التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة. اما بعد اوصيكم ونفسي ايها المسلمون بتقوى الله تعالى. ايها المؤمنون ان من اعظم نعم الله تعالى على - 00:00:00ضَ
عبادة ان عرفهم ما شاء من اسمائه وصفاته. ليكون العلم بها وسيلة لدعائه وسببا في خشيته والخوف منه ومن لقائه. ولذا كان مقام الاحسان ان تعبد الله وكانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. كان هذا المقام اعظم مراتب الدين على الاطلاق - 00:00:20ضَ
لان العبد يستشعر فيه نظر الرب جل جلاله فصار في مقام المراقبة الذي هو من اشرف مقامات العبودية واجل منازل السائرين في مدارج اياك نعبد واياك نستعين. ان استدامة علم العبد بمراقبة الله له - 00:00:51ضَ
وتيقنه واطلاعه على ظاهره وباطنه هي ثمرة علمه بان الله رقيب عليه. ناظر اليه سامع لقوله مطلع على خفايا قلبه ويراقبه في كل طرفة عين. اننا اليوم يا عباد الله احوج ما نكون - 00:01:17ضَ
الى ان نذكر انفسنا جميعا المتحدث والسامع بهذا المقام وبهذه العبودية خصوصا في وقت تفجرت فيه وسائل الدعوة الى النظر الحرام. وكثرت في الاسفار الفردية التي يسول للانسان فيها ما لا يسول له اذا كان في الحظر. ومهما كثرت - 00:01:43ضَ
وسائل التي يحتاط بها العبد فليس ثمة شيء يحول دون ذنوب الخلوات اعظم من استشعار رقبة رب الارض والسماوات. ايها الاخوة اننا اذا قلبنا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه - 00:02:13ضَ
وجدنا الوانا من تربية المؤمنين على هذه العبودية. وحثا على التحقق بها اذ هي اعظم الكوابح واقوى الموانع حين يخلو العبد بمحارم الله تعالى. ان من اعظم اعظم الدروس التي يخرج بها القارئ لقصة يوسف عليه السلام. هو درس المراقبة في لحظة القدرة - 00:02:33ضَ
على المعصية اشد ما تكون القدرة. فهو المدعو للمعصية. ومن قبل امرأة ذات منصب وجمال قد دونه الابواب وقد عومل معاملة رقيق. وهو شاب في قوة شبابه. جميل من اجمل عباد الله تعالى. ومع هذا يطلقها عليه الصلاة والسلام. قائلا معاذ الله - 00:03:03ضَ
معاذ الله انه ربي احسن مثواي. وحين يشتد الحر يوم القيامة على الخلائق في الموقف. وتدنو الشمس من الخلائق قدر ميل. بعد ان كانت في الدنيا تؤذيهم بحرها وهي عنهم قرابة مئة وخمسين مليون كيلو متر. حين يشتد الحر على الخلائق في ذلك اليوم - 00:03:33ضَ
العظيم وهم حفاة عراة غرل في يوم كان مقداره خمسين الف سنة في هذا الموقف الذي لا يأكلون فيه اكلة. ولا يشربون فيه شربة. يخلق الله تعالى ظلا يستظل به طائفة من الناس يتقون به حر ذلك اليوم. ومن هؤلاء الذين ينالون شرف الاستظلال - 00:04:03ضَ
ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. ورجل ترى الله خاليا. ففاضت عيناه. ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه. انه احد السبعة الذين يظلهم الله في ظله كما قال عليه الصلاة والسلام - 00:04:33ضَ
انه رجل يخشى الله في سره. ويراقبه في خلوته. فافضل الاعمال خشية الله في السر العلن وخشية الله في السر انما تصدر عن قوة ايمان ومجاهدة للنفس والهوى. فان الهوى يدعو في الخلوة الى المعاصي - 00:05:03ضَ
ولذا قيل من اعز الاشياء الورع في الخلوة ايها الاحبة ان قوله عليه الصلاة والسلام ورجل ذكر الله ذكر الله بماذا؟ ابقلبه؟ ام بلسانه؟ والجواب ذكر الله بقلبه ولسانه. فذكر - 00:05:27ضَ
القلب ان يذكر العبد في تلك اللحظة عظمة الله وبطشه وانتقامه وعقابه فينشأ ومن ذلك بكاء او فيضان لدمع العين وهو بكاء الخوف من مقام الله من مقام الله وهيبته وخوفه - 00:05:51ضَ
والقلب في هذه اللحظة ايضا قد يذكر الله ذكرا يذكره جمال الله وكماله وبره ولطفه وكرامته بانواع البر والاوطاف. وما اعده الله لمن خاف مقامه يوم القيامة. فينشأ هنا بكاء - 00:06:14ضَ
او دمع من العين ينزل بكاء هو بكاء الشوق. الشوق الى لقاء الله عز وجل ويذكر الله تعالى ويذكر القلب الله تعالى في هذا المقام ايضا. حياء حياء ان يرى - 00:06:37ضَ
