قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال. تأليف فريد الانصاري وهب عبير التحيات ها انت ذا جلباب نور تملأ هالته المكان ترفع غصنك من سجود خاشع لتستوي جالسا على الارض بعد سياحة الروح في معارج ركعتين كاملتين. كانت حدائقك قد فتحت شجيراتها زهور لوز ورمان. واخرى - 00:00:00
مسكية الاريج مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويهب التعبير عليلا طيبة فيخفق الجناح فرحا بلقاء الله. ثم يفيض النور العلوي اقواسا ذات بهجة. ايذانا بانفتاح - 00:00:32
مقام التشهد. فاذا بك تدلف الى عالم ضحوي الشعاع ربيعي التغريد. قزحي الالوان. هذا ما مقام جني الثمار بعد طي احوال السفار. فوارد الرضا يعمر قلبك الساعة بحب الله. ويمدك - 00:00:52
كشافات من كأس الوصل. فيتجلى ربك بجلاله وجماله على قلبك المشوق بلقياه. ويأذن لك بالتحية يا له من كرم! ويا له من انعام! فلتنشر زهور روحك بين يدي حبيبك يا صاح. ولتأخذ باسباب الادب النبوي - 00:01:12
قبل بث تغريدك بالتحيات كان سراج الامة محمد صلى الله عليه وسلم يرسم تعاليم النبوة من ادب لقاء الملك العظيم عند موعد في التشهد الاول من كل صلاة. ويقول معلما - 00:01:32
فاذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن. وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد وقد كان هو عليه الصلاة والسلام يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى. واذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى - 00:01:49
على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى واشار بالسبابة. اي انه صلى الله عليه وسلم كان اذا تشهد اشار باصبعه التي تلي الابهام الى القبلة. ورمى ببصره اليها. وكان يحركها يدعو بها - 00:02:06
ويضع ابهامه على اصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته ومرة رأى رجلا كان يدعو باصبعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احد احد واشار بالسبابة منبها له الى ضرورة التشهد باصبع واحدة. هي السبابة اليمنى لا غير. وليعلموا ان ما هو اله واحد - 00:02:26
من ولي الذكر اولو الالباب ولمقام التشهد جمال وبهاء. فهذا العبد المدعو الى مائدة الرحمن لينال من فيض عطائه بهجة الوصال المناجاة هو الان جالس جلسة الانبياء والصالحين. تفوح اجنحته طيبا من مسك التجليات - 00:02:53
انظر المشاهدات مما نالته مواجيده في احوال الركعتين الاوليين عبر مقامات الايمان ومنازل الاحسان في تذوقات السير الى الله اذا الى هذا المقام محملا بعبيرك الطاهر. لتجلس عند بارئك الذي صورك وكرمك. ثم دعاك الى - 00:03:15
حتى تغرف من معين الجمال انوارا. فتضفي على طهرك اطهارا. فاذا الاقواس تنفتح امامك جنة اشجارا وجداول وانهارا. وتهب الصبا عريجا من رياحين الانس بالله. ثم ينبجس القلب بين سيدك بالتحيات بلابل تنثر الحبة طيبا وتغريدا - 00:03:38
يجيء الى هذا المقام لتعبد ربك جالسا مرة اخرى. فتشهد كمالات التوحيد تمد سبابتك اليمنى فوق فخذك مشيرا الى القبلة. هناك حيث يفيض النور وحيث تتجه القلوب خفاقة الجناح. تطوي المسافات بالسبحات والصلوات - 00:04:04
حتى تجلس جلستك هاته بمقام التشهد موحدة الوهية الرحمن ومؤدية تحيات الشكر الملك المنان فيا صاحي احد احد فان الديان واحد هذا عبير السلام يا زهور فارتجف. وانثري انداء روحك بين يدي مولاك. وتأدبي عنده خاشعة الغصون - 00:04:24
مسكوب تغريدة التحيات التحيات لله والصلوات والطيبات تلك خفقات المحبة تنطلق من فؤاد العبد تحية للسيد الكريم. وثناء عليه بالتمجيد والتوحيد والتفريد تحية مباركة طيبة. كما يليق بجلاله وسلطانه. تحية جامعة لكل حمد وثناء. كما - 00:04:50
ما هو سبحانه وتعالى على نفسه. مما علمنا وما لم نعلم. فهي تحيات. وله تعالى الصلوات مما فقهنا ما لم نفقه ركعة وتغريدة وموجة بحرية وخرة صخرية ودورة فلكية فهي صلوات - 00:05:17
وله سبحانه الطيبات من العبادات والتسبيحات والخطوات والسكنات والخطرات. تلك التحيات والصلوات والطيبات انما هي لله رب العالمين. ننثرها انفاسا خاشعة بين يديه تعالى. جالسين لدى تجلي جماله وجلاله. نستمد منه السلام فهو جل ثناؤه السلام ومنه السلام. فيفيض علينا من بحر كرمه - 00:05:37
وجوده بالرضا والسلام. ثم تدعو بالسلام متأدبا باداب المقام. لنبي الامة محمد عليه الصلاة والسلام فانما حب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله. فتحية لك يا حبيب الله. تحية بما شرعت - 00:06:07
وكما شرعت السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته سلاما ينشر اجنحة القلب في الفضاء. ويغمرها شوقا الى روضتك الطاهرة. هناك بمقامك العالي الكريم بجوارك الرحمن ويوقد الانوار بقافلة السرات المحبين قنادل من بوارق سنتك الزاهرة - 00:06:27
ولحاقا يا قلب بركب الصالحين. السالكين الى الملك السلام. واشهد معهم تجليات السلام ثم يهمل وارد رقراقا. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فيمتد النور امواجا واسعة ليشمل كل عبد صالح في السماء والارض - 00:06:52
ثم تعود الى ربك لتحقق تشهدك بين يديه. فلا شاهد عليك سواه. اشهد ان لا اله الا الله واشهد وان محمدا عبده ورسوله شهادة متينة المعاقد خالصة المقاصد. تختزل فيها نبضك. ومسيرة عمرك من البداية حتى النهاية - 00:07:15
