فيها العلوم التي اياته وعجزت من الاله علينا ادم وامثلة يقول الحسن ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:00ضَ

واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق حتى اتاه اليقين من ربه. اللهم فصل وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهديه ومن استن بسنتهم الى يوم الدين اما بعد - 00:01:05ضَ

فهذا لقاء يتجدد معكم ايها الاخوة والاخوات في لقاء من لقاءات هذا البرنامج قواعد قرآنية لنتذاكر فيها قاعدة من من القواعد ذات البعد الايماني وذات البعد التربوي الذي ينبغي للانسان ان يحرص عليه في سيره الى الله عز وجل. انها القاعدة - 00:01:25ضَ

التي دل عليها قول الله جل وعلا وما تفعلوا من خير يعلمه الله وهذه القاعدة القرآنية المحكمة جاءت ضمن سياق ايات الحج. يقول الله تبارك وتعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج. وما تفعلوا من خير يعلمه الله. وتزودوا فان خير الزاد - 00:01:45ضَ

تقوى واتقوني يا اولي الالباب وهذه الاية الكريمة ليست كما هو ظاهر جدا ليس المقصود بها اخبار المؤمنين بان الله سبحانه وتعالى يعلم ما يفعلونه من خير فقط. لا بل هذا امر متقرر في فطرة كل مؤمن - 00:02:10ضَ

وهو ان الله لا يعزب عنه شيء سبحانه وبحمده. ولا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. اذا ما مقصود الاية مقصود الاية ايها الاخوة بلا ريب هي الحث على - 00:02:30ضَ

اخلاص العمل لله عز وجل. والاشعار بانه لا يضيع عند الله سبحانه وتعالى عمل مهما دق في نظر الانسان. وما تفعلوا من خير يعلمه الله والمعنى هنا حث كما اشرت انفا الى الاخلاء حث على الاخلاص وتطمين للمؤمن انه لا يضيع من عمله شيء. ولذلك - 00:02:43ضَ

جاء التأكيد على ذلك بعدها بالاكثار من عمل الخير. فقال سبحانه وتزودوا فان خير الزاد التقوى. تزودوا من هذه الاعمال الصالحة ولا تحتقروا اي عمل لاجل ان والله الناس ما يعرفون هذا او ان الناس قد لا يقدرونه او لغير ذلك من المعاني لا - 00:03:03ضَ

عملت عملا ولو كنت في رأس جبل اوفي قاع البحر او في متوسط كبد السماء في الطائرة او عملت عملا في وسط الجحور والكهوف فان هذا كله لا يخفى على الله. عملت عملا قليلا ولو كان في نظرك كذلك يسيرا ازاحة غصن من طريق الناس - 00:03:23ضَ

يؤذيهم او كلمة حق او تصدقة بنصف ريال ربع ريال هلالات يسيرة كل ذلك لا يخفى على الله عز وجل فتزود منه ان هذا هو خير الزاد. الذي تلقى به ربك عز وجل. وهذه الاية كما اشرت انفا ذكرت في سياق ايات الحج. لتذكر المؤمنين - 00:03:46ضَ

ذكر حجاج بيت الله عز وجل الذين يستعدون بالزاد الحسي من مركب مأكل مشرب تهيئة مكان وغير ذلك. هذا الزاد الذي تستعدون به وانتم مأمورون به لا يشغلنكم عن الزاد الحقيقي الذي يبقى اثره بعد موتكم. الا وهو زاد التقوى - 00:04:06ضَ

ايها الاخوة الكرام ان الاية هذه الاية الكريمة لها دلالات عظيمة بالغة الاثر في نفس من تأملها وتدبرها اما الاثر الاول الذي نعلق عليه في هذا الموضع فهو الحث على الاخلاص - 00:04:25ضَ

ذلك ان الانسان يتهيأ له احيانا ان ان ان يعمل اعمالا خفية لا يطلع عليها احد من الناس فهذه وان خفيت على الخلق فانها لا تخفى على الخالق وهي في الوقت ذاته ايضا - 00:04:41ضَ

تنبيه للانسان الا يخفي شيئا الا شيئا يرضى الله سبحانه وتعالى ويحبه الله عز وجل ذلك ان الانسان وان عن اعين الخلق كما هو معلوم فانه لا يخفى عن اعين الله عز وجل. انت قد تقف امام الناس دعك من الخلوة. قد تقف امام الناس وتتحدث اليهم - 00:04:57ضَ

وتتكلم وآآ ربما تتحدث في موضوع آآ شرعي وعظي الى اخره فما الذي يدور في قلبك في تلك اللحظة؟ هل انت تتحدث من اجل ان يكون لك مكانة؟ من اجل ان يرضى عنك فلان من اجل اغراض آآ - 00:05:17ضَ

