قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال فريد الانصاري يا ايها الحيران هنا الصلاة فادخل اي لهيب هذا الذي يحاصرك من كل مكان كل الازاهير في قلبك تحترق تباعا. فتذروها الريح دخانا يشرد في كل اتجاه - 00:00:00
كل الاشياء التي بين يديك سلاسل تربطك الى التراب. فتثاقل عن الانطلاق بعيدا عن معتقلات مملكة الرماد اي كون ام اي سجن هذا الذي ترزح فيه؟ ولا نافذة تنفرج منه الى السماء. ويحك يا صاح هذه اشياء - 00:00:24
التي تعبدها تلاحقك كل مساء. فتتحطم فوق رأسك ثم تبيت ليلتك تئن تحت ركامها وتستيقظ صباح كل يوم لتدور كالآلة في دوامة رتيبة ترشقك مسامير ذلك الضجيج نفسه وتخنقك تلك الملفات نفسها وتلهب وجهك لفحات الحرائق ذاتها وتطول امالك وتتسع اطماعك وتمتد - 00:00:44
عيناك الى مختلف الاشكال والالوان. ولا تخرج عن نطاق اشيائك التي لا تعدو ان تكون في نهاية المطاف غرد حفنة من تراب وتجري بكل قواك خلف متاعها. تحرق في سبيل امتلاكها كل الطاقات. وقد لا تصل فتشقى وقد تصل. فما ان - 00:01:14
ان تضع يدك عليها حتى تصير مغلولة اليها. فاذا بك وقد سعيت لتكون مالكا تصبح مملوكا لا تستطيع الفكاك ثم تشقى ايضا كم زينت لك الكلمات البراقة في اعلانات الاشهار ان تكون الها. فبنيت القصور من حديد وحجر. واجريت من تحتها الانهار - 00:01:36
من عرق غير طاهر فاعجبك ان تكون لها مديرة ثم صرت بها اسيرا وكم زينت لك قصائد الحشاشين ان تكون نبيا. فبنيت القصور من الخيال واسست مملكة النظر وصرت توزع - 00:01:59
الفهوم كما تشاء فانطلى دجلك على الناس ردحا من الزمن. ولكن العواصف لها موعد فما لبست مؤسساتك الوهمية ان تبين زيفها فانهارت هياكلها حطبا يلهبه غضب المستضعفين في كل مكان - 00:02:17
وجئت بعد خريف قاس عاري الاغصان تبحث عن دفء الحق في فؤادك وسكون الاعتراف لذاتك باستحالة تذوق صفاء الحياة. وتدفقها الكوثري من كؤوس التألع الحديدية مهما تعددت اشكالها ليس لك الساعة يا صاح الا ان تفر من اشيائك واغلالك. لتنظر الى نفسك من مرآة هادئة - 00:02:35
لا انفطار فيها ولا اعوجاج فهذا الاذان الصادح في الافق الجميل يدعوك لتتطلع ببصرك الى السماء. وتنصت الى الكلمات التي تتشكل مضات مشرقة تلخص قصة الكون المثير كلها في لحظات - 00:03:01
هذا النور الازرق القادم من افق بعيد ارسم الان لحظة فاصلة بين الصفاء الصادق والدجل البهيم فما ان اعلن الكون انبعاث فجر جديد. حتى اضاءت صومعة قنديلها الاخضر. لترسم هانتها الوضاءة صوتا يتدخ - 00:03:20
كالشلال الصافي بشكل دائري. ثم ينطلق نحو كل الجهات لعلك لم تصغ يوما ما وان كنت سمعت الى هذه الرسالة الكونية الملخصة في كلمات الاذان من انت؟ بل ما انت؟ وما حدود افاقك قبل يومك هذا وبعده - 00:03:40
وتحاول ان تجيب. وقد تفر الى اشيائك الطينية مرة اخرى. لكنك ابدا لن تفلح في الهروب. ولا نجاة لك الا في الاقدام لان الذي تفر منه بركان يتفجر من اغوار ذاتك. فان يحمد اليوم فغدا له موعد جديد مع - 00:04:02
مع اذان جديد لماذا انت وحدك تشكل نشاذا في هذا النسق الجميل؟ كل الخطوط في حدائق قوس قزح تتناسق نبضاتها عبر دفاع الموج الراكض والرياح المشوقة بحنين السكون في محاريب الجمال - 00:04:22
اه ايها الاسف على ايامه لولا هذا العمر الذي احترق في عد كؤوس اللذة الكاذبة. ما كنت تعرف لسعات هذا الالم الذي يحاسبك الان. فكفى ان الندم وحده لا يكفي لتصحيح مسار التاريخ. وافتح بوابة ربيع جديد لترى جمال الخمائل التي حرمتها - 00:04:42
