كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في هذه السلسلة المتصلة من شرح ديوان المسمى او الموسوم بكرسي المتنبي. ونحن اليوم في الحلقة التاسعة عشرة بعد المئة. وسنبدأ بقصيدة جديدة هي - 00:00:00
القصيدة التاسعة والثلاثون وعداد ابياتها خمسة وثلاثون بيتا. قال المتنبي قال يعزي بشجاع عضد الدولة وقد ماتت عمته. اخر ملكم عزى به هذا الذي اثر في قلبه لا جزعا بل انفا شابهه ان يقدر الدهر على غصبه. لو درت الدنيا بما عنده - 00:01:30
لاستحيت الايام من عتبه لعلها تحسب ان الذي ليس لديه ليس من حزبه. وان من داد دار له ليس مقيما في ذرا عضده. وان جد المرء اوطانه من ليس منها ليس من صلبه - 00:02:00
اخاف ان تفتن اعداءه فيجفلوا خوفا الى قربه لابد للانسان من ضجعة لا تقلب مدجعة عن جنبه ينسى بها ما كان من عجبه وما اذاق الموت من كربه نحن بنو الموتى فما بالنا - 00:02:20
نعاف ما لا بد من شربه تبخل ايدينا بارواحنا على زمان هي من كسبه. فهذه الارواح من جوه هذه الاجسام من تربه لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه لم يرى قرن - 00:02:40
في شرقه فشكت الانفس في غربه يموت راعي الضأن في جهله موتة جالي نوس في طبه وربما ازاد على عمره وزاد في الامن على سربه وغاية المفرط في سلمه كغاية المرء في حربه فلا - 00:03:00
ضع حاجته طالب فؤاده يخفق من رعبه. استغفر الله لشخص مضى. كان ناداه منتهى اذن به وكان من عدد احسانه كأنه افرط في سبه يريد من حب العلا عيشه ولا يريد العيش من حبه - 00:03:20
سبه دافنه وحده ومجده في القبر من صحبه ويظهر التذكير في ذكره ويستر التأنيث في به اخت ابي خير امير دعا. فقال الجيش للقناة لبه يا عبد الدولة من ركنها؟ ابوه - 00:03:42
والقلب ابو لبه ومن بنوه زين ابائها زين ابائه كانها النور على قطبه فخرا ارن انت من اهله ومنجب اصبحت من عقبه ان الاسى القرن فلا تحيه وسيفك الصبر فلا تمهي - 00:04:02
فلا تنبهي ما كان عندي ان بدر الدجى يوحشه المفقود من شهبه حاشاك ان تضعف عن حمل ما السائر في كتبه وقد حملت الثقل من قلبه فاغنت الشدة عن سحبه يدخل صبر المرء في مدحه - 00:04:22
ويدخل الاشفاق في سلبه مثلك يثني الحزن عن صوبه ويسترد الدمع عن غربه اما لابقاء على قيمة لتسليم الى ربه ولم اقل مثلك اعني به سواك يا فردا بلا مشبه. تماما - 00:04:42
اذا دعونا نبدأ في هذه الحلقة التاسعة عشرة بالابيات الثمانية الاولى يقول طبعا المتنبي يعزي ابا شجاع عاضد الدولة وعضد الدولة ملك شيراز. وقد ملك العراق فيما بعد بعد وفاة المتنبي وآآ عضد الدولة مم يعني آآ مدحه في هذه القصيدة عندما ماتت عمته نحن - 00:05:02
نعرف ان المتنبي ذهب الى مدح عضد الدولة في اخريات حياته. فنحن بنقدر نقول يعني في ثلاثمية ما بعد ثلاثمية وخمسين بالتأكيد لكن قد تكون ثلاثمية وواحد وخمسين ثلاثمية اثنين وخمسين. التي تقابل في الميلادية تقريبا تسعمية واثنين وستين ميلادية. اه اه - 00:05:27
او ابو شجاع عضد الدولة ولد عام تسعمية وستة وثلاثين. فلو افترضنا ان المتنبي مداحه تسعمية وثلاثة وستين فان عمره يكون في ذلك الحين سبعة وعشرين عاما. يعني صغير كان. تمام؟ ولما توفي اه عاضد الدولة - 00:05:47
الذي ملك آآ يعني فارس في بلاد فارس وبلاد العراق مات عن ستة تقريبا يعني لم يصل الى الخمسين. مات عن ستة او سبعة واربعين عاما طبعا الفرق بينه وبين مولود تسعمية وستة وثلاثين ميلادية. المتنبي تسعمية وخمستاش ميلاديا - 00:06:07