اه عاجلة ام انت تتحدث من وازع يدفعك الى ان الله عز وجل لما اتاك علما اتاك قدرة على الكلام والحديث والبيان فان الله سبحانه وتعالى سيسألك عن هذه النعمة. هل بلغت العلم؟ هل ابلغت الرسالات التي وعيتها عن الله وعن رسوله؟ هل وهل - 00:05:34ضَ

اذا هنا اعمال احيانا وانت امام جمع كبير من الناس قد تجد فيهم المتأثر هنا يحتاج الانسان الى جهاد. وما تفعله من خير يعلمه الله عز وجل وما تفعل من خير يعلمه الله - 00:05:55ضَ

هذه الدلالة تقودنا الى قضية اخرى وهي لطالما اشغلت كثيرا من الاخوة الذين ينفعون الناس ويبذلون جاههم وعلمهم الا وهي ان يطمئن القلب وان يطمئن الانسان الى انه مهما عمل من عمل فانه لا يضيع عند الله عز وجل. انت حينما تعمل تريد ثواب من؟ تريد جزاء من؟ تريد عطاء من - 00:06:09ضَ

ان كنت تعمل للخلق فبئس ما عملت والله وبئس الثناء وبئس الثناء العطاء العاجل الذي يفقدك اجر العطاء الاجل اعرف رجلا من وجهاء الناس يبذل شفاعات ونفع للخلق وقضاء حوائج وغير ذلك من ابواب الخير التي ثوابها عظيم. يحبها الله عز وجل لان فيها احسان - 00:06:37ضَ

الى عباد الله سبحانه وتعالى لكنه يفاجئ احيانا ويصطدم باناس يجحدون معروفا ولا يقدرون ما بذل لهم فهنا يضيق صدره ويحصل له غم وكدر وربما انقلبت صورة الناس الذين احسن اليهم فوضعهم كما يقال في القائمة السوداء - 00:07:02ضَ

ولكن من تأمل مثل هذه الاية ومن عرف دلالاتها جيدا لم يبالي بهذا البتة. نعم الانسان بطبيعته يتألم لنكران الجميل. بلا شك ولا يلام عليها على هذا من حيث الاصل. لكن الذي لا ينبغي ان يستمر عليه الانسان هو ان يكون هذا مؤثرا - 00:07:25ضَ

عليهم مقلقا واشد من هذا ان يكون سببا في اغلاق ابواب الخير. فتجده يقول هؤلاء الناس لا يحفظون المعروف. هؤلاء الخلق لا يقدرونني هؤلاء هؤلاء وهؤلاء اذا الناس ليسوا كفؤا ان ابذل لهم. لا - 00:07:45ضَ

الا اذا كنت تعمل للخلق فهذا شأنك. لكن ان كنت تعمل لله عز وجل فلا تبالي. شكرك الناس ام لم يشكروك. ذموك اما دحوك كما قال مالك بن دينار رحمه الله منذ عرفت الخلق لم ابالي بمدح ولا ذمهم. فان غالب الذين يمدحون يغلون - 00:07:59ضَ

وكثير من الذين يذمون ايضا يسفون يبالغون في النقائص. فمن عرف الخلق استراح ومن عرف الخالق استراح اكثر واكثر لان المؤمن حينما يعمل الخير يتذكر قول الله عز وجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره وما - 00:08:19ضَ

افعلوا من خير يعلمه الله. ماذا يضيرك الا يقدرك الناس؟ اذا كان الله عز وجل قد رضي عنك قد يجد هذا ايها الاخوة وهذا شيء مجرب ومعاش وسمعته من بعض المشايخ وطلاب العلم - 00:08:39ضَ

قد تجد عالما من العلماء او طالبا من طلاب العلم علم احد الشباب وهذا الشاب ربما قرأ عليه متنا او اكثر من متن قرأ عليه شرحا حفظ عليه القرآن ثم تتقدم بهذا الطالب - 00:08:52ضَ

سنين ثم يقلب ظهر المجل شيخه او استاذه او ينساه تماما ولا يعترف بمعروفه. فلربما عاش هذا الشيخ صدمة او نوع من من عتب عليه لماذا صنع هذا التلميذ هذا؟ فنقول هذا العتب ليكن عابرا وعارظا ولا يستقر في قلبك لانك تعلم ان الله - 00:09:06ضَ

يقول وما تفعلوا من خير يعلمه الله. يصاب احيانا بعض المحسنين كما ذكرت انفا بهذا. ولكن هذا الذي هذه القاعدة التي ذكرناها من اعظم ما يسلي المحسنين والباذلين سواء بعلمهم بجاههم بمعروفهم من اعظم ما - 00:09:26ضَ

يسليهم بل من اعظم ما يجعلهم يندفعون لنفع الخلق وعدم انتظار الجزاء منهم. اذكر كلمة يقول عنها احد طلاب العلم كانت من الكلمات التي اثرت في حياتي. وقد وجد جفاء من الناس. بل قال هذا الاخ الذي يتحدث عن هذا الموضوع يقول اذكر ان شخصا - 00:09:43ضَ

