باحث

السلام عليكم ورحمة الله اهلا وسهلا بالمشاهدين الاعزاء. في حلقة جديدة من حلقات قصة اللغة العربية هذه الحلقة مهمة جدا اعرف انني رددت كلمة مهمة كثيرا ولكن هذه الحلقة فعلا مهمة - 00:00:04ضَ

من طبيعة العلوم انها تنشأ على يد مجموعة من الرجال ثم يأتي رجال اخرون بعقلية مختلفة قليلا فيضعون بصمتهم خاصة وينشئون طريقة اخرى. فتنشأ مذاهب ومدارس مختلفة وعلم النحو ليس استثناء من هذا. فبعدما شب في مدينة البصرة اتت مدينة الكوفة لتضع بصمتها الخاصة - 00:00:22ضَ

فقد بدأت كفرع منها ثم حاولت بجهد حثيث ان تستقل بمدرسة اخرى جاءت الكوفة باختلافات تركت اثرها في تاريخ علم النحو ولكن كان لها ايضا بعض الفوائد. وهذا هو موضوع حلقة اليوم - 00:00:48ضَ

وينبغي ان نكون واقعيين والا ننظر للامر بشكل سلبي فهذا الاختلاف والتنوع من سنة الله في الخلق. البشر دائما يختلفون ويتجادلون وهذا الجدال هو ما يقود للصواب اذا تم بالطريقة الصحيحة - 00:01:06ضَ

البعض يعترض على مسمى مدرسة الكوفة. لانه يعتبرها مجرد تغييرات على اصل معروف ولكن حقيقة الامر انها استقلت فعلا. واتى عليها اجيال من علمائها وواصلوا طريقتها الخاصة لهذا فهي تعتبر طريقة او مدرسة اخرى ولا تهم المسميات - 00:01:24ضَ

الكوفة فعلا انشأت او حاولت انشاء نحو مختلف عن البصرة وهنا انبه انني كباحث في هذا الموضوع احاول التحدث بموضوعية ولكن يجب ان يكون لكل انسان رأي. فاذا رأيتني اتخذت جانبا فهذا طبيعي. ويمكن ان يخالف قسم من المشاهدين الرأي - 00:01:46ضَ

الذي اتخذه ولا توجد مشكلة في هذا سنتكلم في هذه الحلقة عن ثلاثة اختلافات رئيسية بين المدرستين ثم نتكلم عن العيوب والمزايا لهذا الانقسام النحوي. ونتناوله بشيء من التحليل ثم نجاوب عن سؤال مهم - 00:02:08ضَ

هو ما النحو الذي ندرسه الان اتمنى ان تشاهدوا هذه الحلقة للنهاية حتى لو طالت قليلا لم تبدأ الكوفة دراسة لغة العرب من الصفر كما علمنا من الحلقات السابقة فقد ارتكزت على الاسس التي وضعتها مدينة البصرة طوال مائة عام - 00:02:29ضَ

ولهذا السبب يدرس النحو البصري اولا ومما يذكر في هذا الشأن ان الكوفيين كانوا يأخذون من البصريين فيما يتحرج البصريون الاخذ من الكوفيين لانهم يرون انهم اهل الصناعة ولانهم يرون ان النحو الكوفي غير منضبط - 00:02:55ضَ

وقد بدأ هذا الامر عندما اراد الكسائي رحمه الله ضم شواهد كلام العرب النادر ليحافظ على صحة قراءات القرآن ولكن الامر تحول في الجيل الثاني الى صراع تغذيه الخصومة السياسية والرغبة في التفوق واحيانا الرغبة في التميز - 00:03:15ضَ

والاختلاف الكوفيون كانوا يرغبون بشدة في صنع طريقتهم الخاصة والمصريون ايضا ينافسون الكوفيين لانهم كانوا يرون انفسهم اصحاب العلم وان الكوفة تستقوي عليهم بمكانتها عند الخلفاء وان المنافسة لم تكن عادلة. فقد كان الكوفيون فعلا مقربين من خلفاء بني العباس - 00:03:35ضَ

ومن المهم ان نعلم ان الكوفة لا تخالف البصرة في الاركان الرئيسية للنحو لانها بنت ارائها على ما استقر في البصرة من اركان بهذا سترى نفس التقسيمات الرئيسية ونفس الطريقة في محاولات التعليل - 00:04:01ضَ