ولد بلادهما. يعني بينه وبين المتنبي واحد وعشرون عاما على الاقل. فالمتنبي جاي باخر مجده لما وصل ذروة في مجد شعره ومجد حياته راح مدح عضد الدولة الذي كان شابا صغيرا وان كان ذكيا وداهية - 00:06:25
سياسيا وحنونا اذا جاز التعبير يحسن الى الفقراء والى الضعاف طيب اذا هذا اجواء القصيدة. الان آآ عمت آآ اطبل عضد الدولة ماتت ماتت في بغداد. هو وين؟ في شيراز - 00:06:45
فعلى اساس نفهم هسا بعض الابيات التي يقول فيها المتنبي بعض المعاني. دعونا نبدأ قال في البيت الاول اخر ما الملك الملك مم هو البيت اخر ما الملك معزى به هذا الذي اثر في قلبه. يعني قتله في مقتل في قلبه او اصابه في مقتل في قلبه. آآ - 00:07:02
الملك لغة او لهجة في الملك. كلاهما صحيح اه والمتنبي قال اه وغير كثير ان يزورك رجل يعني نفسه فيرجع ملكا للعراقين واليا. ملك فهي بملك او ملك. فهم قل اخر ما الملك معزى به - 00:07:22
الذي اثر في قلبه. فما الذي اصابه في مقتل في قلبه؟ وفاة عمته. فيقول المتنبي كأنما على سبيل الدعاء على سبيل الدعاء في حين ان كلمة اخر يعني هذا اخر بل ملك معز به. يعني خبر لمبتدأ محذوف. لكن على سبيل الدعاء يقول جعل - 00:07:42
الله هذه المصيبة اخر مصيبتك. فلا اراك مكروها بعدها بعزيز ولا اراك مصيبة بعد مصيبة فقدك اياها. فقال اخر ما الملك الذي يعلمها اللي هي الموصولة بل الملك معذب يعني ان شاء الله - 00:08:02
فيكون هذا الذي نعزيك اه به وهو وفاة عمتك ان يكون اخر التعازي اخر ما الملك معزا به هذا الذي اثر في قلبه. ثم قال لا جزعا في البيت الثاني بل انفا يشابه ان يقدر الدهر على - 00:08:22
غصبه. يعني هو لم يجزع لم يصبه الجزع من موت عمته. وان كان من الطبيعي لو اصابه الجزع ان نعتذر عنه او ان نتفهم ذلك والجزع قلة الصبر ها ولا يكون ولا تكون ولا يكون الجزع ولا قلة الصبر اظهر منهما في فقد الاحبة بالموت - 00:08:39
فقال لا هو لم يجشع على فقد عمتي وان كان لو جزع لاعتذرنا عنه عن ذلك او بذلك اه بل انا فان شابهوا. يعني حنية اصابته وشابه اصابته ان يقدر الدهر على غصبه ان يقتله الدهر يعني ان يقدر الدهر على ارغامه ان يلجأه الى مصيبة - 00:08:59
كهذه. في حين انه يفعل المصيبات بالدهر ولا يفعل الدهر به المصيبات. طبعا من المبالغة عند المتنبي لان الدهر يقسم كل جبار الله هو الدهر الله هو الزمن لا تسبوا الزمن في الحديث. فان الله هو الزمن وفي رواية دهر. فهو ما في حدا يقدر على الدهر على - 00:09:22
اه مصائب على مصائب الدهر على نوائبه على خطب احد. فقال هو الذي اصاب اه عضد الدولة هو انه لم يجزع على وفاة عمته وانما اصابته الحمية على ان الدهر استطاع ان يعني يغصبه الى هذه ان يضطره الى هذه - 00:09:42
زاوية والى هذا المكان فيحصل عنده تحصل عنده هذه المصيبة في حين انه دائما يحمي نفسه من المصائب لقوته وشجاعته بل يوقع المصائب باعدائه ثم قال في البيت الثالث لو درت الدنيا بما عنده لاستحيت الايام من عتبه - 00:10:02
بقول لا هي الايام او الدهر غافل عضد الدولة. لما؟ لانه لو كانت تدري بمن كان عنده من الناس استحيا الدهر ان يوقع به المصيبة. لاستحيت الايام من عتبه اي لكفت الايام والمصائب عن اذاها اياه. كيف يعني - 00:10:21