شفعت له بل ساعدته مساعدة مالية انقذته من السجن كان سيسجن ثم ساعدته وتصور انت معروف هذا الانسان على ذلك الذي كاد ان يسجن. انه لمعروف كبير. والسجن نوع من العذاب - 00:10:03ضَ

ثم تتقدم الايام وتتقلب الليالي فاذا بالذي انقذ من ورطة السجن يقلب لصاحبه ظهر المجن ويكذب عليه ويدعي ويزور عليه اوراقا ووالى اخره من اجل لعاعة من الدنيا تصور صدمة عنيفة - 00:10:21ضَ

ولو ان ذلك الشخص المحسن شكاه لما كان ملوما لكنه صبر واحتسب وقال تذكرت قول الله عز وجل وما تفعلوا من خير يعلمه الله. ولما لم يحدث علي كما يقول الاخ هذا لما لم يحدث علي ضرر مما فعل - 00:10:39ضَ

اه لم اشكو ولم اه اتعرض له بشيء ابدا ابدا اه اذكر ايضا ان احد طلاب العلم يقول ثمة كلمة يقول اه استطيع ان اقول غيرت مسار حياتي في هذه القضية وهي قضية التعامل مع المعروف - 00:10:56ضَ

ومع المحسان الى الناس ما هذه الكلمة يقول سمعت كلمة معناها ان الامام احمد رحمه الله شكى اليه رجل ما تحدثنا عنه انفا من جفاء الناس وعدم تقديرهم وعدم احترامهم له - 00:11:11ضَ

وعدم يعني اه اه حفاوتهم بما يبذله ويقدمهم من معروف واحسان للناس. فقال له الامام يا هذا اعمل الخير ولا تطلب اجره الا من الله وانت وانت ايها المحسن ويا ايها المحسنة والله لو تدبرنا هذه الكلمة جيدا ولو آآ فهمناها وطبقناها في واقعنا خلاص - 00:11:25ضَ

لا ننتظر من الناس شيئا ابدا ان جاء شيء كان هذا الحمد لله سارا ومفرحا. لكن اذا لم يأتي شيء لم تتعلق قلوبنا ولم تتشوق اليه لان الانسان المتشوف يقلق - 00:11:48ضَ

ما هو المتشوف؟ يعني الذي ينتظر ويتوقع انه اذا احسن الى فلان انه يجي ويقبل رأسه ويثني عليه وربما اعطاه شهادة تقدير اذلالنا يا اخي ولا يا اختي ابدا افعلوا الخير الذي تستطيعونه وتوفقون اليه بالمال بالجاه بالعلم بالدعوة بغير - 00:12:02ضَ

من صور النفع ولا تنتظر جزاءك من احد ابدا الا من الله. جرب هذا ستجد انك مستريح لا يقلقك ابدا انتظار ولا ثناء ولا عطاء ولا غير ذلك. اما من انتظر والله - 00:12:22ضَ

ثم والله ثم والله سيتعب كثيرا جدا جدا. ايها الاخوة من دلالات هذه القاعدة ايضا وما تفعلوا من خير يعلم الله انها تدفع الانسان دفعا الى العمل ولو كان يسيرا لا يحتقر شيئا - 00:12:37ضَ

جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل يدخله الجنة ماذا قال له؟ هل اعطى اعمال كبيرة؟ قال لا. قال اعزل الاذى عن طريق المسلمين - 00:12:55ضَ

هذا العمل ربما يكون في نظري ونظرك يسير اعزل الاذى. نعم اعزل الاذى ربما يكون هذا الرجل صاحب اه احتطاب صاحب يمر في طريق من كثير الاشواك فارشد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الطريق - 00:13:08ضَ

وانظر الى المرأة البغي التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها حينما سقت كلبا في آآ بالحذاء لكنها كانت في ذلك الوقت في تلك اللحظات مخلصة. وهي مرأة يا ايها الاخوة لم يصفها النبي صلى الله عليه وسلم بوصفه يعني ولا وصف واحد مليح. او تمتدح - 00:13:20ضَ

بل وصفها بوصف من اعظم ما تعاب به المرأة امرأة بغي لكنها كانت مخلصة رجت في هذا العمل اليسير وهي سقيا كلب وليست سقيا ادمي ايضا فاعظم الله لها الثواب وضاعف الله لها الاجر - 00:13:39ضَ

دخلها الجنة فلا تحتقرن من المعروف شيئا ايها المبارك ولا تغفلن من الخير بابا وانت تستطيع ان تطرقه وتسير فيه. وتذكر ان الله عز وجل قال لك وما تفعلوا من خير يعلمه الله. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم من المسارعين في الخيرات الداعين اليها والحمد - 00:13:54ضَ

لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيها العلوم التي لم اياته وعجزت من الاله علينا وامثلة يقول حسن - 00:14:15ضَ

قواعد قرآنية - د.عمر المقبل

قواعد قرآنية (46): {وما تفعلوا من خير يعلمه الله}

عمر المقبل