بل تختزل فيها الكون كله في ابعاده المكانية والزمانية افقيا وعموديا. فاذا هو يصير بكل امتداد ذاته ذرة واحدة تستمد فضل وجودها من الرب الخالق العظيم شهادة تشهد بها على نفسك بين يدي الله ان اغصانك بما اورقت وازهرت واثمرت لن تميد الا ساجدا - 00:07:38
لله الذي لا معبود بحق سواه شهادة تقر فيها بكل حرية واختيار انك لن تسلك الى مولاك في دلجة السالكين الا مستنيرا بقنديل المحبة الوهاج الموقد بيد الرسول الامين عليه صلاة الله وسلامه. فهذه ايات الله تلقي الامر المقدس عليه - 00:08:05
المؤمنين قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به. فماذا - 00:08:29
هذا هدى المصطفى عليه السلام الا الضلال. شهادة تصف فيها ما تعتقده في شخص محمد صلى الله عليه وسلم عبدا لله ورسولا منه الى العالمين. يبلغ عنه التكاليف للعباد وهو اول العابدين. اذ تتجلى انوار - 00:08:50
فيه صلى الله عليه وسلم هو اولا. ثم تشع في السالكين فاكرم بها من نبوة. اشرقت على خاتم النبيين العبد الذي جعلت قرة عينه في الصلاة. فوليه بعبادة الله حتى تفطرت قدماه. زاهدا في الملك - 00:09:10
قوى المال والجاه وفي كل زخارف الحياة الفانية. فعاش مع المساكين السالكين الى الله. الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجهه تحقق عبوديته لله قائما وساجدا. ومعلما ومجاهدا. فاستحال بذلك ان تقول امته فيه ما - 00:09:30
قالت النصارى في المسيح عليه السلام عليك السلام ايها النبي ورحمة الله وبركاته. نشهد انك عبد الله ورسوله بلغت واديت ووفيت وجاهدت حتى في الله حق جهاده حتى اتاك اليقين. فعليك السلام. عليك السلام عليك السلام - 00:09:53
كانت شهادتك قد ملأت قلبك بجمال اليقين. وعمرت حدائقك بانوار التوحيد. وانت ما تزال جالسا الى مائدتك الرحمن تنهل من اوراد الايمان بخشوع الى ان بلغت الجوهرة الكبرى. التي شعت اسرارها بقلبك حتى - 00:10:16
المقام كله فكانت علما عليه فسمي تشهدا. جوهرة يوشحك الرحمن من لطائفها نظرة وجمالا ويسقيك من معينها واردا زلالا. فيا قلب تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله - 00:10:36
وصوله تكن من المفلحين كانت مسيرتك عبر جلسة التشهد الاول بهية الكشوفات عطرة التجليات فصرت تتوق وقد خلع عليك الموت الكريم فيها جلباب الرحمة وبرضة الرضوان الى مقام الخدمة في عبادتك لله. تحقيقا لمزيد من - 00:10:56
لذة التعبد في حضرته ركوعا وسجودا تحت ظل عرشه. فتنهض من تشهدك نشيط الجناح. تقوم امام جلال الله ترحل الى مقامات اخرى وتدخل عوالم ذات احوال واذواق اخرى. فلكل تلاوة - 00:11:19
ذوق جديد ولكل ركعة مقام جديد. مقامات واحوال مما لم تجد قبل ولم تذق. وتمضي سائحة في مملكة الله تجني من اطايبها ما تشاء. حتى اذا اديت حق الله كما امر الله وقطعت اليه المسافات بصلاة - 00:11:39
ثلاثية كانت ام رباعية اذن لك في الجلوس الى مائدته ثانية. مستروحا بعبيرها ونعيمها اوقدت قناديل سمر جميل تحت خمائر الملك الكريم وتمد يدك لترشف من كأس الوصل الثانية واردات من التشهد الاخر. فيتجلى النور على قلبك المسكون بحبك - 00:11:59
ويأذن لك المولى بالتحية والسلام مرة اخرى. ثم تأخذ باسباب الادب النبوي في تحية مولاك. على ما يقتضيه ادب التشهد الاخر. فتجلس على هيئة اخرى غير ما صنعت في التشهد الاول هيئة ذات بهاء - 00:12:25
وبقار عظيم. ويمتد النور من عينيك المشوقتين برؤية محمد صلى الله عليه وسلم اول عابدين وسيدي القانطين انظر اليه وهو يصلي جلوسا بين يدي ربه. في تشهده الثاني فتقتدي به في جلسته وتشهده. كما اقتديت به - 00:12:45
في كل صلاته تفعل ما يفعل وتقول ما يقول حرفا بحرف فهو امام السالكين وانما جعل الامام ليؤتم به وها هو ذا الحبيب صلى الله عليه وسلم قد اتم الركعة الاخيرة وجلس للتشهد الاخر فتتبعه في جلوسه خاشعة - 00:13:08
وقد كان صلى الله عليه وسلم اذا جلس في الركعة الاخرة قدم رجله اليسرى ونصب الاخرى وقعد على مقعده متوركا على شقه الايسر اي انه افضى بواركه اليسرى الى الارض واخرج قدميه من ناحية واحدة وهي ناحية اليمين وصنع بيديه ما صنع في - 00:13:30
التشهد الاول حيث كان صلى الله عليه وسلم اذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى اعلى ركبته اليمنى واشار بالسبابة وكان يحركها يدعو بها - 00:13:54
ها انت ذا الساعة قد استأنفت مقامك جالسا عند سيدك الكريم بتشكيلة نبوية لاغصانك وجوارحك ترحل في غمرة الاحوال والفيوضات الرحمانية. لتناجي ذا الجلال في خشوع تعظيما وتنزيها. ثم تشير باصبع - 00:14:11
القبلة لتوقد قنديل التشهد من جديد. تحيات وسلاما وتوحيدا. فصلاة على النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ودعاء الزيت نفسه هو هو. والقنديل نفسه هو هو. لكن النور اصفى وابهى. والذوق اعذب والذ. فاذا - 00:14:31
يرى ما لم يرى والقلب يشهد ما لم يشهد ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير واذا الاباريق تسكب في اكواب الشوق زلال النعمة ورقراق النور. فلاغصانك اوراق وازهار تتجدد - 00:14:53
كل نفس جديد وسبابتك ما زالت تستزيد من جمال الله حتى يمتلئ المكان مسكا وعنبرا. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ويكرمك الملك الكريم في مائدة التشهد الثاني برزق جديد. ويزيدك فضلا عن اطباق التشهد الاول. اطباق - 00:15:18
