كرسي المتنبي (شرح ديوان المتنبي)
التفريغ
الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اجمعين. اهلا وسهلا ومرحبا بكم. الى حلقة جديدة من برنامج شرح ديوان المتنبي الموسوم بكرسي المتنبي ونحن الان بحمد الله تعالى في الحلقة الرابعة والاربعين بعد المئة وقد وصلنا الى البيت السابع عشر في القصيدة التاسعة - 00:00:00ضَ
خمسين قال المتنبي له من كريم الطبع في الحرب منقض ومن عادة الاحسان والصفح غامد. ولما رأيت الناس دون محله تيقنت ان الدهر للناس ناقد. احقهم بالسيف. من ضرب وبالامن من هانت عليه - 00:01:30ضَ
واشقى بلاد الله من الروم واهلها بهذا وما فيها لمجدك جاحدوا شننت بها الغارات حتى تركتها وجفن الذي خلف الفرنجة شاهد. مخضبة او مخضبة والقوم صرعى كانها. وان لم يكونوا ساجدين - 00:01:50ضَ
اجدوك تنكسهم والسابقات جبالهم وتطعن فيهم والرماح المكايد وتضربهم هبرا وقد سكنوا كما سكنت بطن التراب الاساود. اذا قال في البيت السابع عشر له والهاء عائدة على سيف الدولة الذي - 00:02:10ضَ
اذا كرهوا في البيت السادس عشر. فلما قال في البيت السادس عشر فلا تعجبا ان السيوف كثيرة ولكن سيف الدولة اليوم واحد. سيف الدولة قل له اي لسيف الدولة من كريم الطبع اي من صفاته او من طبعه الكريم. فهو مطبوع على الكرم في الحرب منتظن. اه - 00:02:30ضَ
يعني اذا وقعت الحرب انقضى السيف. واذا صار العفو والاحسان للناس اغمد السيف. فهو قارن بين بين انقضاء السيف وانتظاء السيف تجريده من غنده. انقضى السيف اشهره واخرجه من غمده وجرده من هذا - 00:02:50ضَ
فقال له اي لسيف الدولة من كريم الطبع اما من البيانية هنا او يعني ابتدائية من كريم الطبع في قرب منتض فهو لا يجبن في الحرب اذ ينطي سيفه ولكن في حالة الصفح والاحسان والسلم والعفو على الناس فانه يغمد هذا السيف - 00:03:10ضَ
يبدله او يعني يستخدم بدلا منه العفو والاحسان. مم. ومن عادة الاحسان والصفح غامد ثم قال في البيت آآ الثامن عشر ولما رأيت الناس دون محله اه هو فوقهم جميعا كلهم دونه - 00:03:30ضَ
فقال ايش قال؟ ولما هاي لما الشرطية ولما رأيت الناس دون محله شو صار؟ تيقنت ان الدهر الزمان للناس ناقد والناقد المختار الذي اه شو النقد هو اصلا؟ اصلا النقد في اه يعني - 00:03:48ضَ
في العربية بالاساس تمييز الرديء من الجيد وكيف تميز الرديء من الجيد؟ انك انت ايش بتيجي بتلمسه بتشمه بتحسه او اتعض عليه باسنانك اذا كان مثلا شيئا طعاما تشم رائحة اه فانت بالاخير تختار بعد النقد اه فانتقد اختار بعد - 00:04:08ضَ
عند التمحيص فالدهر كانه عجم عض القادة آآ ميز بينهم شم رائحتهم جميعا. آآ رآهم وميز بينهم قدك انت اي اختارك من بينهم. هو قال في القصيدة السابقة التي شرحناها. قال تحمل اغمادها الفداء لهم فانتقدوا الضرب - 00:04:28ضَ
صاروا الضربة كالاخاديد تحمل اغنادها الفداء لهم فانتقدوا الضرب كالاخاديد. فهو بقول لما رأيته فوق الناس جميعا ايقنت ان الدهر يختار امراءه وسلاطينه وملوكه الخالدين. فاختار سيف الدولة لانه يعرف ان فيه من الصفات ما ليس في الاخرين - 00:04:49ضَ
فقدمه على الاخرين فكان الاخرون كلهم دونه ثم قال في البيت التاسع عشر احقهم بالسيف اي بهذا اللقب او بهذه المنزلة او بهذه السلطة او بهذه المملكة او بهذه الامارة - 00:05:09ضَ
حقهم بالسيف بالقوة. هم. من الذي ضرب الطلا والطلا معت الرقاب مفردها طلية فقال لك احقهم بالعزة والقوة والسلطة وان يكون اميرا ذلك الذي يضرب اي يكون فارسا شجاعا في المعركة - 00:05:24ضَ
