعاني - 00:09:55
كما حدثني الحسين بن شاكر السمسار قال حدثنا احمد بن نصر قال سمعت ابن مجاهد يقول اللحن في القرآن لحنان جلي خفي. فالجلي لحن الاعراب. والخفي ترك اعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه - 00:10:11
قال الحسين قال لنا احمد كان ابن مجاهد رحمه الله تعالى لعلمه بتفاوت الناس في العلم بالقراءة وقصور افهامهم يستثبت كثيرا ممن يقرأ عليه في قوله قمطريرا اشباهه لان منهم من يجعل الميم نونا - 00:10:28
قال اي ابن مجاهد وغنة الميم والنون عند الباء تشتبه. ولا يكاد من لا يعرف ان يفرق بينهما في قوله تعالى من انبأك هذا وقوله كنتم به. ونحوها في اللفظ - 00:10:47
قال لي الحسين قال لي احمد وجدت جماعة قرأوا على شيخنا وعلى غيره من القراء لا يفرقون بين النا واسلنا قال ابو عمرو والفرق بينهما ان لام الفعل في النا نون وفي اسلنا لام وكانتا قبل اتصالهما بالضمير - 00:11:08
الذي هو النون والالف متحركتين. وقبلهما الف منقلبة عياء. لان الاصل كان فيهما الان واسالا. فلما اتصلتا بالضمير سكنتا تخفيفا. وسقطت الالف قبلهما لسكونها وسكونهما. واندغمت في النون في النا لتماثلهما - 00:11:32
كمن دغمت فيها كذلك في لعنا وامنا ولكنا وشبهه ولم يندم فيها لذلك في اسلنا لاختلافهما وكون سكون اللام عارضا كما لم ينبغي فيها لذلك في ارسلنا وبدلنا وقلنا وشبهه - 00:11:52
فتشديد النون في النا وتخفيفها في اسلنا هو الفرق بينهما في اللفظ كما بيناه ومثلهما في البيان والادغام والتخفيف والتشديد في قوله فزيننا بينهم. وكذلك زينا. سواء فاعلمه. قال ابو - 00:12:20
عمرو وقد اودعت هذا الباب من حروف التجويد جملة سائرة والفاظا دائرة تخفى حقيقتها على اكثر القراء وتعزب كيفية النطق بها على جماعة من اهل الاداء ورتبتها على مخارجها حرفا حرفا - 00:12:42
وكشفت عن خاص سرها ونبهت على موضع غموضها ليقاس ما لم اذكره عليها. وترد نظائرها اليها ان شاء الله تعالى وبالله التوفيق. ذكر الهمزة وهي حرف مجهور بعيد المخرج شديد لا صورة له - 00:12:58
وقصد الامام انه لا صورة له واحدة في الخط. فمرة يكون على واو وتارة على ياء وتارة على السطر قال الامام وهو حرف مجهور بعيد المخرج شديد لا صورة له. وانما تعلم بالشكل والمشافهة. ولبعد مخرج الهمزة لا يكون قارئا من لا - 00:13:18
تشعر بيانها في قراءته ولثقلها صار فيها التحقيق والتخفيف بين بين والبدل والحذف وليس ذلك لشيء من الحروف غيرها. فينبغي للقارئ اذا همز الحرف ان يأتي بالهمزة سلسة في النطق. سهلة في الذوق - 00:13:38
من غير لكز ولا ابتهار لها ولا خروج بها عن حدها ساكنة كانت او متحركة والناس يتفاضلون في النطق بالهمزة على مقدار غلظ طباعهم ورقتها. فمنهم من يلفظ بها لفظا تستبشعه الاسماع وتنبو عنه القلوب - 00:13:56
ويثقل على العلماء بالقراءة وذلك مكروه معيب من اخذ به. وقد حدثني الحسين بن علي البصري قال حدثنا احمد بن نصر. قال حدثنا ابن مجاهد. قال انا محمد بن عيسى المقرئ - 00:14:14
قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت ابا بكر بن عياش يقول امامنا يهمز مؤصده فاشتهي ان اسد اذني اذا سمعته يهمزها. وحدثنا عبدالعزيز بن ابي غسان وحدثنا عبد الواحد بن عمر. قال حدثنا احمد بن اسحاق التنوخي - 00:14:29
قال حدثنا ابي قال حدثنا موسى ابن داوود عن ابن المبارك عن سفيان عن الاعمش انه كان يكره شدة النبر يعني الهمزة في القراءة ومنهم من يخرج الهمزة مع النفس اخراجا سهلا بغير كلفة يألفه طبع كل احد ويستحسنه اهل العلم بالقراءة - 00:14:49