ان هو يحمي من في كنفه. من في آآ آآ قصره من في حمايته. هو بده يشير تقريبا الى ان نعمت كما قلت في المقدمة ان عمته اي عمة عضد الدولة لم تكن في حمايته اي لم تكن في قصره اي لم تكن في البلد التي يعيش بها. كان هو في - 00:10:41
شيراز وهي في بغداد. فيقول الدهر غافله انتظر حتى خرجت عمته من عنده في واستقرت في بغداد فانفرد بها ولو كانت عنده ما قدر الموت عليها او ما قدر الدهر عليها بالمعنى بالتوسع بالمعنى. لانه قلنا - 00:11:01
ان الدهر يقسم كل جبار. اذا لو درت الدنيا بما عنده اي بمن هو في حضرته لاستحيت لكفت الايام من عتبه هي ان اداها اياه او انها لم تقدر على عمته الا بعد ان خرجت من حضرته. ثم قال في البيت الرابع - 00:11:21
لعلها الايام تحسب ان اراد الاعتذار عن الايام اي المصائب لعلها الايام تحسم ان الذي ليس لديه ليس من حزبه هو بقول له ممكن المصائب او الموت فكر ان الذي ليس يعني عنده او ليس لديه اي موجود - 00:11:41
اه ليس موجودا في حضرته ليس من حزبه ليس من جماعته ليس من اقربائه ليس من محبيه من الذين يحبهم ويدافع عنهم. اه فلما خرج من عنده ابعتوا عرف الموت انها ليست من حزبه اي ليست من حزبه عضد الدولة وليست من جماعته اه اه قضم روحها - 00:12:03
واستل روحها لعلها اي المصائب والايام وفعل الدهر تحسب ان الذي ليس لديه وهي عمته فقد كانت عنده في فقد كانت في بغداد وكان هو في شيراز. ليس من حزبه ليس من جماعته فانفرد بها فاخذ روحها - 00:12:23
ثم قال في البيت الخامس وان من بغداد دار له ليس مقيما في ذراع عضبه. هم. وانه من كان يسكن في بغداد اذا ليس يسكن في شي راس واين عضد الدولة؟ في شيراز. فمن كان يسكن في بغداد ومن كانت بغداد دارا له فانه ليس مقيما - 00:12:40
في ذرا في كهف الذرة الكهف عظمه سيفي اي في حماية سيفه. فالذين يخرجون من شيراز يعرضون نفسهم للموت لانهم يخرجون من كهف حماية عضد الدولة وان من بغداد دار له ليس مقيما في ذرا عظمه العظم السيف. فاذا انت خرجت الى بغداد فلم تعد - 00:13:04
حماية فمن الطبيعي ان تتعرض للموت. وهذا ما حصل مع عمته. فلو ظلت في ذرا عظمه اي في كهف حمايته اي في شيراز لم تخرج الى بغداد لما اصابها من الموت ما اصابها. طبعا الحديث عن بغداد انا تحدثت عنها بشكل مستفيض تقريبا في القسم الاول - 00:13:28
من رواية مسغبة. القسم الاول عشر فصول على الاقل الثلاث الفصول الثلاثة الاولى. وبالاخص في الفصول الثلاثة الاولى الفصل اول منى اتحدث في عن بغداد وكيف بغداد قد تكون يعني اختلف فيها العلماء فبعضهم قدسها الحقيقة وبعضهم دنسها - 00:13:48
وساقرأ مقطع بسيط سأقرأ مقطعا بسيطا من رواية مسغبة التي ستصدر ان شاء الله تعالى في ثلاثين ستة القادم في معرض القاهرة الدولي للكتاب اه تلاتين ستة الفين واحد وعشرين من اه رواية مسجد قباء للحديث عن بغداد. بغداد - 00:14:08
حاضرة الدنيا. هم. شف شو قال اه ماذا قلت في على لسان البطل وهو عبداللطيف اه البغدادي؟ يقول وانها بغداد يا سلام وانها بغداد حاضرة الدنيا فيما غبر وانني احبها على علاتها ولا اصبر على فراقها - 00:14:24
ام مع ان اهلها قالون لي ولقد قال الشافعي ليونس بن عبدالاعلى. ولقد قال الشافعي ليونس ابن عبدالاعلى يا يونس دخلت بغداد؟ فقال لا فقال ما رأيت الدنيا. ولقد صدق ولكن هذا كان فيما مضى - 00:14:44
