فيها العلوم التي اياته وعجزات كل بلاغتها من الاله علينا ادم وامثلة يقول حسن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه - 00:00:02ضَ

اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر المشاهدين والمشاهدات. وحياكم الله في حلقة جديدة من حلقات هذا البرنامج المتجدد قواعد قرآنية نتذاكر فيه قاعدة من قواعد التعامل مع النفس - 00:01:08ضَ

قاعدة لها اثر عظيم وبالغ في تهذيب النفس وفي تقويمها واطرها على جادة الحق انها التي دل عليها قول الله تبارك وتعالى بل الانسان على نفسه بصيرة وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت في سورة القيامة كما هو معروف لديكم - 00:01:24ضَ

وهي باختصار شديد تعني ان الانسان مهما حاول ان يجد لافعاله او اقواله مخرجا اه من المخارج وهو يعلم في قرارة نفسه انها خلاف ما يمليه فان ذلك لا ينفعه - 00:01:45ضَ

ولا يجدي عليه شيئا ولو حاول ان يظهر ذلك امام الناس. فلا احد اعلم بنفسه منه الا الله عز وجل وتأمل ايها المبارك كيف جاء التعبير عن هذا المعنى بقوله عز وجل بصيرة - 00:02:04ضَ

لتدل على معنى عظيم وهي تضمن هذه الكلمة للوضوح والحجة. كما يقال للانسان انت حجة على نفسك ايها الاخوة ان لهذه القاعدة العظيمة في واقعنا تطبيقات كثيرة سواء كان الواقع العام او الواقع الخاص. فلنقف مع شيء من هذه المجالات - 00:02:21ضَ

منها ايها الاخوة والاخوات طريقة البعض في التعامل مع النصوص الشرعية لربما بلغ بعضنا نص من النصوص المحكمة التي لم يختلف العلماء عليها او فيها من جهة الايجاب والالزام او من جهة المنع والتحريم - 00:02:47ضَ

وقد تكون نفس السامع مطمئنة تماما لهذا الحكم ان كان فيه خلاف ومع هذا تجد ان البعض قد يجد في نفسه نوعا من التباطؤ او يقع عياذا بالله شيء من الحرج في نفسه من الامتثال المباشر لهذا الامر فماذا يصنع - 00:03:08ضَ

تجده يبحث لعله يجد مخرجا لعله يجد قولا من الاقوال خرج عن آآ هذا القول المشهور الذي سمعه بالوجوب او بالتحريم في بحث عن مخرج من اجل ان يبرر لنفسه مخالفة هذا النص. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في كلمة معبرة عن - 00:03:31ضَ

هذا المعنى فسبحان الله كم من حزازة في النفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبيودهم ان لو ترد وكم من حرارة في اكبادهم منها وكم من شجا في حلوقهم منها ومن موردها - 00:03:52ضَ

والانسان ايها الاخوة لا ينفعه ابدا ان يحاول ان يدفع النصوص بالصدر فان الانسان على نفسه بصيرة وشأن المؤمن ان يكون كما قال الله سبحانه وتعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة - 00:04:09ضَ

من امرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا. وكما قال الله عز وجل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا من - 00:04:27ضَ

ما قضيت ويسلم تسليما. يقول ابن الجوزي رحمه الله في كلام ماتع له في صيد الخاطر يدور حول هذا الموضوع وهو يحكي مشاعر انسان يعيش هذه الحال مع النصوص الشرعية. يقول رحمه الله قدرت مرة على لذة ظاهرها التحريم وتحتمل الاباحة - 00:04:40ضَ

اذ الامر فيها متردد فجاهدت النفس فقالت انت ما تقدر فلهذا تترك اقارب المقدورة عليه فاذا تمكنت فتركت كنت تاركا حقيقة يقول ابن الجوزي ففعلت وتركت. ثم عاودت مرة اخرى في تأويل ارتني فيه نفسي الجواز. وان كان الامر يحتمل - 00:05:01ضَ

فلما وافقتها اثر ذلك الظلمة في قلبي لخوفي ان يكون الامر محرما ورأيت انها تارة تقوى علي بالترخص والتأويل وتارة اقوى عليها بالمجاهدة والامتناع فاذا ترخصت لم امن ان يكون ذلك الامر محظورا. ثم ارى عاجلا تأثير ذلك الفعل في القلب - 00:05:26ضَ

فلم امن عليها التأويل. الى ان قال رحمه الله فاجود الاشياء قطع اسباب الفتن. وترك الترخص فيما يجوز اذا كان حاملا ومؤديا الى ما لا يجوز. انتهى كلامه رحمه الله - 00:05:50ضَ

ومن مجالات تطبيق هذه القاعدة وتفعيلها في واقعنا ايها الاخوة والاخوات ان من الناس عياذا بالله من شغف بتتبع اخطاء الناس وعيوبهم مع غفلة عن نفسه كما قال قتادة رحمه الله في تفسير هذه الاية الكريمة بل الانسان على نفسه بصيرة قال اذا شئت والله - 00:06:04ضَ

رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم غافلا عن ذنوبه وهذا ايها الاخوة بلا ريب من علامات الخذلان كما قال بكر بن عبدالله المزني رحمه الله احد سادات التابعين اذا رأيتم الرجل موكأ - 00:06:26ضَ

بعيوب الناس ناسيا لعيبه فاعلموا انه قد مكر به ويقول الامام الكبير ابو عبد الله الشافعي رحمه الله بلغني ان عبد الملك ابن مروان قال للحجاج ابن يوسف ما من احد الا وهو عارف بعيوب نفسه - 00:06:41ضَ

تعب نفسك ولا تخبئ منها شيئا تعب نفسك ولا تخبئ منها شيئا. ولهذا يقول السلف رحمهم الله تعالى انفع الصدق ان تقر لله عز وجل بعيوب نفسك ايها الاخوة المشاهدون والمشاهدات - 00:07:00ضَ

ومن مواضع تطبيق هذه القاعدة الشرعية ما اشار اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بعض المواضع من ان الانسان تراه يجادل عن نفسه في بعض المواضع والمواطن التي تبين فيها خطأه - 00:07:17ضَ

بما يعلم في قرارة نفسه انه غير مصيب وهذا في الواقع من المعاني الدقيقة التي تدخل تحت هذه القاعدة بل الانسان على نفسه بصيرة. فانك تراه يعتذر عن نفسه ويجادل باعذار هو ابصر - 00:07:32ضَ

الناس بانها خلاف ذلك. كذلك ايضا من مواضع تطبيق هذه القاعدة ان المرء تجده يسعى احيانا الى تفتيش عن عيوبه ويسعى الى التخلص منها قدر الطاقة وهذا في الواقع نوع من جهاد النفس - 00:07:51ضَ

الذي امر الانسان به بحيث لا يركن الى ما فيه من عيوب ولا اخطاء بحجة ان انه نشأ على هذا الخلق او ذاك او انه اعتاد عليه وانه لا يستطيع ان - 00:08:08ضَ

ولنستمع ايها الاخوة الى مقولة جميلة معبرة من كلام الامام ابي محمد ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه المشهور مداواة النفوس. قال رحمه الله كانت في عيوب فلم ازل بالرياضة يعني بترويظ النفس فلم ازل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الانبياء عليهم الصلاة والسلام والافاضل من الحكماء المتأخرين - 00:08:21ضَ

والمتقدمين في الاخلاق وفي اداب النفس ما زلت اعاني مداواتها. حتى اعان الله عز وجل على اكثر ذلك. بتوفيقه ومنه وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بازمة الحقائق هو الاقرار بها. ليتعظ بذلك متعظا يوما ان شاء الله. ثم - 00:08:45ضَ

ساق رحمه الله تعالى جملة من العيوب التي كانت فيه وكيف حاول التغلب عليها والمقدار الذي نجح فيه فبعضها نجح فيه تماما بعضها نجح فيه نجاحا نسبيا. ومن المواطن التي تطبق في هذه القاعدة ايها الاخوة والاخوات ان الانسان ما دام يعلم انه اعلم بنفسه من غيره - 00:09:05ضَ

فان هذا يريحه كثيرا في بابين الباب الاول حينما يسمع مدحا من الناس فوق ما يعرفه من حقيقة نفسه فان العاقل لا يغتر بمثل هذا النوع من المدح. وفي المقابل قد يسمع ذما وفحشا وبذاءة في الكلام - 00:09:25ضَ

سبا له او شتما او انقاصا من قدره فانه ايضا لا يبالي بمثل هذا الكلام الذي خرج عن جادة العدل ايها الاخوة والاخوات وخاتمة هذه المجالات المتعلقة بهذه القاعدة القرآنية المحكمة. بل الانسان على نفسه بصيرة - 00:09:45ضَ

هو ان الانسان يوفق الى ان يعترف بذنبه وان يقر بخطأه فهذه لعمر الله من اعظم ثمرات وتطبيقات هذه القاعدة وهذا المقام هو مقام الانبياء والصديقين وتأمل ايها المبارك في قول الابوين حينما اكلا من الشجرة ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين - 00:10:03ضَ

ثم من بعدهما نوح وموسى في سلسلة متتابعة من هذا الركب المبارك. كان اخرها ما اثبته القرآن الكريم عن الذين اعترفوا بذنوبهم تسالم وتيبة عليهم. كما قال الله عز وجل واخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا. عسى الله ان يتوب - 00:10:29ضَ

عليهم ان الله غفور رحيم فعلم ان من لم يعترف بذنبه فانه سيكون حينئذ كالمنافقين الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في ذلك السياق. اسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يبصرنا بعيوبنا وان يقينا شحها. انه سميع مجيب. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على - 00:10:52ضَ

نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيها العلوم التي لم اياته من الاله علينا وامثلة يقول حسن - 00:11:15ضَ