فيها العلوم التي لم اياته وجزاه من الاله علينا يقول يا حسن بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله وصحبه - 00:00:00ضَ

اما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاخوة والاخوات وحياكم الله الى هذه الحلقة الجديدة من حلقات برنامجكم قواعد قرآنية نتذاكر في هذه الحلقة قاعدة من القواعد ذات التأثير الايماني والبعد التربوي - 00:01:05ضَ

انها القاعدة القرآنية الكريمة. التي دل عليها قول الله جل جلاله وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم وهذه القاعدة ايها الاخوة والاخوات جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى في مواضع متعددة اما بلفظ مقارب - 00:01:23ضَ

او بذات المعنى نفسه آآ الذي دلت عليه هذه القاعدة. فمثلا نقرأ قول الله تبارك وتعالى في سورة ال عمران في التعقيب على غزوة احد اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم يعني متسائلين ومتعجبين ان هذا من اين اتتنا هذه المصيبة - 00:01:43ضَ

هذا حصل لنا هذا الانكسار في هذه المعركة قال الله عز وجل قل هو من عند انفسكم. فسمى الله عز وجل هذا الانكسار في الغزوة وهذا الاثر النفسي الذي بلغ في - 00:02:04ضَ

الصحابة مبلغا عظيما وما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم من شج لرأسه وكسل لرباعيته عليه الصلاة والسلام مصيبة وهو كذلك. فتساءلوا ان هذا من اين لنا هذا؟ وبماذا اصبنا؟ قال الله عز وجل قل هو من عند انفسكم - 00:02:20ضَ

كما نقرأ في قول الله عز وجل وهو يخاطب من يخاطب سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام فيقول الله سبحانه وتعالى له ما اصابك من حسنة فمن الله. وما اصابك من سيئة فمن نفسك - 00:02:36ضَ

فاذا كان هذا الخطاب يقال لنبي الله عليه الصلاة والسلام فمن دونه من باب اولى في التأكيد على ان ما الانسان انما هو من ذات نفسه ونقرأ ايضا قول الله تبارك وتعالى في سورة الروم - 00:02:53ضَ

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس. اذا هذا هو كسبهم وهذه هي نتيجة اعمالهم. بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون. ونقرأ قول الله عز وجل في - 00:03:12ضَ

مواضع عدة من كتاب الله عز وجل. وهو يجيب على اسئلة اما ان تطرح صراحة واما ان يتضمنها سياق الحال فيقول الله سبحانه وتعالى ذلك بما قدمت ايديكم. وان الله ليس بظلام للعبيد - 00:03:28ضَ

والايات في هذا المعنى كثيرة جدا ومن تأمل في العقوبات التي ساقها الله عز وجل في كتاب الله سبحانه وتعالى واهلك بها الامم بالصاعقة بالصيحة بالغرق بغيرها من انواع العقوبات يجد انها جميعا كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية وهو الامام الذي استقرأ - 00:03:46ضَ

نصوص الشريعة يقول يقول رحمه الله ولم يوجد ذنب ذكره الله عز وجل في كتابه انه اهلك به امة منه الامم او لم يوجد نص في كتاب الله سبحانه وتعالى في هلاك امة من الامم الا بسبب الذنوب والمعاصي. وان هذه العقوبات التي وقعت عليه - 00:04:08ضَ

هي بسبب ذنوبهم ومعاصيهم. وهذا الاستقراء يفيدنا ايها الاخوة فائدة عظيمة في فهم هذه القاعدة القرآنية المحكمة وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ايها الاخوة الكرام ان مفهوم المصيبة هنا ينبغي ان يكون حاضرا في ذهن الانسان وهو يقرأ هذه القاعدة القرآنية. لان فهمها - 00:04:30ضَ

تعينه باذن الله تعالى على الاستفادة منها في واقعه في زكاة نفسه في اصلاح حاله في التقدم خطوات في السير الى الله عز وجل والدال الاخرة. هذه القاعدة ايها الفضلاء - 00:04:55ضَ

جاء معناها مقررا ايضا في سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك مسلم في صحيحه من حديث ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى في الحديث القدسي ان الله عز وجل قال - 00:05:08ضَ

يا عبادي انما هي اعمالكم انما هي اعمالكم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله. ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه اذا هذه النصوص المتكاثرة تؤكد على هذه القضية وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم - 00:05:24ضَ

ونلحظ ايضا تقرير هذا المعنى في ذلك الدعاء الذي يشرع للانسان ان يقوله صباح مساء. وهو من محفوظات كثير من المسلمين الا وهو الدعاء المشهور بسيد الاستغفار. الذي رواه الامام البخاري في صحيحه. وفي ان النبي عليه الصلاة والسلام قال سيد - 00:05:48ضَ

