الله جل وعلا يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وهذا الاصطفاء عن علم شامل كامل محيط بما كان وما هو كائن وما سكون اصطفاهم الله جل وعلا وهو يعلم قلوبهم - 00:00:00
واحوالهم اصطفاهم ليرغب الخلق في الاقتداء بهم وبأقوالهم وافعالهم وهم صفوة الخلق وخلاصة البشر واجتباء البشرية وكأني المح ان هذا الاصطفاء او الاجتباء لهؤلاء الكرام ولال عمران انما هو توطئة حقيقية - 00:00:21
للحديث عن نبي الله عيسى على نبينا عليه الصلاة والسلام الذي اختصه ربنا جل وعلا بالتفصيل في هذه السورة العظيمة دون سائر من ذكر معه من الرسل والانبياء منذ البداية - 00:00:59
اصطفاه الله جل جلاله لا اقول بعد الميلاد بل قبل ان يولد بل قبل ان يولد بقول امي مريم بقول ام مريم وهي حنة بنت فاقوزة ومنهم من قال بنت فاقود - 00:01:20
التي من الله عز وجل عليها واجرى على قلبها ولسانها هذا الدعاء المبارك العظيم ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم اي اجعله خالصا - 00:01:46
متفرغا لعبادتك وطاعتك ولذكرك وتسبيحك وتهليلك ثم لخدمة هذا البيت الكريم تقصد بيت المقدس قالت ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا - 00:02:08
محررا من كل عبودية الا لك ومن كل عمل الا لوجهك الكريم تقبل مني هذا النذر انك انت السميع العليم قال محمد بن اسحاق ان امرأة عمران كانت لا تحمل - 00:02:35
كانت لا تحمل قرأت يوما طائرا يطعم فرخه الصغير اشتهت الولد فدعت ربها جل وعلا ان يهبها ولدا فاستجاب الله دعاءها فلما تحققت من حملها في بطنها نذرته للتو لربها جل جلاله - 00:02:59
ليكون متفرغا للطاعة والعبادة وخدمة بيت المقدس وتضرعت الى السميع الذي يسمع دعاءها والى العليم الذي يعلم صدقها واخلاصها في نيتها ليتقبل الله جل وعلا منها مستجاب السميع العليم فلما وضعت - 00:03:22
هذا المولود رأته انثى ومن المعلوم ان الانثى لا تصلح لخدمة بيت المقدس وسط الرجال وقالت وكأنها تعتذر لربها سبحانه فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وهو الذي وهب سبحانه وتعالى - 00:03:49
فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذرية من الشيطان الرجيم ما اجمل هذا ورب الكعبة ودت حنا - 00:04:20
ام مريم قال لو كان المولود الذي نذرته لربها جل وعلا وهو في بطنها ودت ان لو كان ولدا ذكرا ليكون اكفأ واقدر على خدمة بيت المقدس لاني المح اعتذارا - 00:04:44
منها لربها جل جلاله والمح منها استمطارا واستجلابا بفضل الله سبحانه ولاحسانه وجوده وبره وعطائه وامتنانه فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم ما وضعت فالله جل جلاله ولا يحتاج الى اعلامها - 00:05:03
بل هو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون بل هو الذي وهبها هذه الانثى المباركة المتفردة في عالم النساء لحكمة ارادها وشاءها وقدرها جل جلاله وليس الذكر كالانثى - 00:05:29
ايوة ليس الذكر الذي هو معتاد اصلا للنذر الانثى التي وضعتها عند الانثى من العوارض المعلومة عند النساء ما يمنعها من المكث في المسجد وكأنها تخوفت الا يكون ما وضعته - 00:05:50
كافيا لنذرها مع ربها جل جلاله. انظروا الى اصحاب القلوب التقية النقية خافت الا يكون ما وضعته كافيا لنذرها مع ربها جل جلاله فجعلها الحق الذي وهب اكمل واشرف واعظم مما اشتملت عليه نيتها - 00:06:12
ومما اشتمل عليه نذرها جعلها اشرف من رتبة الذكورة التي كانت تعهدها امها. فجعل مريم عليها السلام اتم واكمل من معهود نذرها وصادق نيتها واخلاص رجائها تفضلا منه واحسانا منه وكرما منه وبرا وجودا - 00:06:37
