باحث

السلام عليكم ورحمة الله في التاريخ العربي شخصيات كثيرة لم تأخذ حقها من الاهتمام. وتستحق ان يعرفها العالم كله بصورة افضل ولو كانت عند امة اخرى لانتجوا عنها افلاما ومسلسلات - 00:00:06ضَ

شخصية اليوم هي عن المقاتل المطارد والشاعر العربي الشنفرة اتحدث عنه وعن قصيدة مشهورة قالها اسمها لامية العرب. وعن اهتمام العلماء البالغ بها. وكذلك بعض ملامح قصيدة وقصة الشاعر بالتقريب لاننا لسنا متأكدين تماما في هذا الشأن. وقصة مقتله - 00:00:24ضَ

لا تنسى ان تشترك في القناة ان كنت مهتما باللغة والشعر العربي. والاعجاب بهذه القناة شاعر اليوم هو الشنفرة. فتاك كان يقتل بغرض الانتقام. وعنده كرامة لا تقبل الاهانة. ومستعد لسفك دم - 00:00:52ضَ

بالف رجل وتحمل اقصى الظروف لكي لا تجرح كرامته. وسفك فعلا دماء الكثير. وهو صاحب اخلاق عالية في نفس الوقت كان من خلعاء العرب اي الذين تبرأت منهم قبيلتهم واعلنت انها لن تحميه ولن تأخذ بثأره ان قتله احد - 00:01:10ضَ

اي هجر الناس وعاش في البادية شغل هذا الشاعر العرب من بعده بشخصيته الفريدة. وبشعره الذي حمل كثيرا من المعاني النبيلة وهناك قول ينسب الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال عن لاميته المشهورة علموها اولادكم فانها - 00:01:32ضَ

تعلمهم مكارم الاخلاق وهذه حقيقة استطيع ان اؤكدها. فهي فعلا تحتوي على كثير من مكارم الاخلاق. رغم انها تصدر عن رجل رماه المجتمع بتهمة انه منبوذ متصعلك ذكر له الرواة اكثر من اسم. يوجد ثابت ابن اواس او عمرو بن براق - 00:01:55ضَ

واكثرهم احتمالا عمرو بن مالك. وكان سريعا جدا في العدو حتى انه كان يضرب به المثل. فيقال اعدى من وكان ضخم الجسد بالغ القوة حاد الملامح. ودعي بالشنفرة وهي تعني غليظ الشفاه. لان فمه كان كبيرا. فكل - 00:02:20ضَ

كل ملامح شكله كانت تنطق بالقوة والقسوة ويعد الشنفرة من شعراء الطبقة الثانية. اي في الصف الثاني من صفوة شعراء اللغة العربية. وقصيدته لامية العرب ليست من المعلقات ولكنها توازي المعلقات في قوة اللغة وقوة البناء - 00:02:41ضَ

وسم لامية العرب يعني ان العرب كلهم كانوا ينسبونها لانفسهم. وذلك اعتزازا بها ونحن نعرف انه ازدي. اي من قبائل الازد اليمنية وان اباه قتل وهو طفل في احد الاشتباكات على يد قبيلة تدعى بنو سلامان. وهم ازديون ايضا. واخذوا الطفل الصغير - 00:03:02ضَ

وامة وتربى معهم ليكون واحدا منهم فينسى ثأر ابيه وتقول الحكايات انه كبر وهو يظن نفسه من بني سلامان واعجب بفتاة وتغزل بها. فقال لها مرة يا ابنة العم فكرهته وقالت ما انا لك بابنة عم - 00:03:26ضَ

وعندما سأل وتقصى عرف انه ليس منهم. وانهم قتلة ابيه الحقيقي فغضب اشد الغضب من هذه الخديعة وهجرهم واقسم ان ينتقم منهم اشد الانتقام. بان يقتل منهم مائة رجل فخرج من القبيلة والتحق بالصعاليق قطاع الطرق. ومنهم زعيمهم تأبط شرا. وهو ثابت ابن جابر. وهو احد فتاك العرب - 00:03:46ضَ