اخرى من فاكهة الجنة فيتحفك بقنديل نبوي جميل تنبض مشكاته بالصلاة على النبي صلى الله عليه عليه وسلم فيهتز غصنك لنوره الرقراق ثم ينشر قلبك اجنحة بيضاء تخفق الى جنب الملائكة الاطهر - 00:15:42
وهي تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. فتصلي انت ايضا عليه. تماما كما هي تصلي عليه. اذ ترتقي روحك بمعراج المحبة منجذبة بنور قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي - 00:16:02
يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ثم تبادر الى احتساء كأس الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. المغرفة من حوضه الكريم. وتهتف مرتعش خفاق الجناح فرحا بانعام الله وباذنه لاشواقك الحارة ان تصلي على سراج الامة ودليل - 00:16:22
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد - 00:16:47
وتمضي في بعث اشواقك الى النبي صلى الله عليه وسلم صلوات وسلاما. واصبعك ما تزال تتحرك في اتجاه القبلة شاهدة على اعترافك بحب المصطفى عليه عليه السلام وانت جالس بين يدي الخالق الكريم يستمع الى بوحك بحب محمد وال محمد. عليهم الصلاة والسلام - 00:17:06
كانت صلاتك على الحبيب تفور دعاء يرتفع سحابه الاخضر عاليا نحو الملك العظيم. ثم يسح من لدنه تعالى على روضة المصطفى ثناء وتكريما وتفضيلا. ورفعة الى المقام المحمود والدرجة الرفيعة - 00:17:32
فاللهم صل وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. في العالمين انك حميد مجيد ولآل ابراهيم مقام المصطفين الاخيار هم الانبياء ابناء الانبياء. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لمنهم. بل هو اعلى ثمرات شجرتهم الكريمة وازكاهم - 00:17:52
فله ولاله الطاهرين ما قيل لابراهيم ولال ابراهيم من الصلاة والتسليم لك ذلك يا رسول الله عدد من صلى عليك وسلم من امتك الى يوم القيامة مكيالا ربانيا من البر - 00:18:17
والدرجات لم تزل سحبه تسقي رياضك ورياض الك الاطهار قدس الله اسرارهم فهم سادة الصديقين والشهداء. فيا ايها الخاشع جلوسا بين يدي الله. تنال ما تشاء من كرم الله. ويحك اكرم نفسك بالصلاة على محمد - 00:18:35
محمد فانما البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي ففجر ينابيع الرحمة على اغصانك تتدفق عليك شلالاتها من اعالي جبال الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم شلالات لم يزل انصبابها - 00:18:55
يرتفع في السماء ما دمت تدعو بالصلاة عليه. ثم يشتد وابل الرحمة الربانية هطولا على اغصانك حتى لا يبقي بها درنا. ذلك مصداق البشرى النبوية الكريمة لقوافل السالكين. من صلى علي صلاة - 00:19:14
واحدة صلى الله عليه بها عشرا فاذا الجنان ابواب مفتحة. يرحب اريجها بجناحك المنهك بمكاره الطريق واذا بطيب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ينبعث من شجرة الشفاعة فراشات من نور تطير الهوينة - 00:19:34
احط على غصنك الفقير فتنبجس براعمه وريقات وازهارا تنتشي فرحا بكرم الله اقترب يا صاحي من خمائر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه ظلاله يترقرق ماؤها حوضا نبويا تهفو اليه القلوب العطشى يوم الحساب. فلا يدركه الا الصالحون. فمد يدك ان كأسا واحدة من حب - 00:19:56
حبيبي بعشر امثالها رحمة ومغفرة ورضوانا. اليس كذلك يا رسول الله؟ قال حبيبي من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات. وحط عنه عشر خطيئات. ورفع له عشر درجات - 00:20:25
ازهيرية غصون بكل فصل. وبثي اريجك بكل ارض. فكل الازمنة راحلة الى الله. وكل التراب عابد لله وحيثما ادركتك الصلاة فصلي. وزين تشهدها بالصلاة على النبي. فما زال عليه الصلاة والسلام يستقبل - 00:20:44
صلاة الاحبة عليه. وما زالت كلماته حداء يحث السالكين على الاغتراف من بحار الرحمة والمغفرة والرضوان فيا رسول الله هذا فؤادي شوق راحل اليك. ولكن زادي من الصلاة عليك قليل. فلست ادري - 00:21:04
اتراه يبلغك كان الجواب صدى لكلمة النبوة النافرة برد الماء على حشا العطشان. حيثما كنتم فصلوا علي. فان ذاتكم تبلغني. كذا يا نبي الله والصلاة والسلام عليك يا رسول الله. الصلاة والسلام عليك يا رسول الله. الا ايها العبد الساري في غسق الدجى - 00:21:24
يتقن دينك وقودا من زيت المحبة. فلم يزل جواها يخفق بقلوب طير ضربت باجنحتها عالية راحلة في النسيم الرتيب الى ديار الحبيب. ويا حادي القلب ويحك لا تبرح. تغريدة الصلاة على النبي. فللخف منها خفة - 00:21:50
ونشاط اللهم يا رحمن اني قد احببت حبيبك فاشهد احببته عبدا قانتا لله ونبيا يتوهج بنور الله ورسولا مبلغا عن الله. اللهم فاشهد اللهم صل وبارك على محمد وعلى ال محمد كما صليت - 00:22:10
وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد تلك شهادتك يا عبد لدى مولاك تفيض بانوارها على داليتك الخاشعة فتزداد قربا من مشكاة النور وتغرب بها من رضاء الله. وهل حب النبي صلى الله عليه وسلم الا بارقة من بوارق حب الله - 00:22:30
بارقة تغمض اشراقاتها في سماء السالكين. فتهديهم الى باب الله. فيا جوارح اخشعي ويا خفقان ويا جفون انثري من دمعك الولهان سخين الجوى فقد اشار المليك وازف الفراق فالعياد العياذ بحرم المجير الذي لا يضام جاره. فللطريق خارج حصول الصلاة مزالق ومكان - 00:22:55