المختار ولا يقدر القارئ عليه الا برياضة شديدة. وحدثني الحسين بن علي السمسار قال حدثنا ابو بكر الشذائي قال سمعت ابن مجاهد قال حفظت عن عبد الله ابن محمد ابن شاكر قال حدثنا يحيى ابن ادم قال سمعت الحسين ابن علي - 00:15:10
جعفي يقول سمعت حمزة يقول انما الهمز رياضة قال قال ابان ابن تغلبة فاذا احسنها الرجل سهلها. اي تركها بعد. ان شاء الله تعالى وفي هذا نهاية المجلس الخامس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الداني رحمه الله تعالى - 00:15:30
هذا وبالله التوفيق واصلي واسلم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:15:55
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا المجلس الخامس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الجليل ابي عمرو عثمان بن سعيد الداني الاندلسي - 00:00:03
رحمه الله تعالى قال الامام الداني باب ذكر احوال النون الساكنة والتنوين اعلموا ان للنون الساكنة والتنوين عند جميع حروف المعجم اربعة احوال فالحال الاول ان يكونا مظهرين وذلك عند حروف الحلق الستة الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء - 00:00:24
نحو قوله تعالى من امن ومن شيء الا اجروا وجرف ومن عمل ويومئذ عليها ومن ونار حامية و قوما غيركم و يومئذ خاشعة وما اشبهه فاما الالف فلا يكون ما قبلها الا متحركا. فلذلك خرجت عن نظائرها - 00:00:46
وانما بينت النون والتنوين عند هذه الحروف لبعد المسافة التي بينهما وبينهن. الا ان بيانهما عندهن على ضربين بتأمل وغير تحمل والتي يتعمل بيانهما عندهن ثلاثة. الهمزة والغين والخاء لانه متى لم يتعم ذلك عندهن ولم يتكلف؟ انقلبت حركة الهمزة عليهما وسقطت من اللفظ - 00:01:43
وخفي عند الغين والخاء لان ذلك قد يستعمل فيهن كما رواه ورش عن نافع في الهمزة لجسوها ورواه المسيبي عنه في الغين والخاء لقربهما من حرفي اقصى اللسان والتي لا يتعمل بيانهما عندهن اذ لابد منه ضرورة ثلاثة ايضا - 00:02:10
الهاء والعين والحاء. كما حدثني الحسين بن علي قال حدثنا احمد بن نصر. قال سمعت ابن مجاهد يقول النون الساكنة تنوين تبينان عند الحاء والهاء والعين ضرورة من غير تعم - 00:02:33
والحالة الثانية ان يكونا مدغمين وذلك في خمسة احرف يجمعها قولك لم يروي اللام والراء والياء والواو والميم نحو قوله تعالى ومن لم يتب ومن ربهم و من انصار ربنا - 00:02:49
ومن يقل وبرق يجعلون. موال. ويومئذ واهية ومما لله ونار وما اشبهه قال ابو عمرو والقراء يزيدون حرفا سادسا وهو النون. نحو من نور ويومئذ ولا معنى لذكرها معهن لانها اذا التقت بمثلها لم يكن غير ادغامها كسائر المثلين - 00:03:17
وانما اضغمت النون والتنوين في هذه الحروف بالقرب الذي بينهما وبينهن والتشاكل والمشابهة فادغ ما في الراء واللام بقرب مخرجهما من مخرجهما. على طرف اللسان. وقد قيل انهن من مخرج واحد - 00:04:05
وادغم في الميم للمشاركة التي بينهما وبينها في الغنة حتى كأنك تسمع النون كالميم والميم كالنون لنداوة صوتهما وادغم في الواو بالمؤاخاة التي بين الواو والميم في المخرج اذ كانا يخرجان من بين الشفتين وايضا فان المد الذي في الواو بمثابة الغنة التي في الميم - 00:04:21
وادغم في الياء لمؤاخاتها الواو في المد واللين ولقربها ايضا من الراء لانه ليس يخرج من طرف اللسان اقرب الى الراء من الياء ذلك يجعل الالثغاء ياء. قال ابو عمرو فاما الراء واللام فيدغم النون والتنوين فيهما بغير غنة. هذا المأخوذ به - 00:04:44
في الاداء فينقلبان من جنسهما قلبا صحيحا ويدغمان اضغاما تاما. ويصير مخرجهما من مخرجهما وذلك باب الادغام واما الياء والواو فيدغمان فيهما وتبقى غنتهما. وهذا مذهب الجماعة من القراء غير حمزة. فانه اختلف عنه في ذلك. واذا بقيت - 00:05:04