اما اليوم فعاثت فيها الفئران وجاست خلالها الجرذان وقلماؤها وما ماؤها الا علماؤها داب في فجاج الارض اخيارها وعدت عليها اشرارها وغاب في البؤس سعدها وغار في الحزن فرحها وقبلت بشذاذ الارض بعد ان كانت متمنعة. وباللصوص بعد ان كانت متحصنة وبالزناة الخطأة بعد - 00:15:04
ان كانت عفيفة وانها كما قال السائل الاول جميلة لا ترد يد لامس وان بغداد كانت وقفا فصارت تحط فن وإنني كنت لا ارى فيها رأي الفضيل ابن رأي الفضيل ابن عياض وكنت اتطير به وبقوله فإن بغداد حبيبه - 00:15:34
الحبيبة تملك على المحب العقل والقول ولكنني مع مرور الايام وتمادي البين وانقطاع الوصل وانبتات العشق ايت الفضيل محقا حين حث على الخروج منها وكره الاقامة بها وابطل الصلاة فيها وجعل مؤذنيها - 00:15:54
اخبث اهلها لانها ارض غصب. ولقد قال سفيان الثوري من قبل المتعبد في بغداد كالمتعبد في الكنيف لكنها رغم ما قالوه او سيقولونه ستظل حبيبة. وانني واياها كما قال الشافعي ما دخلت بلدا قط الا عددته سفرا - 00:16:14
الا بغداد فانني حين دخلتها اعددتها وطنا. وكما قال صاحب بثينة وما زادها الواشون. الا كرامة علي وما زالت محبتها عندي هادي بغداد في رواية مسغبة. طيب ثم قال في البيت السادس وان جد المرء اوطانه من ليس منها ليس من صلبه. اه يعني هو - 00:16:34
هو يقول تفريعا عن البيت الخامس انه او البيت الرابع انه لعل الايام والمصائب الدهر اه تظن ان جد المرء اوطانه ان حظ المرء اه يكون في اوطان عضد الدولة فمن كان في وطن عضد الدولة وهي شيراز فانه مجدود اي محظوظ. بل ليس منها ليس من صلبه - 00:16:56
فمن كان يعيش في غير شراز فكأنه ليس من صلب عاضد الدولة. طبعا كانت عمته من صلبه ولكنها كانت في بغداد فوهم على الموت او وهم على القدر او وهم كما يعني باللغة الشعرية نحن لا لا نتدخل في القضية الدينية على الدينية يعني آآ - 00:17:20
ابرأ الى الله مما يسيء الى معتقداتنا الدينية في اية حال وفي اي وتحت اي ظرف لكنني اشرح التوسع في المعنى على المجاز ان ان لما رآها مقيمة في بغداد بعيدة عن شيراز برأي المتنبي ان شيراز هي اوطان ها ان من يعيش في شيراز يعيش محمية من الموت - 00:17:40
بسبب وجود عضد الدولة فيها. فهو محظوظ. وان جد المرء اوطانه الهاء عائدة على عضد الدولة. اوطان عضد الدولة التي يعيش فيها او يقيم فيها. بل ليس منها ليس من صلبه. فمن كان يعيش في غيرها فهو ليس من صلب عضد الدولة فيمكن للموت ان يقضم روحه. ثم قال في البيت - 00:18:00
سابع اخاف بما انه الامر كذا بما ان الامر كذلك ان البلد الذي يقيم فيه عضد الدولة يكون اهله محميين من الموت فقال اخاف ان آآ ظن الناس ذلك على الحقيقة فاخاف مما يخاف المتنبي في البيت السابع ان تفطن اعداؤه تتفطن - 00:18:20
اعداء عبر الدولة فيدفنوا فيسرع خوفا الى قربه. فيسرع خوفا من الموت الذي يلاحق الناس في كل الاوطان الا الوطن الذي يعيش فيه عضد الدولة فيتركون الاوطان المحيطة ويأتي اعداؤه اليه طمعا في آآ - 00:18:40
او ان يحميه من الموت او لاعتقادهم ان الموت لا يزور البقعة التي يعيش فيها عضد الدولة. اذا اخاف ان تفطن اعداؤه خوفا الى قربه. دعونا نتوقف عند هذا البيت في هذه الحلقة نلقاكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة الحلقة العشرين بعد المائة. فالى ذلك الحين - 00:19:00
كن في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:19:20