لا ينجو منها الا من اكرمه الله بمقام الجوار. ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم وسط اصحابه يرسم لوحة بجمالية البيان كان يفسر لهم اية من كتاب الله. والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم - 00:24:13
فيرسم حقائقها بكلمات النبوة. ثم يقول ضرب الله مثلا صراطا مستقيما. وعلى جنبتي الصراط سوراد فيهما ابواب مفتحة. وعلى الابواب وعلى باب الصراط داع يقول ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا. وداع يدعو من جوف الصراط. فاذا - 00:24:37
اذا اراد يفتح شيئا من تلك الابواب قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلج والصراط الاسلام والصوران حدود الله تعالى والابواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل والداعي فوق الصراط. واعظ الله في قلب كل مسلم - 00:25:03
فاستعذ بالله يا صاحب متشهد وحرك سبابتك خاشعة. تدعو بها لتزين صدرك بجواهر التشهد الثاني وتحصن نفسك باسراره عقدا ربانيا يحجب عنك كل مكروه. ويحفظك من كل بلاء. واجعل اول دعاء - 00:25:30
من التشهد كلمة نبوية ثم سل مولاك بعد ما تشاء. اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. دعاء تستدفع به الشر كله - 00:25:50
بحصون الملك العظيم القاهر فوق عباده ذاك دعاء سراج الامة محمد صلى الله عليه وسلم. فاعتصم بنوره يا سالك عند كل تشهد اخر. فقد كان عليه الصلاة والسلام يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن. اذ يمد شعاع - 00:26:10
الهدى ساعيا بين ايديهم. فيقول صلى الله عليه وسلم اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع. فذكر ثم يدعو لنفسه بما بدا له من خير الدنيا والاخرة وها هنا تذكر جراحك واحزانك. وحاجاتك العاجلة والعاجلة فتدعو وتذكر احزان الامة وجراحها ومآذنها - 00:26:35
ونزيفها فتدعو وتذكر المرابطين في الثغور صامتين يألمون ما يألمون محتسبين فتدعو وتذكر الدعاة المخلصين والعلماء العاملين. فتدعو وتذكر الفقراء والمستضعفين. والمؤمنين المحاصرين فتدعو وتذكر ايضا الطغاة الظالمين والعتاة المستكبرين فتدعو وتذكر وتذكر فتدعو وتدعو وتدعو - 00:27:00
وما تزال تتشهد مشيرا بسبابتك تدعو بها جالسا جلسة الاصفياء عند الملك الكريم وباب هبات مفتوح عليك ينفر من انعامه بكل دعاء كرامات وحسنات. فسبحانه وتعالى من رحمن رحيم. وله - 00:27:30
الحمد والثناء كما ينبغي لعظيم فضله وجمال احسانه كان النور قد غمر جناحي كريشة ريشة. فاشرقت روحك في روضة وهاجت الاريج. دفاقة العبير تعكس منها لؤلؤة قلبك شعاعات صافية الاسرار. طاهرة الخواطر والانوار. ويأذن الملك لعباده المخبتين - 00:27:50
بالانصراف من محراب الصلاة وهم جلوس متبتلون قد غمرهم بانوار الرضا والقبول. وهنا قبل ان يخرج العبد بالسلام يستحضر في شعوره اطياف التوابين والمتطهرين. وصفوف المتعبدين في الارض وفي السماء - 00:28:16
ممن يرى وممن لا يرى يبصرهم بعيني روحه الصافية. جالسين حواليه عن اليمين وعن الشمال. يتضرعون الى الله على هيئة التشهد. ثم يسلم على اخيه من على يمينه وشماله. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:28:36
يلتفت بوجهه الاغر هادئا كي يسلم عن يمينه. السلام عليكم ورحمة الله. حتى يرى بياض خده الايمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله. حتى يرى بياض خده الايسر. وتفتح عينيك على عالم - 00:28:56
والرسوم فلا تبرح مكانك حتى تذكر ربك بعيد الصلاة. جبرا لما ضاع لك منها في جيوب الشرود تسديدا لقلب مقبل على خوض ادخنة الحياة. بعدما غاب عنها في حضور حي مع الله. حضور طوى في شهود - 00:29:16
مقاييس الزمان والمكان ثم عاد الى حدود كيانه. فتوكل على مولاك يا ذاكر. مسبحا وحامدا ومكبرا ثم متشهدا ترشيدا بهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين - 00:29:36
وحمد الله ثلاثا وثلاثين. وكبر الله ثلاثا وثلاثين. فتلك تسعة وتسعون. وقال تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وان كانت - 00:29:59
كانت مثل زبد البحر ثم تنطلق بعدها خفيف الجناح مشرق الروح. ثابت العزيمة لتدخل غمار الحياة بنشاط جديد. وبقلبك شلال تتفجر طاقاته عند كل عمل تصلح به معاشك او معادك. تسعى قوي الامل في الله. لا تضع يدك على عود - 00:30:19
الا اورق صلاحا واخضرارا باذن الله. وازهر بركات بتوفيق الله. ولا تفتح بابا الا انفتح عن حسن وسلام من الله ولا يضيق عليك درب في طريقك الا فتحت لك بدله ساحات الى الخير على سعة السماء - 00:30:41
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقد ينخصك الشيطان في طريق كسبك. فتطرده قوي الجنان عالي الهمة. فيفر منك مذعورا. ثم لا شك هو يعود لكنك انت ايضا تعود. تعود اقوى واجلد على حربه. حتى اذا غم عليك تعبا من ضجيج الحياة. ان - 00:31:01
هذا كالاذان قبل فوات الاوان. فرجعت الى سفارك الجميل ومنتزهك البهيج وكنت على موعد جديد مع الله تلك الصلاة بنورها وبهائها. سفر في مقامات الجلال والجمال. وسياحة للروح على هيئات ذات احوال - 00:31:28
ومشاهدات لكرامات الانس والرضا. تلقيا عن الله ذي الجلال. تلك الصلاة رياضة الانبياء والصالحين. ومن اقتفى اثارهم من السالكين. رياضة تعمر القلب والجوارح بالحب والعطف العافية والسلام - 00:31:49
التفريغ
