كان خلقه القرآن

كان خلقه القرآن 6/10

أحمد القاضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ففي هذه الحلقة - 00:00:14ضَ

سوف نسيح سياحة واقعية مع خلق كريم من اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. ذلكم هو خلق الشجاعة وعموم اخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم وسط بين طرفين وعدل بين عوجين. فلا افراط ولا تفريط - 00:00:31ضَ

فكرمه صلى الله عليه وسلم وسط بين السرف وبين البخل وحزبه صلى الله عليه وسلم وسط بين الشدة والرخاوة وكذلك شجاعته صلى الله عليه وسلم هي حالة وسطية وهيئة معتدلة - 00:00:53ضَ

بين التهور وبين الجبن. فبابي هو وامي صلى الله عليه وسلم هو ميزان الاعتدال. هو القسطاس المستقيم هو المعيار الدقيق الذي ينبغي ان يكون مرجعا لكل احد في انفعالاته وانطباعاته واخلاقه. وكانت - 00:01:17ضَ

صلى الله عليه وسلم شجاعة طبعية من جهة ومكتسبة من جهة اخرى فاما شجاعته الطبيعية فهي التي ركبها الله تعالى فيه في اصل خلقته فقد كان شجاعا بطبعه صلى الله عليه وسلم قبل البعثة - 00:01:37ضَ

ويروى في ذلك من الاحاديث والاخباريات ما يدل على ذلك فمنها انه صلى الله عليه وسلم حين خرج مع عمه في احدى سفراته انهم رأوا جملا هائجا في واد من الوديان - 00:01:58ضَ

كان قد توحش فتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم. وكان اذ ذاك ابن سبع عشرة سنة ومن ذلك انه صلى الله عليه وسلم اشترك مع قبيلته في الجاهلية في الحرب المسماة في الحرب المسماة حرب - 00:02:16ضَ

والفجار وكان ينبل بالسهام ومن ذلك انه صلى الله عليه وسلم استحلفه بعض الناس قبل بعثته بالله والعزى فكان لشجاعته يأبى ذلك ويقول لا تسألني بهما شيئا فوالله ما ابغضت اشد من اشد من بغظي لهما. هذا هكذا كان صلى الله عليه وسلم قبل البعثة - 00:02:36ضَ

وحينما من الله عز وجل عليه بالنبوة والرسالة استفاد خلقا جديدا واضاف الى شجاعته الفطرية شجاعة مكتسبة من هذا الدين القويم ومن معانيه العظام ومن تلكم الشجاعة مواقف عظيمة جرت في حياته صلى الله عليه وسلم فمن ذلك - 00:03:07ضَ

كأن الله سبحانه وتعالى لما امره بالصدع بالدعوة وقال فاصدع بما تؤمر قام النبي صلى الله عليه وسلم على جبل الصفا وقال وا صباحاه هكذا نادى باعلى صوته وجمع الناس حوله حتى ان جفل الناس حوله فقام فيهم وقال هل جربتم علي كذبا - 00:03:36ضَ

لو اخبرتكم ان خلف هذا الوادي جيشا يريد ان يغزوكم اكنتم مصدقين قالوا ما جربنا عليك كذبا. قال فاني انا النذير العريان القصة المشهورة ومن ذلك انه صلى الله عليه وسلم - 00:04:02ضَ

لما دعا قومه ولقي منهم ما لقي من الاذى وصبر على ذلك وذلك من شجاعته. واذن الله تعالى له بالهجرة الى المدينة. بات تلك الليلة في فراشه. وهو يعلم صلى الله عليه وسلم ان القوم ارادوا ان يبينوا - 00:04:20ضَ

وانهم قد جعلوا على بابه من شبان قريش شابا جلدا من كل قبيلة شابا جلدا قد انتشق سيفه ينتظر ان يخرج ليضربه به الجميع ضربة رجل واحد فيتفرغ دمه في القبائل. فنام قرير العين ثقة بالله - 00:04:40ضَ

وتوكلا عليه ثم خرج وهو يذر التراب على رؤوسهم ويقرأ قول الله تعالى وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا غشيناهم فهم لا يبصرون وتتمظهر ايضا هذه الشجاعة حينما اوى الى الغار - 00:05:06ضَ

الى غار ثور مع صاحبه ابي بكر حتى دنا القوم من الغار. وحتى سمعوا وحتى سمع وقعة اقدام القوم حتى قال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله والله لو نظر احدهم - 00:05:25ضَ

الى موضع قدميه لرآنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو رابط الجأش يا ابا بكر ما ظنك باثنين ثالثهما ولم تزل هذه المواقف تتكرر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في المواقف العصيبة نجد مثالا عجيبا في غزوة - 00:05:45ضَ

في احد وفي غزوة احد جرى للمسلمين من الكرب ما لا يخفى فعن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال لما جال الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الجولة - 00:06:07ضَ

يوم احد تنحيت فقلت اذود عن نفسي فاما ان استشهد واما ان انجو حتى القى رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فبين انا كذلك اذا برجل مخمر وجهه ما ادري من هو - 00:06:23ضَ