ومع ذلك حرصت على ان تشق لنفسها طريقا خاصا فيما بعد تتميز الكوفة بثلاث صفات رئيسية او ثلاثة تعديلات وضعتها على طريقة البصرة اولا الاتساع في الرواية بحيث يقبلون الاشعار النادرة واللغات الشاذة - 00:04:17ضَ

ثانيا الاتساع في القياس بحيث يقاس على النادر والشاذ دون التقيد بندرته واحيانا يجرون القياس دون السماع كما سيأتي في الحلقة هذه القواعد ليست دائمة. فهم احيانا يفعلون مثل البصريين ويعتمدون على المنطق والقواعد التي يضعونها - 00:04:38ضَ

ثالثا المخالفة في المصطلحات النحوية بابتكار مصطلحات جديدة لنفس المسميات مع انهم لم يغيروا المضمون ولم يخترعوها لاول مرة ومع هذا حرصوا على اعادة التسمية للاستقلال عن المصريين كما انهم خالفوهم في التعليلات النحوية - 00:05:00ضَ

ومن المهم التأكيد ان الاختلافات بين المدرستين ليست حدودا قاطعة ايضا. هناك كثير من التبادل والتداخل. وقد يتفق المصري والكوفي في مسائل ويختلفان في اخرى. وقد يختلف اثنان من نفس المدرسة في مسائل وهكذا - 00:05:21ضَ

وبعد فترة من التفاعل بين المدرستين يأخذ كل فريق افضل ما عند الاخر ليظهر النحو بالصورة النهائية والان نتكلم ببعض التفصيل اولا الاتساع في الرواية اهم اختلاف بين البصرة والكوفة هو اتساع الكوفيين في قبول عبارات واشعار كل العرب. لانهم اعتبروا ان كل العرب حجة - 00:05:40ضَ

فاخذوا من الفصحاء وغير الفصحاء. من البدو والحضر. وممن جاور العجم او لا. وسواء تكرر اللفظ كثيرا ام ورد مرة واحدة وربما يبنون قاعدة كاملة على بيت واحد من الشعر حتى لو كان غير مشهور - 00:06:06ضَ

وفي معجم الادباء فقرة تذكر ان البصريين قالوا عن الكسائي انه كان يسمع الشاذ الذي لا يجوز من الخطأ واللحن والشعر لغير اهل الفصاحة فيجعل ذلك اصلا ويقيس عليه حتى افسد النحو - 00:06:24ضَ

اما البصريون فكما ذكرنا فقد تشددوا جدا في من يأخذون عنه الاقوال كما بينا في حلقات اخرى ولا داعي للتكرار ولكن لكي تتصوروا شدة البصريين اذكر انهم لم يكونوا يأخذون عن ابناء قبائل بكر وتغلب رغم شهرة اجدادهم - 00:06:41ضَ

في عصر المعلقات الجاهلي لانهم يخالطون الفرصة في السكن منذ زمن طويل ولا عن بني عبد القيس النازلة في البحرين لمخالطتها الفرس والهند اما الكوفيون فكانت نظرتهم مختلفة اذ اعتبروا ان كلام كل العرب صحيح ويؤخذ منه - 00:07:01ضَ

فلم يفرقوا ولم يتحروا عن فصاحة من يأخذون منه الكلام وهذه الطريقة الكوفية كما ذكرت في حلقة الكسائي تحفظ الكلمات النادرة ولكنها تؤدي الى اضطراب عند وضع القاعدة وكان البصريون يثقون في منهجهم ويتفاخرون على الكوفيين في هذا الشأن - 00:07:22ضَ

قال بعضهم مقولة طريفة نحن نأخذ اللغة عن حرشة اي اكلت الضباب وهو الحيوان الصحراوي واكلت اليربيع. يقصد البدو الخلص ابناء الصحراء وانتم تأخذونها عن اكلة الشواريز جمع شيراز وهو اللبن الرائق المصفى. وقيل نوع من الجبن. وباعت الكواميخ - 00:07:43ضَ

جمع كامخ وهو ما يشتهى من الطعام كالمخللات هذه الاكلات ليست من اكلات العرب. ولم تعرفها الا بعد الفتوحات في فارس يقصد ان يقول انكم تأخذون اللغة من اهل المدن المخالطين للاعاجم والمتأثرين بهم - 00:08:07ضَ

