فيها العلوم التي اياته وعجزت من الاله علينا اذل يقول الحسن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه - 00:00:00
اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر المشاهدين والمشاهدات. وحياكم الله في هذه الحلقة الجديدة. من برنامجكم قواعد قرآنية حاولوا باذن الله تعالى في هذه الحلقة قاعدة من قواعد العدل والجزاء والثواب والعقاب. الدالة على عظيم علم الله وحكمته. تلكم - 00:01:05
هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تبارك وتعالى ومن يهن الله فما له من مكرم وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت في سورة الحج ضمن سياق الحديث عن من يسجد لله ومن لا يسجد لله. قال الله تبارك وتعالى الم تر ان الله - 00:01:27
يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء - 00:01:49
واذا تأملتم هذه الاية الكريمة ادركتم شيئا من المقصود بهذا الكرم وبتلك الاهانة التي يتلبس بها الانسان حينما يقع فيما يقع فيه فاعلى صور الكرامة التي دلت عليها هذه الاية الكريمة ان يكون الانسان عبدا موحدا لله عز وجل يعفر - 00:02:06
جبينه في الارض تعظيما لمولاه سبحانه وتعالى واحط صور الاهانة والذل هي ان يصرف هذا القلب او ان يعفر هذا الجبين في الارض سجودا لغير الله عز وجل وفي هذه الاية الكريمة - 00:02:29
اشارة وتنديد باولئك الذين شذوا عن هذه المنظومة العظيمة الكونية منظومة الشمس والجبال والشجر والدواب بل وشذوا عن كثير من الناس الم يسجدوا لله رب العالمين. هذه المجموعة الكاملة كلها تسجد لله جل وعلا. ويأتي طائفة من الخلق - 00:02:48
ويعفرون جباههم ويصرفون قلوبهم وعباداتهم الى غير مولاهم الذي خلقهم من هذا الا هو الذل والهوان وصدق الله عز وجل. ومن يهن الله فما له من مكرم وافادتنا هذه القاعدة فائدة اخرى - 00:03:13
وهي ان الانسان مهما تلبس بلبوس من نعيم الدنيا. ومهما عاش عيشة يظنها عيشة الكرماء. وعيشة الاعزاء فانه ان كان مشركا او عابدا لغير ربه عز وجل فهو ذليل وان خال نفسه كريما. وفي المقابل ايضا - 00:03:30
نفهم من هذه القاعدة القرآنية الكريمة ان الانسان حينما يكون موحدا لله عز وجل لا يصرف شيئا من عبادته لغير مولاه سبحانه وتعالى فهو الاعز الاكرم وهو العزيز الكريم وان فقد شيئا منه - 00:03:50
نعيم الدنيا وان اديل عليه وان حصل له ما حصل مما يتعرض له السائرون على هذا الطريق من الاذى والنكال والتعذيب والسجن بل والقتل وتأمل كيف رد الله جل وعلا على المنافقين مقولتهم حينما اختلت عندهم موازين العزة والكرامة والذلة - 00:04:08
والذلة والشرف لما اختلت هذه الموازين استمع كيف رد الله عز وجل عليهم هذا الفهم الخاطئ. قال الله تبارك وتعالى عن هؤلاء الشرذمة يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل - 00:04:31
قال الله تبارك وتعالى مبينا هذه الحقيقة التي ينبغي ان يعيها المؤمن وان عاش وان اذل او اهين من قبل بعض البشر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون - 00:04:49
ولما بحث هؤلاء الشراذم عن العزة في غير موضعها قال الله عز وجل عنهم في سورة النساء ايبتغون عندهم العزة يعني في ميلهم الى اولئك الكفار قال الله تعالى ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله - 00:05:09
جميعا. فعلمنا من هذا الحصر ان من ابتغى العز بغير بغير الله عز وجل وبغير منهجه اذله الله. وان عاش فترة من من يظلم نفسه كريما ممكنا مهابا مقدرا محترما - 00:05:26
ايها الفضلاء هذه الصورة هي اجلى صور الاهانة حينما يكون العبد مشركا بالله وتلك اعني صورة الكرامة حينما يتلبس الانسان التقوى تلبسا حقيقيا تاما وبين المنزلتين مرأحل ومراتب. فمن الناس من لا يكون مشركا بالمعنى الشرعي المعروف الخاص - 00:05:43