واحقهم بالامن من هانت عليه الشدائد. من رأى الشدائد الخطوب المصائب من رآها هينة بسيطة لا توقفه ولا تبطئ من سير آآ عمله ولا من نضاله ولا من تفرد آآ مملكته وقوتها وتوسعها وتمددها - 00:05:44ضَ
وبالامن من هانت عليه الشدائد. وابو تمام قال معنى قريبا من ذلك حين قال ا بصرت بالراحة الكبرى فلم ترها تنال الا على جسر من التعب. فالتعب تقارب الشدائد. فانت تريد الراحة الامن - 00:06:07ضَ
الراحة والامن لا تأتي الا بعد شدة وتعب او المعنى الاخر انه لا يكترث بهذه الشدائد ما بتجعله توقفه او تحزنه او يعني آآ تقسم ظهره ولذلك ايش قال المتنبي نفسه اذا اردنا ان نفسر المتنبي بالمتنبي قال لا تلقى دهرك الا غير مكترث ما دام يصحب فيه - 00:06:26ضَ
روحك البدن ثم قال في البيت العشرين واشقى بلاد الله مرهوم اهلها. يعني اكثر بلاد الله شقاء الذين يسكنونها من الروم؟ ما الروم واهلها؟ بحكاية بلاد الروم هي اشقى بلاد الله. طب ليش - 00:06:49ضَ
اشمعنى يعني هو غاوز مع المسلمين ضدهم يعني؟ او غاوز مع الله يعني اه يمالي او يحابي اناسا دون اخرين هو سيفسر قليلا الدماء لما قال ذلك؟ وطبعا بلاد الروم اللي هي شمال سوريا يعني كانت بزنطتها وما حولها وانطاكيا وهكذا - 00:07:06ضَ
وسيقول هو اه مناطق كثيرة اخرى في هذه القصيدة. واشقى بلاد الله مروم اهلها. يعني اشقى بلاد الله التي يكون اهلها روما اه يكونوا واهلها روما اه بهذا شغل فين؟ السبب الاول ليش العنان شقيا؟ السبب الاول لان عدو الروم الاول - 00:07:26ضَ
هو سيف الدولة فمن اجل ذلك كل رومي هو شقي لانه يتوقع في اي لحظة ان يغير عليه سيف الدولة بجيشه فهو لا يعيش حياة طبيعية ولا حياة هانئة فحياته شقاء. هذا السبب الاول. والسبب الثاني سبب ديني وايماني ان هذه البلاد بلاد كفر. بلاد الشرك - 00:07:46ضَ
لانه مشركون ويشركون بالله تعالى فقال هم اشقياء لان المشركين اشقياء. هم. لكن قالوا ومع ذلك مع انك يعني عدوهم الاول وانك آآ يعني تصيبهم بالشقاء الا انهم لا يجحدون ولا ينكرون مكانتك. مو فضلك فقط - 00:08:08ضَ
وقوتك والمنزلية التي تبوأتها او بوأها لك الله او الدهر. قال وما فيها يعني في هذه البلاد ايه ده على بلاد الروم وما فيها لمجدك جاحد. لمجدك لسلطانك وشجاعتك. جاحد منكر - 00:08:28ضَ
صحيح انك عدوهم وانك تنزل بهم الموت والقتل والشقاء الا انهم لا يجحدون ولا ينكرون فضلك. ثم قال في البيت الواحد والعشرين شننت بها يعني قمت اه اعلنت عليهم الحرب اه الغارات حتى تركتها الهاء عائدة على بلاد الروم. اه على - 00:08:46ضَ
على على حتى اتركتها وجفن الذي خلف الفرنجة شاهد. طبعا الفرنجة بالفتح وليست الفرنجة لانه الفرنجة الجنس اللي هم الروم يعني لكن الفرنجة حسب ما اورده العقبري والواحدي هي بلدة او قرية في اخر بلاد الروم. فقال لك اللي ابعد الناس عنا - 00:09:06ضَ
ليش؟ لسببين اولا خائفين خائفون ان تأتيهم مع انك بعيد جدا. هم في اقصى بلاد الروم وانت في البلاد العرب قال فهم لا ينامون الاجساد ها وخلف وجفن الذي خلف الفرنجة سائد. فهذا اول شيء يخافونك - 00:09:26ضَ
ان تأتيهم مع انك بعيد عنهم. والامر الثاني انهم بعثوا بابنائهم وابائهم وازواجهم الى المعركة. فهم لا ينامون هنا اللي يترقبون هل يعود ابناؤهم واهله من المعركة سالمين؟ ام انهم سيقتلون في المعركة؟ فهم لا ينامون الليل؟ فانت يعني - 00:09:46ضَ