ابنتهما لم ينقلبا قلبا صحيحا ولا اضغما اضغاما تاما. وانما يتمكن ذلك فيهما اذا ذهبت تلك الغنة بالقلب الصحيح قال لي فارس ابن احمد شيخنا قال لنا عبد الباقي بن الحسن المقرئ - 00:05:24
والغنة اذا ثبتت في الوصل لم يشدد الحرف. ولفظ به بتشديد يسير. واذا حذفت الغنة شدد الحرف. وقال الامام احمد بن يعقوب التائب النون في مذهب نافع وموافقيه عند الياء والواو تصير غنة مخفاة غير مدغمة - 00:05:40
لانهم لو ادغموها لذهبت الغنة فصارت الياء والواو مشددتين لانقلاب النون ياء وواوا لاندغامهما فيهما واما الميم فيدغمان فيها ادغاما تاما. ويقلبان من جنسها قلبا صحيحا. مع الغنة الظاهرة وانما خصت الميم بذلك لان فيها غنة كهما - 00:06:00
فان ذهبت غنة النون والتنوين بالقلب بقيت غنتها. وكذا حالهما مع النون كالميم سواء وحدثنا محمد بن احمد قال حدثنا ابن مجاهد انه قال لا يقدر احد ان يأتي بعم بغير غنة لعلة غنة الميم - 00:06:21
قال ابن كيسان اذا ادغمت النون في الميم فالغنة غنة النون. وقال غيره الغنة للميم. وبذلك اقول والقول للامام الداني وبذلك اقول لان النون قد زال لفظها بالقلب فصار مخرجها من مخرج الميم. فالغنة لا شك للميم لا لها - 00:06:40
قال ابو عمرو هذا الذي ذكرناه من الادغام في حروفي لم يروي انما يكون ذلك اذا كانت النون معهن من كلمتين. فان كانت معهن من كلمة لم يجز الادغام نحو قنوان وصنوان وبنيانه - 00:06:59
والدنيا وكذا شاة زنماء وما اشبهه وذلك مخافة ان يشتبه ذلك اذا ادغم بالمضاعف الذي على مثال فعال نحو صوان وحيان وشاة ماء فعدل عن الادغام لذلك. والحالة الثالثة ان يقلب ميما من غير ادغام. وذلك اذا لقي الباء نحو ام بور - 00:07:19
وانبئهم وجدد بيض وظلمات بعضها وما اشبهه. وانما قلب ميما عندها خاصة من اجل مؤاخاة الميم للنون في الغنة ومشاركتها للباء في المخرج فقلب ميما من اجل ذلك. والحال الرابعة ان يكونا مخفيين - 00:07:47
عند باقي حروف المعجم نحو انفسكم وقوما فاسقين وان كنتم عادا كفروا ولئن قلت وقوما قلنا وما اشبهه والفاء من حيث اتصلت بالتفشي بالثاء بمنزلة الثاء في الاخفاء وانما اخفي عندهن لانهما لم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق. فيجب الاظهار للتراخي. ولم يقربا منهن كقربهم - 00:08:15
ما من حروف لم يروي فيجب الادغام للمزاحمة فاخفي فصارا عندهن لا مظهرين ولا مدغمين. وغنتهما مع ذلك باقية ومخرجهما من الخيشوم خاصة ولا عمل للسان فيهما. والخيشوم خرق الانف المنجذب الى داخل الفم - 00:08:59
واخفاؤهما على قدر قربهما وبعدهما. فما قربا منه كانا عنده اخفى مما بعد عنه والفرق بين المخفى والمدغم ان المخفى مخفف والمدغم مشدد والله اعلم. باب ذكر الحروف التي يلزم استعمالها - 00:09:18
تجويدها وتعمل بيانها وتلخيصها لتنفصل بذلك من مشبهها على مخارجها قال ابو عمرو اعلموا ان كل حرف من حروف القرآن يجب ان يمكن لفظه ويوفى حقه من المنزلة التي هو مخصوص بها - 00:09:37
على ما حددناه وما نحدده ولا يبخس شيئا من ذلك فيتحول عن صورته ويزول عن صيغته. وذلك عند علمائنا في الكراهة والقبح كلحن الاعراب الذي يتغير فيه حركات وينقلب به المعاني - 00:09:55
كما حدثني الحسين بن شاكر السمسار قال حدثنا احمد بن نصر قال سمعت ابن مجاهد يقول اللحن في القرآن لحنان جلي خفي. فالجلي لحن الاعراب. والخفي ترك اعطاء الحرف حقه من تجويد لفظه - 00:10:11
قال الحسين قال لنا احمد كان ابن مجاهد رحمه الله تعالى لعلمه بتفاوت الناس في العلم بالقراءة وقصور افهامهم يستثبت كثيرا ممن يقرأ عليه في قوله قمطريرا اشباهه لان منهم من يجعل الميم نونا - 00:10:28