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين اهلا وسهلا ومرحبا بكم الى حلقة جديدة في هذه السلسلة المتصلة من شرح ديوان المسمى او الموسوم بكرسي المتنبي. ونحن اليوم في الحلقة التاسعة عشرة بعد المئة. وسنبدأ بقصيدة جديدة هي - 00:00:00
القصيدة التاسعة والثلاثون وعداد ابياتها خمسة وثلاثون بيتا. قال المتنبي قال يعزي بشجاع عضد الدولة وقد ماتت عمته. اخر ملكم عزى به هذا الذي اثر في قلبه لا جزعا بل انفا شابهه ان يقدر الدهر على غصبه. لو درت الدنيا بما عنده - 00:01:30
لاستحيت الايام من عتبه لعلها تحسب ان الذي ليس لديه ليس من حزبه. وان من داد دار له ليس مقيما في ذرا عضده. وان جد المرء اوطانه من ليس منها ليس من صلبه - 00:02:00
اخاف ان تفتن اعداءه فيجفلوا خوفا الى قربه لابد للانسان من ضجعة لا تقلب مدجعة عن جنبه ينسى بها ما كان من عجبه وما اذاق الموت من كربه نحن بنو الموتى فما بالنا - 00:02:20
نعاف ما لا بد من شربه تبخل ايدينا بارواحنا على زمان هي من كسبه. فهذه الارواح من جوه هذه الاجسام من تربه لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه لم يرى قرن - 00:02:40
في شرقه فشكت الانفس في غربه يموت راعي الضأن في جهله موتة جالي نوس في طبه وربما ازاد على عمره وزاد في الامن على سربه وغاية المفرط في سلمه كغاية المرء في حربه فلا - 00:03:00
ضع حاجته طالب فؤاده يخفق من رعبه. استغفر الله لشخص مضى. كان ناداه منتهى اذن به وكان من عدد احسانه كأنه افرط في سبه يريد من حب العلا عيشه ولا يريد العيش من حبه - 00:03:20
سبه دافنه وحده ومجده في القبر من صحبه ويظهر التذكير في ذكره ويستر التأنيث في به اخت ابي خير امير دعا. فقال الجيش للقناة لبه يا عبد الدولة من ركنها؟ ابوه - 00:03:42
والقلب ابو لبه ومن بنوه زين ابائها زين ابائه كانها النور على قطبه فخرا ارن انت من اهله ومنجب اصبحت من عقبه ان الاسى القرن فلا تحيه وسيفك الصبر فلا تمهي - 00:04:02
فلا تنبهي ما كان عندي ان بدر الدجى يوحشه المفقود من شهبه حاشاك ان تضعف عن حمل ما السائر في كتبه وقد حملت الثقل من قلبه فاغنت الشدة عن سحبه يدخل صبر المرء في مدحه - 00:04:22
ويدخل الاشفاق في سلبه مثلك يثني الحزن عن صوبه ويسترد الدمع عن غربه اما لابقاء على قيمة لتسليم الى ربه ولم اقل مثلك اعني به سواك يا فردا بلا مشبه. تماما - 00:04:42
اذا دعونا نبدأ في هذه الحلقة التاسعة عشرة بالابيات الثمانية الاولى يقول طبعا المتنبي يعزي ابا شجاع عاضد الدولة وعضد الدولة ملك شيراز. وقد ملك العراق فيما بعد بعد وفاة المتنبي وآآ عضد الدولة مم يعني آآ مدحه في هذه القصيدة عندما ماتت عمته نحن - 00:05:02
نعرف ان المتنبي ذهب الى مدح عضد الدولة في اخريات حياته. فنحن بنقدر نقول يعني في ثلاثمية ما بعد ثلاثمية وخمسين بالتأكيد لكن قد تكون ثلاثمية وواحد وخمسين ثلاثمية اثنين وخمسين. التي تقابل في الميلادية تقريبا تسعمية واثنين وستين ميلادية. اه اه - 00:05:27
او ابو شجاع عضد الدولة ولد عام تسعمية وستة وثلاثين. فلو افترضنا ان المتنبي مداحه تسعمية وثلاثة وستين فان عمره يكون في ذلك الحين سبعة وعشرين عاما. يعني صغير كان. تمام؟ ولما توفي اه عاضد الدولة - 00:05:47
الذي ملك آآ يعني فارس في بلاد فارس وبلاد العراق مات عن ستة تقريبا يعني لم يصل الى الخمسين. مات عن ستة او سبعة واربعين عاما طبعا الفرق بينه وبين مولود تسعمية وستة وثلاثين ميلادية. المتنبي تسعمية وخمستاش ميلاديا - 00:06:07