في قلق وخوف ورعب وذعر واضطراب لم يعيشوه قبلك. فهذا يريد ان يدلل على شجاعته وعلى ايضا بأسه. وان انه رعب وذعره ماشي داخل ارض. او لابعد مكان. هم. ثم قال في البيت الثاني والعشرين مخضبة. اذا انت قرأتها بتنوين الفتح - 00:10:06ضَ
فتريده على الحال اي البلاد تخضبت بالدماء. مخضبة اي تخضبت بالدماء اي اصطبغت بالدماء لكثرة ما سال من القتلى في آآ مناطقها او في احيائها. ولو قلت مخضبة يعني هي مخضبة. قصد هذه البلاد مخضبة فتكون خبرا لمبتدأ محذوف - 00:10:26ضَ
مقدر ان السياق تقديره هي او هو اما بالفتح او بتنوين الفتح فتكون حالا للبلاد او آآ لبلاد الروم. مخضبة والقوم صرعى. القوم صرع مصروعون في فيها مقتولون كأنها الصرعة كأن هؤلاء القتلى الصرعى. وان لم يكونوا ساجدين مساجد - 00:10:46ضَ
قال لشدة القتل فيهم سقطوا فبعضهم سقط على وجهه اه فمنظره كأنه ساجد وهو ليس بساجد لانه اصلا مشتي ولا يسجد لله تعالى او صلاته ليست على هذه الهيئة. فقال وان لم يكونوا ساجدين مساجد. اه اذا مخضبة والقوم - 00:11:09ضَ
مصارعة كانها وان لم يكونوا ساجدين مساجد ثم قال في البيت الثالث والعشرين تنكسهم نكس العلم يعني انزله. والسابقات جبالهم. السابقات الخيول السابقة السريعة. مرت ايضا سابقا معنا. هم. جبالهم - 00:11:29ضَ
شبه خيولهم او شبه خيولهم بالجبال او شبههم فوق الخيول بالجبال. فهيئتهم وهم يركبون الخيل انهم جبال فوق هذه الخيل. فانت ماذا فعلت؟ نكستهم اه طلبتهم بالسيوف وطعنتهم بالرماح فسقطوا عن ظهور هذه الخيل فكأنها جبال سقطت. والسابقات جبالهم وتطعن فيهم - 00:11:49ضَ
الرماح. والرماح مكايد. يعني كيدك لهم هو الرماح التي تطعن فيهم. اه مكائدك اه تدبيرك الحرب او يعني مش قل في الحديث اه الحرب خدعة فخدعتك في الحرب هي الرماح التي تأتيهم على غفلة - 00:12:14ضَ
وتطعن فيهم والرماح المكايد. ثم قال في البيت الرابع والعشرين وتضربهم هبرا. وقد سكنوا الكدى والهبر اللحم يعني وين تضربهم؟ يعني بتيجي على المكان المكتنز من اجسادهم فتضربهم لكي يعني يغوص السيف او الرمح في آآ لحمهم - 00:12:34ضَ
عميقا وقد سكنوا الكدى. والحال ايضا. والكدى جمع كدية والكدية الارض الصلبة. اه وقد سكنوا الارض الصلبة كما سكنت بطن التراب الاساود كما سكنت الاساود والاساود جمع اسود وهو نوع سام او آآ - 00:12:54ضَ
يعني صعب من الايه؟ من الافاعي وتجمع على اساور مثل هذا البيت وتجمع على سودان مثل البيت الذي شرحناه آآ اتاني وعيد الادعية الذي قاله المتنبي في قصيدة سابقة اتاني اعيد الادعية اي انهم اعدوا لي السودان في كفر عاقبي. هم. اذا وتضربهم هبرا وقد سكدوا الكدى - 00:13:14ضَ
فانت تعمل فيهم السيف والرمح حتى يغوص في اجسادهم عميقا وقد سكنوا في امكنة صلبة من الارض منقطعة قليلة قليلة البشر ويريد ان يدل على ذلك على انه قتل اناس اشداء معتادين على الارض الخلاء والصلبة والتي لا مظاهر حياة فيها - 00:13:34ضَ
هم معتادون او مهيئون او مجهزون للحرب ولكنك ضربتهم فهم على شجاعتهم كنت انت اشجع منهم. وهم على بطولتهم كنت انت اكثر بطولة منهم شبههم وهم يسكنون في هذه الاراضي الصلبة القليلة الحياة كما تسكن الافاعي في بطن التراب. اذا دعونا نتوقف - 00:13:54ضَ
عند هذا البيت الرابع والعشرين من هذه الحلقة الرابعة والاربعين بعد المئة. التقيكم ان شاء الله تعالى في البيت الخامس والعشرين في الحلقة من هذه القصيدة في الحلقة الخامسة والاربعين بعد المئة فالى ذلك الحين اترككم في رعاية الله. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته - 00:14:14ضَ
- 00:14:34ضَ