فاقبل المشركون حتى قلت قد ركبوه. ملأ يده من الحصى ثم رمى بها في وجوههم فنكبوا على اعقابهم القهقرة حتى يأتوا الجبل ففعل ذلك مرارا ولا ادري من هو وبيني وبينه المقداد ابن الاسود - 00:06:44ضَ

فبين انا اريد ان اسأل المقداد عن اذ قال المقداد يا سعد هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك فقلت اين هو؟ فاشار فاشار لي المقداد اليه فقمت ولكأنه لم يصبني شيء من الاذى - 00:07:05ضَ

وذلك تأثرا لما رأى من حال النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اين كنت اليوم يا سعد؟ فقلت حيث رأيت يا رسول الله فاجلسني امامه فجعلت - 00:07:26ضَ

واقول اللهم سهمك فارمي به عدوك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم استجب لسعد اللهم سدد لسعد اللهم سدد لسعد رميته ايها سعد وايها كلمة تعني الاستزادة من الشيء - 00:07:40ضَ

فداك ابي وامي. ولهذا لم يجمع النبي صلى الله عليه وسلم في التفتية بين ابيه وامه الا لسعد قال فما من سهم ارمي به الا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سدد رميه واجب دعوته. ايه يا سعد - 00:08:01ضَ

حتى اذا فرغت من كنانتي نثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في كنانته فنبلني سهما نضيا ذلكم الموقف يكشف لنا ايها الاخوة والاخوات عن حال النبي صلى الله عليه وسلم. وانه لم يكن يستتر من خلف الرجال بل كان - 00:08:20ضَ

يخوض غمار المعارك بنفسه ويقابل ويقابل الجيش بنفسه ولا يتحرز من المواقف العصيبة بل كان صلى الله عليه وسلم مثال الشجاعة العملية والعلمية ومن شواهد ذلك ايضا ما جرى له بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم يوم حنين. ويوم حنين من المواقف - 00:08:39ضَ

ويوم حنين من المواقف العظيمة التي ظهر فيها الابتلاء فعن البراء ابن عازب رضي الله عنهما انه قال لرجل قال له اكنت وليتم يوم حنين يا ابا عمارة فقال اشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى. ولكنه انطلق اخفاء من الناس - 00:09:08ضَ

وحسر الى هذا الحي من هوازن وهم قوم رماة اراد بذلك رضي الله عنه انه قد جرى من بعض الناس الاخفاء سرعة وعجلة فلم يتنبهوا للكمين الذي اعدته لهم هوازن - 00:09:34ضَ

فادى ذلك الى ان يرتدوا على اعقابهم ويقع ويقع ارتباك في الصف المسلم. قال فرموهم برشق من نبل كأنها رجل من جراد. اي لكثرتها وتتابعها فانكشفوا فاقبل القوم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو سفيان ابن الحارث يقود به بغلته فنزل ودعا واستنصر وهو - 00:09:50ضَ

يقول انا النبي لا كذب انا ابن عبد المطلب يعرب عن نفسه صلى الله عليه وسلم لا يخشى الاعداء. يعرف بنفسه انا النبي لا كذب. انا ابن عبدالمطلب. اللهم نزل نصرك - 00:10:17ضَ

قال البراء كنا والله اذا احمر البأس نتقي به وان الشجاع منا للذي يحاذي به. يعني النبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض المواقف التي جرت في المدينة ان سمع اهل المدينة ليلة صيحة وجلبة ففزعوا فخرجوا - 00:10:31ضَ

فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاهم وهو راكب على فرس له عري ليس عليه لجام وقد اقبل يطمئنهم ويقول لن تراعوا لن تراعوا لم يقبع صلى الله عليه وسلم في بيته ولم - 00:10:55ضَ

يتكئ او يكتفي باصحابه بل خرج سراعا لينظر الخبر وليدفع عن المسلمين ومن شواهد ذلك ايضا ما تضمنته مواقفه صلى الله عليه وسلم من شجاعة ادبية. فان الشجاعة الادبية لا تقل عن الشجاعة العملية. فان الشجاعة الادبية هي رباطة الجأش. وثبات القلب وعدم التردد في المواقف - 00:11:15ضَ

وقد كان هذا دأبه صلى الله عليه وسلم في جميع احواله وتقلباته حتى اثر عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لعمه ابي طالب طالب حين قالت قريش ما قالت قال يا عمي والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في في شمالي على - 00:11:44ضَ

ان ادع هذا الامر ما تركته او اهلك دونه هكذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم مثالا للشجاعة العملية ومثالا للشجاعة الادبية وما احرانا ايها الاخوة والاخوات ان نتمثل هذا الخلق الكريم وان نكون - 00:12:04ضَ

شجعانا في مواقفنا وشجعانا في تصرفاتنا وان نربي ناشئتنا على هذا الخلق الكريم وان ننزع من الهلع والفزع والجزع والجبن لكي يكونوا مؤهلين لحمل راية الاسلام والقيام بشأن هذا الدين فانه - 00:12:25ضَ

لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:12:45ضَ