حيث يكره الله سبحانه حياء ان يراه الله تعالى في مقام لا يرضاه ويكرهه. كما ان اللسان في هذا الموضع يذكر الله عز وجل حينما تهم نفسه بالمعصية فيستغفر ويسبح - 00:06:58ضَ
يسبح الله عما لا يليق به. ومن ذلك ان يعصى وهو الذي ينعم. وان يعصى وهو الذي يكرم. وان يعصى وهو الذي دام ستره فيما مضى. يذكر الله بلسانه مستغفرا. كما قال سبحانه عن المتقين الذين - 00:07:18ضَ
يدخلون الجنة والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله ثم ماذا يترجم هذا الذكر فاستغفروا لذنوبهم وانظر الى روعة التعبير القرآني. حينما جاءت الفاء التي تشعر استغفارهم عندما يقع منهم ما يقع. ذكروا الله فلما ذكروه استغفروا لذنوبهم. ومن - 00:07:38ضَ
يغفر الذنوب الا الله. ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. ايها المسلمون ان ذنوب الخلوات افسدت كثيرا من القلوب حين اهمل اصحابها مراقبة الله ونظره اليهم. فصارت هذه الذنوب مع - 00:08:08ضَ
الاصرار عليها سببا في فقد لذة الطاعات. وقحوط العين وقسوة القلب والكسل عن الطاعات والباطنة. ومن قرأ كلام العلماء عنها في قديم الزمان. فانه يتساءل ويتعجب في الوقت ذاته كم كم كانت نسبة المعاصي التي يخلو بها العبد في زمانهم بالنسبة الى زماننا؟ وماذا سيقولون - 00:08:28ضَ
لو ادركوا هذا الزمان الذي اصبح الانسان فيه اذا اغلق الباب على نفسه صار منفتحا على العالم يقول ابن الجوزي رحمه الله متحدثا متحدثا بتألق عن هذا المعنى فيقول ورأيت اقواما من المنتسبين الى العلم اهملوا نظر الحق عز وجل اليهم في الخلوات. فما - 00:08:58ضَ
محاسن ذكرهم في الجلوات. فكانوا موجودين كالمعدومين. لا حلاوة لرؤيتهم. ولا قلب يحن الى لقائهم فالله الله في مراقبة الحق سبحانه. فان ميزان عدله تبين فيه الذرة وجزاؤه مرصد للمخطئ ولو بعد حين. وربما ظن الغافل والمغرور انه العفو. وان - 00:09:28ضَ
والامهات وربما ظن المغرور انه العفو وانما هو الامهال فلذنوب عواقب سيئة فاياكم والاغترار بحلمه وكرمه. فكم استدرج وكونوا على مراقبة الخطايا مجتهدين في محوها. وما شيء ينفع كالتضرع مع الحمية عن الخطايا. ولقد - 00:09:58ضَ
قال بعض المراقبين لربهم سبحانه قدرت على لذة ولم تكن بكبيرة من الكبائر. فنازعتني نفسي تنازعتني في نفسي اليها اعتمادا على انها من الصغائر. وعظم فضل الله تعالى وكرمه فقلت لنفسي - 00:10:50ضَ
ان غلبت هذه فانت انت. واذا اتيت هذه فمن انت؟ وذكرتها حالة اقوام كانوا يفسحون لانفسهم في المسامحة كيف انطوت اذكارهم؟ وتمكنت عقوبة الاعراض عنهم منهم فارعوت ورجعت نفسه عما همت به - 00:11:13ضَ
ايها الاخوة كم من مؤمن بالله عز وجل يحترمه عند الخلوات يترك ما يشتهي حذرا من عقابه او رجاء لثوابه او اجلالا له فيكون بذلك كانه طرح عودا هنديا على مجمر فيفوح طيبه ويستنشقه الخلائق ولا يدرون اين هو. وعلى قدر المجاهدة في - 00:11:36ضَ
ترك ما يهوى تقوى محبته. وعلى مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك. يزيد الطيب ويتفاوت وتتفاوت العود. فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص. والسنتهم تمدحه. ولا يعرفون لما لا يقدرون على وصفه لبعدهم عن حقيقة معرفته. وعلى عكس هذا وما زال الكلام ابن الجوزي رحمه الله - 00:12:06ضَ
وعلى عكس هذا من هاب الخلق ولم يحترم خلوته بالحق سبحانه. فانه على قدر مبارزته بالذنوب وعلى مقادير تلك الذنوب تفوح منه رائحة الكراهة. فتمقته القلوب. فان قل مقدار ما جنى - 00:12:37ضَ
قل ذكر الالسنة له بالخير. بقي مجرد وبقي مجرد تعظيمه. وان كثر كان قصارى سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه. ورب خال بذنب كان سبب وقوعه في هوة شقوة في عيش الدنيا والاخرة. وكأنه قيل له ابق بما اثرت. فيبقى ابدا في التخبيط - 00:12:57ضَ
فانظروا اخواني الى المعاصي كيف اثرت وعثرت ورضي الله عن ابي الدرداء اذ يقول ان العبد لا يخلو بمعصية الله فيلقي الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر. يخطب ابن الجوزي رحمه الله يختم - 00:13:27ضَ