سبحانه وتعالى بصدقها واخلاص نيتها ووفائها بعهدها بل واختار سبحانه هذه الانثى التي وهبها لام مريم اختارها لتكون متفردة في عالم النساء من لدن حواء الى ان يرث الله الارض ومن عليها - 00:07:03
لتكون متفردة بهذه المعجزة العظيمة بهذه المعجزة الخارقة لقوانين ونواميس هذا الكون لتكون اما لنبي عظيم كريم صاحب شريعة مستقلة بل ومقررا بعده لاعظم الشرائع ثم قالت واني سميتها مريم - 00:07:32
ما معنى مريم لماذا اختارت هذا الاسم الرقراق الجميل مريم بلغتهم معناه العابدة الله العابدة المتبتلة الخادمة لربها جل جلاله واني سميتها مريم لتتفرغ لعبادتك للتبتل للتضرع للدعاء للخدمة خدمة ربها وخدمة بيت ربها سبحانه - 00:08:05
ثم تفضل الله جل جلاله عليها فزادها تشريفا وتعظيما واكراما تسمى سورة من سور القرآن باسمها انها سورة مريم وهي السورة الوحيدة القرآن الكريم كله التي تسمى باسم سيدة من نساء العالمين - 00:08:50
لا يوجد صورة اخرى في القرآن باسم سيدة اخرى ولو كانت بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم ولو كانت زوج المصطفى وانما هي سورة وحيدة في القرآن الكريم كله. انها سورة - 00:09:23
مريم العابدة المتبتلة العذراء البتول الخاشعة الخاضعة وقد ورد اسم مريم القرآن الكريم منفردا ومقترنا بعيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام اربعا وثلاثين مرة اربعة وتلاتين مرة ذكر الله اسم مريم - 00:09:42
مقترنا بعيسى او منفردا بالله عليكم هل تدبرتم هذا الشرف يذكر الحق جل جلاله اسم مريم اربعا وثلاثين مرة اما منفردا وحده واما مقترنا بعيسى ابن مريم على نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:10:14
ولا زالت امها في تضرعها ومناجاتها لربها جل جلاله وقالت واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم واستجاب الله دعاءه مرة اخرى واخرى واخرى - 00:10:36
واعادها ربها سبحانه من الشيطان الرجيم ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من بني ادم مولود الا يمسه الشيطان - 00:11:08
حين يولد ما من بني ادم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ويستهلوا الصبي صارخا من الشيطان غير مريم وابنها ثم يقول ابو هريرة اقرؤوا ان شئتم قوله تعالى واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم - 00:11:30
فكان فضل الله عليها وعطاء الله لها اعظم من مطلوبها فما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد ويختاره كما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد ويختاره ومن اللطائف - 00:12:01
الرقيقة في دعاء ام مريم انها قالت بصيغة الفعل المضارع واني اعيذها اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم طلبت من الله وسألته ان تكون الاستعاذة وان يكون المنع والحفظ لا من الشيطان مستمرة - 00:12:26
ان تكون الاستعاذة والمنع والحفظ من الشيطان الرجيم مستمرا دون انقطاع بخلاف قولها قالت ربياني وضعتها خلاص فعل ماضي وبخلاف قولها واني سميتها مريم خلاص فعل ماضي عبرت بالخبرين بصيغة الفعل الماضي لانقطاعهما وانتهائهما - 00:12:50
اما في هذا الموطن واني اعيذها اعيدها ارجو ان يكون تكون الاستعاذة وان يكون المنع وان يكون الحفظ من الشيطان دائما مستمرا فلم تعبر عنه بصيغة الفعل الماضي كما فعلت في الفعلين الماضيين - 00:13:16
واصل العوذ كما قال الراغب غيره الالتفاء الى الغير والتعلق به يقال عاد فلان بفلان اي استجار به ولم تكتفي باعادة مريم من الشيطان الرجيم بل اعاذته وعاذت ذريتها كذلك - 00:13:34