اما نحن فنأخذها من الذين تجري في عروقهم العروبة الصحراوية الاصلية اما في القياس فكان الكوفيون ايضا اكثر تساهلا في استخراج الشاهد الذي تؤخذ منه القاعدة اما البصرة فقد اشترطت كعادتها ان تكون الشواهد التي تؤخذ منها الاقيصة مضطردة على السنة العرب حتى تستخرج من - 00:08:25ضَ

قاعدة عامة وبهذا احكموا النحو واذا قابلهم مصطلح لا يضطرد مع القاعدة فانهم يقولون انه لحن او نادر ولا يعنون به تخطئة العرب الاوائل كما يظن البعض. بل يقصدون انهم لن يأخذوا به في وضع القاعدة - 00:08:50ضَ

اما الكوفيون فتوسعوا في القياس واخذوا حتى ممن فسدت عربيتهم وعلى الجهة الاخرى استعملوا القياس احيانا بدون استناد على اي سماع وقد اجازوا جملة قام زيد لكن عمرو باستعمال لكن كحرف عطف بالايجاب اي غير نافية مع ان هذا لم يسمع - 00:09:10ضَ

من العرب على الاطلاق واحيانا كانوا يرفضون السماع. فقد رفضوا اعمال اسماء المبالغة في بعض اقوال العرب الفصحاء واشعارهم. وقد عملت فيها صيغ فاعول وفعيل ومفعال وفعل واوردها سيبويه في مثال اما العسل فانا شراب. بنصب العسل مفعولا به لشراب - 00:09:33ضَ

ولكن الكسائي والفراء رفضا عملها رغم سماعها من العرب بحجة انها قسم من اسماء الافعال. واسماء الافعال قسم من الفعل المضارع وهكذا فضلوا نظرياتهم اي القياس على الكلام المسموع ومن المعروف ان الفراء وهو الرجل الثاني في النحو الكوفي والمنظر الحقيقي للمدرسة ومن اكسبها صورتها بعد الكسائي كان متكامل - 00:09:57ضَ

لمن معتزلا ولهذا كان يكثر من الحجج الكلامية بهذه الطريقة وفي الكتب التي تناقش الاختلافات بين الكوفيين والبصريين تجد الجدالات الكلامية والتعليلية من الطرفين على حد سواء اذكر هذا لان البعض يصف النحو الكوفي بانه قائم فقط على التوسع في السماع بعكس البصريين الذين يستعملون المنطق - 00:10:26ضَ

ربما كان هذا صحيحا الى حد ما في حالة الكسائي ولكن الفراء ومن بعده استعملوا المنطقة كثيرا ايضا ولم تكن مدرسة الكوفة مبنية فقط على الاستماع السمة الثالثة للنحو الكوفي وهي اكثر نقطة تدل ان الكوفيين كانوا يقصدون قصدا مخالفة البصريين - 00:10:53ضَ

هي انهم حاولوا تمييز مدرستهم بمصطلحات جديدة. ومختلفة عن البصريين مع انها تصف نفس الشيء تماما فلا حاجة لاسم جديد وكذلك مخالفتهم في باب العوامل والتعليلات ونلاحظ ان هذا الامر بدأ مع الجيل الثاني مع الفراء بشكل خاص - 00:11:16ضَ

ابدأ بعض المصطلحات التعليلية. ومنها مثلا مصطلح الخلاف وهو عامل معنوي اي غير ظاهر. جعلوه علة نصب الظرف اذا وقع خبرا. في نحو محمد ام ومن ذلك اصطلاح الصرف جعله الفراء علة لنصب المفعول معه - 00:11:38ضَ

ومن هذا مصطلح التقريب وهو خاص عندهم باسم الاشارة هذا. في مثل هذا زيد قائما اعتباروا ان هذا في هذه الجملة من اخوات كان وزيد اسم مرفوع قائما خبر هذا منصوب. وهو اعراب غريب - 00:12:00ضَ

بينما يعرب البصريون كلمة قائما حال منصوبة وما قبلها مبتدأ وخبر اما المصطلحات النحوية التي اتوا بها فكثيرة منها الفعل الدائم ويقصدون به اسم الفاعل الفعل المستقبل او المستقبل يقصدون به الفعل المضارع والامر معا - 00:12:21ضَ