قال اي ابن مجاهد وغنة الميم والنون عند الباء تشتبه. ولا يكاد من لا يعرف ان يفرق بينهما في قوله تعالى من انبأك هذا وقوله كنتم به. ونحوها في اللفظ - 00:10:47
قال لي الحسين قال لي احمد وجدت جماعة قرأوا على شيخنا وعلى غيره من القراء لا يفرقون بين النا واسلنا قال ابو عمرو والفرق بينهما ان لام الفعل في النا نون وفي اسلنا لام وكانتا قبل اتصالهما بالضمير - 00:11:08
الذي هو النون والالف متحركتين. وقبلهما الف منقلبة عياء. لان الاصل كان فيهما الان واسالا. فلما اتصلتا بالضمير سكنتا تخفيفا. وسقطت الالف قبلهما لسكونها وسكونهما. واندغمت في النون في النا لتماثلهما - 00:11:32
كمن دغمت فيها كذلك في لعنا وامنا ولكنا وشبهه ولم يندم فيها لذلك في اسلنا لاختلافهما وكون سكون اللام عارضا كما لم ينبغي فيها لذلك في ارسلنا وبدلنا وقلنا وشبهه - 00:11:52
فتشديد النون في النا وتخفيفها في اسلنا هو الفرق بينهما في اللفظ كما بيناه ومثلهما في البيان والادغام والتخفيف والتشديد في قوله فزيننا بينهم. وكذلك زينا. سواء فاعلمه. قال ابو - 00:12:20
عمرو وقد اودعت هذا الباب من حروف التجويد جملة سائرة والفاظا دائرة تخفى حقيقتها على اكثر القراء وتعزب كيفية النطق بها على جماعة من اهل الاداء ورتبتها على مخارجها حرفا حرفا - 00:12:42
وكشفت عن خاص سرها ونبهت على موضع غموضها ليقاس ما لم اذكره عليها. وترد نظائرها اليها ان شاء الله تعالى وبالله التوفيق. ذكر الهمزة وهي حرف مجهور بعيد المخرج شديد لا صورة له - 00:12:58
وقصد الامام انه لا صورة له واحدة في الخط. فمرة يكون على واو وتارة على ياء وتارة على السطر قال الامام وهو حرف مجهور بعيد المخرج شديد لا صورة له. وانما تعلم بالشكل والمشافهة. ولبعد مخرج الهمزة لا يكون قارئا من لا - 00:13:18
تشعر بيانها في قراءته ولثقلها صار فيها التحقيق والتخفيف بين بين والبدل والحذف وليس ذلك لشيء من الحروف غيرها. فينبغي للقارئ اذا همز الحرف ان يأتي بالهمزة سلسة في النطق. سهلة في الذوق - 00:13:38
من غير لكز ولا ابتهار لها ولا خروج بها عن حدها ساكنة كانت او متحركة والناس يتفاضلون في النطق بالهمزة على مقدار غلظ طباعهم ورقتها. فمنهم من يلفظ بها لفظا تستبشعه الاسماع وتنبو عنه القلوب - 00:13:56
ويثقل على العلماء بالقراءة وذلك مكروه معيب من اخذ به. وقد حدثني الحسين بن علي البصري قال حدثنا احمد بن نصر. قال حدثنا ابن مجاهد. قال انا محمد بن عيسى المقرئ - 00:14:14
قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت ابا بكر بن عياش يقول امامنا يهمز مؤصده فاشتهي ان اسد اذني اذا سمعته يهمزها. وحدثنا عبدالعزيز بن ابي غسان وحدثنا عبد الواحد بن عمر. قال حدثنا احمد بن اسحاق التنوخي - 00:14:29
قال حدثنا ابي قال حدثنا موسى ابن داوود عن ابن المبارك عن سفيان عن الاعمش انه كان يكره شدة النبر يعني الهمزة في القراءة ومنهم من يخرج الهمزة مع النفس اخراجا سهلا بغير كلفة يألفه طبع كل احد ويستحسنه اهل العلم بالقراءة - 00:14:49
المختار ولا يقدر القارئ عليه الا برياضة شديدة. وحدثني الحسين بن علي السمسار قال حدثنا ابو بكر الشذائي قال سمعت ابن مجاهد قال حفظت عن عبد الله ابن محمد ابن شاكر قال حدثنا يحيى ابن ادم قال سمعت الحسين ابن علي - 00:15:10
جعفي يقول سمعت حمزة يقول انما الهمز رياضة قال قال ابان ابن تغلبة فاذا احسنها الرجل سهلها. اي تركها بعد. ان شاء الله تعالى وفي هذا نهاية المجلس الخامس من مجالس قراءة كتاب التحديد في الاتقان والتجويد للامام الداني رحمه الله تعالى - 00:15:30
هذا وبالله التوفيق واصلي واسلم على معلم الناس الخير نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين - 00:15:55