وشاعر ايضا كلمة تأبط شرا تعني اخذ الشر تحت ابطه. كأنه يصطحب الشر كصديق في كل مكان واعجب تأبط شرا بالموهبة الجديدة. ودربه بنفسه على كل فنون القتل والسلب والتخفي عن الرصد. وكذلك الجري السريع - 00:04:14ضَ

حتى انه اشتهر بسرعة جريه الفائقة ونسجت حول ذلك الاساطير. وعاش الشنفرة ينتقل في كل مكان ويقتل من بني السلامان ولا يستقر في بقعة محددة لكي لا يرصده اعداؤه. وهو لا يترك فرصة لقتل رجل منهم الا قتله - 00:04:34ضَ

حتى انه قتل رجلا منهم في منى وقت حج العرب. وذكر ذلك في قصيدة فقال شفينا بعبد الله بعض غليلنا واقسم بنو سلامان على قتله. وهناك قصة تروى في هذا الشأن وهي انهم جهزوا رجالهم وانطلقوا في غارات يطاردونه - 00:04:54ضَ

لبثوا فترة حتى علموا انه في جبل فيه عسل وعلموا ان تحت الجبل بئر هي مصدر الماء هناك. ولابد لمن في المكان ان يمر عليها فكامنوا حولها حتى اذا اتى الليل اقترب. ولكنه لم يكن ليأتي مباشرة ليشرب. فقد كان يتقن اساليب كشف - 00:05:15ضَ

قلع احدى نعليه ومشى حافيا برجل واحدة. ليجعل صوت خطواته غريبا. فلا يعرف الراصد اهذا حيوان يقترب ام انسان وشك الشباب من الراصدين بالصوت. ولكن شيخا اخبرهم الا يتحركوا. فهذا الخبيث يقترب - 00:05:38ضَ

وعندما اقترب فعل حيلة اخرى. وهي انه ارتد بسرعة يجري واحدث صوتا كأنه اكتشف وجود رصد. فان كان هناك رصد فعلا سيظنون انهم كشفوا وسينطلقون وراءه. وهكذا سيجرهم بعيدا ثم يقتلهم - 00:05:59ضَ

ومرة اخرى كاد الشباب ينخدعون فقد ارادوا ان يطاردوه قبل ان يفلت فامرهم الشيخ بالجلوس مرة اخرى فانه سوف يعود وعاد فعلا وهو يظن ان البئر خالية. فاقترب ووضع سيفه على حافتها ونزل ليشرب - 00:06:18ضَ

فاطبق عليه اصحاب الكمين ولم يدري الا وهم فوق البئر ومعهم سيفه فعرف انه مقتول اخذ اسيرا في بني سلامان وعرض على الناس وقبل قتله قالوا له قل شعرا وقال انما النشيد على المسرة. اي ان الشعر لا يقال الا وانا مسرور افصح عما في نفسي. ولكن رغم ذلك عندما قالوا - 00:06:39ضَ

له اين تحب ان نقبرك؟ اي اين تحب ان يكون قبرك بعد ان نقتلك؟ قال ابياتا من الشعر ساضع لها شرحا مكتوبا في وصف في الحلقة وقال لا تقبروني ان قبري محرم عليكم. ولكن ابشري ام عامري. اذا احتملوا رأسي - 00:07:07ضَ

في الرأس اكثري وغدر عند الملتقى ثم سائريه هنالك لا ارجو حياة تسرني. سجيس الليالي مبسلا بالجرائر قد قلت لها قد كان ذات مرة ولست على ما عهدت بقادري وكان قتله تقريبا قبل سبعين سنة من الهجرة النبوية. اي ثلاثين سنة قبل مولد الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:07:29ضَ

طبعا توجد نسخ كثيرة من القصة غير هذه. فكما قلت لكم توجد حالة من الضبابية حول قصته. وما يهمنا هو شعره له قصائد كثيرة اشهرها اللامية. اي التي تنتهي بحرف اللام. توجد في اللغة العربية قصائد لامية كثيرة. تسمى - 00:08:00ضَ

ما كل واحدة منها باسم قائلها كما هي العادة. ولكن هذه بالذات تسمى لامية العرب. اي انها تخص العرب جميعا وذلك من فرط اعجابهم بها. وهي واحدة من اشهر قصائد الشعر العربي - 00:08:21ضَ