ولد بلادهما. يعني بينه وبين المتنبي واحد وعشرون عاما على الاقل. فالمتنبي جاي باخر مجده لما وصل ذروة في مجد شعره ومجد حياته راح مدح عضد الدولة الذي كان شابا صغيرا وان كان ذكيا وداهية - 00:06:25
سياسيا وحنونا اذا جاز التعبير يحسن الى الفقراء والى الضعاف طيب اذا هذا اجواء القصيدة. الان آآ عمت آآ اطبل عضد الدولة ماتت ماتت في بغداد. هو وين؟ في شيراز - 00:06:45
فعلى اساس نفهم هسا بعض الابيات التي يقول فيها المتنبي بعض المعاني. دعونا نبدأ قال في البيت الاول اخر ما الملك الملك مم هو البيت اخر ما الملك معزى به هذا الذي اثر في قلبه. يعني قتله في مقتل في قلبه او اصابه في مقتل في قلبه. آآ - 00:07:02
الملك لغة او لهجة في الملك. كلاهما صحيح اه والمتنبي قال اه وغير كثير ان يزورك رجل يعني نفسه فيرجع ملكا للعراقين واليا. ملك فهي بملك او ملك. فهم قل اخر ما الملك معزى به - 00:07:22
الذي اثر في قلبه. فما الذي اصابه في مقتل في قلبه؟ وفاة عمته. فيقول المتنبي كأنما على سبيل الدعاء على سبيل الدعاء في حين ان كلمة اخر يعني هذا اخر بل ملك معز به. يعني خبر لمبتدأ محذوف. لكن على سبيل الدعاء يقول جعل - 00:07:42
الله هذه المصيبة اخر مصيبتك. فلا اراك مكروها بعدها بعزيز ولا اراك مصيبة بعد مصيبة فقدك اياها. فقال اخر ما الملك الذي يعلمها اللي هي الموصولة بل الملك معذب يعني ان شاء الله - 00:08:02
فيكون هذا الذي نعزيك اه به وهو وفاة عمتك ان يكون اخر التعازي اخر ما الملك معزا به هذا الذي اثر في قلبه. ثم قال لا جزعا في البيت الثاني بل انفا يشابه ان يقدر الدهر على - 00:08:22
غصبه. يعني هو لم يجزع لم يصبه الجزع من موت عمته. وان كان من الطبيعي لو اصابه الجزع ان نعتذر عنه او ان نتفهم ذلك والجزع قلة الصبر ها ولا يكون ولا تكون ولا يكون الجزع ولا قلة الصبر اظهر منهما في فقد الاحبة بالموت - 00:08:39
فقال لا هو لم يجشع على فقد عمتي وان كان لو جزع لاعتذرنا عنه عن ذلك او بذلك اه بل انا فان شابهوا. يعني حنية اصابته وشابه اصابته ان يقدر الدهر على غصبه ان يقتله الدهر يعني ان يقدر الدهر على ارغامه ان يلجأه الى مصيبة - 00:08:59
كهذه. في حين انه يفعل المصيبات بالدهر ولا يفعل الدهر به المصيبات. طبعا من المبالغة عند المتنبي لان الدهر يقسم كل جبار الله هو الدهر الله هو الزمن لا تسبوا الزمن في الحديث. فان الله هو الزمن وفي رواية دهر. فهو ما في حدا يقدر على الدهر على - 00:09:22
اه مصائب على مصائب الدهر على نوائبه على خطب احد. فقال هو الذي اصاب اه عضد الدولة هو انه لم يجزع على وفاة عمته وانما اصابته الحمية على ان الدهر استطاع ان يعني يغصبه الى هذه ان يضطره الى هذه - 00:09:42
زاوية والى هذا المكان فيحصل عنده تحصل عنده هذه المصيبة في حين انه دائما يحمي نفسه من المصائب لقوته وشجاعته بل يوقع المصائب باعدائه ثم قال في البيت الثالث لو درت الدنيا بما عنده لاستحيت الايام من عتبه - 00:10:02
بقول لا هي الايام او الدهر غافل عضد الدولة. لما؟ لانه لو كانت تدري بمن كان عنده من الناس استحيا الدهر ان يوقع به المصيبة. لاستحيت الايام من عتبه اي لكفت الايام والمصائب عن اذاها اياه. كيف يعني - 00:10:21