استغفار اللهم انت ربي خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت ابوء لك بنعمتك علي ابوء لك بذنبي. لاحظ هذه التربية على الاعتراف بالذنب فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت. كذلك ايضا - 00:06:08ضَ

نجد في السنة ايضا موقفا عظيما مؤثرا لمن تأمله ووعاه انه سؤال ابي بكر رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين فقال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي - 00:06:28ضَ

فقال له عليه الصلاة والسلام قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. وفي رواية عند مسلم كبيرا فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ايها الاخوة والاخوات تأملوا من هو هذا الذي سأل هذا السؤال - 00:06:45ضَ

انه ابو بكر الصديق الاكبر في هذه الامة ومن هو الذي اجابه على هذا السؤال؟ انه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يعرفه ويعرف صدقه ويعرف بلاءه ويعرف ثقته في الاسلام بل واخبره عليه الصلاة والسلام في مواضع عدة - 00:07:05ضَ

انه من اهل الجنة ومع ذلك يربي فيه النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى العظيم الذي يرقي العبد في مدارج العبودية الا وهو بالذنب والاعتراف بالتقصير. ذلك ان العبد ايها الفضلاء والفضليات مهما بلغ عمله ومهما بلغت اه - 00:07:24ضَ

في الدين فانه يبقى قاصرا عن ادراك ما يستحقه رب العالمين من كمال العبودية. ولكن ربنا عز وجل شكور. وربنا سبحانه تعالى يقبل من عباده اليسير من العمل وما هو في وسعهم وطاقتهم والا فان ربنا جل وعلا لا يمكن ابدا لاي مخلوق ان يقوم بحق العبودية - 00:07:46ضَ

على الوجه التام الذي يستحقه ربنا سبحانه وتعالى من كل وجه. ولهذا كان في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم المأثور عنه والمحفوظ لا احصي ثناء عليك. انت كما اثنيت على نفسك - 00:08:15ضَ

ان لعبد لا يستطيع ان يحيط باسماء الله عز وجل ولا بصفاته سبحانه وتعالى ان يحيط الجوانب العملية التي ترقيه الى المستوى الاعلى الذي يليق بالله سبحانه وتعالى. لكنه ربنا الشكور الحليم - 00:08:31ضَ

سبحانه وبحمده. ايها الاخوة والاخوات ان فهم هذه القاعدة وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ان فهمها يعين على معنى عظيم ينبغي للانسان ان يتفقده في قلبه الا وهو - 00:08:50ضَ

ان يراجع نفسه وان يفتش عن مواطن الخلل فيها وذلك ان كثيرا من الناس حينما يسمع هذه الاية او يقرأها وما اصابك من مصيبة لا ينصرف ذهنه الا الى ماذا؟ الا الى مصيبة - 00:09:07ضَ

الخسارة المالية الا اذا مصيبة فقد الاولاد فقد الوالدين او غير ذلك من المصائب المحسوسة التي يشترك فيها عموم الناس. ولا شك ولا ريب ان هذه المصائب لكن من المصائب التي يخفى امرها وشأنه على كثير من الناس بل قل ان ينتبه كثير من الناس الى انها من المصائب - 00:09:23ضَ

هي المصائب المتعلقة بمرظ القلب وموته اي وربي ان من اعظم المصائب التي يبتلى بها العبد ايها الاخوة والاخوات هي ان يظرب بقسوة القلب ومع ذلك لا يشعر ويستمر ويستمر ويمشي في حياته. اهم شيء عليه هو ان يطيب مشربه. ويطيب مأكله ويطيب مسكنه. ويطيب من - 00:09:43ضَ

ويطيب مركبه اما ان يفتش عن الخلل والمصيبة التي ضرب بها قلبه فهذا ما لا يكاد ينتبه له كثير من الناس. وقد قال الامام الفقيه الجليل من كبار علماء الصحابة رضي الله عنهم الخليفة الراشد - 00:10:07ضَ

عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما ضرب عبد بعقوبة اعظم من قسوة القلب او كما قال رضي الله تعالى عنه وتؤثر عن غيره من ائمة الاسلام. والشاهد من هذا ايا كان القائل ان من اعظم المصائب التي يضرب بها العبد ان يقسو قلبه حتى لا يتأثر - 00:10:24ضَ