قناديل الصلاة مشاهدات في منازل الجمال. تأليف فريد الانصاري وهب عبير التحيات ها انت ذا جلباب نور تملأ هالته المكان ترفع غصنك من سجود خاشع لتستوي جالسا على الارض بعد سياحة الروح في معارج ركعتين كاملتين. كانت حدائقك قد فتحت شجيراتها زهور لوز ورمان. واخرى - 00:00:00
مسكية الاريج مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويهب التعبير عليلا طيبة فيخفق الجناح فرحا بلقاء الله. ثم يفيض النور العلوي اقواسا ذات بهجة. ايذانا بانفتاح - 00:00:32
مقام التشهد. فاذا بك تدلف الى عالم ضحوي الشعاع ربيعي التغريد. قزحي الالوان. هذا ما مقام جني الثمار بعد طي احوال السفار. فوارد الرضا يعمر قلبك الساعة بحب الله. ويمدك - 00:00:52
كشافات من كأس الوصل. فيتجلى ربك بجلاله وجماله على قلبك المشوق بلقياه. ويأذن لك بالتحية يا له من كرم! ويا له من انعام! فلتنشر زهور روحك بين يدي حبيبك يا صاح. ولتأخذ باسباب الادب النبوي - 00:01:12
قبل بث تغريدك بالتحيات كان سراج الامة محمد صلى الله عليه وسلم يرسم تعاليم النبوة من ادب لقاء الملك العظيم عند موعد في التشهد الاول من كل صلاة. ويقول معلما - 00:01:32
فاذا جلست في وسط الصلاة فاطمئن. وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد وقد كان هو عليه الصلاة والسلام يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى. واذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى - 00:01:49
على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى واشار بالسبابة. اي انه صلى الله عليه وسلم كان اذا تشهد اشار باصبعه التي تلي الابهام الى القبلة. ورمى ببصره اليها. وكان يحركها يدعو بها - 00:02:06
ويضع ابهامه على اصبعه الوسطى ويلقم كفه اليسرى ركبته ومرة رأى رجلا كان يدعو باصبعيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احد احد واشار بالسبابة منبها له الى ضرورة التشهد باصبع واحدة. هي السبابة اليمنى لا غير. وليعلموا ان ما هو اله واحد - 00:02:26
من ولي الذكر اولو الالباب ولمقام التشهد جمال وبهاء. فهذا العبد المدعو الى مائدة الرحمن لينال من فيض عطائه بهجة الوصال المناجاة هو الان جالس جلسة الانبياء والصالحين. تفوح اجنحته طيبا من مسك التجليات - 00:02:53
انظر المشاهدات مما نالته مواجيده في احوال الركعتين الاوليين عبر مقامات الايمان ومنازل الاحسان في تذوقات السير الى الله اذا الى هذا المقام محملا بعبيرك الطاهر. لتجلس عند بارئك الذي صورك وكرمك. ثم دعاك الى - 00:03:15
حتى تغرف من معين الجمال انوارا. فتضفي على طهرك اطهارا. فاذا الاقواس تنفتح امامك جنة اشجارا وجداول وانهارا. وتهب الصبا عريجا من رياحين الانس بالله. ثم ينبجس القلب بين سيدك بالتحيات بلابل تنثر الحبة طيبا وتغريدا - 00:03:38
يجيء الى هذا المقام لتعبد ربك جالسا مرة اخرى. فتشهد كمالات التوحيد تمد سبابتك اليمنى فوق فخذك مشيرا الى القبلة. هناك حيث يفيض النور وحيث تتجه القلوب خفاقة الجناح. تطوي المسافات بالسبحات والصلوات - 00:04:04
حتى تجلس جلستك هاته بمقام التشهد موحدة الوهية الرحمن ومؤدية تحيات الشكر الملك المنان فيا صاحي احد احد فان الديان واحد هذا عبير السلام يا زهور فارتجف. وانثري انداء روحك بين يدي مولاك. وتأدبي عنده خاشعة الغصون - 00:04:24
مسكوب تغريدة التحيات التحيات لله والصلوات والطيبات تلك خفقات المحبة تنطلق من فؤاد العبد تحية للسيد الكريم. وثناء عليه بالتمجيد والتوحيد والتفريد تحية مباركة طيبة. كما يليق بجلاله وسلطانه. تحية جامعة لكل حمد وثناء. كما - 00:04:50
ما هو سبحانه وتعالى على نفسه. مما علمنا وما لم نعلم. فهي تحيات. وله تعالى الصلوات مما فقهنا ما لم نفقه ركعة وتغريدة وموجة بحرية وخرة صخرية ودورة فلكية فهي صلوات - 00:05:17
وله سبحانه الطيبات من العبادات والتسبيحات والخطوات والسكنات والخطرات. تلك التحيات والصلوات والطيبات انما هي لله رب العالمين. ننثرها انفاسا خاشعة بين يديه تعالى. جالسين لدى تجلي جماله وجلاله. نستمد منه السلام فهو جل ثناؤه السلام ومنه السلام. فيفيض علينا من بحر كرمه - 00:05:37
وجوده بالرضا والسلام. ثم تدعو بالسلام متأدبا باداب المقام. لنبي الامة محمد عليه الصلاة والسلام فانما حب النبي صلى الله عليه وسلم من حب الله. فتحية لك يا حبيب الله. تحية بما شرعت - 00:06:07
وكما شرعت السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته سلاما ينشر اجنحة القلب في الفضاء. ويغمرها شوقا الى روضتك الطاهرة. هناك بمقامك العالي الكريم بجوارك الرحمن ويوقد الانوار بقافلة السرات المحبين قنادل من بوارق سنتك الزاهرة - 00:06:27
ولحاقا يا قلب بركب الصالحين. السالكين الى الملك السلام. واشهد معهم تجليات السلام ثم يهمل وارد رقراقا. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. فيمتد النور امواجا واسعة ليشمل كل عبد صالح في السماء والارض - 00:06:52
ثم تعود الى ربك لتحقق تشهدك بين يديه. فلا شاهد عليك سواه. اشهد ان لا اله الا الله واشهد وان محمدا عبده ورسوله شهادة متينة المعاقد خالصة المقاصد. تختزل فيها نبضك. ومسيرة عمرك من البداية حتى النهاية - 00:07:15
بل تختزل فيها الكون كله في ابعاده المكانية والزمانية افقيا وعموديا. فاذا هو يصير بكل امتداد ذاته ذرة واحدة تستمد فضل وجودها من الرب الخالق العظيم شهادة تشهد بها على نفسك بين يدي الله ان اغصانك بما اورقت وازهرت واثمرت لن تميد الا ساجدا - 00:07:38