وكأنها رجت ربها سبحانه وتعالى ان يبارك مريم وان يتقبلها حتى تكبر وترزق بالذرية انظروا الى هذه اللفتة الجميلة وذريتها كأنها رجت ربها ان تكبر مريم وان يكون وان تكون لها ذرية وان ترزق بها - 00:14:00
فتقبل الله جل وعلا دعاءها ايضا وتقبل نذرها فلما اخبر سبحانه وتعالى بانه جل جلاله اجاب دعاءها قال فتقبلها ربها بقبول حسن فتقبلها ولم يقل فقبلها ليكون قبولا وعطاء واحدا منقطعا من التتابع والتواصل لا - 00:14:30
بل تزال بركة تحريرها ونذرها لله جل وعلا متجددة في نفسها وعائدة على ذريتها ويتجلى هذا في فضل الله واحسانه في قوله فتقبلها ربها ليس قبولا عاديا بل بقبول حسن - 00:14:59
فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا تقبلها قبولا حسنا مباركا يقتضي الرضا والاثابة والفضل والاجر والبركة رضيها محررة لطاعته وعبادته وخدمته وخدمة بيت المقدس وانبتها نباتا حسنا اي رباها - 00:15:18
تربية كريمة على عينه جل جلاله وصانها من كل سوء وحفظها من كل مكروه باطنا وظاهرة كما ينبت النبات الغض في بيئة طيبة وتربة صالحة حتى ترعرعت مريم عليها السلام - 00:15:54
في بيئة الطاعة الصلاح والعبادة والعفة والطهر لان الله جل جلاله يهيئها لامر عظيم سيحدث في تاريخ البشرية الطويل لاول مرة وكان من عظيم فضل الله تبارك وتعالى عليها ان يتولى رعايتها من البشر - 00:16:22
نبي كريم من انبياء بني اسرائيل وهذا ما نتعرف عليه باذن الملك الجليل في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:16:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا ويفسرون القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فنهل لتروي ظلت هدي الكتاب مع الحبيب طاف نور على نور بياني - 00:17:10
التفريغ
الله جل وعلا يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وهذا الاصطفاء عن علم شامل كامل محيط بما كان وما هو كائن وما سكون اصطفاهم الله جل وعلا وهو يعلم قلوبهم - 00:00:00
واحوالهم اصطفاهم ليرغب الخلق في الاقتداء بهم وبأقوالهم وافعالهم وهم صفوة الخلق وخلاصة البشر واجتباء البشرية وكأني المح ان هذا الاصطفاء او الاجتباء لهؤلاء الكرام ولال عمران انما هو توطئة حقيقية - 00:00:21
للحديث عن نبي الله عيسى على نبينا عليه الصلاة والسلام الذي اختصه ربنا جل وعلا بالتفصيل في هذه السورة العظيمة دون سائر من ذكر معه من الرسل والانبياء منذ البداية - 00:00:59
اصطفاه الله جل جلاله لا اقول بعد الميلاد بل قبل ان يولد بل قبل ان يولد بقول امي مريم بقول ام مريم وهي حنة بنت فاقوزة ومنهم من قال بنت فاقود - 00:01:20
التي من الله عز وجل عليها واجرى على قلبها ولسانها هذا الدعاء المبارك العظيم ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني انك انت السميع العليم اي اجعله خالصا - 00:01:46
متفرغا لعبادتك وطاعتك ولذكرك وتسبيحك وتهليلك ثم لخدمة هذا البيت الكريم تقصد بيت المقدس قالت ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني اذ قالت امرأة عمران ربي اني نذرت لك ما في بطني محررا - 00:02:08
محررا من كل عبودية الا لك ومن كل عمل الا لوجهك الكريم تقبل مني هذا النذر انك انت السميع العليم قال محمد بن اسحاق ان امرأة عمران كانت لا تحمل - 00:02:35
كانت لا تحمل قرأت يوما طائرا يطعم فرخه الصغير اشتهت الولد فدعت ربها جل وعلا ان يهبها ولدا فاستجاب الله دعاءها فلما تحققت من حملها في بطنها نذرته للتو لربها جل جلاله - 00:02:59