بذكر ولا بوحي ولا بكلام يسمعه. واعظم هذا كله كلام الله جل وعلا اليست هذه مصيبة ايها الاخوة ان يمر على الانسان مدة من الزمن ثم لا هو الذي يتأثر ولا هو الذي يتحرك قلبه ولا هو الذي يخفق قلبه - 00:10:44ضَ

هذه المعاني العظيمة التي تمتلئ بها قلوب الموحدين. حب لله عز وجل. خوف منه سبحانه وتعالى. رجاء له توكل عليه الاثر الذي يدفع الانسان دفعا لان يقوم بما اوجب الله عز وجل عليه من الفرائض المتعلقة بجوارحه - 00:11:01ضَ

بلى والله انها من اعظم المصائب. فهل نحن ايها الاخوة نتفقد بعد ان نسمع مثل هذه القاعدة ما الذي اوجب لنا هذه القسوة لنفتش عن نظرنا هل هو الى حلائل ام الى حرام؟ لنفتش عن نسبة المسموع الحرام الذي يصب في هذه الاذن وينتهي الى ذلك القلب. لنفتش ايها الاخوة عن - 00:11:20ضَ

فلتات السنتنا التي اوردتنا المهالك لولا رحمة الله عز وجل. لنفتش ايها الاخوة فيما تكتبه ايدينا. ما تمشي اليه كلها عوامل مؤثرة في هذه القسوة ايها الفضلاء ونحن نتحدث عن هذه القاعدة ايضا لا يمكن للعبد ابدا ان ان يغفل عن العقوبات التي - 00:11:42ضَ

الله سبحانه وتعالى خبرها في كتابه عز وجل وهي كما تقدم في كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى لم يوجد امة من الامم عوقبت الا بسبب ذنب ولكن المتأمل لهذه العقوبات يجد انها تنوعت - 00:12:05ضَ

مع ان كثيرا من هذه المعاصي الكبار التي وقعوا فيها وعلى رأسها تكذيب الرسل والشرك بالله عز وجل اه كثير منها ربما يشترك في في في هذه المسألة الا ان الله عز وجل نوع عليهم العقوبات - 00:12:21ضَ

فمثلا ما الذي اخرج ابليس من الجنة وقلبه ونقله من ذلك المقام الذي كان فيه الى المقام الذي لا يخفى على احد وما الذي اغرق نوحا وقومه؟ وما الذي خسف بقارون؟ وما الذي غرق فرعون؟ وما الذي اصاب ثمود - 00:12:37ضَ

الرجفة وما الذي اصاب عادا وما الذي سلط على عاد اه الصيحة كل هذه اسئلة جوابها النهائي والاخير هو الذنوب والمعاصي والامر كما قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الجواب الكافي وانصح الاخوة بالرجوع اليه وهل في الدنيا - 00:12:59ضَ

وهل في الدنيا عقوبة الا سببها الذنوب والمعاصي؟ وهذا كلام امام محقق مستقرئ اذا ايها الاخوة المؤمنون والاخوات المؤمنات علينا ونحن نسمع مثل هذه القاعدة ان نعود الى انفسنا ولنفتش فيها عما اصبنا به من مصائب تتعلق بعمل القلب - 00:13:20ضَ

وما اصبنا به من مصائب اخرى. نعم يبتلى بعض الناس ليرفع الله عز وجل درجته عنده. وليرفع الله سبحانه وتعالى مقامه لديه وليس بالضرورة ان كل ما ابتلي به الانسان ان يكون عقوبة لذنبه حتى لا يقع اشكال عند بعض الاخوة لا - 00:13:40ضَ

فاشد الناس بلاء الانبياء وليس المعنى هنا انهم كانوا اصحاب ذنوب ومعاصي لكن اذا اصيب الانسان بمصيبة هذا هو المطلوب وهذا الذي يحصل به الجمع بين النصوص اذا اصيب بمصيبة - 00:13:58ضَ

فليفتش كما يقال في الاسلوب المعاصر في ملفاته. ولينظر في افعاله واقواله التي اشرت الى نماذج منها قبل قليل فان لم يجد شيئا ووجد ان امره مع ربه سبحانه وتعالى على حال مستقيمة فليعلم ان هذا جزء من الابتلاء الذي يرفع الله عز وجل به - 00:14:12ضَ

درجته. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يفقهنا في دينه. وان يبصرنا بمعاني كتابه وبمعاني كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. والى هنا ينتهي لقاؤنا في هذه الحلقة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:14:31ضَ

فيها العلوم التي لم اياته من الاله علينا اذل وقصيص وامثلة نفر بريء وبال يقول حسن - 00:14:48ضَ