بانه معتبر مضارع والامر شيئا واحدا اما الضمائر فسموها المكنى والكناية والظرف الصفة والمحل البدل اطلقوا عليه الترجمة التمييز اطلقوا عليه التفسير لا النافية للجنس لا التبرئة الصفة اطلقوا عليها النعت - 00:12:44ضَ

حروف النفي اطلقوا عليها حروف الجحد حروف الزيادة وهي الحروف التي تأتي لتأكيد الفعل سموها حروف الصلة والحشو الممنوع من الصرف اطلقوا عليه ما يجري وما لا يجري. والامثلة في هذا كثيرة - 00:13:10ضَ

وقد قاموا بهذا على الرغم انهم درسوا جميعا كتاب سيبويه بما فيه هذه المصطلحات ولكنهم ارادوا ان يختلفوا عنه وقد اندثر استعمال مصطلحات الكوفيين ما عدا النعت وعطف النسق. لان ابن ما لك استعملهما فيما بعد في الالفية - 00:13:29ضَ

اما مصطلحات المصريين فسادت اولا لانها وضعت اولا. ثانيا لانه لا توجد حاجة لوضع مصطلحات جديدة. وهي لا تقدم اي اضافة في المعنى بل وضعت فقط لاجل الاختلاف اما اكثر مثال يدل انه وضع فقط لاجل الخلاف او التميز عن البصرة - 00:13:49ضَ

ان البصرة وضعت مصطلحات الرفع والنصب والجزم والجر على الحالات الاعرابية فيما وضعوا الفتح والضم والكسر والسكون لحالات البناء. فيقال مبني على الضمة فحاول الكوفيون عكس هذه المصطلحات ويطلقون القاب الاعراب على المبنيات والقاب المبنيات على المعربات - 00:14:12ضَ

وهو امر لا حاجة له على الاطلاق. وكان سيحدث فوضى عارمة لو استمر ولكن لم يؤخذ به مصدر هذه المعلومة هو ما نقله الدكتور شوقي ضيف في شرح الرضي على الكافية وشرح ابن يعيش - 00:14:38ضَ

وفي العوامل قال البصريون ان المبتدأ مرفوع بالابتداء اي لانه اول الجملة وسبب رفع الخبر انه وقع خبرا للمبتدأ اما الكوفيون فقالوا ان الخبر والمبتدأ يرفع بعضهما بعضا فهما مترافعان - 00:14:55ضَ

وهو تكلف شديد وقد تجادل الجرمي البصري مع الفراء الكوفي في هذه المسألة فافحمه وسوف اذكرها في حلقات لاحقة واضرب مثلا في بيان اشتداد الكوفيين في الخلاف مع المصريين واستعمال المنطق ايضا مخالفتهم في تعليل الاستثناء - 00:15:12ضَ

في مثل قام القوم الا محمدا قال البصريون ان محمدا منصوبة بالفعل قبلها بواسطة الا وذهب بعضهم ان الا هي الناصبة ببساطة اما الكسائي فقال انها منصوبة بحرف ان مقدرا. اي غير ظاهرة بعد الا - 00:15:34ضَ

فهو يقدر الجملة بقام القوم الا ان محمدا لم يقم. فحذفت ان وحذفت لم يقم ايضا. وهو تمحن وتعقيد بعيد اما الفراء فزاد التعقيد اكثر من استاذه عندما قال ان الا اصلها ان مشددة ولا. وحذف التشديد من ان للتخفيف فاصبحت ان. واضهمت النون الاولى - 00:15:56ضَ

اله فاصبحت الا. وترافق هذا مع تقديم وتأخير واصل الجملة عند الفراء هي قام القوم ان محمد لا قام وهكذا ترون ان هذا تكلف اشد من تكلف الكسائي ويظهر فساد تفسيره في الحالات التي يكون فيها المستثنى مرفوعا. اذ لا يصلح هذا التفسير على الاطلاق - 00:16:23ضَ

والان نختم الحلقة بشيء من التحليل حول ظاهرة انقسام النحو الى كوفي وبصري من الواضح ان الكوفة اقامت مدرسة نحو مستقلة عن البصرة لها سمات واضحة ولكنها لم تكن محكمة مثل مدرسة البصرة - 00:16:47ضَ