لكنه قد يهيم في اودية المعاصي فيصيبه من غبارها فيصيبه من غبارها ويكتسب هذا الذل بقدر ما يصيبه من هذا الغبار وبقدر بلوغه في تلك الاودية او سباحته في تلك البحار. ان المعاصي - 00:06:08
ايها الاخوة الكرام تكسب صاحبها شيئا من الذل وشيئا من الهوان وبقدر تلبس الانسان بها يكون ذله ويكون هوانه اكثر ان المعاصي تسلب صاحبها اوصاف المدح والشرف. وتكسوه اوصاف الذم والصغار. فبدا من تحليه بوصف التقى - 00:06:26
ووصف الطاعة تنقلب هذه الاوصاف او تخف يخف وهجها فينقلب من الطاعة الى المعصية ومن التقوى الى ضدها او الى ما يخالفها ويخرقها. وهذا عند تأمله في الحقيقة دافع عظيم الى التخلي عن هذه المعاصي - 00:06:49
التي تقلب حال الانسان من ما تقدم ذكره من من العز الى الهوان ومن الشرف الى الذم ومن الكرامة الى الصغار ان تعاطي المعاصي ايها الاخوة ليسلب الانسان اوصاف الشرف والمدح - 00:07:09
لتلبسه اوصاف الذم والصغار كذلك ايضا لو لم يكن في المعاصي الا انها تكسو القلب ظلمة وسوادا بعد ان كان يعيش في رحابة النور ووهج الطاعة والتقى ايضا ايها الفضلاء - 00:07:26
ان هذه المعاصي تجعل الانسان يتخفف شيئا فشيئا من العبودية الحقة التي خلق الانسان لاجلها لينتقل شيئا فشيئا شعر او لم يشعر الى عبودية غير الله. عبودية الهوى عبودية النفس عشق الصور الى غير ذلك - 00:07:44
من الصور التي او من الاحوال التي تخفف هذه العبودية. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بيت معبر يبين شيئا من معاني هذه الحال التي يقع فيها كثير من الناس هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان. ان هذا المعنى الذي - 00:08:05
اشار له ابن القيم رحمه الله تعالى لمعن شريف ينبغي ان يستحضره الانسان حينما تدعوه نفسه الامارة بالسوء الى معصية الله عز وجل ذلك ان حقيقة المعصية هي في الواقع خرم لهذا السياج. سياج العبودية وليس الشأن في ان ان يخطئ الانسان او يعصي - 00:08:25
كل ابن ادم خطاء. لكن الشأن في اصراره على ذلك. لان هذا يعني ان هذه العبودية يبدأ يخف منسوب في قلب العبد شيئا فشيئا والشيطان لا يرضى الا بان يموت الانسان وقد سلبت منه هذه العبودية عياذا بالله حتى يلقى الله عز وجل على غير الاسلام - 00:08:45
ايها الفضلاء ان التأمل في قصص الاولين وقصص الاخرين ممن قصهم الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه او قص رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا اخبارهم في سنته او حفلت بها كتب التواريخ. لتؤكد لنا هذه الحقيقة الناصعة. فكم من انسان - 00:09:08
ظن الناس انه قد اهين وحقيقته انه عاش العز في الدنيا وفي الاخرة. ولعل من اجل الصور عند اهل الدنيا ان يقتل الانسان في سبيل منهجه فانهم يرون ان القتل خسارة للحياة. لكن اصحاب المنهج الحق يرون ان الموت في سبيل ما - 00:09:28
يريدونه من اظهار الحق وبيانه هو العز والشرف الحقيقي. تأملوا مثلا يا عباد الله في قصة اصحاب الاخدود التي قصها الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه انها قصة مؤلمة وهي عند تأملها تشعر الانسان بشيء من الحرقة على ذلك - 00:09:48
الفئة من الناس الذين القوا في النار القاء وكأنهم حشرات لا قيمة لها. لكن تأملوا كيف عبر القرآن الكريم العظيم عن هذا الخبر وعن تلك القصة. قال الله سبحانه وتعالى ان - 00:10:08
الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات. ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. ذلك الفوز الكبير ولا يوجد في القرآن. وصف للفوز بانه كبير الا في هذا الموضع - 00:10:28