لله الذي لا معبود بحق سواه شهادة تقر فيها بكل حرية واختيار انك لن تسلك الى مولاك في دلجة السالكين الا مستنيرا بقنديل المحبة الوهاج الموقد بيد الرسول الامين عليه صلاة الله وسلامه. فهذه ايات الله تلقي الامر المقدس عليه - 00:08:05
المؤمنين قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وامنوا برسوله. يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به. فماذا - 00:08:29
هذا هدى المصطفى عليه السلام الا الضلال. شهادة تصف فيها ما تعتقده في شخص محمد صلى الله عليه وسلم عبدا لله ورسولا منه الى العالمين. يبلغ عنه التكاليف للعباد وهو اول العابدين. اذ تتجلى انوار - 00:08:50
فيه صلى الله عليه وسلم هو اولا. ثم تشع في السالكين فاكرم بها من نبوة. اشرقت على خاتم النبيين العبد الذي جعلت قرة عينه في الصلاة. فوليه بعبادة الله حتى تفطرت قدماه. زاهدا في الملك - 00:09:10
قوى المال والجاه وفي كل زخارف الحياة الفانية. فعاش مع المساكين السالكين الى الله. الذين يدعون ربهم الغداة والعشي يريدون وجهه تحقق عبوديته لله قائما وساجدا. ومعلما ومجاهدا. فاستحال بذلك ان تقول امته فيه ما - 00:09:30
قالت النصارى في المسيح عليه السلام عليك السلام ايها النبي ورحمة الله وبركاته. نشهد انك عبد الله ورسوله بلغت واديت ووفيت وجاهدت حتى في الله حق جهاده حتى اتاك اليقين. فعليك السلام. عليك السلام عليك السلام - 00:09:53
كانت شهادتك قد ملأت قلبك بجمال اليقين. وعمرت حدائقك بانوار التوحيد. وانت ما تزال جالسا الى مائدتك الرحمن تنهل من اوراد الايمان بخشوع الى ان بلغت الجوهرة الكبرى. التي شعت اسرارها بقلبك حتى - 00:10:16
المقام كله فكانت علما عليه فسمي تشهدا. جوهرة يوشحك الرحمن من لطائفها نظرة وجمالا ويسقيك من معينها واردا زلالا. فيا قلب تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله - 00:10:36
وصوله تكن من المفلحين كانت مسيرتك عبر جلسة التشهد الاول بهية الكشوفات عطرة التجليات فصرت تتوق وقد خلع عليك الموت الكريم فيها جلباب الرحمة وبرضة الرضوان الى مقام الخدمة في عبادتك لله. تحقيقا لمزيد من - 00:10:56
لذة التعبد في حضرته ركوعا وسجودا تحت ظل عرشه. فتنهض من تشهدك نشيط الجناح. تقوم امام جلال الله ترحل الى مقامات اخرى وتدخل عوالم ذات احوال واذواق اخرى. فلكل تلاوة - 00:11:19
ذوق جديد ولكل ركعة مقام جديد. مقامات واحوال مما لم تجد قبل ولم تذق. وتمضي سائحة في مملكة الله تجني من اطايبها ما تشاء. حتى اذا اديت حق الله كما امر الله وقطعت اليه المسافات بصلاة - 00:11:39
ثلاثية كانت ام رباعية اذن لك في الجلوس الى مائدته ثانية. مستروحا بعبيرها ونعيمها اوقدت قناديل سمر جميل تحت خمائر الملك الكريم وتمد يدك لترشف من كأس الوصل الثانية واردات من التشهد الاخر. فيتجلى النور على قلبك المسكون بحبك - 00:11:59
ويأذن لك المولى بالتحية والسلام مرة اخرى. ثم تأخذ باسباب الادب النبوي في تحية مولاك. على ما يقتضيه ادب التشهد الاخر. فتجلس على هيئة اخرى غير ما صنعت في التشهد الاول هيئة ذات بهاء - 00:12:25
وبقار عظيم. ويمتد النور من عينيك المشوقتين برؤية محمد صلى الله عليه وسلم اول عابدين وسيدي القانطين انظر اليه وهو يصلي جلوسا بين يدي ربه. في تشهده الثاني فتقتدي به في جلسته وتشهده. كما اقتديت به - 00:12:45
في كل صلاته تفعل ما يفعل وتقول ما يقول حرفا بحرف فهو امام السالكين وانما جعل الامام ليؤتم به وها هو ذا الحبيب صلى الله عليه وسلم قد اتم الركعة الاخيرة وجلس للتشهد الاخر فتتبعه في جلوسه خاشعة - 00:13:08
وقد كان صلى الله عليه وسلم اذا جلس في الركعة الاخرة قدم رجله اليسرى ونصب الاخرى وقعد على مقعده متوركا على شقه الايسر اي انه افضى بواركه اليسرى الى الارض واخرج قدميه من ناحية واحدة وهي ناحية اليمين وصنع بيديه ما صنع في - 00:13:30
التشهد الاول حيث كان صلى الله عليه وسلم اذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى اعلى ركبته اليمنى واشار بالسبابة وكان يحركها يدعو بها - 00:13:54
ها انت ذا الساعة قد استأنفت مقامك جالسا عند سيدك الكريم بتشكيلة نبوية لاغصانك وجوارحك ترحل في غمرة الاحوال والفيوضات الرحمانية. لتناجي ذا الجلال في خشوع تعظيما وتنزيها. ثم تشير باصبع - 00:14:11
القبلة لتوقد قنديل التشهد من جديد. تحيات وسلاما وتوحيدا. فصلاة على النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ودعاء الزيت نفسه هو هو. والقنديل نفسه هو هو. لكن النور اصفى وابهى. والذوق اعذب والذ. فاذا - 00:14:31
يرى ما لم يرى والقلب يشهد ما لم يشهد ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها الم تعلم ان الله على كل شيء قدير واذا الاباريق تسكب في اكواب الشوق زلال النعمة ورقراق النور. فلاغصانك اوراق وازهار تتجدد - 00:14:53
كل نفس جديد وسبابتك ما زالت تستزيد من جمال الله حتى يمتلئ المكان مسكا وعنبرا. ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ويكرمك الملك الكريم في مائدة التشهد الثاني برزق جديد. ويزيدك فضلا عن اطباق التشهد الاول. اطباق - 00:15:18