ان هو يحمي من في كنفه. من في آآ آآ قصره من في حمايته. هو بده يشير تقريبا الى ان نعمت كما قلت في المقدمة ان عمته اي عمة عضد الدولة لم تكن في حمايته اي لم تكن في قصره اي لم تكن في البلد التي يعيش بها. كان هو في - 00:10:41
شيراز وهي في بغداد. فيقول الدهر غافله انتظر حتى خرجت عمته من عنده في واستقرت في بغداد فانفرد بها ولو كانت عنده ما قدر الموت عليها او ما قدر الدهر عليها بالمعنى بالتوسع بالمعنى. لانه قلنا - 00:11:01
ان الدهر يقسم كل جبار. اذا لو درت الدنيا بما عنده اي بمن هو في حضرته لاستحيت لكفت الايام من عتبه هي ان اداها اياه او انها لم تقدر على عمته الا بعد ان خرجت من حضرته. ثم قال في البيت الرابع - 00:11:21
لعلها الايام تحسب ان اراد الاعتذار عن الايام اي المصائب لعلها الايام تحسم ان الذي ليس لديه ليس من حزبه هو بقول له ممكن المصائب او الموت فكر ان الذي ليس يعني عنده او ليس لديه اي موجود - 00:11:41
اه ليس موجودا في حضرته ليس من حزبه ليس من جماعته ليس من اقربائه ليس من محبيه من الذين يحبهم ويدافع عنهم. اه فلما خرج من عنده ابعتوا عرف الموت انها ليست من حزبه اي ليست من حزبه عضد الدولة وليست من جماعته اه اه قضم روحها - 00:12:03
واستل روحها لعلها اي المصائب والايام وفعل الدهر تحسب ان الذي ليس لديه وهي عمته فقد كانت عنده في فقد كانت في بغداد وكان هو في شيراز. ليس من حزبه ليس من جماعته فانفرد بها فاخذ روحها - 00:12:23
ثم قال في البيت الخامس وان من بغداد دار له ليس مقيما في ذراع عضبه. هم. وانه من كان يسكن في بغداد اذا ليس يسكن في شي راس واين عضد الدولة؟ في شيراز. فمن كان يسكن في بغداد ومن كانت بغداد دارا له فانه ليس مقيما - 00:12:40
في ذرا في كهف الذرة الكهف عظمه سيفي اي في حماية سيفه. فالذين يخرجون من شيراز يعرضون نفسهم للموت لانهم يخرجون من كهف حماية عضد الدولة وان من بغداد دار له ليس مقيما في ذرا عظمه العظم السيف. فاذا انت خرجت الى بغداد فلم تعد - 00:13:04
حماية فمن الطبيعي ان تتعرض للموت. وهذا ما حصل مع عمته. فلو ظلت في ذرا عظمه اي في كهف حمايته اي في شيراز لم تخرج الى بغداد لما اصابها من الموت ما اصابها. طبعا الحديث عن بغداد انا تحدثت عنها بشكل مستفيض تقريبا في القسم الاول - 00:13:28
من رواية مسغبة. القسم الاول عشر فصول على الاقل الثلاث الفصول الثلاثة الاولى. وبالاخص في الفصول الثلاثة الاولى الفصل اول منى اتحدث في عن بغداد وكيف بغداد قد تكون يعني اختلف فيها العلماء فبعضهم قدسها الحقيقة وبعضهم دنسها - 00:13:48
وساقرأ مقطع بسيط سأقرأ مقطعا بسيطا من رواية مسغبة التي ستصدر ان شاء الله تعالى في ثلاثين ستة القادم في معرض القاهرة الدولي للكتاب اه تلاتين ستة الفين واحد وعشرين من اه رواية مسجد قباء للحديث عن بغداد. بغداد - 00:14:08
حاضرة الدنيا. هم. شف شو قال اه ماذا قلت في على لسان البطل وهو عبداللطيف اه البغدادي؟ يقول وانها بغداد يا سلام وانها بغداد حاضرة الدنيا فيما غبر وانني احبها على علاتها ولا اصبر على فراقها - 00:14:24
ام مع ان اهلها قالون لي ولقد قال الشافعي ليونس بن عبدالاعلى. ولقد قال الشافعي ليونس ابن عبدالاعلى يا يونس دخلت بغداد؟ فقال لا فقال ما رأيت الدنيا. ولقد صدق ولكن هذا كان فيما مضى - 00:14:44