سبحان الله قوم بل قبيلة بل امة من الناس تلقى في النار ويحكى او يقال عن هذا الحرق الذي اصابهم انه فوز كبير. نعم ان انتصار المبدأ وبقاء الانسان على مبدأه الحق هو غاية - 00:10:51
العزة وغاية الكرامة. وليست العزة محصورة في هذه الدنيا الفانية؟ لا بل هي عزة تمتد في الدنيا وتمتد في الاخرة. وفي مقابل هذا لنستمع كيف وصف القرآن اولئك الذين عاشوا العزة الموهومة - 00:11:08
حينما كانوا رؤساء في الدنيا او وجهاء يأتمر الناس الضعفاء بامرهم وينتهون عما عما ينهون عنه ماذا صار مصيرهم حينما لقوا ربهم عز وجل؟ يقول الله تبارك وتعالى في خواتيم سورة الدخان - 00:11:27
يقول الله سبحانه وتعالى مبينا تلك الحالة التي يعيشها اولئك الذين ظنوا انفسهم بما ظنوه من عزة وكرامة وشرف يقول الله تعالى ان شجرة الزقوم طعام الاثيم. كالمهل يغلي في البطون - 00:11:45
تغني الحميم خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق انك انت العزيز الكريم هذا غاية ما يكون من التوبيخ. فكأنه يقال له يا ايها الانسان يا من كنت تنادى وتخاطب على انك - 00:12:04
كريم في قومك تأمر وتنهى فيسمع لك ويطاع هذا العذاب المهين. لانك كفرت برب العالمين. اذا ايها الفضلاء هذه حقيقة العزة. وهذه حقيقة الكرامة. ولكن ومن يهن الله فما له من مكرم - 00:12:28
ايها الاحبة الكرام ان هذه قاعدة القرآنية الكريمة ومن يهن الله فما له من مكرم تحدثنا كتب التواريخ ايضا عن شواهد كثيرة لها. انظروا على سبيل المثال ما وقع لائمة الاسلام العظام. الذين ابتلوا - 00:12:48
لتسلط بعض الظلمة عليهم فاذوهم فاذوهم وسجنوهم وعذبوهم وحرموهم من التعليم وحرموهم من طلابهم وحرموهم من ثم ال الامر ان نسي اولئك الخلفاء او قل لم يذكروا الا بذكر اولئك العلماء وبقي علم هؤلاء العلماء حيا - 00:13:05
تذاكروه الناس الى اليوم. من منا تخفى عليه قصة الامام احمد؟ الذي تعرض لما تعرض له من انواع الاذى في سبيل الله لقد كان خصمه اللدود ابن ابي دؤاد المعتزلي كان يتقوى بالسلطان من اجل الحاق الاذى به. وفي الفعل نجح - 00:13:25
ابن ابي دؤاد لكنه نجاح مؤقت وخسارة دائمة والعلم عند الله تعالى حينما تسلط على هذا الامام فمن ابن ابي دؤاد لا يذكر الا لانه عدو لاحمد رحمه الله. واما احمد - 00:13:45
قهوة احمد صاحب العلم الوافر الغزير وما مدرسة الفقه الحنبلي الا اثر من اثار علمه المبارك؟ ابن تيمية ومن ابن تيمية؟ من الذي يخفى عليه بلاء هذا الرجل وجهاده. لقد استعدى خصومه السلاطين عليه. فكفروه وحكموا بقتله واذوه وسجنوه ومات مسجونا - 00:14:01
وظنوا انهم اهانوه ولكن الامر يقول والواقع يقول ان الله تبارك وتعالى اكرمه بانواع من الكرامات. وها نحن اليوم نقلب تراثه. بل اقول ليس اهل السنة فقط هم من استفادوا من علمه بل حتى خصومه واصبح ابن تيمية رمزا من الرموز التي اشغلت العلم واشغلت الفكر - 00:14:23
فاصبح مدرسة يتحدث الناس عنه. لا من جهة خصومه ولا من جهة اعدائه. وصدق الله ومن يهن الله فما له من مكرم وعكس هذه القاعدة صحيح ايضا. ومن يكرم الله سبحانه وتعالى فليس له مهين وان خالف ذلك الامر واقعا. اسأل الله - 00:14:45
جل وعلا ان يكرمنا واياكم بطاعته. وان لا يهيننا واياكم بمعصيته. ان ربي سميع مجيب الدعاء. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وبارك على نبينا محمد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:15:05
فيها العلوم التي لم اياته وعجزت من الاله علينا وامثلة يقول حسن - 00:15:20
التفريغ