ليكون متفرغا للطاعة والعبادة وخدمة بيت المقدس وتضرعت الى السميع الذي يسمع دعاءها والى العليم الذي يعلم صدقها واخلاصها في نيتها ليتقبل الله جل وعلا منها مستجاب السميع العليم فلما وضعت - 00:03:22
هذا المولود رأته انثى ومن المعلوم ان الانثى لا تصلح لخدمة بيت المقدس وسط الرجال وقالت وكأنها تعتذر لربها سبحانه فلما وضعتها قالت ربي اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وهو الذي وهب سبحانه وتعالى - 00:03:49
فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذرية من الشيطان الرجيم ما اجمل هذا ورب الكعبة ودت حنا - 00:04:20
ام مريم قال لو كان المولود الذي نذرته لربها جل وعلا وهو في بطنها ودت ان لو كان ولدا ذكرا ليكون اكفأ واقدر على خدمة بيت المقدس لاني المح اعتذارا - 00:04:44
منها لربها جل جلاله والمح منها استمطارا واستجلابا بفضل الله سبحانه ولاحسانه وجوده وبره وعطائه وامتنانه فلما وضعتها قالت ربياني وضعتها انثى والله اعلم ما وضعت فالله جل جلاله ولا يحتاج الى اعلامها - 00:05:03
بل هو يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون بل هو الذي وهبها هذه الانثى المباركة المتفردة في عالم النساء لحكمة ارادها وشاءها وقدرها جل جلاله وليس الذكر كالانثى - 00:05:29
ايوة ليس الذكر الذي هو معتاد اصلا للنذر الانثى التي وضعتها عند الانثى من العوارض المعلومة عند النساء ما يمنعها من المكث في المسجد وكأنها تخوفت الا يكون ما وضعته - 00:05:50
كافيا لنذرها مع ربها جل جلاله. انظروا الى اصحاب القلوب التقية النقية خافت الا يكون ما وضعته كافيا لنذرها مع ربها جل جلاله فجعلها الحق الذي وهب اكمل واشرف واعظم مما اشتملت عليه نيتها - 00:06:12
ومما اشتمل عليه نذرها جعلها اشرف من رتبة الذكورة التي كانت تعهدها امها. فجعل مريم عليها السلام اتم واكمل من معهود نذرها وصادق نيتها واخلاص رجائها تفضلا منه واحسانا منه وكرما منه وبرا وجودا - 00:06:37
سبحانه وتعالى بصدقها واخلاص نيتها ووفائها بعهدها بل واختار سبحانه هذه الانثى التي وهبها لام مريم اختارها لتكون متفردة في عالم النساء من لدن حواء الى ان يرث الله الارض ومن عليها - 00:07:03
لتكون متفردة بهذه المعجزة العظيمة بهذه المعجزة الخارقة لقوانين ونواميس هذا الكون لتكون اما لنبي عظيم كريم صاحب شريعة مستقلة بل ومقررا بعده لاعظم الشرائع ثم قالت واني سميتها مريم - 00:07:32
ما معنى مريم لماذا اختارت هذا الاسم الرقراق الجميل مريم بلغتهم معناه العابدة الله العابدة المتبتلة الخادمة لربها جل جلاله واني سميتها مريم لتتفرغ لعبادتك للتبتل للتضرع للدعاء للخدمة خدمة ربها وخدمة بيت ربها سبحانه - 00:08:05
ثم تفضل الله جل جلاله عليها فزادها تشريفا وتعظيما واكراما تسمى سورة من سور القرآن باسمها انها سورة مريم وهي السورة الوحيدة القرآن الكريم كله التي تسمى باسم سيدة من نساء العالمين - 00:08:50
لا يوجد صورة اخرى في القرآن باسم سيدة اخرى ولو كانت بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم ولو كانت زوج المصطفى وانما هي سورة وحيدة في القرآن الكريم كله. انها سورة - 00:09:23
مريم العابدة المتبتلة العذراء البتول الخاشعة الخاضعة وقد ورد اسم مريم القرآن الكريم منفردا ومقترنا بعيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام اربعا وثلاثين مرة اربعة وتلاتين مرة ذكر الله اسم مريم - 00:09:42
مقترنا بعيسى او منفردا بالله عليكم هل تدبرتم هذا الشرف يذكر الحق جل جلاله اسم مريم اربعا وثلاثين مرة اما منفردا وحده واما مقترنا بعيسى ابن مريم على نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:10:14