اما اليوم فعاثت فيها الفئران وجاست خلالها الجرذان وقلماؤها وما ماؤها الا علماؤها داب في فجاج الارض اخيارها وعدت عليها اشرارها وغاب في البؤس سعدها وغار في الحزن فرحها وقبلت بشذاذ الارض بعد ان كانت متمنعة. وباللصوص بعد ان كانت متحصنة وبالزناة الخطأة بعد - 00:15:04
ان كانت عفيفة وانها كما قال السائل الاول جميلة لا ترد يد لامس وان بغداد كانت وقفا فصارت تحط فن وإنني كنت لا ارى فيها رأي الفضيل ابن رأي الفضيل ابن عياض وكنت اتطير به وبقوله فإن بغداد حبيبه - 00:15:34
الحبيبة تملك على المحب العقل والقول ولكنني مع مرور الايام وتمادي البين وانقطاع الوصل وانبتات العشق ايت الفضيل محقا حين حث على الخروج منها وكره الاقامة بها وابطل الصلاة فيها وجعل مؤذنيها - 00:15:54
اخبث اهلها لانها ارض غصب. ولقد قال سفيان الثوري من قبل المتعبد في بغداد كالمتعبد في الكنيف لكنها رغم ما قالوه او سيقولونه ستظل حبيبة. وانني واياها كما قال الشافعي ما دخلت بلدا قط الا عددته سفرا - 00:16:14
الا بغداد فانني حين دخلتها اعددتها وطنا. وكما قال صاحب بثينة وما زادها الواشون. الا كرامة علي وما زالت محبتها عندي هادي بغداد في رواية مسغبة. طيب ثم قال في البيت السادس وان جد المرء اوطانه من ليس منها ليس من صلبه. اه يعني هو - 00:16:34
هو يقول تفريعا عن البيت الخامس انه او البيت الرابع انه لعل الايام والمصائب الدهر اه تظن ان جد المرء اوطانه ان حظ المرء اه يكون في اوطان عضد الدولة فمن كان في وطن عضد الدولة وهي شيراز فانه مجدود اي محظوظ. بل ليس منها ليس من صلبه - 00:16:56
فمن كان يعيش في غير شراز فكأنه ليس من صلب عاضد الدولة. طبعا كانت عمته من صلبه ولكنها كانت في بغداد فوهم على الموت او وهم على القدر او وهم كما يعني باللغة الشعرية نحن لا لا نتدخل في القضية الدينية على الدينية يعني آآ - 00:17:20
ابرأ الى الله مما يسيء الى معتقداتنا الدينية في اية حال وفي اي وتحت اي ظرف لكنني اشرح التوسع في المعنى على المجاز ان ان لما رآها مقيمة في بغداد بعيدة عن شيراز برأي المتنبي ان شيراز هي اوطان ها ان من يعيش في شيراز يعيش محمية من الموت - 00:17:40
بسبب وجود عضد الدولة فيها. فهو محظوظ. وان جد المرء اوطانه الهاء عائدة على عضد الدولة. اوطان عضد الدولة التي يعيش فيها او يقيم فيها. بل ليس منها ليس من صلبه. فمن كان يعيش في غيرها فهو ليس من صلب عضد الدولة فيمكن للموت ان يقضم روحه. ثم قال في البيت - 00:18:00
سابع اخاف بما انه الامر كذا بما ان الامر كذلك ان البلد الذي يقيم فيه عضد الدولة يكون اهله محميين من الموت فقال اخاف ان آآ ظن الناس ذلك على الحقيقة فاخاف مما يخاف المتنبي في البيت السابع ان تفطن اعداؤه تتفطن - 00:18:20
اعداء عبر الدولة فيدفنوا فيسرع خوفا الى قربه. فيسرع خوفا من الموت الذي يلاحق الناس في كل الاوطان الا الوطن الذي يعيش فيه عضد الدولة فيتركون الاوطان المحيطة ويأتي اعداؤه اليه طمعا في آآ - 00:18:40
او ان يحميه من الموت او لاعتقادهم ان الموت لا يزور البقعة التي يعيش فيها عضد الدولة. اذا اخاف ان تفطن اعداؤه خوفا الى قربه. دعونا نتوقف عند هذا البيت في هذه الحلقة نلقاكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة الحلقة العشرين بعد المائة. فالى ذلك الحين - 00:19:00
كن في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:19:20
كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)