في زمن التيه تتشكل دوالي امل ومقامات انس هل انت ترى بام عينك الارض وهي تدور ترسم لحظات العمر وفصوله المختلفة. فكم ربيعا شهدت منها وكم طريفة الم تكن الفصول وما كان ادم - 00:05:06
حق وما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه هذه في اليم. فلينظر بما ترجع كانت حشرة تغالب التنفس في يومها الثامن من عمرها وهي تردد سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا - 00:05:26
يا سأمي ومتى كان الشعور الزمني لدى الانسان هو المقياس الحقيقي لمعرفة طول الاعمار وقصرها ويطير الجناح تلو الجناح. وفي كل جدفة تهوي ريشة مع الريح الى خلف. ويطمع الجناح ان يزيد الصعودا - 00:05:47
فما بقي من الريش الا احادا معدودات. لا تكفي الا لرسم اخر رعشات الخريف هل تعرف الان مكانك الدقيق في هذه الذرة السابحة في مدارات السماء بين ملايين الافلاك والمجرات - 00:06:06
ايمكنك ان تقف مكانك ولا تتحرك او بامكانك ان تعود هاربا الى الوراء نحو بحر لجي من الظلمات. وهل ثمة ظلام لا يفضحه الاذان الارض راحلة طوعا لا كرها يا صاح. فاختر منهما ما انت تشاء. وتمد بصرك الحائر الى افق ابعد من مدار - 00:06:23
النظر فيما وراء النظر فماذا رأيت كانت العاصفة اعتى ما تكون. وكان البرد اقرص ما يكون. لحظة واحدة قد تكون كافية لجرفك الى جحيم الضياع الذي حينتهي وتسرع في لهفة المستغيث لتدخل مدارك الهادئ. ثم تحس بالدفء يغرق في قلبك جنة ذات قناديل خضر - 00:06:47
ومصابيح توقد من زيت مبارك. تمده كلمات الله فتخر الى الارض ساجدا الملك لله الواحد القهار واخيرا وجدت نفسك احتضنت دقات قلبك التي لم تزل تتلاشى في الظلمات. وتضيع في مجاهيل الخراب الى ان انشدت الى تيار - 00:07:12
الالهي المتدفق من مشكاة الاذان كانت كلماته تعمر الكون الرحيب. وكان الصوت يمتد اطول ما يكون. حتى اذا اسخن في الافاق تفتحت الكلمات النبوية تبشر بالغفران والمؤذن يغفر له مد صوته. ويصدقه من سمعه من رطب ويابس - 00:07:36
وفي ومضة نبوية اخرى. ويشهد له كل رطب ويابس وتتحرك قلوب الكائنات كلها وترتفع الاعين والاغصان راجعة تمد اشواقها نحو السماء. هذه لحظات عروج الاجنحة المثقلة بالتراب بعيدا عن برك الاثام الاسنة - 00:08:00
فابواب الخير وحدها مفتوحة. في غيبة ابليس المدبر في الظلمات. اوليس اذا نودي بالصلاة فتحت ابواب السماء واستجيب الدعاء فهلم اذا يا صاح فقد ادبار الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين. فرقا من كلمات الحق المبين - 00:08:23
الله اكبر. الله اكبر. اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا رسول الله. حي على الصلاة. حي على الصلاة - 00:08:45
حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله اكبر. الله اكبر لا اله الا الله وتمضي كلمات الحداء تخترق الافاق حتى تستحيل اصداء جميلة تنبعث من اكباد الجبال والطير والشجر الماء والهواء نسقا من كل الجواهر والاشكال والالوان - 00:09:05
ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته فيا ايها العقل المحتار بين الحجب والاستار المتر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير - 00:09:30
من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء اي تناسق هذا بين الارض والسماء؟ واي تناغم هذا بين شتى المدارات؟ واي شذوذ هذا الذي يمارسه الانسان في - 00:09:49
تمزيق وحدة الوجهة نحو الخالق العظيم فلما لا يسجد داوود لربه في هذا الموكب المتسق التغريد والتجويد. وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق - 00:10:09
وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وكل قد علم صلاته وتسبيحه قدير على الاخلال بروعة النظام الا اعمى ها انت اذا تدخل خلوة الايمان. مفارقا فيها الوحشة والضياع. ومستقبلا بوارق من مقام الانس بالله - 00:10:29
تلقي نظرة الى الوراء فيهولك ركام الرماد الذي خلفته حرائق الايام الخوالي ويملأك شعور بالخجل والندم. عجبا كيف صنعت ما صنعت تحت سماء الله كان النسيم الجميل الذي يهب من الجهة العلوية يحمل معه رذاذ مطر خفيف - 00:10:55
وترتعش الاغصان منجذبة الى شجونها. ثم يفيض الدمع الصامت ليعمر القلب بطعم مقام الخوف والرجاء. عساه يورق ريشا فجري اللون. فيطير الى مصاف الاجنحة السبعة فمن بينها رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه - 00:11:19
هذه يقظة. ولكل يقظة غفوة او غفلة. فخذ باسباب الارادة فانها مقام الابتداء بالانتهاء. الا ان ان شاء الله ثم اصحب الكون السالك. فالاحواله امارات الوصول الى الله. واجعل انيسك ما خلق الله من شيء - 00:11:41
يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمال سجدا لله وهم ذاخرون واذا استوحشت من الطريق فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار تربط ثيابك يا صاحي الى محاريب الجمال والجلال. وذق من كؤوس التعبد ما تبصر به سبل السلام. وترى صراطها - 00:12:01
تقيما واضحا في عصر الظلمات ثم احذر ان ينحرف بصرك عن مشاهدة النور الفياض من النبع العظيم. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغد والعشي يريدون وجهه. ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرك - 00:12:28
واتبع هواه وكان امره فرطا ها انت تحس الساعة بالاغصان العارية في ذاتك. تلد براعمها الصغيرة عساها تنشر اوراقا خضراء فيتشكل الجناح المأمول وانك لتكاد ان تطير. لولا ما يثقل ذاكرتك من اوساخ عناكب ماتت - 00:12:51
ولم يزل نسجها القديم يلتقط الغبار من هنا وهناك. الا مهلا يا صاحبي فلابد قبل التحليق من المسير. وان اولى خطوات السير ان تغطس في حوض التقرب. تحت شلال التوبة وانه - 00:13:16
اغتسل بارد وشراب فذلك مستشفى الانبياء والاتقياء. فتجرد اذا من ذاكرتك السوداء. وتبرأ مما قبل فجر الربيع. فمقام الفرحة كفيل بوضعك على اول مدارج التحليق. ذلك نور القسم النبوي المشع في فلوات - 00:13:33
ظلام والله لله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته بالفلات ويسترسل سيدي في اضاءة علامات الطريق. ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقرب الي ذرا صراعا تقربت اليه باعا. واذا اقبل الي يمشي اقبلت اليه اهرول. سبحان الله واي مشي يمكن - 00:13:53
للانسان ان يمارسه ان لم يكن اساس خطواته الخضوع لسيد الكون. واي خضوع يمكن ان يكون ان لم يكن في تساؤل الصلاة وما جريمة هذا الخلق ان لم تكن اضاعة هذا المعنى العظيم الذي سكن روح الامة منذ مئات السنين - 00:14:22
فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا فاي شيطان هذا الذي غلق بوابات المساجد دون التوابين والمتطهرين فانطلقت حوافر الفحشاء تركض في الارض ركدا على هذا لجام التعبد يروض حافر المنكر كي يركب مداره طوعا فاخلع نعليك يا صاحبي وادخل ثم - 00:14:43
اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. والله اعلم ما تصنعون - 00:15:13
التفريغ
قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال فريد الانصاري يا ايها الحيران هنا الصلاة فادخل اي لهيب هذا الذي يحاصرك من كل مكان كل الازاهير في قلبك تحترق تباعا. فتذروها الريح دخانا يشرد في كل اتجاه - 00:00:00
كل الاشياء التي بين يديك سلاسل تربطك الى التراب. فتثاقل عن الانطلاق بعيدا عن معتقلات مملكة الرماد اي كون ام اي سجن هذا الذي ترزح فيه؟ ولا نافذة تنفرج منه الى السماء. ويحك يا صاح هذه اشياء - 00:00:24
التي تعبدها تلاحقك كل مساء. فتتحطم فوق رأسك ثم تبيت ليلتك تئن تحت ركامها وتستيقظ صباح كل يوم لتدور كالآلة في دوامة رتيبة ترشقك مسامير ذلك الضجيج نفسه وتخنقك تلك الملفات نفسها وتلهب وجهك لفحات الحرائق ذاتها وتطول امالك وتتسع اطماعك وتمتد - 00:00:44
عيناك الى مختلف الاشكال والالوان. ولا تخرج عن نطاق اشيائك التي لا تعدو ان تكون في نهاية المطاف غرد حفنة من تراب وتجري بكل قواك خلف متاعها. تحرق في سبيل امتلاكها كل الطاقات. وقد لا تصل فتشقى وقد تصل. فما ان - 00:01:14
ان تضع يدك عليها حتى تصير مغلولة اليها. فاذا بك وقد سعيت لتكون مالكا تصبح مملوكا لا تستطيع الفكاك ثم تشقى ايضا كم زينت لك الكلمات البراقة في اعلانات الاشهار ان تكون الها. فبنيت القصور من حديد وحجر. واجريت من تحتها الانهار - 00:01:36
من عرق غير طاهر فاعجبك ان تكون لها مديرة ثم صرت بها اسيرا وكم زينت لك قصائد الحشاشين ان تكون نبيا. فبنيت القصور من الخيال واسست مملكة النظر وصرت توزع - 00:01:59
الفهوم كما تشاء فانطلى دجلك على الناس ردحا من الزمن. ولكن العواصف لها موعد فما لبست مؤسساتك الوهمية ان تبين زيفها فانهارت هياكلها حطبا يلهبه غضب المستضعفين في كل مكان - 00:02:17
وجئت بعد خريف قاس عاري الاغصان تبحث عن دفء الحق في فؤادك وسكون الاعتراف لذاتك باستحالة تذوق صفاء الحياة. وتدفقها الكوثري من كؤوس التألع الحديدية مهما تعددت اشكالها ليس لك الساعة يا صاح الا ان تفر من اشيائك واغلالك. لتنظر الى نفسك من مرآة هادئة - 00:02:35
لا انفطار فيها ولا اعوجاج فهذا الاذان الصادح في الافق الجميل يدعوك لتتطلع ببصرك الى السماء. وتنصت الى الكلمات التي تتشكل مضات مشرقة تلخص قصة الكون المثير كلها في لحظات - 00:03:01
هذا النور الازرق القادم من افق بعيد ارسم الان لحظة فاصلة بين الصفاء الصادق والدجل البهيم فما ان اعلن الكون انبعاث فجر جديد. حتى اضاءت صومعة قنديلها الاخضر. لترسم هانتها الوضاءة صوتا يتدخ - 00:03:20
كالشلال الصافي بشكل دائري. ثم ينطلق نحو كل الجهات لعلك لم تصغ يوما ما وان كنت سمعت الى هذه الرسالة الكونية الملخصة في كلمات الاذان من انت؟ بل ما انت؟ وما حدود افاقك قبل يومك هذا وبعده - 00:03:40
وتحاول ان تجيب. وقد تفر الى اشيائك الطينية مرة اخرى. لكنك ابدا لن تفلح في الهروب. ولا نجاة لك الا في الاقدام لان الذي تفر منه بركان يتفجر من اغوار ذاتك. فان يحمد اليوم فغدا له موعد جديد مع - 00:04:02
مع اذان جديد لماذا انت وحدك تشكل نشاذا في هذا النسق الجميل؟ كل الخطوط في حدائق قوس قزح تتناسق نبضاتها عبر دفاع الموج الراكض والرياح المشوقة بحنين السكون في محاريب الجمال - 00:04:22
اه ايها الاسف على ايامه لولا هذا العمر الذي احترق في عد كؤوس اللذة الكاذبة. ما كنت تعرف لسعات هذا الالم الذي يحاسبك الان. فكفى ان الندم وحده لا يكفي لتصحيح مسار التاريخ. وافتح بوابة ربيع جديد لترى جمال الخمائل التي حرمتها - 00:04:42