النحو البصري هو الذي ساد لانه وضع من البداية بطريقة ادق رغم ما فيه من تعقيد بسبب المنطق. ولكنهم فهموا ما الذي ينبغي ان يكون عليه النحو النحو الكوفي بوجه عام اقل انضباطا. لان كل قاعدة يوجد لها اوجه لا تنتهي. لانهم قبلوا السماع من كل المصادر - 00:17:10ضَ

بغض النظر عن اصالتها او تكرار استعمالها عند العرب. واعتبروها كلها صحيحة لهذا من الصعب جدا ان تضبط التعريفات. لانه دائما توجد اوجه اخرى لا تنتهي واستثناءات ربما تتعارض مع القاعدة - 00:17:33ضَ

الاساسية تماما. كما انه يحتوي المنطق مثل البصريين كما تجدر الاشارة ان النحو الكوفي مبني على النحو البصري ورغم شهرة الخلاف فان ما اتفق عليه اكثر من الاختلافات. ولكن الاختلافات هي التي تشتهر - 00:17:51ضَ

النحو الكوفي هو فرع خرج من الاصل البصري ثم استقل مع الوقت بخصائص جديدة. ولكنه ظل محتفظا بنفس الهيكل العام مع ذلك فقد افاد هذا الخلاف الكوفي المصري البصري دراسة العربية من عدة نواح - 00:18:09ضَ

اولا حفظ بعض الاثار الواردة عن العرب. ولو انها لا تستعمل مصدرا للنحو ولكنه حفظها من باب التوثيق ثانيا افادت هذه النقاشات المطولة في اخراج كتب النحو اللاحقة التي اخذت افضل ما في المدرستين - 00:18:27ضَ

قيام هذا الخلاف ادى الى اثراء النقاش والمراجعة الدقيقة لكل مسألة لغوية. واخذ العلماء اللاحقون بفحص الاقوال المختلفة واخذوا بالرأي الاصوب في كل مسألة. فظهر الشكل الجديد من النحو الذي يجمع اقوال كل العلماء من المدرستين - 00:18:46ضَ

ولو انه ارتكز بشكل اكبر على النحو البصري بعض الكوفيين وخاصة الكسائي كان اقل اعتمادا على المنطق من البصريين. ولو انه يستعمله كما اوردت من امثلة فاذا وردت كلمة من العرب فانه لم يكن يكثر من الغوص في تعليلها. بل يقول انها صحيحة لانها خلقت هكذا كما قال الكسائي - 00:19:05ضَ

ولكن كما ذكرت ان الفراء وهو الرجل الثاني في الكوفة وهو في مقام سيبويه بالنسبة للبصرة كان يكثر من التكلم والفلسفة والمنطق اذا ما الذي ندرسه الان النحو الذي ندرسه باختصار هو خليط من المذهبين مع غلبة للنحو البصري - 00:19:29ضَ

وبعدما تم اجراء المراجعات والتحسينات عليه على مر الزمن مع اضافات من اختيارات ابن مالك العالم المشهور صاحب الالفية. الاندلسي مولدا الدمشقي وفاة لان هذا العالم كتب الله له القبول وشروح الفيته هي التي شاعت في العالم بعد ذلك واشتهرت - 00:19:52ضَ

وكان ابن ما لك رحمه الله ككل المتأخرين ينتقي من المدرستين في النهاية احب ان انبه ان بعض المدرسين يتعمدون استعراض الخلافات بين المصريين والكوفيين في كل مسألة فيكثرون ذكر الاراء. وهذا يصعب دراسة اللغة العربية في الوقت الذي نريدها ان تقدم بشكل سلس كي تنتشر - 00:20:13ضَ

وخاصة اذا لم يكن هناك ضرورة لذكر هذه الاختلافات وليس كل خلاف معتبر. لان اغلبها مردود عليه بصورة او اخرى وعرض النقاشات الكثيرة في كل مسألة من الامور التي جعلت الناس يستصعبون دراسة اللغة - 00:20:41ضَ

وقد كانت هذه الخلافات نتيجة عصور اخرى في بداية وضع العلم ونحن الان لا نملك الرفاهية لتكرارها لقلة اهتمام الناس باللغة العربية في الجملة فلا داعي لاضاعة وقت الناس شكرا جزيلا على متابعتكم لهذه الحلقة - 00:20:59ضَ

لا تنسى ان تضع علامة الاعجاب وان تشترك على قناة مدرسة الشعر العربي شكرا لكم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:21:18ضَ