فيها العلوم التي اياته وعجزت من الاله علينا اذل يقول الحسن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه - 00:00:00
اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر المشاهدين والمشاهدات. وحياكم الله في هذه الحلقة الجديدة. من برنامجكم قواعد قرآنية حاولوا باذن الله تعالى في هذه الحلقة قاعدة من قواعد العدل والجزاء والثواب والعقاب. الدالة على عظيم علم الله وحكمته. تلكم - 00:01:05
هي القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تبارك وتعالى ومن يهن الله فما له من مكرم وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت في سورة الحج ضمن سياق الحديث عن من يسجد لله ومن لا يسجد لله. قال الله تبارك وتعالى الم تر ان الله - 00:01:27
يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب. ومن يهن الله فما له من مكرم. ان الله يفعل ما يشاء - 00:01:49
واذا تأملتم هذه الاية الكريمة ادركتم شيئا من المقصود بهذا الكرم وبتلك الاهانة التي يتلبس بها الانسان حينما يقع فيما يقع فيه فاعلى صور الكرامة التي دلت عليها هذه الاية الكريمة ان يكون الانسان عبدا موحدا لله عز وجل يعفر - 00:02:06
جبينه في الارض تعظيما لمولاه سبحانه وتعالى واحط صور الاهانة والذل هي ان يصرف هذا القلب او ان يعفر هذا الجبين في الارض سجودا لغير الله عز وجل وفي هذه الاية الكريمة - 00:02:29
اشارة وتنديد باولئك الذين شذوا عن هذه المنظومة العظيمة الكونية منظومة الشمس والجبال والشجر والدواب بل وشذوا عن كثير من الناس الم يسجدوا لله رب العالمين. هذه المجموعة الكاملة كلها تسجد لله جل وعلا. ويأتي طائفة من الخلق - 00:02:48
ويعفرون جباههم ويصرفون قلوبهم وعباداتهم الى غير مولاهم الذي خلقهم من هذا الا هو الذل والهوان وصدق الله عز وجل. ومن يهن الله فما له من مكرم وافادتنا هذه القاعدة فائدة اخرى - 00:03:13
وهي ان الانسان مهما تلبس بلبوس من نعيم الدنيا. ومهما عاش عيشة يظنها عيشة الكرماء. وعيشة الاعزاء فانه ان كان مشركا او عابدا لغير ربه عز وجل فهو ذليل وان خال نفسه كريما. وفي المقابل ايضا - 00:03:30
نفهم من هذه القاعدة القرآنية الكريمة ان الانسان حينما يكون موحدا لله عز وجل لا يصرف شيئا من عبادته لغير مولاه سبحانه وتعالى فهو الاعز الاكرم وهو العزيز الكريم وان فقد شيئا منه - 00:03:50
نعيم الدنيا وان اديل عليه وان حصل له ما حصل مما يتعرض له السائرون على هذا الطريق من الاذى والنكال والتعذيب والسجن بل والقتل وتأمل كيف رد الله جل وعلا على المنافقين مقولتهم حينما اختلت عندهم موازين العزة والكرامة والذلة - 00:04:08
والذلة والشرف لما اختلت هذه الموازين استمع كيف رد الله عز وجل عليهم هذا الفهم الخاطئ. قال الله تبارك وتعالى عن هؤلاء الشرذمة يقولون لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل - 00:04:31
قال الله تبارك وتعالى مبينا هذه الحقيقة التي ينبغي ان يعيها المؤمن وان عاش وان اذل او اهين من قبل بعض البشر ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون - 00:04:49
ولما بحث هؤلاء الشراذم عن العزة في غير موضعها قال الله عز وجل عنهم في سورة النساء ايبتغون عندهم العزة يعني في ميلهم الى اولئك الكفار قال الله تعالى ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله - 00:05:09
جميعا. فعلمنا من هذا الحصر ان من ابتغى العز بغير بغير الله عز وجل وبغير منهجه اذله الله. وان عاش فترة من من يظلم نفسه كريما ممكنا مهابا مقدرا محترما - 00:05:26