اخرى من فاكهة الجنة فيتحفك بقنديل نبوي جميل تنبض مشكاته بالصلاة على النبي صلى الله عليه عليه وسلم فيهتز غصنك لنوره الرقراق ثم ينشر قلبك اجنحة بيضاء تخفق الى جنب الملائكة الاطهر - 00:15:42
وهي تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. فتصلي انت ايضا عليه. تماما كما هي تصلي عليه. اذ ترتقي روحك بمعراج المحبة منجذبة بنور قوله تعالى ان الله وملائكته يصلون على النبي - 00:16:02
يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ثم تبادر الى احتساء كأس الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. المغرفة من حوضه الكريم. وتهتف مرتعش خفاق الجناح فرحا بانعام الله وباذنه لاشواقك الحارة ان تصلي على سراج الامة ودليل - 00:16:22
اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد - 00:16:47
وتمضي في بعث اشواقك الى النبي صلى الله عليه وسلم صلوات وسلاما. واصبعك ما تزال تتحرك في اتجاه القبلة شاهدة على اعترافك بحب المصطفى عليه عليه السلام وانت جالس بين يدي الخالق الكريم يستمع الى بوحك بحب محمد وال محمد. عليهم الصلاة والسلام - 00:17:06
كانت صلاتك على الحبيب تفور دعاء يرتفع سحابه الاخضر عاليا نحو الملك العظيم. ثم يسح من لدنه تعالى على روضة المصطفى ثناء وتكريما وتفضيلا. ورفعة الى المقام المحمود والدرجة الرفيعة - 00:17:32
فاللهم صل وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما صليت وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم. في العالمين انك حميد مجيد ولآل ابراهيم مقام المصطفين الاخيار هم الانبياء ابناء الانبياء. وان محمدا صلى الله عليه وسلم لمنهم. بل هو اعلى ثمرات شجرتهم الكريمة وازكاهم - 00:17:52
فله ولاله الطاهرين ما قيل لابراهيم ولال ابراهيم من الصلاة والتسليم لك ذلك يا رسول الله عدد من صلى عليك وسلم من امتك الى يوم القيامة مكيالا ربانيا من البر - 00:18:17
والدرجات لم تزل سحبه تسقي رياضك ورياض الك الاطهار قدس الله اسرارهم فهم سادة الصديقين والشهداء. فيا ايها الخاشع جلوسا بين يدي الله. تنال ما تشاء من كرم الله. ويحك اكرم نفسك بالصلاة على محمد - 00:18:35
محمد فانما البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي ففجر ينابيع الرحمة على اغصانك تتدفق عليك شلالاتها من اعالي جبال الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم شلالات لم يزل انصبابها - 00:18:55
يرتفع في السماء ما دمت تدعو بالصلاة عليه. ثم يشتد وابل الرحمة الربانية هطولا على اغصانك حتى لا يبقي بها درنا. ذلك مصداق البشرى النبوية الكريمة لقوافل السالكين. من صلى علي صلاة - 00:19:14
واحدة صلى الله عليه بها عشرا فاذا الجنان ابواب مفتحة. يرحب اريجها بجناحك المنهك بمكاره الطريق واذا بطيب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ينبعث من شجرة الشفاعة فراشات من نور تطير الهوينة - 00:19:34
احط على غصنك الفقير فتنبجس براعمه وريقات وازهارا تنتشي فرحا بكرم الله اقترب يا صاحي من خمائر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه ظلاله يترقرق ماؤها حوضا نبويا تهفو اليه القلوب العطشى يوم الحساب. فلا يدركه الا الصالحون. فمد يدك ان كأسا واحدة من حب - 00:19:56
حبيبي بعشر امثالها رحمة ومغفرة ورضوانا. اليس كذلك يا رسول الله؟ قال حبيبي من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات. وحط عنه عشر خطيئات. ورفع له عشر درجات - 00:20:25
ازهيرية غصون بكل فصل. وبثي اريجك بكل ارض. فكل الازمنة راحلة الى الله. وكل التراب عابد لله وحيثما ادركتك الصلاة فصلي. وزين تشهدها بالصلاة على النبي. فما زال عليه الصلاة والسلام يستقبل - 00:20:44
صلاة الاحبة عليه. وما زالت كلماته حداء يحث السالكين على الاغتراف من بحار الرحمة والمغفرة والرضوان فيا رسول الله هذا فؤادي شوق راحل اليك. ولكن زادي من الصلاة عليك قليل. فلست ادري - 00:21:04
اتراه يبلغك كان الجواب صدى لكلمة النبوة النافرة برد الماء على حشا العطشان. حيثما كنتم فصلوا علي. فان ذاتكم تبلغني. كذا يا نبي الله والصلاة والسلام عليك يا رسول الله. الصلاة والسلام عليك يا رسول الله. الا ايها العبد الساري في غسق الدجى - 00:21:24
يتقن دينك وقودا من زيت المحبة. فلم يزل جواها يخفق بقلوب طير ضربت باجنحتها عالية راحلة في النسيم الرتيب الى ديار الحبيب. ويا حادي القلب ويحك لا تبرح. تغريدة الصلاة على النبي. فللخف منها خفة - 00:21:50
ونشاط اللهم يا رحمن اني قد احببت حبيبك فاشهد احببته عبدا قانتا لله ونبيا يتوهج بنور الله ورسولا مبلغا عن الله. اللهم فاشهد اللهم صل وبارك على محمد وعلى ال محمد كما صليت - 00:22:10
وباركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد تلك شهادتك يا عبد لدى مولاك تفيض بانوارها على داليتك الخاشعة فتزداد قربا من مشكاة النور وتغرب بها من رضاء الله. وهل حب النبي صلى الله عليه وسلم الا بارقة من بوارق حب الله - 00:22:30
بارقة تغمض اشراقاتها في سماء السالكين. فتهديهم الى باب الله. فيا جوارح اخشعي ويا خفقان ويا جفون انثري من دمعك الولهان سخين الجوى فقد اشار المليك وازف الفراق فالعياد العياذ بحرم المجير الذي لا يضام جاره. فللطريق خارج حصول الصلاة مزالق ومكان - 00:22:55