في زمن التيه تتشكل دوالي امل ومقامات انس هل انت ترى بام عينك الارض وهي تدور ترسم لحظات العمر وفصوله المختلفة. فكم ربيعا شهدت منها وكم طريفة الم تكن الفصول وما كان ادم - 00:05:06
حق وما الدنيا في الاخرة الا مثل ما يجعل احدكم اصبعه هذه في اليم. فلينظر بما ترجع كانت حشرة تغالب التنفس في يومها الثامن من عمرها وهي تردد سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا - 00:05:26
يا سأمي ومتى كان الشعور الزمني لدى الانسان هو المقياس الحقيقي لمعرفة طول الاعمار وقصرها ويطير الجناح تلو الجناح. وفي كل جدفة تهوي ريشة مع الريح الى خلف. ويطمع الجناح ان يزيد الصعودا - 00:05:47
فما بقي من الريش الا احادا معدودات. لا تكفي الا لرسم اخر رعشات الخريف هل تعرف الان مكانك الدقيق في هذه الذرة السابحة في مدارات السماء بين ملايين الافلاك والمجرات - 00:06:06
ايمكنك ان تقف مكانك ولا تتحرك او بامكانك ان تعود هاربا الى الوراء نحو بحر لجي من الظلمات. وهل ثمة ظلام لا يفضحه الاذان الارض راحلة طوعا لا كرها يا صاح. فاختر منهما ما انت تشاء. وتمد بصرك الحائر الى افق ابعد من مدار - 00:06:23
النظر فيما وراء النظر فماذا رأيت كانت العاصفة اعتى ما تكون. وكان البرد اقرص ما يكون. لحظة واحدة قد تكون كافية لجرفك الى جحيم الضياع الذي حينتهي وتسرع في لهفة المستغيث لتدخل مدارك الهادئ. ثم تحس بالدفء يغرق في قلبك جنة ذات قناديل خضر - 00:06:47
ومصابيح توقد من زيت مبارك. تمده كلمات الله فتخر الى الارض ساجدا الملك لله الواحد القهار واخيرا وجدت نفسك احتضنت دقات قلبك التي لم تزل تتلاشى في الظلمات. وتضيع في مجاهيل الخراب الى ان انشدت الى تيار - 00:07:12
الالهي المتدفق من مشكاة الاذان كانت كلماته تعمر الكون الرحيب. وكان الصوت يمتد اطول ما يكون. حتى اذا اسخن في الافاق تفتحت الكلمات النبوية تبشر بالغفران والمؤذن يغفر له مد صوته. ويصدقه من سمعه من رطب ويابس - 00:07:36
وفي ومضة نبوية اخرى. ويشهد له كل رطب ويابس وتتحرك قلوب الكائنات كلها وترتفع الاعين والاغصان راجعة تمد اشواقها نحو السماء. هذه لحظات عروج الاجنحة المثقلة بالتراب بعيدا عن برك الاثام الاسنة - 00:08:00
فابواب الخير وحدها مفتوحة. في غيبة ابليس المدبر في الظلمات. اوليس اذا نودي بالصلاة فتحت ابواب السماء واستجيب الدعاء فهلم اذا يا صاح فقد ادبار الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين. فرقا من كلمات الحق المبين - 00:08:23
الله اكبر. الله اكبر. اشهد ان لا اله الا الله. اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله. اشهد ان محمدا رسول الله. حي على الصلاة. حي على الصلاة - 00:08:45
حي على الفلاح. حي على الفلاح. الله اكبر. الله اكبر لا اله الا الله وتمضي كلمات الحداء تخترق الافاق حتى تستحيل اصداء جميلة تنبعث من اكباد الجبال والطير والشجر الماء والهواء نسقا من كل الجواهر والاشكال والالوان - 00:09:05
ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته فيا ايها العقل المحتار بين الحجب والاستار المتر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير - 00:09:30
من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء اي تناسق هذا بين الارض والسماء؟ واي تناغم هذا بين شتى المدارات؟ واي شذوذ هذا الذي يمارسه الانسان في - 00:09:49
تمزيق وحدة الوجهة نحو الخالق العظيم فلما لا يسجد داوود لربه في هذا الموكب المتسق التغريد والتجويد. وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق - 00:10:09
وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم وكل قد علم صلاته وتسبيحه قدير على الاخلال بروعة النظام الا اعمى ها انت اذا تدخل خلوة الايمان. مفارقا فيها الوحشة والضياع. ومستقبلا بوارق من مقام الانس بالله - 00:10:29
تلقي نظرة الى الوراء فيهولك ركام الرماد الذي خلفته حرائق الايام الخوالي ويملأك شعور بالخجل والندم. عجبا كيف صنعت ما صنعت تحت سماء الله كان النسيم الجميل الذي يهب من الجهة العلوية يحمل معه رذاذ مطر خفيف - 00:10:55
وترتعش الاغصان منجذبة الى شجونها. ثم يفيض الدمع الصامت ليعمر القلب بطعم مقام الخوف والرجاء. عساه يورق ريشا فجري اللون. فيطير الى مصاف الاجنحة السبعة فمن بينها رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه - 00:11:19
هذه يقظة. ولكل يقظة غفوة او غفلة. فخذ باسباب الارادة فانها مقام الابتداء بالانتهاء. الا ان ان شاء الله ثم اصحب الكون السالك. فالاحواله امارات الوصول الى الله. واجعل انيسك ما خلق الله من شيء - 00:11:41
يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمال سجدا لله وهم ذاخرون واذا استوحشت من الطريق فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار تربط ثيابك يا صاحي الى محاريب الجمال والجلال. وذق من كؤوس التعبد ما تبصر به سبل السلام. وترى صراطها - 00:12:01
تقيما واضحا في عصر الظلمات ثم احذر ان ينحرف بصرك عن مشاهدة النور الفياض من النبع العظيم. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغد والعشي يريدون وجهه. ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا. ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرك - 00:12:28
واتبع هواه وكان امره فرطا ها انت تحس الساعة بالاغصان العارية في ذاتك. تلد براعمها الصغيرة عساها تنشر اوراقا خضراء فيتشكل الجناح المأمول وانك لتكاد ان تطير. لولا ما يثقل ذاكرتك من اوساخ عناكب ماتت - 00:12:51
ولم يزل نسجها القديم يلتقط الغبار من هنا وهناك. الا مهلا يا صاحبي فلابد قبل التحليق من المسير. وان اولى خطوات السير ان تغطس في حوض التقرب. تحت شلال التوبة وانه - 00:13:16
اغتسل بارد وشراب فذلك مستشفى الانبياء والاتقياء. فتجرد اذا من ذاكرتك السوداء. وتبرأ مما قبل فجر الربيع. فمقام الفرحة كفيل بوضعك على اول مدارج التحليق. ذلك نور القسم النبوي المشع في فلوات - 00:13:33
ظلام والله لله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته بالفلات ويسترسل سيدي في اضاءة علامات الطريق. ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. ومن تقرب الي ذرا صراعا تقربت اليه باعا. واذا اقبل الي يمشي اقبلت اليه اهرول. سبحان الله واي مشي يمكن - 00:13:53
للانسان ان يمارسه ان لم يكن اساس خطواته الخضوع لسيد الكون. واي خضوع يمكن ان يكون ان لم يكن في تساؤل الصلاة وما جريمة هذا الخلق ان لم تكن اضاعة هذا المعنى العظيم الذي سكن روح الامة منذ مئات السنين - 00:14:22
فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا فاي شيطان هذا الذي غلق بوابات المساجد دون التوابين والمتطهرين فانطلقت حوافر الفحشاء تركض في الارض ركدا على هذا لجام التعبد يروض حافر المنكر كي يركب مداره طوعا فاخلع نعليك يا صاحبي وادخل ثم - 00:14:43
اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة. ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله اكبر. والله اعلم ما تصنعون - 00:15:13