ايها الفضلاء هذه الصورة هي اجلى صور الاهانة حينما يكون العبد مشركا بالله وتلك اعني صورة الكرامة حينما يتلبس الانسان التقوى تلبسا حقيقيا تاما وبين المنزلتين مرأحل ومراتب. فمن الناس من لا يكون مشركا بالمعنى الشرعي المعروف الخاص - 00:05:43
لكنه قد يهيم في اودية المعاصي فيصيبه من غبارها فيصيبه من غبارها ويكتسب هذا الذل بقدر ما يصيبه من هذا الغبار وبقدر بلوغه في تلك الاودية او سباحته في تلك البحار. ان المعاصي - 00:06:08
ايها الاخوة الكرام تكسب صاحبها شيئا من الذل وشيئا من الهوان وبقدر تلبس الانسان بها يكون ذله ويكون هوانه اكثر ان المعاصي تسلب صاحبها اوصاف المدح والشرف. وتكسوه اوصاف الذم والصغار. فبدا من تحليه بوصف التقى - 00:06:26
ووصف الطاعة تنقلب هذه الاوصاف او تخف يخف وهجها فينقلب من الطاعة الى المعصية ومن التقوى الى ضدها او الى ما يخالفها ويخرقها. وهذا عند تأمله في الحقيقة دافع عظيم الى التخلي عن هذه المعاصي - 00:06:49
التي تقلب حال الانسان من ما تقدم ذكره من من العز الى الهوان ومن الشرف الى الذم ومن الكرامة الى الصغار ان تعاطي المعاصي ايها الاخوة ليسلب الانسان اوصاف الشرف والمدح - 00:07:09
لتلبسه اوصاف الذم والصغار كذلك ايضا لو لم يكن في المعاصي الا انها تكسو القلب ظلمة وسوادا بعد ان كان يعيش في رحابة النور ووهج الطاعة والتقى ايضا ايها الفضلاء - 00:07:26
ان هذه المعاصي تجعل الانسان يتخفف شيئا فشيئا من العبودية الحقة التي خلق الانسان لاجلها لينتقل شيئا فشيئا شعر او لم يشعر الى عبودية غير الله. عبودية الهوى عبودية النفس عشق الصور الى غير ذلك - 00:07:44
من الصور التي او من الاحوال التي تخفف هذه العبودية. قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بيت معبر يبين شيئا من معاني هذه الحال التي يقع فيها كثير من الناس هربوا من الرق الذي خلقوا له فبولوا برق النفس والشيطان. ان هذا المعنى الذي - 00:08:05
اشار له ابن القيم رحمه الله تعالى لمعن شريف ينبغي ان يستحضره الانسان حينما تدعوه نفسه الامارة بالسوء الى معصية الله عز وجل ذلك ان حقيقة المعصية هي في الواقع خرم لهذا السياج. سياج العبودية وليس الشأن في ان ان يخطئ الانسان او يعصي - 00:08:25
كل ابن ادم خطاء. لكن الشأن في اصراره على ذلك. لان هذا يعني ان هذه العبودية يبدأ يخف منسوب في قلب العبد شيئا فشيئا والشيطان لا يرضى الا بان يموت الانسان وقد سلبت منه هذه العبودية عياذا بالله حتى يلقى الله عز وجل على غير الاسلام - 00:08:45
ايها الفضلاء ان التأمل في قصص الاولين وقصص الاخرين ممن قصهم الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه او قص رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا اخبارهم في سنته او حفلت بها كتب التواريخ. لتؤكد لنا هذه الحقيقة الناصعة. فكم من انسان - 00:09:08
ظن الناس انه قد اهين وحقيقته انه عاش العز في الدنيا وفي الاخرة. ولعل من اجل الصور عند اهل الدنيا ان يقتل الانسان في سبيل منهجه فانهم يرون ان القتل خسارة للحياة. لكن اصحاب المنهج الحق يرون ان الموت في سبيل ما - 00:09:28
يريدونه من اظهار الحق وبيانه هو العز والشرف الحقيقي. تأملوا مثلا يا عباد الله في قصة اصحاب الاخدود التي قصها الله سبحانه وتعالى علينا في كتابه انها قصة مؤلمة وهي عند تأملها تشعر الانسان بشيء من الحرقة على ذلك - 00:09:48
الفئة من الناس الذين القوا في النار القاء وكأنهم حشرات لا قيمة لها. لكن تأملوا كيف عبر القرآن الكريم العظيم عن هذا الخبر وعن تلك القصة. قال الله سبحانه وتعالى ان - 00:10:08
الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات. ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار. ذلك الفوز الكبير ولا يوجد في القرآن. وصف للفوز بانه كبير الا في هذا الموضع - 00:10:28