ولا زالت امها في تضرعها ومناجاتها لربها جل جلاله وقالت واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم واستجاب الله دعاءه مرة اخرى واخرى واخرى - 00:10:36
واعادها ربها سبحانه من الشيطان الرجيم ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من بني ادم مولود الا يمسه الشيطان - 00:11:08
حين يولد ما من بني ادم مولود الا يمسه الشيطان حين يولد ويستهلوا الصبي صارخا من الشيطان غير مريم وابنها ثم يقول ابو هريرة اقرؤوا ان شئتم قوله تعالى واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم - 00:11:30
فكان فضل الله عليها وعطاء الله لها اعظم من مطلوبها فما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد ويختاره كما يفعله الرب بالعبد خير مما يريده العبد ويختاره ومن اللطائف - 00:12:01
الرقيقة في دعاء ام مريم انها قالت بصيغة الفعل المضارع واني اعيذها اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم طلبت من الله وسألته ان تكون الاستعاذة وان يكون المنع والحفظ لا من الشيطان مستمرة - 00:12:26
ان تكون الاستعاذة والمنع والحفظ من الشيطان الرجيم مستمرا دون انقطاع بخلاف قولها قالت ربياني وضعتها خلاص فعل ماضي وبخلاف قولها واني سميتها مريم خلاص فعل ماضي عبرت بالخبرين بصيغة الفعل الماضي لانقطاعهما وانتهائهما - 00:12:50
اما في هذا الموطن واني اعيذها اعيدها ارجو ان يكون تكون الاستعاذة وان يكون المنع وان يكون الحفظ من الشيطان دائما مستمرا فلم تعبر عنه بصيغة الفعل الماضي كما فعلت في الفعلين الماضيين - 00:13:16
واصل العوذ كما قال الراغب غيره الالتفاء الى الغير والتعلق به يقال عاد فلان بفلان اي استجار به ولم تكتفي باعادة مريم من الشيطان الرجيم بل اعاذته وعاذت ذريتها كذلك - 00:13:34
وكأنها رجت ربها سبحانه وتعالى ان يبارك مريم وان يتقبلها حتى تكبر وترزق بالذرية انظروا الى هذه اللفتة الجميلة وذريتها كأنها رجت ربها ان تكبر مريم وان يكون وان تكون لها ذرية وان ترزق بها - 00:14:00
فتقبل الله جل وعلا دعاءها ايضا وتقبل نذرها فلما اخبر سبحانه وتعالى بانه جل جلاله اجاب دعاءها قال فتقبلها ربها بقبول حسن فتقبلها ولم يقل فقبلها ليكون قبولا وعطاء واحدا منقطعا من التتابع والتواصل لا - 00:14:30
بل تزال بركة تحريرها ونذرها لله جل وعلا متجددة في نفسها وعائدة على ذريتها ويتجلى هذا في فضل الله واحسانه في قوله فتقبلها ربها ليس قبولا عاديا بل بقبول حسن - 00:14:59
فتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا تقبلها قبولا حسنا مباركا يقتضي الرضا والاثابة والفضل والاجر والبركة رضيها محررة لطاعته وعبادته وخدمته وخدمة بيت المقدس وانبتها نباتا حسنا اي رباها - 00:15:18
تربية كريمة على عينه جل جلاله وصانها من كل سوء وحفظها من كل مكروه باطنا وظاهرة كما ينبت النبات الغض في بيئة طيبة وتربة صالحة حتى ترعرعت مريم عليها السلام - 00:15:54
في بيئة الطاعة الصلاح والعبادة والعفة والطهر لان الله جل جلاله يهيئها لامر عظيم سيحدث في تاريخ البشرية الطويل لاول مرة وكان من عظيم فضل الله تبارك وتعالى عليها ان يتولى رعايتها من البشر - 00:16:22
نبي كريم من انبياء بني اسرائيل وهذا ما نتعرف عليه باذن الملك الجليل في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:16:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا ويفسرون القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فنهل لتروي ظلت هدي الكتاب مع الحبيب طاف نور على نور بياني - 00:17:10