ابن الجوزي رحمه الله موعظته هذه فيقول فتلمحوا ما سطرته واعرفوا ما ذكرته ولا تهملوا ولا سرائركم. فانما الاعمال بالنية والجزاء على قدر الاخلاص. انتهى كلامه رحمه الله وبه تنتهي هذه الخطبة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني واياكم ونفعني واياكم - 00:13:47ضَ
نفعني واياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم. اقول ما تسمعون واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه استغفروه انه هو الغفور الرحيم. فان الاقبال العالمي ونحن جزء - 00:14:17ضَ
من هذا العالم على الشبكة العالمية الانترنت بمختلف صفحاته ومواقعه جعل البصر على حافة الخطر فكثرت شكوى الصالحين فضلا عن غيرهم عن تفلت النظر عن تفلت النظر وانسياق الى الحرام يتحدثون حديث المكتوين بنار تقليب تلك الصفحات والمواقع. كم شكى عدد من الشباب - 00:14:37ضَ
من الشباب الطيب كم شكوا من فقد لذة العبادة التي كانوا يجدونها؟ وكم حرموا من قيام ليل كانوا يرونه جنة جنة قلوبهم في هذه الحياة المنغصة. كم من شاب نسي ما - 00:15:07ضَ
احفظوا من كتاب الله تعالى بسبب هذا النظر. وكم وكم فتحت لهم هذه المعصية ابواب اخرى من المعاصي وكم هوت قلوب بسبب هذه المناظر من علياء التألق الايماني الى درك بل دركات من الهم والغم. كم ابعدتهم تلك المناظر والنظرات عن مجالس الاخيار - 00:15:27ضَ
لشعورهم بتأنيب داخلي وتناقض بين الظاهر والباطن. فقادهم هذا الانقطاع الى الارتباط صداقات جديدة حببت لهم المنكر او قربتهم له. وانستهم مجالس الذكر والعبر والعظات. ان من المهم يا عباد الله ان يتدارك الانسان نفسه اذا شعر اذا شعر انه وظع نفسه على هذا الطريق - 00:15:57ضَ
قبل ان يتدارك نفسه قبل ان يصطدم بجدار الموت او يستمر حجب قلبه والعياذ بالله ومن اعظم الامور المعينة على تدارك هذا الامر. ان يستشعر العبد مراقبة الله له. وان يتخيل نفسه - 00:16:27ضَ
لو دخل عليه رجل من كرام عشيرته ورآه على معصية ما. ما حاله؟ الله اولى بهذا الحياء وليحذر وليحذر ان يكون له نصيب من قول الله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله - 00:16:47ضَ
اه وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول. وكان الله بما يعملون محيطا. ومن ايضا ان يتذكر الانسان ثمرة الخوف من الله في الخلوات. فان ذلك يورث عز الدنيا والاخرة - 00:17:07ضَ
قال تعالى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فان الجنة هي المأوى اه بل ليست جنة واحدة بل هي جنتان. ولمن خاف مقام ربه جنتان. نسأل الله - 00:17:27ضَ
من فضله. ثالثا البعد بل الحذر من الاقتراب. من كل ما يمهد السبيل للنظر الحرام. واغلاق الباب مبكرا. ولذا جاء التعبير القرآني في النهي عن الزنا بقوله ولا تقربوا الزنا. ولم - 00:17:47ضَ
قل ولا تزنوا لان الزنا غالبا ما تصحبه مقدمات. ومن اخطرها امثال هذه المواقع الفاجرة رابعا التفكر فيما يفوت المطلق لبصره ما يفوته من بركات واثار على القلب. والتي لو لم يكن منها الا ضعف او فقد التلذذ بالعبادة التي شكى منها كثيرون. والله لو - 00:18:07ضَ
لم يكن في اطلاق النظر الا فوات لذة الا فوات لذة العبادة. لكفى بها حسرة لكفى بها حسرة ولا عجب فان اعظم عذاب الروح انغماسها وتدسيتها في اعماق البدن واشتغالها بملاذ - 00:18:37ضَ
به وانقطاعها عن ملاحظة ما خلق له. وهيئت له. لكن سكر الشهوات يحجبها عن مطالعة هذا الالم والعذاب. فاذا صحت من فاذا صحت من سكرها. وافاقت من غمرتها. اقبلت عليها جيوش الحسرات من - 00:18:57ضَ
كل جانب فحينئذ يتقطع قلبه حسرات على ما فاته من كرامة الله وقربه والانس به اللهم زهدنا. اللهم زهدنا في معاصيك. اللهم زهدنا في معاصيك. اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا - 00:19:17ضَ
بنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعلنا من الراشدين - 00:19:37ضَ