سبحان الله قوم بل قبيلة بل امة من الناس تلقى في النار ويحكى او يقال عن هذا الحرق الذي اصابهم انه فوز كبير. نعم ان انتصار المبدأ وبقاء الانسان على مبدأه الحق هو غاية - 00:10:51
العزة وغاية الكرامة. وليست العزة محصورة في هذه الدنيا الفانية؟ لا بل هي عزة تمتد في الدنيا وتمتد في الاخرة. وفي مقابل هذا لنستمع كيف وصف القرآن اولئك الذين عاشوا العزة الموهومة - 00:11:08
حينما كانوا رؤساء في الدنيا او وجهاء يأتمر الناس الضعفاء بامرهم وينتهون عما عما ينهون عنه ماذا صار مصيرهم حينما لقوا ربهم عز وجل؟ يقول الله تبارك وتعالى في خواتيم سورة الدخان - 00:11:27
يقول الله سبحانه وتعالى مبينا تلك الحالة التي يعيشها اولئك الذين ظنوا انفسهم بما ظنوه من عزة وكرامة وشرف يقول الله تعالى ان شجرة الزقوم طعام الاثيم. كالمهل يغلي في البطون - 00:11:45
تغني الحميم خذوه فاعتلوه الى سواء الجحيم. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم. ذق انك انت العزيز الكريم هذا غاية ما يكون من التوبيخ. فكأنه يقال له يا ايها الانسان يا من كنت تنادى وتخاطب على انك - 00:12:04
كريم في قومك تأمر وتنهى فيسمع لك ويطاع هذا العذاب المهين. لانك كفرت برب العالمين. اذا ايها الفضلاء هذه حقيقة العزة. وهذه حقيقة الكرامة. ولكن ومن يهن الله فما له من مكرم - 00:12:28
ايها الاحبة الكرام ان هذه قاعدة القرآنية الكريمة ومن يهن الله فما له من مكرم تحدثنا كتب التواريخ ايضا عن شواهد كثيرة لها. انظروا على سبيل المثال ما وقع لائمة الاسلام العظام. الذين ابتلوا - 00:12:48
لتسلط بعض الظلمة عليهم فاذوهم فاذوهم وسجنوهم وعذبوهم وحرموهم من التعليم وحرموهم من طلابهم وحرموهم من ثم ال الامر ان نسي اولئك الخلفاء او قل لم يذكروا الا بذكر اولئك العلماء وبقي علم هؤلاء العلماء حيا - 00:13:05
تذاكروه الناس الى اليوم. من منا تخفى عليه قصة الامام احمد؟ الذي تعرض لما تعرض له من انواع الاذى في سبيل الله لقد كان خصمه اللدود ابن ابي دؤاد المعتزلي كان يتقوى بالسلطان من اجل الحاق الاذى به. وفي الفعل نجح - 00:13:25
ابن ابي دؤاد لكنه نجاح مؤقت وخسارة دائمة والعلم عند الله تعالى حينما تسلط على هذا الامام فمن ابن ابي دؤاد لا يذكر الا لانه عدو لاحمد رحمه الله. واما احمد - 00:13:45
قهوة احمد صاحب العلم الوافر الغزير وما مدرسة الفقه الحنبلي الا اثر من اثار علمه المبارك؟ ابن تيمية ومن ابن تيمية؟ من الذي يخفى عليه بلاء هذا الرجل وجهاده. لقد استعدى خصومه السلاطين عليه. فكفروه وحكموا بقتله واذوه وسجنوه ومات مسجونا - 00:14:01
وظنوا انهم اهانوه ولكن الامر يقول والواقع يقول ان الله تبارك وتعالى اكرمه بانواع من الكرامات. وها نحن اليوم نقلب تراثه. بل اقول ليس اهل السنة فقط هم من استفادوا من علمه بل حتى خصومه واصبح ابن تيمية رمزا من الرموز التي اشغلت العلم واشغلت الفكر - 00:14:23
فاصبح مدرسة يتحدث الناس عنه. لا من جهة خصومه ولا من جهة اعدائه. وصدق الله ومن يهن الله فما له من مكرم وعكس هذه القاعدة صحيح ايضا. ومن يكرم الله سبحانه وتعالى فليس له مهين وان خالف ذلك الامر واقعا. اسأل الله - 00:14:45
جل وعلا ان يكرمنا واياكم بطاعته. وان لا يهيننا واياكم بمعصيته. ان ربي سميع مجيب الدعاء. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وبارك على نبينا محمد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:15:05
فيها العلوم التي لم اياته وعجزت من الاله علينا وامثلة يقول حسن - 00:15:20