وله قصيدة رائعة اخرى ضمن ديوان المفضليات تبدأ بالبيت الذي يقول الا ام عمرو اجمعت فاستقلت. يمدح في اولها زوجته واخلاقها وكيفية حفاظها على شرفه بطريقة راقية جدا اللامية قصيدة متفردة. لانها مختلفة. يقول فيها كلاما يختلف عما يقوله الشعراء عامة في القصائد - 00:08:38ضَ

ففيها حزن شديد. وحديث للنفس لرجل اهم شيء عنده كرامته. ومستعد تماما لتحمل كل انواع الشقاء في سبيل ذلك رغم انه يوضع في خانة القتلة والصعاليك. ولكنك لا تستطيع الا ان تبدي اعجابك بشخصيته - 00:09:05ضَ

يتكلم فيها بصدق شديد عن دواخل نفسه وما يفكر فيه وتولى كثير من علماء اللغة شرح هذه القصيدة في كتب كاملة خصصت لها لوحدها. وهذا يدل على قدرها الكبير منها شرح لامية العرب لابن ذاكور محمد الفارسي - 00:09:25ضَ

والزمخشري كتب كتابا سماه اعجب العجب في شرح لامية العرب وشرح لامية العربي للسيد ابراهيم الرضوي وهذا رجل هندي. يعني انه غير عربي. وشرح واحدة من اعلى قصائد اللغة العربية - 00:09:46ضَ

واظن انه ليس لكم كعرب عذر في استصعاب الشعر العربي ساضع رابط كتابه في وصف الحلقة للتحميل يبدأها بتوجيه الخطاب الى اخوته. فيقول لهم انه سيهجرهم. لان قلبه اصبح يميل عنهم الى قوم اخرين - 00:10:04ضَ

فقد انقبض قلبه منهم ويخبر ان الارض واسعة يستطيع الرجل الكريم فيها الابتعاد عن الاذى ويقول ان الحيوانات ووحوش الصحراء تكون اقرب لقلبه من البشر ونراه يثني على الضبع والذئب. فهي لا تفضح سره ولا تخذله - 00:10:24ضَ

ويؤنسه في وحدته قلبه الشجاع. وسيفه المسلط وقوسه القوية. ويتغزل في شكل قوسه المرصعة وصوتها عندما تطلق اسهمها ثم يدافع عن اخلاقه وترفعه عن الشهوات وتعويد نفسه على القوة. فيقول انه لا يسرع في مد يده عندما يرى الطعام - 00:10:45ضَ

لان اعجل الناس هم ادشعهم واطمعهم. وانه عود نفسه على تحمل الجوع حتى ما عاد يشعر به ويستف من تراب الارض ياكله ولا يسمح لاحد ان يفخر عليه. حتى وان امات نفسه من الجوع. وينتقد الرجال الكسالى - 00:11:08ضَ

بلا عمل ويسمعون كلام نسائهم. ولا رأي لهم وهم ضعاف حتى انهم يخافون الظلام. فقد ارتضى لنفسه حياة القسوة البالغة في سبيل ما يراه اكرم له. ووصف مشاهد الجوع والحرمان القاسية التي وضع نفسه فيها واثرت على جسده - 00:11:28ضَ

وبالغ في وسط مشاهد الجوع والحر في الصحراء. وتحدث بكرامة عن الاخلاق التي يتحلى بها يفخر ايضا ببراعته في الاغارة ليلا والسلب حتى انه يدخل القبيلة ويخرج منها من غير ان يشعر به احد - 00:11:48ضَ

ويتساءلون في الصباح هل احسستم بحيوانات كانت بين خيمكم تفاصيل قصة الشنفرة وروعة شعره كثيرة حتى القصائد الاخرى غير اللامية ان شاء الله سابدأ في شرح اللامية من الحلقة القادمة. وانا متأكد ان هذه القصيدة ستعجبكم كثيرا - 00:12:06ضَ

هنا تنتهي هذه الحلقة. شكرا لكم على الاستماع ولا تنسى الاعجاب بالحلقة ومشاركتها مع الاصدقاء والاشتراك في قناة مدرسة الشعر كذلك اخبرنا عن رأيك في قسم التعليقات اسفل الحلقات كان معكم محمد صالح. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:28ضَ