لا ينجو منها الا من اكرمه الله بمقام الجوار. ارأيت النبي صلى الله عليه وسلم وسط اصحابه يرسم لوحة بجمالية البيان كان يفسر لهم اية من كتاب الله. والله يدعو الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم - 00:24:13
فيرسم حقائقها بكلمات النبوة. ثم يقول ضرب الله مثلا صراطا مستقيما. وعلى جنبتي الصراط سوراد فيهما ابواب مفتحة. وعلى الابواب وعلى باب الصراط داع يقول ايها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تعوجوا. وداع يدعو من جوف الصراط. فاذا - 00:24:37
اذا اراد يفتح شيئا من تلك الابواب قال ويحك لا تفتحه فانك ان تفتحه تلج والصراط الاسلام والصوران حدود الله تعالى والابواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عز وجل والداعي فوق الصراط. واعظ الله في قلب كل مسلم - 00:25:03
فاستعذ بالله يا صاحب متشهد وحرك سبابتك خاشعة. تدعو بها لتزين صدرك بجواهر التشهد الثاني وتحصن نفسك باسراره عقدا ربانيا يحجب عنك كل مكروه. ويحفظك من كل بلاء. واجعل اول دعاء - 00:25:30
من التشهد كلمة نبوية ثم سل مولاك بعد ما تشاء. اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال. دعاء تستدفع به الشر كله - 00:25:50
بحصون الملك العظيم القاهر فوق عباده ذاك دعاء سراج الامة محمد صلى الله عليه وسلم. فاعتصم بنوره يا سالك عند كل تشهد اخر. فقد كان عليه الصلاة والسلام يعلمه الصحابة رضي الله عنهم كما يعلمهم السورة من القرآن. اذ يمد شعاع - 00:26:10
الهدى ساعيا بين ايديهم. فيقول صلى الله عليه وسلم اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع. فذكر ثم يدعو لنفسه بما بدا له من خير الدنيا والاخرة وها هنا تذكر جراحك واحزانك. وحاجاتك العاجلة والعاجلة فتدعو وتذكر احزان الامة وجراحها ومآذنها - 00:26:35
ونزيفها فتدعو وتذكر المرابطين في الثغور صامتين يألمون ما يألمون محتسبين فتدعو وتذكر الدعاة المخلصين والعلماء العاملين. فتدعو وتذكر الفقراء والمستضعفين. والمؤمنين المحاصرين فتدعو وتذكر ايضا الطغاة الظالمين والعتاة المستكبرين فتدعو وتذكر وتذكر فتدعو وتدعو وتدعو - 00:27:00
وما تزال تتشهد مشيرا بسبابتك تدعو بها جالسا جلسة الاصفياء عند الملك الكريم وباب هبات مفتوح عليك ينفر من انعامه بكل دعاء كرامات وحسنات. فسبحانه وتعالى من رحمن رحيم. وله - 00:27:30
الحمد والثناء كما ينبغي لعظيم فضله وجمال احسانه كان النور قد غمر جناحي كريشة ريشة. فاشرقت روحك في روضة وهاجت الاريج. دفاقة العبير تعكس منها لؤلؤة قلبك شعاعات صافية الاسرار. طاهرة الخواطر والانوار. ويأذن الملك لعباده المخبتين - 00:27:50
بالانصراف من محراب الصلاة وهم جلوس متبتلون قد غمرهم بانوار الرضا والقبول. وهنا قبل ان يخرج العبد بالسلام يستحضر في شعوره اطياف التوابين والمتطهرين. وصفوف المتعبدين في الارض وفي السماء - 00:28:16
ممن يرى وممن لا يرى يبصرهم بعيني روحه الصافية. جالسين حواليه عن اليمين وعن الشمال. يتضرعون الى الله على هيئة التشهد. ثم يسلم على اخيه من على يمينه وشماله. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:28:36
يلتفت بوجهه الاغر هادئا كي يسلم عن يمينه. السلام عليكم ورحمة الله. حتى يرى بياض خده الايمن وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله. حتى يرى بياض خده الايسر. وتفتح عينيك على عالم - 00:28:56
والرسوم فلا تبرح مكانك حتى تذكر ربك بعيد الصلاة. جبرا لما ضاع لك منها في جيوب الشرود تسديدا لقلب مقبل على خوض ادخنة الحياة. بعدما غاب عنها في حضور حي مع الله. حضور طوى في شهود - 00:29:16
مقاييس الزمان والمكان ثم عاد الى حدود كيانه. فتوكل على مولاك يا ذاكر. مسبحا وحامدا ومكبرا ثم متشهدا ترشيدا بهدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم اذ قال من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين - 00:29:36
وحمد الله ثلاثا وثلاثين. وكبر الله ثلاثا وثلاثين. فتلك تسعة وتسعون. وقال تمام المئة لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. غفرت خطاياه وان كانت - 00:29:59
كانت مثل زبد البحر ثم تنطلق بعدها خفيف الجناح مشرق الروح. ثابت العزيمة لتدخل غمار الحياة بنشاط جديد. وبقلبك شلال تتفجر طاقاته عند كل عمل تصلح به معاشك او معادك. تسعى قوي الامل في الله. لا تضع يدك على عود - 00:30:19
الا اورق صلاحا واخضرارا باذن الله. وازهر بركات بتوفيق الله. ولا تفتح بابا الا انفتح عن حسن وسلام من الله ولا يضيق عليك درب في طريقك الا فتحت لك بدله ساحات الى الخير على سعة السماء - 00:30:41
ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب وقد ينخصك الشيطان في طريق كسبك. فتطرده قوي الجنان عالي الهمة. فيفر منك مذعورا. ثم لا شك هو يعود لكنك انت ايضا تعود. تعود اقوى واجلد على حربه. حتى اذا غم عليك تعبا من ضجيج الحياة. ان - 00:31:01
هذا كالاذان قبل فوات الاوان. فرجعت الى سفارك الجميل ومنتزهك البهيج وكنت على موعد جديد مع الله تلك الصلاة بنورها وبهائها. سفر في مقامات الجلال والجمال. وسياحة للروح على هيئات ذات احوال - 00:31:28
ومشاهدات لكرامات الانس والرضا. تلقيا عن الله ذي الجلال. تلك الصلاة رياضة الانبياء والصالحين. ومن اقتفى اثارهم من السالكين. رياضة تعمر القلب والجوارح بالحب والعطف العافية والسلام - 00:31:49